الجمعة، 13 فبراير 2015

بسم الذي نفخ في خلقه الروح، ثم أمر بأن تصعد إليه، وبين النفخ والأمر كانت الحياة الدنيا.

...

ارتجت أن تأتي له حاملة الورود التي تنغلق بأسرارها ولا تنفتح إلا مرة واحدة في عُمرها، أخبرته في الرسالة الأخيرة أنها ولابد ستذهب إلى والي المدينة يومًا لتخبره .. كان يأتي إلي حيث رقدت أخيرًا كل صباح حاملًا ذات الورود، بالرغم من أنها ذابلة تمامًا، لكنه كان ينتظر أوراقها أن تنفتح.

...

أعرف أن الدم كله حرام، كله، وهم يريقون الدماء على أرصفتهم كل يوم، يحقِّرون من دماء الذين لا حول لهم ولا قوة، ويعظِّمون دماء الذين يقهرون أصحاب الدماء الرخيصة في نظرهم.
أليس الدم كله كرات حمراء وبيضاء وصفائح دموية وبضع من حياة؟
أعرف أيضًا أن الأمر كله لله، وإنا له وإنا إليه راجعون، لكنني حين لا أجد من نفسي شفقة على من لم يعرف أنه اليوم الأخير في حياته، لم يتخيل حتى أنه سيترك غرفته للمرة الأخيرة، ربما أخبر أحدهم أن يلتقيه هذا الأسبوع أو وضع خطة ما للشهر القادم، كتب احلامه على آخر ورقة في دفتر الكلية أو أحب فتاة وبنى معها خطة لحياتهما سويًا، ثم نزل من بيته، للمرة الأخيرة، ولم يعد.. أقول، حين لا أجد من نفسي شفقة عليهم، أفكر: كيف لي أن أتحوَّل إلى ذات القلب الحجارة؟ كيف سمحت له؟
كيف لا أشفِق عليهم يا رب؟


...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق