أشعر بالخزي لأنني وحيدة. يبدو أنه يجب علي أن أشعر بذلك..
.....
في لحظة هبة عبد المجيد كانت معدية من جنبي ومتعصبة، فبألف وأقولها "إهدي بس أهم حاجة صحتك" بهزار، في وسط كل العيانين اللي على كراسي عجل، وفي وش راجل عجوز ماشي بعجاز طالع من قسم الآشعة، ليه الأحاسيس المرهفة دي مبتظهرش قبل ما الكلمة تطلع من لساني؟ السؤال ده بسأله لنفسي كل ما أفتكر موقف ثانوي لما كنت في جيم صاحبته ابنها تاه وهو عنده سنتين، وقررت فجأة أبقى ظريفة ودمي خفيف وبأقول نكتة لصاحبتي بصوت عالي، وبمنتهى الثقة، وبدون ذرة تفكير: "مرة واحد ابنها كان تاية ورجع قالتله إيه؟ قليتله بيضة ها ها ها".
أنا بأنسى كل حاجة وبتفضل المواقف دي منقوشة فوق قلبي كده.
مستر ابراهيم بدوي كان بيحكيلنا في مرة في درس نصوص على الفرق بين الروائي والإنسان العادي، كان ماشي مع صاحبه، فبنت صغيرة بضفيرتين بصت من شباك الأتوبيس وعملتلهم باي باي. الموقف انتهى عنده بإنه ابتسم، بينما تطور عند صاحبه إنه رجع البيت كتب رواية مبنية على قصة البنت دي. بأفتكر الجملتين دول كل مرة بأقرا فيها لحد بحب كتابته وألاقيه بيسرد تفاصيل بتعدي على عينيا من غير ما آخد بالي منها، أو من اللي وراها، ويعبر عن إزاي أثرت فيه أو وصلتله مشاعر معينة، في الوقت اللي بأشوف فيه حكايات ومآسي يومية ومبقدرش أوصل منها حاجة. وبتفضل حكاياتي فقرات منفصلة من غير معنى.
...
نصف كيلو من اللحم، ربع من الليمون، حزم لا أستطيع تمييز عددها من الأوراق الخضراء التي لا أستطيع تمييزها، كيلو من القلقاس أبيض القلب، وفاكهة، أي فاكهة. أؤمن أن الثلاجة التي تحتوي على فاكهة هي ثلاجة سعيدة، ,ولا بيت سعيد دون ثلاجة سعيدة. لم أحب يومًا الفاكهة التي يحضرونها في المنزل. كانت دائمة "مستوية زيادة". أشعر دائمًا أنه قد فاتني موعد نضوجها والآن لا طعم لها، تمامًا ككل تلك الأشياء التي فاتتني ولا طعم لها إن أتت الآن. أؤمن أن الحب بالنسبة إلي قد أصبح كالموز الناضج
أؤمن أن البيت يحتاج إلى دفء الطبيخ، بخار الشوربة المتصاعد الذي ينتشر في كل ركن فيقول أن هناك بشرًا هنا. نقطع القلقاس إلى قطع صغيرة، نضعه مع شوربة اللحم على نار متوسطة، نفصل سيقان الخضرة عن أوراقها، وبعد الضرب في الخلاط نصفيها ونحمرها مع قليل من السمن الذي أكرهه، والثوم الذي أحب القليل منه. الآن تنتشر رائحة مبهجة في أرجاء البيت، بعد أن تصبح مكعبات القلقاس طرية يمكن هرسها، نضع عليها الخضرة.
...
أشعر بالخزي لأنني وحيدة. يبدو أنه يجب علي أن أشعر بذلك..
لكنني أكره الناس، أو لنقل أغلبهم، لأنهم سواء حدثوني عن جمال حياتهم، أو سوءها، سأشعر بالحسرة في كلتا الحالتين.
في سيناريو الحياة الجميلة، أنا حمقاء لا تجيد فعل أي شيء في العالم.
وفي سيناريو الحياة السيئة، أنا حمقاء لا تجيد أن تعبر عن مأساتها، وربما لا تدرك ماهيتها بالأساس.
كلما اقتربت من التصالح مع نفسي، واحتضانها، مجازيًا وحرفيًا، يأتي من يطلق الرصاص على منتصف تصالحي بالضبط، المصيبة أنه لا يموت، وأظل أسير أنا بتصالُح مثقوب ينزف طوال الوقت.
...
ابحث عني
أنا في مكان ما... أناديك وأنتظر مجيئك
كالعادة أحسنتى وأجدتى :)
ردحذفقرات كذا موضوع لكي ومبسوطه منك جدا بتمثليني فحجات كتير كان عندي مدونه وانا في نفس سنك ده واحساسي كجوزائيه نفس احساسك ومازالت الافكار هتجنني
ردحذف