الاثنين، 26 ديسمبر 2016

حكي فاضي

أنا بأعتبر إن أنا والكتابة سيبنا بعض، مش متأكدة مين اللي أخد القرار لكن عارفة النهاية. زي حاجات كتير في حياتي، أو خلينا أكثر دقة ونقول زي "كل" الحاجات اللي في حياتي.
لما فكرت ليه بطلت أكتب، وبعيدًا عن الإجابات العميقة بتاعت إني خايفة أواجه نفسي، أو معنديش وقت، الحقيقة إني بس دايمًا مستنية من نفسي أكتب حاجة مثالية. بتقول كل حاجة بالظبط وبتوصف بدقة وبتطلع بنتايج هايلة عن أسرار الكون وإجابات كل الأسئلة اللي بتطلع في دماغي من وقت للتاني. وده عمره ما هيحصل. علشان كده بطلت أكتب وأنا عارفة إني مكونتش بأكتب عمومًا يعني من الأول. بس الحياة من غير كتابة سيئة، أسوأ حتى من كونها سيئة. أنا كمان مبحبش الناس اللي تعرفني ومبيسألوش عليا ييجوا هنا يقروا أنا كاتبة إيه عن حياتي ويمشوا. طب وأنا يا ولاد ال..؟ مش هتسألوا عليا ولا تطمنوني ولا تفهموا أي حاجة من اللي أنا بأقوله؟ ومبحبش الناس اللي ميعرفونيش برضه ييجوا يشوفوا كل حاجة كده. بأحس إني مكشوفة.
عمومًا، أنا قررت أكتب النهارده كل كلمة هتيجي في بالي زي ما هي، من غير إيديت، مش هأشيل كلمة وأحط كلمة تانية مكانها علشان بتعبر أكتر. هأكتب الكلام زي ما بيطلع. ومش هأختصر الجمل، ولا أشيل منها، ولا هأعمل أي حاجة غير إني أكتب.

..

على عكس المتوقع، أنا حصل في حياتي حاجات كتير الفترة اللي فاتت. صحيح مش كتير يعني بالمعنى اللي هو حاجات تستاهل تتحكي. لكن هي حاجات وحصلت وخلاص وده مش طبيعي بالنسبة لواحدة حياتها ماشية زي .. مش عارفة زي أيه والله بس عايزة أجيب تشبيه يدل على إنها مش ماشية خالص.
وطبعًا لأني مبكتبش، فأنا مش فاكرة تسعين في المية من الحاجات دي.. بأحاول أوثق الأحداث بالصور بس برضه بأفضل في رصد التفاصيل.
الدكتورة التانية شايفة إن الحياة الناشفة متقلش في إحداث الضرر عن الحياة القاسية العنيفة. هو نوع من أنواع العنف على حد قولها. التجاهل أو الإهمال. مش عارفة محتاجة كام دكتورة علشان أجمَّع كل حتت البازل وأعرف إيه المشكلة بالظبط في آخر حلقة.
فيه خرم في دماغي بيسرَّب الأفكار اللي بتضايقني أول بأول، هو أشبه بالمزراب القديم بتاع البلكونات ده، عمر ما كان عندنا زيه فكنت بأنبهر جدًا بالفكرة. كل الميَّة الزيادة اللي في البلكونة لما نمسحها هتوديها فين؟ بسيطة، نخرم خّرم في الحيطة ونرمي كل المية في الشارع غير مباليين بأي حد معدي في الشارع.. الله بجد .. مخترع الفكرة دي هو بطلي المثالي. أنا بقى عندي مزراب في دماغي بيرمي كل الأفكار الحقيقة (مش السيئة بس) أول بأول. فبالتالي مبيفضلش في دماغي أي شيء.
بطوط شخصية طيبة وهبلة جدًا، أنا بحبها، وفي نفس الوقت مبعرفش ابقى قريبة من ناس.
شيلدون بقى شخص غامض وأنا غبية إجتماعيًا إلى أقصى درجة، مبقدرش أفهم الكلام اللي بيتقال، ما بالك بالكلام اللي مبيتقالش.
معرض الكتاب، الفترة اللي مكتبتش عنها أبدًا دي ومدركة لضرر عدم التوثيق دلوقتي. عندنا معرض كتاب تاني مش عارفين ننزله ولا مننزلوش. الحياة قاسية فعلًا.
الأطفال بتكرر مأساة 118 مادة قبلها، أو فعليًا 27 مادة تحديدًا لو حسبناها من أول ثانوية عامة كرايسيس. فعادي مش هنقلق إننا رايحين في داهية. إتس أوكي.
بور سعيد واسكندرية وشرم الشيخ، الراجل بتاع الشاورما اللي في رمسيس، حفلات توقيع عمر طاهر اللي آخرهم "صنايعية مصر"، ال"ي" اللي طايرة في الكارت،

...

أنا غيَّرت شكل المدوَّنة مبدأيًا كده أي حاجة، حاجة زي تغيير عتبة يعني يمكن النحس يتفك.

الجمعة، 26 أغسطس 2016

الأسود لا يليق بكِ




أطرد نفسًا عميقًا من صدري وأرجو أن يخرج معه الدخان الذي احتل رئتاي بالكامل، حتى ما عدت أجد الأكسجين الكافي لأبقى على قيد الحياة. أحاول أن أرى من خلال تلك البقع السوداء التي تملأ مجال رؤيتي، تستمر بمطاردتي، تغطي على ما خلفها، وتحتل الصورة تمامًا، حتى أستسلم وأغمض عيناي وأفكر في الأيام الخوالي، حين كنت أتمتع برؤية جيدة والقدرة على التنفس.

...

أجد نفسي وحيدة كليًا، أقضي الكثير من الليالي الخاوية، والأيام كذلك.
أفكر: لأكن وحيدة حرفيًا، لأهرب، لأدفن نفسي -معنويًا- في بيتٍ خالي، لا أميِّز فيه الليل من النهار، ولا الأيام من بعضها البعض. أقضي فترة زمنية لا أعرف طويلة كانت أم قصيرة. ثم أعود مجددًا لدائرة اللاشيء.
أحاول أن أنسى.
أحاول أن أتأقلم.
لكنني لا أرى إلا كل ما يدفعني للجنون.
أحاول ألا أفكر.
لا فائدة.
أعود إلى البيت الخالي.

...

تخبرني الطبيبة الرقيقة بإبتسامة هادئة أن كل ما أحتاج إليه هو أن أثق بنفسي.
تخبرني الطبيبة الرقيقة بإبتسامة هادئة أن كل ما أحتاج إليه هو شيء لن يحدث.

...



...

كريستينا يانج لم تكن يومًا شخصيتي المفضلة، بالعكس، لقد كرهتها. كنت أرى فيها كل شخص أكرهه في الواقع، المتدربة المجتهدة حتى السخافة، التي لا ترى لأي شيء أهمية سوى نفسها. التي لا تعرف كيف تكون في علاقة إنسانية واحدة سليمة.
الآن، كريستينا يانج هي الشخصية التي أتذكرها بوضوح.
عزيزتي كريستينا،
لقد علمتيني أن كل ما نراه أكبر فرصة في الحياة يمكنه ببساطة ألا يكون كذلك. هناك الكثير لنا في هذا العالم بإنتظار أن نبحث عنه، ما علينا سوى أن نعرف من أين نبدأ، أو أن نستطيع الحركة قبل ذلك.
علينا أن نعرف بالضبط ما نريد أن نحصل عليه، أما عن كيفية الحصول عليه فسيتكفل القدر بذلك.
تقول صديقتي الحسناء في مكانها السري الذي تكتب فيه عندما لا تجد شيئًا تفعله، أن المشكلة في إختلاف فهمنا للنجاح. وأن طموح كل شخص هو الذي يحدد ذلك، وبساطة هذا الطموح لا يجعل منك إنسانًا أقل. 
ألم يكن ذلك خلافِك مع ميريدث؟ كانت تريد عائلة مع نجاحها كطبيبة. وأنتِ رأيتِ ذلك طموحًا أقل؟
أنا لم يعد لي طموح.
أريد فقط أن أتعافى من الذي لا أستطيع أن أصفه، مثلك، عندما استطعتي أن تستمري بالحياة.
أريد أن أتعافى من الإستسلام.
الإستسلام صاحب الفضل في أن ننتظر إنتهاء اليوم، وننام بالأمل أن ينتهي كل ذلك بألا نستيقظ مجددًا.
لا نستطيع القيام بأي شيء مما أردنا فعله، لا نستطيع تحديد مدى أهمية الأشياء التي أردنا فعلها، نبدأ بشطبها واحدة تلو الأخرى ونقتنع بأننا لم نكن نريدها من البداية. نفكر فيما نريده فعلًا ولا نعرف. نبدأ بالمقارنة بحيوات الناس الأخريات ونقتبس منهم، نكتب قائمة بالأشياء التي نريد فعلها، لا نستطيع تحديد مدى أهمية الأشياء التي أردنا فعلها، ..... إلخ.
ولا أعرف هل أتوقع إنتظار يدًا تساعدنا، أم أننا قد تعايشنا مع الوضع وأصبح نطاقنا الآمن.

...


"وهذا الألم الذي حسبت أنه لن ينتهي .. لن ينتهي فعلًا."

...

14-8-2016

...

الأحد، 5 يونيو 2016

المغامرة الأربعة وعشرين*




بخطين حُمر متوازيين على ضهر إيدي الشمال، حواليهم أربع آثار لخطوط مُشابهة، في ليلة أول يوم رمضان بعد الكثير والكثير من العياط لحد النوم، ووجبة دسمة الساعة عشرة بليل، بأكتب للسنة/ المغامرة الجديدة وبأقولها: بالراحة شوية بعد إذن سيادتِك، لو تسمحي.

...

الإدراك اللي بينزل زي الوحي علينا فيخلينا نشوف قد إيه بنسحل الناس القريبين مننا، وفي نفس الوقت مبنعرفش نتسند لوحدنا. فبنقرر نستجدع ونطلب مساعدة، ثم نسحِل الناس وكأنهم عادي المفروض يستحملوا كل هذا الكم من التردد والصمت والتراجع في القرار.

...

"أنا بأعتذرلِك .. عن سكوتي وقت ما تحبي الكلام
وإني عندي شيروفوبيا** ونقص حاد في الإهتمام
وإني دخلتك معادلة ليها أكتر من نهاية
وإني محتاجك بعيدة، بس محتاجلك معايا"


**الخوف من المرح
...

الوقت اللي بتقرر فيه تحط نضارة شوفان كل الحاجات الوحشة مش هتعرف تشوف غيرها، وشوية شوية النضارة هتلزق في وشك ومش هتعرف تقلعها، لو في أول السكة إهرب، ولو خلاص بقى مصيرك تبص ع الورد تقول ده أحمر الخدين.
خلينا نقول بكل بساطة إن السنة اللي عدت دي كانت سنة مميزة، مكانتش حلوة لا سمح الله، كانت بس مختلفة وجربنا فيها حاجات جديدة وقربنا من ناس مختلفة وعرفنا شوية حاجات منمنمة مش عارفة إن كنا هنفضل فاكرينها لحد بكره الصبح.
يكفينا زياردة سينترال بيرك.
بس الشُكر واجب لكل من:
أنا السنة اللي فاتت بالظبط، خالي، هاجر وجدي، هبة منصور، هاجر سامي، مكتبة تنمية بكل العيلة بتاعتها، شكر خاص لخالد وسلمى وشادي وسلامة وآية اللي من غيرهم ولا كنت هأكمل يوم واحد، شكر خاص تاني لشادي، لأماني، ولأمل، ولريم دائمًا وأبدًا.
إن كان فيه ميزة واحدة بس لفكرة الراوندات السنة دي هتبقى إن قدرتي على تذكر الأحداث بقت أسهل بإرجاعها للترتيب الزمني في الراوند بتاعها.
وأهو كله راح على ولا حاجة يعني وكلنا هنموت.
وطبعًا طبعًا شكرًا ميريدث جراي، كريستينا يانج، آليكس كراف، جورج أومالي، إيزي ستيفنز، مارك سلون، ليكسي جراي، ميراندا بايلي، ريتشارد ويبر، جاكسون أفري، وآبريل كيبنر. هونتوا كتير والله.

...

"أنا بأعتذرلك عن وجودي، وبأعتذر ع الغياب
واني مايل لإنعزالي، ومادة خام للإكتئاب
واني زودت ارتباطك بألف حاجة هتسبيها
واني قللت انبساطك بالحياة بوجودي فيها"

...

الدنيا بتخلص.
دي الحقيقة الوحيدة الفاضلة والمهمة دلوقتي، ومن جميع النواحي.
الوقت مبقاش بيعدي بالساعات ولا بالأيام ولا بالشهور، الوقت بقى بيعدي باللوكشة.
لوكشة واحدة كده على بعضها، أيام المدرسة هوب فاتت، أيام الجامعة هوب فاتت، لوكشتين كمان وهننهي دورة حياتنا على كوكب الأرض ونرتقي للخالق وبس كده.
إيه الكروتة دي؟
أنا محدش لفت نظري إن الوقت هيتسرسب من بين إيديا ونفسي هيتقطع وأنا بأجري وراه كده،
يعني إيه شوية عيال في المدرسة بنعد الحصص علشان نخلص اليوم ألاقيهم بيتخرجوا وبيتخطبوا وبيسافروا.
يعني إيه فجأة بقينا "الكبار".
خلينا شوية بس على الأقل نفهم إيه اللي بيحصل.
نفهم إننا عايشين، نستوعب لما اليوم بيعدي وندرك الوقت زي ما المفروض يحصل.
واحدة واحدة يا دنيا والنبي يا شيخة، إصبري بس إنتي مستعجلة على إيه؟

...

صديقي العزيز الخيالي،
الداي دريمنج هيموتني يا علي! طول الوقت فيه حاجات بتحصل في دماغي، طول الوقت فيه مواقف بأتحط فيها وناس بأكلمها، وأنا في الحقيقة عُمري ما كلمتهم أصلًا. طول الوقت فيه ناس بتدخل حياتي، وناس بتخرج من حياتي، وبأواجه الناس اللي مضايقني بكل اللي جوايا.
المُحبط إيه بقى؟ مش إني مقضية 3/4 يومي في أرض الخيال، المًحبط إن هي دي كل آمالي اللي في أرض الخيال!
في صفحة في النوت بوك الفاضية اللي مبعرفش أكتب فيها أنا مش حاسة بإيه، كتبت عنوان my wildest dreams.. جيس وات؟
ماي وايلدست دريمز هي الطبيعي بتاع أي كائن حي عنده تلاتة وعشرين سنة.
ماي وايلدست دريمز إني أحب الكلية وأذاكر، ويبقى عندي أصحاب، وعلاقتي بربنا تتصلح، وأبطل أخاف وآخد خطوة إني أتعلم السواقة، ويبقى معايا فلوس كتير، وأسافر فترة كبيرة وأرجع هنا تاني.
How disappointing.
الفكرة إن هي دي الأحلام الواقعية، لأن أنا مينفعش أحلم إني أروح رحلة للقمر، أو إني أقضي أجازة نُص السنة في باريس، ولا إني أجرَّب أنط من طيارة أو اعمل ويفز سيرفنج -لأن أنا جبانة-.

...

هو إحتمال من إتنين:
-يا إحنا روحنا واسعة أوي ع الدنيا فمفيش حاجة قادرة تشغلها كلها.
-يا إحنا روحنا أصغر من إن أي حاجة تعرف تاخد مساحة فيها.

...

على هامش ورقة في كشكول فاضي:
فراغ- خوف- ملل- حزن- وحشة- حسرة- إحباط- لا مبالاة- وحدة- نبذ- نفي.

...

"متسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا
ومتنتهيش، ده إحنا يادوب ابتدينا"


...

إننا بنكبر دي أكبر خدعة في الدنيا، أنت مش هتاخد بالك طول الوقت لأنها عملية بطيئة ومستمرة، عاملة زي النفس اللي بتاخده أو هي آكتشوالي النفس اللي بتاخده بالضبط علميًا. فأنت عمرك ما -في العادي- بتركز مع نفسك اللي داخل وخارج إلا نادرًا، أو لما حد بيلفت نظرك زي دلوقتي فتبدأ تركز إن فيه شهيق وزفير، وضربات قلب.
فإحنا بنكبر طول الوقت، بس فيه لحظات بناخد بالنا إننا مبقيناش في العمر اللي احنا متخيلينه .. وإننا لما بنبص على ناس تانية بأعمار أكبر دي عمرها ما بتبقى فكرتنا عن نفسنا زي صورتنا عن الناس "الكبار".
النهارده فتحت الفرونت كاميرا وبصيت فيها، قلت "بقى ده شكل واحدة عندها ٢٣ سنة؟" واتخضيت من الرقم لأني لسه واقفة قبل العشرين معديتش الحاجز ده.
أنا أصغر بكتير من إني أبقى هنا ودلوقتي ومعنديش فكرة إيه اللي بيحصل ده.
ده أنا هأبدأ اتكسف أقول سني بعد ما كنت بأقوله بكل فخر، هأتكسف لأني بأكبر وأنا مبكبرش، لأني مبحققش شيء يدل على سني، والرقم ده لا يعنيني في شيء غير إني قضيت المدة دي كلها هنا ومعملتش فيها حاجة.
ولأني متعودة بأقول السن اللي ماشية فيه مش اللي عندي، فأنا بدءًا من النهارده هأقول ٢٤.
٢٤ عفريت أما يركبو.... يركبوا مين؟ مفيش حد يركبوه حتى علشان أدعي عليه.
المهم إن إحنا لسه فينا نفس، لسه بنكبر، لسه فيه كمان كمان كمان ~ ومفيش قدامنا إختيارات.
فاللهم يعني يا رب بلغنا إن مش بس أوقاتنا تحلو، ده العيشة والناس والجو.

الجمعة، 15 أبريل 2016

وأنا مُتعَبة جدًا، ومُتعبِة

أشعر بثقل العالم فوق أصابعي وجفناي بالتحديد.
لا أستطيع الكتابة.
أضغط على الحروف بـ بـُ طـ ء.
لا أستطيع أن أبقي عيناي مفتوحتان.
أفكر فيما يستحق التوثيق أو ما لا يستحق أن يُنسى وحسب.
هل ستكون الأمور بخير يومًا ما؟
يومًا ما.


_____




لو عايزين نحكي حاجة واحدة بس مُهمة حصلت في الأيام اللي فاتت، هتكون إننا بقى عندنا كائن أبيض صغير جميل مكسو بالفرو ملوش اسم، اتفقنا على مضض نسميه "سوكا".
سوكا بتاكل الجبنة النستو من إيدي، بتلعب في هدومي طول الوقت، وبتنام تحت سريري حيث السيراميك الساقع.
..

السنة بتخلص تاني! أربع سنين يا دنيا؟

..

بتوحشيني كتير يا سُعاد،
مش مصدقة إنك دلوقتي مش في بيتك في الجيزة، وإنك في أوضة ضلمة تحت الأرض ملفوفة بقماش.
بيقولوا إنك لازم تحضر الدفنة علشان تصدق إن الحد ده مات، وأنا حضرت غُسلِك ودفنتِك ومقتنعة إنك لسه عايشة.
ملحقتيش تشوفيني، ولا تفرحي بيا زي ما كنتي مستنية .. محدش هيهتم بيا طول حياتي تاني زيك، ولا هيدعيلي كل ده.
محدش غيرك أبدًا.
هأصدق دلوقتي إنك في مكان أحسن وبتتمتعي بعنيكي وودانِك وبتمشي وشايفانا وبتدعيلي ..
أنا محتاجة دُعاكي دلوقتي أكتر من أي وقت، من لما مشيتي وأنا بأعمل الغلط بكل أريحية وبأبعد عن ربنا بالكيلومترات.
إنتي اللي هتدعيلي يا سُعاد، مش أنا اللي هأدعيلك.
..

أفقد القدرة بالتدريج على الحديث.
أضيع بحثًا عن كلمات مُناسبة كل مرة، وأعود من دونها.
أتأمل في وقفات الحديث التي عادةً ما تسبِق هام ما، لكن لا تُفيد.
أيهرب مني الكلام أم أهرب أنا منه؟


..

cause you never think that the last time is the last time. You think there will be more. You think you have forever but you don't."
___________

لماذا أذًا لا أستطيع الإيمان بنهاية سعيدة؟
لا أستطيع الإيمان بالنهايات أصلًا،
ولكن،
إذا كانت هناك واحدة، فلابد لها من أن تكون لطيفة.

السبت، 5 مارس 2016

الإختباء في ميدان عام

اذكر ٣ أسباب للصحيان بتُقل ع القلب.
___
محاولاتي المستمرة للدفع بنفسي في دوائر جديدة تسحب مني أنفاسي بالتدريج، ينقص مني نفس في كل مرة.
تتوالى الفُرص وأتابع الإختباء من الثقب الأسود بداخلي، أختبيء في الحوارات التي لا أعرف عنها شيء، وفي الأماكن التي لم أذهب لها من قبل، أترك في كل مكان فكرة سوداء وأقول: لن أعود إلى هنا مجددًا، إذًا لنلقي بها هنا وندعي أن شيئًا لم يحدث.
أتكلم دون أن أعي ما أنا متكلمة عنه، لا أتذكر بالتحديد فأبدأ بالتوقع والتأليف، لا أوفق في كل مرة وينتج كلامي متناقضًا ينم عن كذب وما هي إلا ذاكرة رديئة أملأ ثغراتها بما أستطيع.
___
١- الخوف من السيناريوهات السيئة.
___
أتلمس خطاي في تكوين صداقات جديدة. أفشل بإستمرار. أتناسى وأبدأ من جديد، أبتعد عما يشكل فكرتي عن شخصيتي وأتصرف بحسب توقعات الآخرين. يرهقني ألا أعرف من أكون. أقول: لا بأس، هناك فرصة التغيير وإحتمال الراحة في قالب جديد. لكن من اخترع القوالب أصلًا؟ أنا لا أريد أن أكون قالبًا.
___
٢- الندم على امبارح والنهارده وبكره وكل يوم.
___
أقف على حافة السقوط أريد أن أسقط، حقًا أريد أن أريح نفسي من عبء الأمل والمحاولة وفعل ما ينبغي علينا فعله، لكن أعرف أنني لم أعاني كل هذا التسلق لأجل أن أتنازل عنه في لحظة.
أقف على حافة السقوط وأرى أن أكبر إنجاز يمكن لي فعله هو أن أظل على حافة السقوط.
___
٣- مفيش حد يسند قلبك لما يتقل عليك.