الرابعة فجرًا
تخرج من حلم كان يطاردها لثلاث سنوات في الليلة الماضية، تخرج بتثاقل من تحت غطاء لا تستغنى عنه صيفًا أو شتاءً. تحتمل حرارة العالم وبرودة قلبها وتثاقل جفنيها وتقاوم تأثير الجهاز العصبي اللاودي (الـ parasympathetic) والذي هو غير ودود معها بالفعل، وتستيقظ.
الرابعة عصرًا
وكأن الشمس آثرت أن تترك العالم كله وتوفر آشعتها لتصبها مباشرةً فوق رأسها. تنظر إلى السيدة الجالسة أمام فحم الذرة المشوي تحت مظلة قد تقيها من الآشعة ولكنها لا تفعل شيئًا بالحرارة أكثر مما تفعله المصفاة بالماء. تتركها وتهرب إلى الظل حتى لا تحرق الحرارة ما تبقى لها من قوة.
...
يا صديقي، الحياة مشيت من غيرك، بس مش زي ما اتفقنا. كان الإتفاق إنك هتفضل موجود حتى لو كنت على بُعد 459 كيلومتر من هنا. كان الإتفاق إنك هتتحمل، ومش هتزعل مني أبدًا.
صحيح بعد ما مشيت مساحتي الشخصية زادت، وده شيء مريح جدًا بالنسبة لي، بس وجودك كان فارق. ومشيت مع إنك على بُعد كيلومتر ونُص.
...
تفكر:
أيهما أسوأ؟ وعد معروف يقينًا غير منطوق ولم يُنفّذ، أم وعد منطوق وخُذِل؟
...
ما لن يُذكر في الإنترڤيو:
عرِّفي نفسك.
بيقولوا بتكتب حلو، بس أنا بس بحب أكتب. ساعات بأحب القراية. معنديش أخوات، ولا أصحاب تقريبًا. أكتر حد الناس مش بتراعي مشاعره في الكون، وحساسة جدًا للدرجة اللي ممكن تخليني أقوم أسيب الإنترڤيو دلوقتي وأمشي.
قولي 3 مميزات فيكي و 3 عيوب.
مبجرحش حد، أسوأ رد فعل ممكن آخده إني أبعد أو متكلمش. بألتزم بالقوانين للحد اللي بيخنقني انا شخصيًا، وبأعرف أقف مع الحق كويس حتى لو كنت أنا الغلطانة وهأقف قدام نفسي. بيقولوا إني عاقلة، وإن جد -ساعات زيادة عن اللزوم-، وإني بأسمع صح.
بأخاف أفشل، فـ مش بأحاول كفاية، علشان يفضل عندي مساحة لكلمة "لو كنت عملت كنت نجحت". او يمكن بأخاف من النجاح أصلًا.
عصبية للحد اللي يخلي كل الناس تقول عليا هادية، ويخسروني أول ما يشوفوا عصبيتي، اللي غالبًا مش بتتشاف، لأن أنا نفسي مش بأتشاف.
متناقضة، للحد اللي يخليني محايدة. بيقولوا إني ساذجة، وتافهة، ومبستحملش اللي قدامي.
وانتي بتقولي ايه؟
أنا بأقول إن عندي إكتئاب.
ايه أولوياتك؟
الونس، الدفا، الأمل.
وأي حاجة عايزة أعملها ليها الأولوية على أي حاجة تانية في الدنيا.
ايه اللي ممكن يخليكي تسيبينا؟
لو صحيت في يوم الصُبح وحسيت إني مش قادرة أكمل في المكان ده.
تعملي ايه لو حصل قدامك موقف يُضر بشكلنا العام؟
مليش دعوة، مش هأعمل حاجة.
ايه طموحاتك في الحياة؟
أعدي الوقت ده، وأوصل للجزء من حياتي اللي هأبدأ أحس فيه إني فعلًا عايزة أعيش تاني.
...
كانت تتعامل مع مشاكلها بمبدأ الفتاة ذات الثلاث سنوات، التي تخبىء عينيها بين كفيها حين تريد الإختباء، وحين لا ترى العالم تحسب أن العالم لا يراها بالمثل.
...
بيفضل فيه أوبشن الكتابة، البوح، الحكي. أوبشن إننا نقعد على الكنبة ونربع رجلينا ونسمع مروان أنور أو نشوف مسلسل الضوء الشارد من غير ما نبُص على الساعة كل خمس دقايق، او نحسب ضيعنا قد ايه من ساعة ما فتحنا عنينا الصُبح، ونفضل نفتكر كل يوم قد ايه احنا مش قادرين نبطل زعل على فارس. هيفضل فيه أوبشن إننا نتعلم من كل كعبلة اتكعبلناها في السكة، ونتكعبلها هي هي تاني علشان نتعلمها أحسن شوية المرة دي. إننا نبطل نفكر في الكوابيس اللي بتجيلنا أكتر واحنا صاحيين، ونقعد نفتكر في الأغنية اللي سمعناها في محل عدينا من جنبيه وفضلنا واقفين عاملين نفسنا بنتفرج علشان نسمعها، هنفضل نقرا كلام بنحبه مهما بطلنا نحب اللي بيكتبوه، ونسمع أغاني بتوجعنا، ونخاف نكتب مخاوفنا على الورق لتطلع وتجري ورانا ومنعرفش نستخبى منها في حتة .. هيفضل فيه أوبشن إننا ناخد الزاوية اللي في آخر قاعة الكورس ونتدارى في الحيطة، ونجيب شوكولاتة ونسكافية أو عصير برتقان يمكن نصعب على هرمونات الإنبساط وتقرر تطلع النهارده شوية تشوف شغلها .. ونقعد سوا لحد ما القطر يعدي من فوقينا بسلام. هيفضل فيه أوبشن أخير، وهو إننا نحاول تاني.
هو احنا هنرجع نكتب سوا تاني امتى؟
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفبخصوص السؤال الأخير: ممكن نبدأ فورًا :)
ردحذف....
أستطيع أن أقول الآن أني أغبطك تمامًا على هذه القدرة الجميلة على البوح، لا حرمكِ الله منها :)
..
أعجبني كثيرًا ما لم يذكر في الانترفيو :)