الأربعاء، 30 أبريل 2014

350





ركزي يا هبة بقى

شوية صُغيرين بس نطلع فيهم الكام فكرة اللي بيتشاقوا في دماغي دول علشان نخلص منهم
أنا عارفة إنهم عنديين وهيتمسكوا بالحياة وهيرفضوا يموتوا على الورق ويعيشوا بشكل تاني غير اللي عرفوه
شكل تاني مفيهوش التنطيط في دماغي كل شوية، وتشتيتي واستنزاف تركيزي
بس لازم تكوني أقوى منهم، وتحبسيهم هنا وتيجي تشوفيهم وقت ما إنتي عايزة
مش يظهرولك وقت ما هم يحبوا.

*سكوت طويل أوي، بتقلب الشاي، وترجع تبص للشاشة*
*مبتلاقيش أي فكرة من اللي جم على بالها طول اليوم فبتقرر تستسلم*

----------

لأن مفيش أمل افتكر الخمسين فكرة اللي طاروا من دماغي هأحكي كام حاجة أختم بيهم ابريل 2014


# كان بيحكيلي ازاي البنت اللي كان بيحبها اتغيرت 360 درجة، وانه مصدوم فيها. وفي عز ما كان بيحكي كنت عايزة أقول له إن مفيش حاجة اسمها اتغيرت 360 درجة لأنها ده هتبقى لفت وخدت اللفة كلها ورجعت زي ما هي، وانه المفروض ينقي درجة تانية، يا 180 زي الناس، يعني بقت النقيض تمامًا، يا إما يضرب أي رقم إلا 360.


# كانت بتحكيلي ازاي هي ضايعة وخايفة ومتعرفش حاجة، وإن الإمتحانات قربت وهي أقصى آمالها انها تنجح، كانت بتحكي تفاصيل كتير، بس أنا مكنتش مركزة معاها، مكنتش قادرة أركز معاها لأنها مش مركزة معايا، لو كانت ركزت بس شوية كانت اكتشفت إن أنا آخر واحدة في الكون ينفع تشتكيله من موضوع زي ده.

#كانت بتحكيلنا إزاي مبقيتش قادرة تصدق في أي حاجة/ ديانة. متصدمتش، مش عارفة ده لأني بأهرب من مواجهة نفسي بسؤال "إنتي مصدقة فعلًا؟" لاني خايفة معرفش أجاوب بسرعة بـ "أيوة". وجايز لأني مش مُهتمة. في كل الأحوال حسيت ساعتها إن العالم في مشكلة كبيرة لأنه مش مصدق.

# "رجّع شريط حياتك .. قلّب في ذكرياتك"
هتلاقي حاجات حلوة، وحاجات مش لطيفة.
مش عارفة إزاي الواحد كان بتلك الدرجة من العبط اللي تخليه يحب حاجات زي "يوميات اتنين مخطوبين" و "مصطفى قمر"؟

# إحساسي بإني عايشة بره الكادر، دايمًا مش باينة في الصورة، ولا حتى بأشارك في صُنعها، ولا حتى في البرواز بتاعها، إحساس النكرة ده عمومًا وحش أوي، وده تقريبًا الإحساس اللي أنا عايشة بيه على طول.
أنا لسه في خلاف مع نفسي هل هأقول للناس على المكان اللي بأفضفض فيه ده وأكشف نفسي قدامهم؟ ولا أحتفظ بيه لنفسي وأتكلم براحتي؟
أنا ميّالة للإختيار التاني، لكن فيه جوايا حاجة بتزن عليا إني أقول للناس على المكان ده، مع إنه مكان خاص جدًا مفيهوش أي حاجة مُهمة ممكن تفيد حد يعني، ولا حتى تبسطه، ولا أي حاجة.

# أنا المفروض بأمتحن، آه والله، والإمتحانات دي مش مأثرة فيا خالص.
مكنتش مصدقة ماما لما سألتها "إزاي التيرم ضاع كده وخلص فجأة وأنا مخدتش بالي، ضاع في ايه يعني؟" وجاوبتني انه "ضاع ع النت". لكن بعد الكام يوم اللي فاتوا -خصوصًا النهارده- أنا تأكدت إن عمري كله بيضيع ع النت مش التيرم بس.

#هاتولي إختلاف! أنا عندي إستعداد أحب أي حاجة دلوقتي لمجرد إنها مختلفة عن كل اللي حواليا وكل اللي أعرفه، عندي إستعداد أحب أكل جديد حتى لو طعمه وحش، وأحب نوع جديد من الكتابة حتى لو مش قد كده، وأحب أماكن جديدة حتى لو مش حلوة أصلًا، وأحب حد لمجرد إنه مختلف.

#أنا عايزة أصور حياتي فيديو.
دي هتكون من الحاجات اللي هأعملها بداية من سن الـ 21 إن شاء الله. ليه؟ ببساطة لأني حاسة دلوقتي إني محتاجة أتفرج على حياتي اللي فاتت، مش شرط أنا، بس أشوف الحاجات اللي كنت بأشوفها ساعتها، جايز أفتكر نفسي، وجايز أعرف أنا وصلت هنا إزاي.
ده فكرني بفيلم كانت حكيتلي عليه الرفيقة ريم، هو فيلم رُعب بس البطل والبطلة فيه كانوا بيصوروا حياتهم كلها فيديو، حتى ساعتها هي سألت سؤال منطقي جدًا "هيجيبوا وقت تاني منين يتفرجوا على كل اللي صوروه ده أصلًا؟".

#تبًا للغلطات الصُغيرة اللي بتفضل تكبر تكبر زي كورة التلج لحد ما تشيل كل حاجة حلوة في سكتها وتبوظها، تبًا للغلطات البسيطة اللي بتعمل مشاكل من ولا حاجة. تبًا للغلطات اللي سهل نعالجها لكن مش سهل أبدًا نعالج آثارها الجانبية.
غلطة صُغيرة ممكن تعيش معاك سنين.

# محدش مُهتم.

# كلمتك عن العياط؟ مكلمتكيش؟ أحسن برضه.
أصل العياط ده وحش. لما بنعيطه بنزعل ولما مبنعيطوش بنزعل برضه.

# "لو أملك زاوية بيديك .. لكنت ملكت البشرية."

# ليه 350؟
دي نتيجة تحليل امتحان البايوكيمستري، اللي طلعتها وبنت قالتلي إنها الرقم الصح تقريبًا، وبالرغم من إن ده إحتمال مش أكيد، وبالرغم من إني لو هأأجل المادة هأعيد الإمتحان كله أصلًا، بس أنا سعيدة جدًا بالرقم ومُعتزة بيه لأقصى درجة.


----------
البوست ده كان النُص، ومع كل فكرة كنت بأفتكر فكرتين كمان، بس برضه واحدة بس من التلاتة كانت بتتكتب.

الأحد، 27 أبريل 2014

رسالتها

  • بعثت إلىّ :



    عزيزتى هبه,
    يا رفيقة الكفاح ال ناقصه شوية كفاح..
    كنت اود ان اكتب اليكِ تلك الكلمات الحائره فى خطاب ينضم الى اَخَواته من خطابَتِنا ..لكنّى اعلم ان الكلام يفقد معناه اذا قيل بغير وقته, و أنا اشعر ان الآن وقته. اكتب اليكِ قبل ان انام.. لأننى افتقدُكِ, افتقِدُنى, وافتقِدُنا.. افتقد تلك الروح التى كانت لدينا فى تلك الايام التى كنت اكتب لكى فيها قبل ان اغمضُ عينى لأنام وانا مُتشوقه لأن يأتى الصباح لأفتح عينى أول شئ على ردِّك ليكون نافذه اطُل منها -بكل ما بنا من امل- على يومى الجديد ..فتكونى اول و اخر شئ فى يومى .. وما يعينُنى على ما بينهما..
    الان, نحنُ نقف قى نفس المكان ..فى نفس المشهد ..مُحاطين بنفس الاحداث ..ولكن, بنفسٍ مُنقطِع وأحلام مُبعثره واهداف مفقوده ومستقبل دون ملامح وذكرى لنفسٍ المشهد بنهايته التى لا نعلم كيف ذهبنا اليها بأرجُلنا ثانيةً.. وكأننا لم نكن نعلم العواقب, وكأننا لم نكن نعلم ان الوقت يداهمنا فى تلك الحياه وكأننا لم نكن نعلم انه لا يمكننا انتظار الوصول الى مكان اخر من نفس الطريق الذى اضلنا من قبل, وكأن شيئاً لم يَكُن ..
    ولكنّى يا صديقتى - وبرغم كل ذلك - لدّى بقايا امل سأتشبث بها .. أملٌ فى نفسى التى لم أعُد اؤمن بها, املٌ فى تلك الدنيا التى تصر مراراً وتكراراً على سلب كل ما لدى من امل .. املٌ فى غدٍ لا اعلم ان كان سيأتى .. وأملٌ كبيرٌ وثقة بخطة الله لنا ..
    هل تتذكرين تلك الفتره من عامٍ مضى؟ .. ان كنت لا تتذكريها فلتنظرى حولك. وان كنتِ لا تتذكرين ما حدث بعدها و كيف مر مثل ذلك الشهر فلنستسلم للاحباط واليأس مثل المرة الماضيه و سنتذكر تفصيلاً ما حدث..
    ما بى من بقايا امل مهدد بالفناء فى اى لحظه.. واعلم اننى علىّ ان " ابلّه و اشرب مايته" ان لم انهض الان و ابحث عن طريقاً مختلفاً لاسلكه.. ان لم انهض الان وافعل اى شىء ..
    صديقتى, تكرر المشهد لأننا لم نتعلم الدرس جيداً, فلندركه سريعاً الان قبل ان يدركنا.. هدأى من روعك وتعاملى مع ما لدينا الان من معطيات .. تذكرى هدفك فى ان تكونى دكتوره نفسيه و تفتحى مركز المرأه و الطفل,انت تستطيعين فعل ما تريدين.. ان اصابك الشك ف ان هذا ما تريدين ..فلنجعل هدفنا ان شبابنا الذى سنُسئل عنه, الله اعلم بكل ما بداخلنا من تيه..فلنقرر المحاوله باخر ما لدينا من نفس حتى نستحق هدايته. تذكرى كل الاوقات الصعبه التى مضت .. هو وقت سيمضى مثله مثل غيره فلنجعله يمضى كما ينبغى ان يكون ..فلنجعله يمضى على اكمل وجه..
    مازلنا على قيد الحياه .. فلنحيا.. نفذت طاقتنا. فلنعد ملأها من تلك الشمس التى تشرق ايذاناً ببدء يوم جديد .. ومن يقيننا بأن الهادى سيهدينا..
    لم اعد اعلم ماذا اقول..

    ريم أحمد عبد اللطيف

هي



بسماعات الأذن خاصتها فوق أذنيها، وبأصابع يديها التي تنفر عروقها خضراء اللون منها، نقرت مرتين فوق أيقونة أغنيتها المفضلة أنه تبدأ لتسمعها، ودون أن تدري مقصدها راحت تعدو بأطراف أناملها الرفيعة فوق لوحة المفاتيح لتجمع حروف اللغة الثمانية وعشرين بترتيب مختلف ومسافات غير منتظمة فتكون جُمل قصيرة تصف حالتها الآن، دون غاية.
"نص راحة" همست أصالة بأذنيها، لتوحي لها بأنه ليست الحياة هي الكمال، فما هي إلا نصفٌ نحصل عليه الآن ليقرر ماهيه النصف الآخر، الذي لا يتساوى مع الأول.

كم هي بعيدة الآن عما يسمى الآن الماضي، ولكنه مازال يسيطر عليها، على كيانها على وجه التحديد. فكيف لبضع سنوات أن تتحكم بمصير فرد؟ أو الأسوأ، بأحلامه.
لا تعتقد هي أنها ستجد حبًا صافيًا كالسابق الذي لم تنتظر منه شيئًا أبدًا سوى مثله. دون متطلبات الإرتباط وما شابه.

سئمت نشد التغيير دون تغيير. سئمت القرارات المؤجلة، والوعود التي تبقى وعود.
لم تعد تعرف ما الذي يمكن أن يُرضيها، فلم تعد قادرة على تحديد ما يسعدها حتى، ما الذي يمكن أن تنتظر أن تناله من الدنيا؟ وما الذي يمكن أن تعطيه لها الدنيا أصلًا لتنتظره؟
لعمري أنه لو نالت كل ما تمنته يومًا، حتى ذلك الحب الذي كان يومًا، أنها لن ترضى.
تذكرت دعاءُ ما كانت تدعو به في كل سجدة -أيام ما كانت تحرص على الصلاة- أنه اللهم ارضني وارض عني.

ولم ترض، ولا تعلم إن كان الله قد رضي عنها، ولكنها لا تفعل ما يستوجب الرضى، ولم تسعى كما يجب، بل إنها -حتى- لم تسع أصلًا.

وبالرغم من كل ما سبق، تبقى هي كما هي، ولا تحاول أن تتخلص منها، لتأتي بأخرى سليمة تستطيع أن تنهض بمواجهة العالم.
"أحبيني بطهري أو بأخطائي" يتغنى القيصر بكلمات نزار الآن في أذنيها، وهي تفكر أنه سيكون جدًا جميل لو أنها استطاعت أن تحب نفسها بطُهرها أو بأخطائها، هي أمرأة بلا قدر في مدينة شبعت من الموت. أقلت امرأة؟ لا هي ليست امرأة، هي مازالت مراهقة صغيرة، مازلت طفلة، تتسائل كيف وتتلعثم خجلًا وتتساقط خوفًا. لا هي ليست امرأة بالطبع فمازالت تبكي حينما تُترك وحدها. مازالت تخشى الظلمة وتطلب من أمها أن تحكم الغطاء حولها ليلًا كي لا تتسل العفاريت إليها. مازالت تطلب من كل من يعرفها أنه "اسألوا عليا"، وحينما لا يفعلون تسألهم ببراءة فتاة تعلمت الكلام للتو "انتوا بتكرهوني؟"

هي تمتلك من الهشاشة ما يشبه خيوط العنكبوت، متقنة الصنع وجميلة، صامدة في مواجهة مثيلاتها من الكائنات الدقيقة، وتنهار تمامًا في مواجهة البشر.

هي التي تكتب وتمسح ما كتبته، وهي التي تكتب لتنسى، لتزيل عبء الذكريات من فوق قلبها لتفرغه على الورق وتحمله بعيدًا بعيدًا عنها، فأجدها تكتب عن كل ما يسيء إلى روحها ولا تكتب عما يسعدها. هي التي تبقى هي. هي المُرهقة حقًا.

هي أنا ولا يوجد علاج لذلك.

الخميس، 24 أبريل 2014

وقفة تحرير سيناء




أعصابي تعبانة، لدرجة انها بتنطور كيميكال ترانسمترز في كل حتة في جسمي، لحد ما بقيت عاملة زي الجيلي، روحي بتترعش.

----------

الله يرحم الراجل اللي كانوا شايلنه في صندوق معدن وبيجروه بره مستشفى القصر العيني، ووراه تلت ستات بيصوتوا، ربنا يغفر لهم الصويت ده كله وميعذبش الميت بيه، ومنظر الست اللي بتجري عليه / على الصندوق وبتصوت، هيفضل في بالي كتير، ربنا يرحمه ويرحمهما ويرحمنا جميعًا، بس هي ليه كانت بتصوت أكتر ما بتعيط؟ يعني الواحد لما بيتعصب بيزعق ولما بيتصدم بيعيط، هي ليه كانت متنرفزة أكتر ما زعلانة؟
وليه أنا عارفة إني مبستحملش وبرضه وقفت أراقب المشهد بتفاصيله، وكأني بأختبر نفسي وأشوف هأنهار ولا لأ، كأني بأقول لنفسي: "انتي هتشوفي المناظر دي كتير، شايفة؟ إنتي هتعيشي فيها، متخيلة المأساة؟"

----------

شكرًا يا رب إني معنديش إخوات، شكرًا إن كل حاجة بتاعتي لوحدي مهما كانت صغيرة، وإني مفيش حد يشاركني في حياتي، شكرًا على الونس من غير إخوات.
أنا مبحبش أحكي عن حاجة بأعملها لحد أصلًا، بأخاف من المقاطعة يمكن، الحسد جايز، مبحبش أقول لحد عني حاجات كتير أوي كده، لا وهي بتتعمل يمكن متكملش، ولا لما بتتعمل علشان أوانها بيبقى فات.

----------

كل الناس بتتدخل في حياة كل الناس بطريقة تضايق كل الناس. مواقع التواصل الإجتماعي اللي المفروض تقربنا من بعض دخلتنا جوه بعض لدرجة اننا كلنا بقينا شخص واحد ليه اهتمامات واحدة بيسمع فيروز وبيشرب قهوة وبيحب الأندرجراوند والحياة كلها بقت ماينستريم. بقينا نسخ ماشية على الأرض، مفيش أي حد مميز عن التاني، حتى صورنا بقت شبه بعض، كلنا بنتصور بنفس النظرات في نفس الاماكن وبنفس الطريقة، كلنا بقينا بنتصور علشان نحط الصور على مواقع التواصل الإجتماعي اللي حبستنا جواها وبقينا بنعيش حياتنا من خلالها، مبقاش فيه حد بيكلم حد علشان يرغي معاه لأنه متلأح طول اليوم قدامه ع الواتس آب والفيسبوك، لما بتكون على تويتر حالتك المزاجية بتتأثر بما يسمى التايملاين، الناس كلها بتتكلم في نفس ذات الموضوع في نفس ذات الوقت.

طب وبعدين؟ منقدرش في الوقت الحالي اننا نستغني عن مواقع التواصل الإجتماعي دي لأنها تعمقت في حياتنا بشكل خلّى دراستنا وشغلنا مرتبطين بيها، وأخبار كتير بقينا نعرفها بس من عليها حتى قبل ما تتقال في أي نشرة أخبار في أي حتة. منقدرش نستغنى عنها طبعًا، لكن أكيد فيه بديل.

هنعرف امتى ان المسئولية اننا نكون مبسوطين وشاطرين بتقع علينا احنا مش على حد تاني؟

----------

أنا خايفة أوي، ومرعوبة، ومكسورة، وحاسة إني مش حاسة بحاجة وده محسسني بالضيق، وعندي إحساس إني بأتلاشى وبأدوب، زي الملح في كوباية ميا، أو بأنشف زي نفس الملح اللي في كوباية المية لما هيتحط في الشمس والمية هتسيبه وتتبخر، عامةً أنا مش مظبوطة، فيه جوايا ألم غريب مش عارفة أوصفه، ربما هو ألم إفتقاد، وربما  هو ألم حنين، أو ألم للحزن على ان مفيش حاجة نفتقدها ونحن لها.

أنا بأخلص في آخر أيامي كفتاة عشرينية واقفة في نُص حياتها بكل ثقة وبتبتسم وبتطلع لسانها للدنيا وهي عارفة إن الإحتمالات في صالحها وإنها هتعرف تعيش شوية كمان لو ربنا أذن بكامل قواها العقلية والجسدية، هتعرف تعمل كل الحاجات اللي عايزة تعملها، ومفيش حاجات كتير ممكن توقفها أو تمنعها. وبأتحول ببطء لشابة كبيرة دخلت في مشوار التلاتين، السن الرخم في الحياة، بتاع الشغل والتعب والمرمطة واختيار طريق هنعيش فيه لحد ما نموت غالبًا. أنا عايزة أتنيل أشوف هأعمل ايه في باقي السنين اللي هأعيشهم في المخروبة دي، هأتنيل أعمل ايه في حياتي، انا مش مقتنعة خالص بالمناسبة إني في طب، أنا مش شايفاني دكتورة، ولا شايفاني أي حاجة في الدنيا. أنا عايزة أمدد على الأرض وابحلق في السما الأيام اللي فاضلالي من عمري كلها لحد ما أموت وأتحلل وأبقى تراب.

----------

"ولو ننسى مشاعرنا نكلم مين يفكرنا؟"
علشان كده الكتابة مهمة يا عزيزي، احنا ملناش غير بعض، والكلام اللي كتبناه بإيدينا هو اللي بيفضل معانا على طول.

"يا طول عذابي في بعدي عنك .. يا كتر ما بأعاني.."
يا رب .. يا رب بس تكفي وتغني.

يا رب.

--------------------------------------

ملحوظة 1 : بُكره -عيد تحرير سيناء- هو عيد ميلاد أمي، واللي ناوية أجيبلها هدية حلوة، بس نودي الكسل فين ونجيب منين الصحة؟

ملحوظة 2 : أنا محتاجة أبعد عن هنا شوية، شوية كتير.

الثلاثاء، 22 أبريل 2014

صفر على اليمين






إهداء للبنت الجميلة حنان، اللي قررت إني أسميها كده في مذكراتي لعل وعسى يكون ليها نصيب من اسمها اللي اختارتهولها.
البنت اللي لابسة عباية وحجاب وهي بالظبط شبر ونص، البنت اللي بتبيع مناديل للناس الساعة 6 الصبح في الشارع.

اهداء تاني لرفيق التوكتوك النهارده، اللي صوته فكرني بصوت جميل، واللي قال جملتين بس خلوني أحب شخصيته من غير ما أعرفها، واللي مرضيتش أبصله أشوف وشه علشان معرفش شكله واحفظه وأقعد أدور عليه بين الخلق ويزورني في أحلامي، وأحب أقولك أيوة والله عندك حق يا باشمهندس البلد كلها ماشية عكس.

تقريبًا الأيام الكويسة هي اللي مش بننام قبلها كتير، بس بنكون فيها على أسوأ حال ممكن نكون عليه.
النوم في الدروس بقى عادة عندي خلاص، مش نايمة كويس بأروح أنام وأحلم في الدرس، وأهو اسمي حضرت وأحط صوابعي في عين ضميري علشان يبطل زن.
وشاكرة جدًا على الساعة اللي قعدتها مع سارة، اللي من غير ما أعرف سبب معين بألاقيني دايمًا بأشكيلها همومي، مع إني مش بأقتنع برأيها خالص ولا عمري لو فكرت هأحكيلها. لكن الموضوع مش بيتاخد كده، سارة تقريبًا هي البنت الوحيدة اللي قابلتها بتعرف تسمع، أو تحسس اللي بيتكلم انها سامعاه فعلًا. يمكن ده سر حبي ليها أصلًأ.

حكمة اليوم: إن المشرحة بتجيبلنا إكتئاب. أنا تيقنت إني أيام سيكشن الأناتومي بأكون مغمومة بطريقة غير مألوفة بالنسبة لي، أكتر من كل الأيام. يمكن لأن سيكشن الأناتومي كان عقدتي السنة اللي فاتت؟ يمكن لأني مبحبش الجثث والفورمالين وفكرة اننا عمالين نقلب في احشاء بني آدمين سابقين؟ يمكن ولا حاجة من دول بس لمجرد إني بأحس إني مش مذكرة ومش عارفة حاجة وبأحس بالفشل؟ مش عارفة. بس المهم إني بأكره المشرحة وعارفة إني بأكرهها ومش مستعدة أصلح علاقتي معاها، وياريت علاقتنا تنتهي تمامًا الشهر ده بعد إمتحان العملي، ده عشمي في ربنا.

أنا بتاعت جوابات، أنا مش بأعرف أتكلم، ولا عدت قادرة أسمع حد. علشان كده الوسيلة المثلى للتواصل معايا هي الجوابات، وده اللي بيحصل مع ريم في جزيرتها البعيدة، بنتكلم مع بعض في جوابات، وبالصدفة، بطلنا نكلم بعض.

الحكاية اني فعلًا بأرتاح جدًا وأنا بأعمل الحاجات اللي بتبسطني لوحدي، بس محتاجة أبقى عارفة إن الوضع ده أنا مختاراه بمزاجي مش مفروض عليا، يعني بمعنى أصح، أنا لوحدي علشان عايزة أكون لوحدي، مش علشان مش لاقية حد حواليا ومعايا فالوضع اتفرض عليا.

إزاي قدرت أمنع نفسي من التقليب في الكتب في معرض الساقية؟ مش عارفة.
إزاي بطلت أشتري كتب جديدة، زي 1919، مش عارفة.
إزاي أصلًا بطلت أقرأ ومبقاش عندي شغف مستمر، فترات قرائة متقطعة، مش عادة ثابتة، مش عارفة..

صوفي بوك ستور إز آ بيرفيكت بليس تو بي آلون، أو مع حد بتحبه أوي. أنا روحته تاني ومبسوطة إني روحته، وهأروحه تاني لوحدي أو مع حد بحبه. علشان الأماكن اللي بتلاقي فيها نفسك مش هينفع تعمل فيها حاجة غير اللي نفسك تقول لك عليها.
أنا بحب عصير المانجا.
أنا بحب البخور.
الحاجة المتاحة لينا على طول مهما كنا بنحبها بتدخل مننا في الكمفورت زون بتاعتنا وتبقى في نظرنا مضمونة وبنبدأ نفقد اهتمامنا بيها ونبطل نحبها زي الأول وبنهملها، متهيألي لازم من وقت للتاني نضيع حاجات مُهمة عندنا علشان ندرك قيمتها الحقيقية، وعلشان لما تيجي في ايدينا حاجة جديدة نحاول نقدر قيمتها قبل ما تضيع، ونحاول قدر الإمكان وبكل ما استطعنا من قوة إننا منخليهاش مضمونة.

هل فعلًا أنا مبقيتش بأشوف في الناس إلا جانب واحد بس؟ يا بأشوف بالعين السحرية للمميزات، بألاقي الحد اللي قدامي إنسان محصلش وبأكتشف فيه حاجات هو نفسه ميعرفهاش عن نفسه وأشوفه قد ايه تحفة ومُبهر. يا بأشوفه بالعين السحرية للعيوب، وده بيبقى يومه أسود معايا، لاني في كل حركة، في كل تصرف، في كل كلمة بيقولها بأكتشفله عيب، غلط، مشكلة. أنا معنديش الأوبشن اللي أشغل فيه العينين السحريتين مع بعض، ولا إني أبقى في النُص وأشوف الإتنين. غالبًا بأكون محتاجة رأي حد معايا دايمًا يقولي على اللي أنا مش قادرة أشوفه في الحاجة/ الحد اللي قدامي، وده بيفقدني الثقة في نظرتي بالتدريج، وبالتالي الثقة في نفسي. أنا الخسرانة في كل ده من الآخر.

انضمت لنوت بوكاتي "إنتي جاية إشتغلي إيه" ودي كانت من أكتر الحاجات الحلوة فألًا النهارده.

أينعم أنا ضيعت ساعتين من عمري مستنية ايفينت "صفر على اليمين" يبدأ، ومكنتش عارفة أركز المفروض أكلم مين علشان كنت متفقة معاه أشوفه، وده خلاني مكلمش سارة سيد، اللي بأعتبرها صديقة روحي اللي ما أعرفهاش، بس ده ميمنعش إني عايزة أعرفها.
بعد الساعتين، استمتعنا فعلًا بكلام ناس مش فاكرة اساميهم، ومش فاكرة كلامهم بالظبط، لكن فاكرة تأثيره عليا، فاكرة تأثير فيلم "مين حرك الجبنة بتاعتي" المدبلج، فاكرة إحساسي بكل كلمة بتتقال على لسان حد ربنا باعتهالي أنا علشان أسمعها، وبيقولي فتحي ودانك وعقلك بقى وشوفي انتي بتعملي ايه. كلام المقال كان بيتردد طول اليوم في عقلي، ولقيت الكلام بيتقال هو هو. شفت عمر طاهر -للمرة التاسعة على ما أظن-، كان معايا شروق وريم وناس تانية، وقال والله نفس الكلام اللي كنت كاتباه، مش قادرة أجمع الكلام بالظبط لأن مخي بيهنج دلوقتي من كتر التعب، لكن أنا مبسوطة باليوم عامةً، وبالإيفينت الحلو، وبمويك. الأجمل من كل اللي أنا كتبته النهارده، خروجي في اللحظة المناسبة ألاقي عمر طاهر وشوية شباب واقفين على باب الساقية، بيكلم البنت اللي سابت كليتها وقررت تكتب، وبيعرفها الفرق بين الكتابة والصحافة وبينصحها لو ناوية تكتب بلاش تدريب في المجلات والجرنال لأنها حاجة مش مُفيدة ليها، وبيقولها إن طرق النشر دلوقتي أسهل بكتير وإنها ممكن توصل. ومبسوطة بالجرأة اللي جاتلي خلتني أرفع ايدي وبصوت عالي معقول نسبيًا "أنا عايزة أسلّم بس" .. وقالي في أقل من ثانيتين "إزيك يا هبـ.." مع إبتسامة سريعة، والناس اتصورت معاه، مُقدرة تمامًا رغبته في البُعد عن كل البشر اللي مُعجبين بيه -ربما رغبةً في أن ينأى بنفسه عن الغرور-. ومُعجبة جدًا بالقدر اللي خلاني أقرر أروح في الوقت ده علشان أسلم عليه، ويكون ختام اليوم أحسن خاتمة ممكن تحصل.

أنا روحت البيت، ومعايا شوية دموع مستخبية في غددي الدمعية، وجوا قفصي الصدري قلب فيه خدوش صغيرة في كل حتة، وجسمي مكسّر ودماغي مصدعة، ووشي فيه حبوب شباب بترفض بكل وقاحة فكرة إني هأتم الواحد وعشرين سنة. وفيه جوايا ابتسامة كبيرة مدمّعة مش عارفة تطلع من كل اللي فات، بس هي موجودة.

شكر لكوباية الشاي بلبن اللي مرسوم عليها شمس وقوس قزح ومكتوب عليها "نوّر .. تنور الدنيا حواليك" اللي رافقتني في تدوينة النهارده، وشكرًا لربنا.

الاثنين، 21 أبريل 2014

يا جميل يا جميل




سلامٌ عليك أيها الجميل أينما وجدت،
أكتب إليك في نهاية يوم كمثل غيره من الأيام، حسنًا، ليس كمثله تمامًا، هو أشبه باللا يوم.

----------


مكالمة من يُمنى، والسكان الأصليين لمصر، هما فقط ما يمكن أن يُحسب كأفعال.

مش عارفة أكتب لك بصراحة، مش لاقية كلام.
مش عارفة أحكيلك عن حاجة، مش نافع فيها حكي.

طب شوف، أنا عندي حاجة صغيرة جوايا، مش صغيرة أوي يعني، حاجة كبيرة .. كارهة الحياة باللي فيها،
وعندي حاجة تانية بتقولي في يوم من الأيام هنرجع أحسن مما كنا، وإني جوايا حد كويس أوي مستني يطلع، وإني أنا أصلًا أساسًا كويسة بس الإحباط مخليني كده، والظروف اللي حواليا مش مساعدني. وأنا أصلًا عارفة كويس إن مفيش حاجة اسمها الظروف.

عامةً علشان مطولش عليك وعلشان لازم أنام، ولأن بُكره يوم طويل ولأني أصلًا مش عايزة أتكلم؛ أنا مش عاجباني.
زي ما أنا مش طايقة الناس بالظبط مش طايقة نفسي، ومش حبّاني ومش متأقلمة معايا ولازم أقعد معايا ونشوف حل في الموضوع ده بجد لأني تعبت جدًا.
مش عارفة حل الموضوع ده ممكن يكون ايه بس خلينا نقول إني ممكن بمساعدة حد أرجع كويسة، أو أبقى كويسة.
ممكن لو غيرت جو/ دخلت في دواير جديدة/ سافرت/ حبيت الكلية/ أي بلا أزرق .. أبقى كويسة.
أو مثلًا .... زي ما أنا بأفكر.

موضوع إني معنديش إخوات ده مأزمني جدًا، أنا فعلًا معنديش سند، معنديش حد شايل معايا نفس الهم، ولا حد ينفع أحكيله عن مشاكل البيت، لأني في حالة لو حكيت لحد من بره البيت هأبقى بأكسر القاعدة الذهبية بتاعت "أسرار البيت متطلعش بره"، وعمري ما هأكون خالة ولا عمة، وأولادي مش هيكون ليهم خيلان ولا أعمام، مش عارفة ليه حسّاني مقطوعة من شجرة، وهأتقطع أكتر لما أكبر. موضوع عدم وجود إخوات ده نعمة لأن أنا شخصيًا مش هأستحمل أي حد يشاركني في حياتي/ حاجتي/ حب الناس ليا -لو موجود أصلًا- / حقوق أساسية .. إلخ. إنما لو قارنا بين الإمتيازات والعيوب، الكفة هتكون في صالح وجود إخوات ليا، وضدي.

إحساس الفشل اللي مرافقني بيزيد، مبقاش بس فشل دراسي في كلية مُهمة، والمجموع التراكمي بتاعها بيفرق في المستقبل والتعيين. بقى كمان فشل على المستوى الإجتماعي؛ مبقاش عندي أصحاب يا جميل. فشل في العلاقات الإجتماعية بشكل عام. فشل في الأنشطة الطلابية: فاتت سنة معرفش إزاي معملتش فيها ولا أي حاجة!
فشل على المستوى الروحاني، علاقتي بربنا وصلت لمرحلة إن تكاد تكون مفيش علاقة. عارفة إن فيه إيجابيات يا جميل، بس قُليلة أوي وهيكون ظلم ليا لو اعتديت بيها، عارفة إن لسه فيه ريم ويُمنى، وإن أنا واصحابي القُدام على الأقل لسه بنتكلم، خصوصًا شروق. وإن فيه ناس بتشجعني وبتقولي إني بأكتب حلو (حتى لو كنت أنا مش شايفة ده)، مقالي (مشيها مقال) اللي نزل في جرنال التحرير من كام اسبوع، واللي مكنتش أتوقع إنه ممكن يحصل، ويبقى عارف هبة اللي بتحب تقرأ ليه جدًا. أوضتي حاجة حلوة، إشتراك المكتبتين، والكتب، حاجات كتير بتاعتي لوحدي أنا بس. ميرو صلاح، ولاد خالي، خالي نفسه، جدتي. وجود ربنا يا هبة أجمل الحاجات على الإطلاق.

قد ايه بنظلم نفسنا بالتركيز على السلبيات..
لو اعتدينا كمان شوية سلبيات في خانة الإيجابيات زي: كلية طب بشري، خبرة مش قُليلة، محاضرات الشيخ أنس..

----------

واضح إني طولت عليك؟
ومقلتش حاجة جديدة. مفتقداك على فكرة.
غدًا يوم أفضل.

الأحد، 20 أبريل 2014

البؤساء وأنا



في اللي حواليا دايمًا بأشوف البؤس، في كل حاجة، في كل حتة، لحد ما بقيت حاسة إن الدنيا كُلها بؤس ومعاناة، ناس غلبانة، بسيطة جدًا لدرجة تحزّن، معندهمش أي حاجة في الدنيا، بأشوف حيوانات مكسورة أو بتموت من الجوع، قطة متعورة في رقبتها جامد، كلب رجله مقطوعه، تراب في كل حتة، وزبالة، وناس بتتخانق علشن جنية، أو ربع جنية!

أنا تعبت، أيوة أنا نفسيتي تعبت من كمية البؤس اللي بأشوفها في حياتي كل يوم، البؤس اللي في عينين الناس، اللي في الجو، اللي في أحوالهم قبل ما يبقى في حالي، أنا أعصابي معادتش مستحملة ولا قادرة أتأقلم مع الوضع وأسلم بيه، وحاشا لله إني ألوم ربنا على اللي بيحصل للناس ده، لكن رؤية البؤس في كل شيء أصبح هواية، أو خلينا نقول خاصية عندي، بتشتغل أول ما أصحى من النوم وبأشوف في كل الحاجات النواقص، بأشوف في كل الناس العجز والخيبة والألم والمعاناة والمرض وافلفقر والجوع والخجل والخذلان والحيرة وكل الحاجات الوحشة اللي ممكن تكون عند الناس.

أنا محتاجة علاج نفسي، بعيدًا عن أمراضي النفسية الخاصة، محتاجة أبعد شوية عن كل الجو العام الكئيب المخزي المذري ده، وأروح مصحة، أو اسكندرية مثلًا، وأقعد في مكان مفيهوش أي بشر، مفيهوش أي حد، أنا وأنا فقط، والحاجات اللي ممكن أحتاجها علشان أكون كويسة، وممكن أقضي بقية عمري كده علشان أرتاح نفسيًا فعلًا. أكيد الحلو في الجنة إنها مفيهاش بؤس.

أنا محتاجة أشوف حاجات حلوة يا جدعان، محتاجة أشوف حاجات حلوة حواليا، من غير ما يضايقني منظر طفل بيشتغل في محل مفيهوش غير شواية وبيبع كفتة، أو بيبيع لعب في اشارات المرور والزحمة، أو واحد عاجز اييديه مقطوعة بيبع مناديل في الاتوبيسات العامة وبيطلع من واحد وينزل ويطلع في التاني علشان كام جنية، ولا ست كبيرة بتهين نفسها لعيال قد احفادها علشان تاخد منهم أي حاجة، الشحاتة دي أصلًا أكبر إهانة ممكن حد يتهانها. عايزة أمشي من غير ما أشوف ناس لابسة وحش علشان رخيص، ولا بنات بتضحك على نفسها وترضى تصاحب ولد علشان تقاوم قدرها وتنبسط شوية، وهي عارفة من جواها مدى الغلط اللي بتعمله في نفسها، مش عايزة أشوف الناس العاجزة، مش عايزة أشوف أي حاجة في مستشفى القصر العيني اللي المفترض هأقضي فيها فترة كبيرة أوي من حياتي، مش عايزة أشوف عيانين، مش عايزة أشوف عيوب الدنيا، ولا الخلق، ولا قادرة أتعامل مع فكرة وجود كمية العذاب اللي في العالم دي.

قاتل الله البؤس.