بخطين حُمر متوازيين على ضهر إيدي الشمال، حواليهم أربع آثار لخطوط مُشابهة، في ليلة أول يوم رمضان بعد الكثير والكثير من العياط لحد النوم، ووجبة دسمة الساعة عشرة بليل، بأكتب للسنة/ المغامرة الجديدة وبأقولها: بالراحة شوية بعد إذن سيادتِك، لو تسمحي.
...
الإدراك اللي بينزل زي الوحي علينا فيخلينا نشوف قد إيه بنسحل الناس القريبين مننا، وفي نفس الوقت مبنعرفش نتسند لوحدنا. فبنقرر نستجدع ونطلب مساعدة، ثم نسحِل الناس وكأنهم عادي المفروض يستحملوا كل هذا الكم من التردد والصمت والتراجع في القرار.
...
"أنا بأعتذرلِك .. عن سكوتي وقت ما تحبي الكلام
وإني عندي شيروفوبيا** ونقص حاد في الإهتمام
وإني دخلتك معادلة ليها أكتر من نهاية
وإني محتاجك بعيدة، بس محتاجلك معايا"**الخوف من المرح
...
الوقت اللي بتقرر فيه تحط نضارة شوفان كل الحاجات الوحشة مش هتعرف تشوف غيرها، وشوية شوية النضارة هتلزق في وشك ومش هتعرف تقلعها، لو في أول السكة إهرب، ولو خلاص بقى مصيرك تبص ع الورد تقول ده أحمر الخدين.
خلينا نقول بكل بساطة إن السنة اللي عدت دي كانت سنة مميزة، مكانتش حلوة لا سمح الله، كانت بس مختلفة وجربنا فيها حاجات جديدة وقربنا من ناس مختلفة وعرفنا شوية حاجات منمنمة مش عارفة إن كنا هنفضل فاكرينها لحد بكره الصبح.
يكفينا زياردة سينترال بيرك.
بس الشُكر واجب لكل من:
أنا السنة اللي فاتت بالظبط، خالي، هاجر وجدي، هبة منصور، هاجر سامي، مكتبة تنمية بكل العيلة بتاعتها، شكر خاص لخالد وسلمى وشادي وسلامة وآية اللي من غيرهم ولا كنت هأكمل يوم واحد، شكر خاص تاني لشادي، لأماني، ولأمل، ولريم دائمًا وأبدًا.
إن كان فيه ميزة واحدة بس لفكرة الراوندات السنة دي هتبقى إن قدرتي على تذكر الأحداث بقت أسهل بإرجاعها للترتيب الزمني في الراوند بتاعها.
وأهو كله راح على ولا حاجة يعني وكلنا هنموت.
وطبعًا طبعًا شكرًا ميريدث جراي، كريستينا يانج، آليكس كراف، جورج أومالي، إيزي ستيفنز، مارك سلون، ليكسي جراي، ميراندا بايلي، ريتشارد ويبر، جاكسون أفري، وآبريل كيبنر. هونتوا كتير والله.
...
"
أنا بأعتذرلك عن وجودي، وبأعتذر ع الغياب
واني مايل لإنعزالي، ومادة خام للإكتئاب
واني زودت ارتباطك بألف حاجة هتسبيها
واني قللت انبساطك بالحياة بوجودي فيها"...
الدنيا بتخلص.
دي الحقيقة الوحيدة الفاضلة والمهمة دلوقتي، ومن جميع النواحي.
الوقت مبقاش بيعدي بالساعات ولا بالأيام ولا بالشهور، الوقت بقى بيعدي باللوكشة.
لوكشة
واحدة كده على بعضها، أيام المدرسة هوب فاتت، أيام الجامعة هوب فاتت،
لوكشتين كمان وهننهي دورة حياتنا على كوكب الأرض ونرتقي للخالق وبس كده.
إيه الكروتة دي؟
أنا محدش لفت نظري إن الوقت هيتسرسب من بين إيديا ونفسي هيتقطع وأنا بأجري وراه كده،
يعني إيه شوية عيال في المدرسة بنعد الحصص علشان نخلص اليوم ألاقيهم بيتخرجوا وبيتخطبوا وبيسافروا.
يعني إيه فجأة بقينا "الكبار".
خلينا شوية بس على الأقل نفهم إيه اللي بيحصل.
نفهم إننا عايشين، نستوعب لما اليوم بيعدي وندرك الوقت زي ما المفروض يحصل.
واحدة واحدة يا دنيا والنبي يا شيخة، إصبري بس إنتي مستعجلة على إيه؟
...
صديقي العزيز الخيالي،
الداي دريمنج هيموتني يا علي! طول الوقت
فيه حاجات بتحصل في دماغي، طول الوقت فيه مواقف بأتحط فيها وناس بأكلمها،
وأنا في الحقيقة عُمري ما كلمتهم أصلًا. طول الوقت فيه ناس بتدخل حياتي،
وناس بتخرج من حياتي، وبأواجه الناس اللي مضايقني بكل اللي جوايا.
المُحبط إيه بقى؟ مش إني مقضية 3/4 يومي في أرض الخيال، المًحبط إن هي دي كل آمالي اللي في أرض الخيال!
في صفحة في النوت بوك الفاضية اللي مبعرفش أكتب فيها أنا مش حاسة بإيه، كتبت عنوان my wildest dreams.. جيس وات؟
ماي وايلدست دريمز هي الطبيعي بتاع أي كائن حي عنده تلاتة وعشرين سنة.
ماي
وايلدست دريمز إني أحب الكلية وأذاكر، ويبقى عندي أصحاب، وعلاقتي بربنا
تتصلح، وأبطل أخاف وآخد خطوة إني أتعلم السواقة، ويبقى معايا فلوس كتير،
وأسافر فترة كبيرة وأرجع هنا تاني.
How disappointing.
الفكرة
إن هي دي الأحلام الواقعية، لأن أنا مينفعش أحلم إني أروح رحلة للقمر، أو
إني أقضي أجازة نُص السنة في باريس، ولا إني أجرَّب أنط من طيارة أو اعمل
ويفز سيرفنج -لأن أنا جبانة-.
...
هو إحتمال من إتنين:
-يا إحنا روحنا واسعة أوي ع الدنيا فمفيش حاجة قادرة تشغلها كلها.
-يا إحنا روحنا أصغر من إن أي حاجة تعرف تاخد مساحة فيها.
...
على هامش ورقة في كشكول فاضي:
فراغ- خوف- ملل- حزن- وحشة- حسرة- إحباط- لا مبالاة- وحدة- نبذ- نفي.
...
"متسرسبيش يا سنينا من بين إيدينا
ومتنتهيش، ده إحنا يادوب ابتدينا"
...
إننا بنكبر دي أكبر خدعة في الدنيا، أنت مش هتاخد بالك طول الوقت لأنها
عملية بطيئة ومستمرة، عاملة زي النفس اللي بتاخده أو هي آكتشوالي النفس
اللي بتاخده بالضبط علميًا. فأنت عمرك ما -في العادي- بتركز مع نفسك اللي
داخل وخارج إلا نادرًا، أو لما حد بيلفت نظرك زي دلوقتي فتبدأ تركز إن فيه
شهيق وزفير، وضربات قلب.
فإحنا بنكبر طول الوقت، بس فيه لحظات
بناخد بالنا إننا مبقيناش في العمر اللي احنا متخيلينه .. وإننا لما بنبص
على ناس تانية بأعمار أكبر دي عمرها ما بتبقى فكرتنا عن نفسنا زي صورت
نا عن الناس "الكبار".
النهارده فتحت الفرونت كاميرا وبصيت فيها، قلت "بقى ده شكل واحدة عندها ٢٣
سنة؟" واتخضيت من الرقم لأني لسه واقفة قبل العشرين معديتش الحاجز ده.
أنا أصغر بكتير من إني أبقى هنا ودلوقتي ومعنديش فكرة إيه اللي بيحصل ده.
ده أنا هأبدأ اتكسف أقول سني بعد ما كنت بأقوله بكل فخر، هأتكسف لأني
بأكبر وأنا مبكبرش، لأني مبحققش شيء يدل على سني، والرقم ده لا يعنيني في
شيء غير إني قضيت المدة دي كلها هنا ومعملتش فيها حاجة.
ولأني متعودة بأقول السن اللي ماشية فيه مش اللي عندي، فأنا بدءًا من النهارده هأقول ٢٤.
٢٤ عفريت أما يركبو.... يركبوا مين؟ مفيش حد يركبوه حتى علشان أدعي عليه.
المهم إن إحنا لسه فينا نفس، لسه بنكبر، لسه فيه كمان كمان كمان ~ ومفيش قدامنا إختيارات.
فاللهم يعني يا رب بلغنا إن مش بس أوقاتنا تحلو، ده العيشة والناس والجو.