الثلاثاء، 28 مارس 2017

كل الجروح ليها دوا



الدنيا كانت زحمة جدًا، مكنتش قادرة أعافر كفاية علشان أوصل للسرير، فقررت أريَّح نفسي بكل الوسايل المُتاحة قدامي في الوقت ده، اللي هم: الموبايل، وآخر خمسين جنية معايا. أبليكيشن المصاريف بيطلعلي حسابات بالسالب، وبيطلعلي لسانه، وحاجات تانية، مش عارفة الشهور اللي زي دي هتتقضى إزاي لو كنت مستقلة، ومعنديش أوبشن "ماما أنا فلوسي خلصت" اللي بأستخدمه مرتين في الأسبوع. إمتى هأقدر آخد الخطوة دي، إذا كان كمان سنتين بحالهم -إذا بقي الوضع كما هو عليه- هيكون مرتبي ما يُقارب الـ 300 جنية، في الشهر، دول المفروض يكفوا أكل وشرب ومواصلات، وسكن وفواتير، وتعليم وأدوية ولبس، و-لا سمح الله- خروج، وأحوش منهم علشان أبني مستقبلي؟ مؤخرًا بقت الفلوس هي العفريت اللي بيطلعلي في كل خرابة، الحيطة اللي بتقع قدامي من اللامكان فجأة قصاد كل حاجة عايزة أوصلها. يعني أعتقد عمري ما كنت مادية، وفجأة بين فترة زمنية -مش عارفاها- والتانية، بقى كل شيء بيدور حوالين الفلوس؛ التعليم، السفر، الكارير، حتى الحاجات اللي تبان ملهاش علاقة تمامًا: الحياة الإجتماعية، الصحاب، المناسبات العائلية، والهوايات. ممكن ببساطة تربط بين أي حاجة في الدنيا والفلوس في أقل من 3 خطوات.

المهم، قعدت لوحدي في الفي على كرسي من العاليين اللي بتقدر تحرك رجليك في الهوا وأنت قاعد عليهم، وكان كل اللي حواليا بنات قاعدين لوحدهم، فحسيت بأُلفة جميلة، وقد إيه هتبقى فكرة لطيفة لو إن فيه مكان للوحيدين والمنبوذين والإنطوائيين والخجولين وغريبي الأطوار -حسب نظرة المجتمع-والمنفيين واللامنتمين. وياسلام لو فيه أماكن للبنات بس. بشكل عرضي النهارده اكتشفت إني مببقاش مرتاحة في وجود حتى شخص واحد من الجنس الآخر في نفس المكان. شخص واحد بس كفيل بإني يخليني أحس بالإرتباك وعدم الإرتياح. أنا بأكره الجنس البشري كله عمومًا، والذكور تحديدًا. جايز الـ دادي-إيشوز؟ وجايز كل الإيشوز. وحاسة بمنتهى التناقض وعدم الاتساق مع النفس، وأنا كل دراستي حاليًا بتتمحور حوالين الصحة الإنجابية، وصحة الأم، وصحة الجنين. يعني ملعون أبو الأم على أبو الجنين. بتجيبوا عيال تاني ليه للبشرية؟ أنا متفهمة فطرة الإنسان للبقاء، متفهمة فطرة الأمومة، ومتفهمة فطرة إزاي بنت خالتي تخلف قبلي. لكن فيه برضه فطرة عيالي دول هأكلهم منين، هأعلمهم إزاي، هأخليهم يبقوا على قيد الحياة في البلد دي بأنهي طريقة. عايز تخلف حاول تطلع من هنا. ولو إن العالم كله مكان بائس ولا يحتاج للمزيد من البؤساء. أظن كمان موروث إن "العيل بييجي برزقه" المفروض يكون أثبت فشله الذريع بعد أول خلفة والتانية، ليه بنستمر للسادس والسابع؟ الحقيقة أنا مش متأكدة من اللي بأقوله. أنا نفسي مش فاهمة وجهة نظري أغلب الوقت. يمكن لأني معنديش وجهة نظر ثابتة وواضحة في كل الأمور بشكل عام، مجرد شوية مشاعر متناقضة، جوايا واحد من كل جهة بيقول رأيه وبيعلن عنه بكل تمسك واقتناع.

سؤال بيفرض نفسه بشكل قوي وطبيعي، إزاي تصرفاتنا كإناث بيتحكم فيها شوية ميلليجرامات من الهرمونات اللي بتتغير كل يوم حرفيًا، إزاي يمكن إعتبارها تصرفات منطقية، وإزاي ممكن حد عاقل يبقى بيحاول يفهمنا، وبيحاول يعرف إحنا عايزين إيه، إذا كنا إحنا نفسنا مش عارفين. 

المهم، إن فيه حاجات كتير بأعرف أعيش من غيرها جدًا، وبأتأقلم، لكن الحياة بيها أسهل كتير. ده ممكن نطبقه على أي حاجة؛ بإستثناء الناس. الحياة في وجودهم مش دايمًا أسهل. الناس مُرهِقين، وبالنسبة لشخص مش متأكد من أي حاجة -إنكلودنج نفسه-، الموضوع بيبقى روح ياض تعالى ياض جدًا، بمعنى إن نروح قشطة نيجي قشطة، نقرب عادي نبعد برضه عادي. مش عارفة كان هيبقى شعوري إيه لو بشخصية زي اللي عندهم اصحاب في كل حتة من أرض الله، وبيكلموا عشرين تلاتين بني آدم في اليوم أو أكتر. بطاقتي دلوقتي أنا لما بأكلم خمس أشخاص/ اليوم بأحس بإرهاق مشابه للي بأحسه لما بأضطر أطلع ال8 أدوار على السلم. ماذا لو عندنا طاقة تقضي عشرين دور؟ مش كنا هنحس نفسنا أقويا ومحصلناش؟ مش كان هيبقى عندنا تجارب اجتماعية وحواديت تتكتب وصور تتشاف وقصة حياة تستحق التوثيق أو الذكر؟ مكناش هنبقى مملين، أو متعبين، أو مبنعرفش نبقى على حد.
كمان بعد فترة من الحياة بشكل منفرد بتبدأ تتصرف كعنصر مستقر مُكتفي، مش محتاج لا يفقد ولا يكتسب أي إلكترونات، ماشي في نور الله، بتدعي وتقول "يا رب".

المهم، وأنا ماشية بلا هدف، لقيت البنت اللي قفشت منها شوية الصبح، أو تحديدًا طلعت قفشتي من نفسي عليها بسبب إني لا القرب مرتاحله ولا البعاد أقدر عليه، كانت واقفة مع الولد اللي معجب بيها كمان فماكنش وقتي أبدًا، غيرت اتجاهي بكل سلاسة وبدون تفكير، فلقيت هبة عادل على بنش لوحدها، واتحولت من وقفة دقيقتين لقعدة ساعتين، ومش عارفة إزاي ممكن تفضل تشوف حد مرتين في الدراسة في الأسبوع على الأقل، لمدة أربع سنين ونص، ومتبقاش دخلت معاه في حوار لوحدكم أبدًا. هبة شخصية لطيفة جدًا وبتفكرني بـ يومي في هزارها، وروحها أصغر ما يبان عليها بكتير، ومن الناس القليلة اللي كلامها كان بعيد خالص عن المذاكرة، لكن أنا اللي تحوَّلت لكائن طبي سمج بيحوِّل دفة الحوار دايمًا للمذاكرة. الحقيقة هي كانت لطيفة جدًا وحاولت تساعدني رغم ده. هو الواحد كده لما يلاقي شخص لطيف لازم يبقى هو الشخص اللي مش لطيف. 

بشكل غير معتاد مش ندمانة على تصرفاتي مع الناس مؤخرًا. حاسة إني بأحاول باللي أقدر عليه، بكل طاقتي القليلة، وبكل عدم فهمي، ولأني مش متحكمة في مشاعري تجاههم، ولأني مش لازم أحس بالذنب تجاه تصرف اخترت فيه راحتي فوق راحة أي حد، لأني فعلًا المفروض أكون أهم حد عند نفسي في المرحلة دي من حياتي. أنا تايهة كفاية، ومحتاجة أبدأ أتقبل توهتي، وأحبني. وبالمثل، فأنا متقبلة تصرفاتهم، وكل طاقتهم القليلة وعدم فهمهم، ولأنهم مش متحكمين في مشاعرهم تجاهي، ومش لازم يحسوا بالذنب. وكلنا غلابة زي ما ريم قالت، فنهونها على بعض. علمًا بإن كل حاجة تضايق شخص فهي حاجة مهمة بالنسبة له وتحترم.

القوقعة حل مريح وسهل ونتايجه عظيمة، وإننا نجري ونستخبى ونعيش جوه أحزاننا، فيه شيء من النرجسية في الاستمتاع بالوحدة، في شعور الراحة بإنك مش مضطر تاخد بالك من مشاعر أي شخص تاني غيرك. لكن فيه نظرية إن طاقتك الإجتماعية زي عضلاتك، بتكبر بالإستخدام، وطول ما أنت راكنها مبتستخدمهاش بيحصلها ضمور، وبالتالي الأمور هتزيد سوء، وأنت محتاج تشوفلك جزيرة نائية تعيش فيها.

وأنا ماشية مع نور في كوريدور المستشفى -الطويل جدًا-، سألتها -آوت أوف نو ويير- عن معنى الندم، وإن كان شيء مفيد ولا مُضر. كان رأيها إنه الحزن على حاجة حصلت، وإنه شيء مفيد علشان هيزقنا ناخد قرار بإننا هناخد بالنا من الوقوع في نفس الحفرة تاني. فات عليا وقتها أسألها عن الندم على إعادة الكرَّة 100 مرة. وعن الندم المستمر حتى بعد ما اتعلمنا. وعن معنى التخطي، وإمتى نقدر نقول -بكل ثقة- إننا اجتزنا التجربة بكل خسايرها وتقبلناها. وهل فيه ضمانات إن التجارب دي تعود لتنتقم كلها في يوم، وتستنانا على ناصية الحلم، وهاتك يا ندم بقى.
مش يمكن نظرية you can't do something wrong, if you did nothing
صحيحة؟

حاسة إني محتاجة كتالوج فيه تعريفات للمشاعر، مع بعض الرسومات التوضيحية لتعبيرات الوش، وضع الجسم، ورسم القلب وقت كل شعور. لأن مش طبيعي أكون مش عارفة أترجم إحساسي أغلب الوقت. بأقول إني مش حاسة بحاجة، لكن لما خالد بيسألنا مرتين كل أسبوع إحنا حاسين بإيه. بألقط سيجنال شعور من بعيد كده، وأعمل زووم-إن، وبآتيتيود "مبروك جالِك شعور" بأسميه أول اسم ييجي على بالي؛ "مرتاحة- قلقانة- خايفة- عاجزة- غضبانة- ندمانة- متحمسة- تعبانة". الحقيقة، إن عمري ما قدرت أفهم إحساسي، زي كل شيء.

التجارب الجديدة عظيمة عمومًا، أيًا كان نوع عواقبها، مفيش معيار أصدق من التجارب نقيس عليه أنت عشت بنسبة كام في المية. بتختلف الحسبة طبعًا حسب القياس بالنسبة للفرص اللي جت لحد عندك وعرضت نفسها عليك، ولا الفرص كلها، متضمنة اللي سيبتها تجري قدامك وملحقتهاش، واللي كانت محتاجة مجهود علشان توصلها. كل نوع بياخد سكور مختلف، كل ما كانت الفرصة أقرب وأسهل، كل ما النقط اللي هتاخدها هتبقى أقل. وجب ذكر إن التجارب المؤذية، المتعارف على أذاها، هتعلِّي من نتيجتك، وهتبقى عشت بصدق فعلًا، لكن بجودة أقل. الشعور بالوجع دليل حقيقي على وجودك في الدنيا، صحيح مش دليل جميل إطلاقًا، لكن الناس بيشتركوا فيه. زي ما فاطمة سألت نفسها: هل كل ما تشوف في حد حتة موجوعة، هتحس إنه قريب منها؟ الوحدة بتغذي الوجع وتقويه. صحيح فيه جزء أناني جوه مبيحبش يحس إن الناس مبسوطة وهو بيعاني لوحده. لكن الجزء الإيجابي إن المشاركة في أي مشاعر سلبية بتقلل من وطئها، كأنه بيشيل من جواك علامة استفهام كبيرة قبلها سؤال "إسمعنى أنا". هو دعم غير مباشر، لأن الحزن بيستجيب لقوانين الرياضة، قابل للقسمة على أي عدد أكبر من صفر.

الحركة بركة، ولما بدأنا نستخدم جسمنا في التعبير عن مشاعرنا، كان الموضوع أسهل بكتير من التفكير في كلمات ورصها لتكوين جملة مفيدة تعبر عن حاجة غامضة جوانا. الأقرب إني أنط في الهوا وأحرَّك إيديا لفوق، عن إني أقول "أنا سعيدة". إني أمشي بشكل عشوائي في مساحة صغيرة مليانة ناس، أقابلهم وأبص في عنيهم، ومبقاش فاهمة، لكن أحاول أقراهم، أسهل من إني أقعد في دايرة أمشي بعينيا على وشوشهم. الأغراب اللي مفيش بينا وسيلة تواصل، مش صعب إن ميفرقش معانا حكمهم علينا.

 أسهل دايمًا أعتبر نفسي بره الكادر، خارج سياق الأحداث، مبحبش أتدخل بأي شكل حتى لو كانت قصتي أنا. بأسيبها تمشي بعشوائية وأتفرج عليها من بعيد. زي ما برضه بأخاف أتدخل في قصة حياة الناس. كل حاجة بالنسبالي بقت مجرد مشهد في فيلم، ممكن يبقى حلو، ممكن يبقى وحش. ممكن يبقى مشهد كوميدي، وحد يشوفه سخيف مبيضحكش. او ممكن يبقى مشهد درامي مليان عياط، والناس تضحك عليه. المهم، قررت أمسك الموبايل وأصورهم وهم بيغنوا وبيتكلموا وبيهزروا، من غير ما أبقى معاهم. طول عمري نفسي أغني مع الناس، وكل فرصة بتجيلي أحقق التخيل البسيط ده، بأكِش في نفسي وبأغني جوايا ومبعرفش أطلَّع صوت. بأحب أسمع الناس وبأحب أغني معاهم في دماغي، وبأخاف.

أفكاري عن الحياة ضئيلة بشكل عام، مش قادرة أحدد إن كان عدم إهتمام، ولا عدم معرفة. غالبًا الناس بيكون ليها اهتمامات معينة كل كلامها بيدور حواليها. اهتمامات زي الدنيا عمومًا، وخصوصًا: الرسم، التصوير، المزيكا، الأفلام، المسلسلات، التمثيل، الأوبرا، التاريخ، الأدب، الفلسفة، علم الاجتماع، السفر، الموضة، الطبخ، الرقص، الدين، الجواز، الدراسة، السياسة، الرياضة، وحاجات كتير تانية معرفهاش. كل شخص نقدر نعمله "مايند ماب"، ونطلَّع منه أسهم كتير بالحاجات اللي مهتم بيها وبيحبها، فبالتالي بيتكلم عنها. عنده أفكار ووجهات نظر وآراء وأسئلة عنها.
المايند ماب بتاعتي عبارة عن دايرة فاضية كبيرة، جواها دواير فاضية صغيرة، جواها دواير فاضية أصغر.

زي ما شخص على تمبلر كان بيشبه اللي بيحصل في دماغه بالخمس دقايق اللي قبل المحاضرة؛ مجموعات بتتكلم في مواضيع مختلفة بصوت عالي في وقت واحد، فبيبقى مستحيل تقريبًا تقدر تسمع جملتين على بعض. لما حاولت أخرَّج الكلام اللي في دماغي وطلعت بنتيجة، أي نتيجة، كان شيء مُرضِي بالنسبالي.

المهم، يفيد بإيه الندم في كل اللي صار، ويفيد في إيه الخوف من اللي بعده بيصير، الحياة مش بكل تلك الأهمية.

_____

*يقولوا مجازًا المجروح إذا خد ع الوجع.. بيخف. - مصطفى ابراهيم

السبت، 4 مارس 2017

وفين أنت؟



الأمل شيء خطير.
أعرف ذلك تمامًا. أعرف أيضًا بأن الجهل نعمة. وبأن الحياة تحت ظل وهم مريح يمطرك بآمال الحياة التي ستغدو أفضل، واليوم الأحلى الذي لم يأت بعد، وهم كذلك هو النعيم ذاته.
عندما تفقد الأمل، لا يهمك إن كان اليوم هو الإثنين أم الجمعة، في أي شهر، بأي حال. أنت تنتظر اللا شيء. توقعاتك صفر.
لا عودة من أرض اليأس.
ولا جبر خاطر لمن حاز أملًا في قلبه، لكثير وكثير من الزمن، حتى لم يعد يعني شيئًا.
لا جبر خاطر.

...

فيه حقيقة ثابتة واحدة بس في الدنيا، وهي إن مفيش أحلى من المزيكا الحلوة.
والمزيكا الحلوة رزق، يعني تكون ماشي في نور الله ويأتيك صوت حليم من حيث لا تدري يقولك عيش أيامك عيش لياليك، خلِّي شبابك يفرح بيك. يا حليم، يا حبيب قلبي، لو كان شبابي رجلًا لكان جه وضربني قلمين، وبصوت جهوري قالي قومي اعرفيلك صاحب ولا صاحبة، اللي حابسك خلاص مات. وهو يعني لا مات ولا شيء. الأفكار مبتموتش زي ما إحنا عارفين كلنا.
من وسط كراكيب حياتي هي الأفكار اللي ملعونة بتعويذة "Gemino" اللي بتخليني كل ما ألمس واحدة بدماغي تروح مقسومة اتنين، فأربعة، فستاشر، وهكذا إلى الما لا نهاية. لحد ما بأتحبس جواها ومعرفش أنا حتى بأفكر في إيه. عندي حاجات وكلام وحاجات.
الإنسان الطبيعي مش بيصحى 4 الفجر من الزعل. ممكن يصحى من صوت حد بيكرهه، أو على صوت القطة بتاعته وبعد ما تصحيه تنام هي، يصحى علشان بطنه وجعاه. إنما الإنسان الطبيعي مش بيقلق يراجع كل حاجة حصلت في الحياة متضايق منها. مش بيفتكر مواقف محرجة من حياته. مش بيفكر في مدى بؤسه 4 الفجر.
كمان الإنسان الطبيعي مش بيجيله emotional detachment ولا social withdrawal، ويسميها هرمونات أو متلازمة ما قبل-بعد الإمتحانات. الحياة إمتحان كبير أصلًا، كل واحد بيذاكر من حتة، والمشكلة إننا مبنعرفش ليلة الإمتحان كانت إمتى إلا وين إتس توو لييت. وأن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا. نفسي أحكيلك ع اللي في قلبي واللي سهرني، واللي بكاني، وضنا روحي، لكن -يا حسرة- لم أعد قادرة على الحكي خالص. كمان أنت مش موجود أصلًا.
وهنعمل إيه يا قليل البخت والحيلة في الوجع الكبير؟ الأكبر من إني أحس بيه، كأني بقيت وجع كبير، هبة تضائلت واختفت جواه. لما بأبص في مراية وأشوف كل السيناريوهات السيئة، كأني بأشوف الحقيقة اللي عايزة/ محتاجة أشوفها.
الواحد لما بيكون جعان جدًا، بعد فترة بيشبع سدِّة نِفس. لو جاله أكل بعدها بخمس دقايق بس حتى مش هيقدر ياكله بإنبساط. هياكله تقضية واجب لسابق علمه بإنه محتاجه. كذلك الجعان من الدنيا بحب وإهتمام وحاجات حليوة، خلص آوان إنه يفرح بيها لو جت. فـ"لو" جت مش هيمانع يعني، بس مش هتفرق.
مفيش حاجة تجبر خاطر مكسور.
...
Here's to the hearts that ache
Here's to the mess we make