الثلاثاء، 20 يونيو 2017

ما قبل - ما بعد


لا شيء يصير أسهل.
الحياة تستمر. ذلك مؤلم.
لا شيء يصير.
الحياة مؤلمة.
لا شيء.

--

مشهد عادي لبنت نازلة وسط اصحابها بعد آخر امتحان، قعدوا يرتاحوا شوية في المكتبة، فسندت راسها ودخلت في غيبوبة.
مشهد عادي بيؤدي لمشاهد صعبة.

--

أستعيد حياتي بالتدريج، النوم المتواصل، الأحلام القليلة التي تتكون من مشاهد مكررة من الواقع مع بعض التعديلات -أشبه بالمسرح في فيلم inside out في حلم البنت-، الأكل المستمر، المزيكا والراديو، النزول بلا هدف والعودة ببضع الخيبات،استعادة التواصل البسيط مع الناس بالتدريج. أعتقد أن بعد خمس سنوات يصبح التعامل مع النكبات كعمل روتيني. نبدأ بإدراك الخطوات الطبيعية للنكبة:
1-الوقوع الفجائي: مرحلة الإختفاء من على "السوشيال ميديا"، إغلاق الهاتف، إختيار "نوت-بووك" جديدة للمرحلة.
2-إختيار روتين للمرحلة: نظام لساعات النوم، إختيار الأكلات والمشروبات المفضلة للمرحلة ليتم تكرارها على مدى اليوم/ الأسبوع/ الشهر/..إلخ. شكر خاص للـ لاتيه بالقرفة والماندولين. إختيار الملابس المريحة لنفس السبب السابق ذكره، والمسلسل المفضل للمرحلة. شكر خاص جدًا لـ that 70's show.
3-الإحباط والندم وجلد الذات والشعور بالدونية وعدم استحقاق النجاح وكراهية النفس والعالم والشعور بالعدمية والتفكير في الأسئلة الوجودية و"فلاشباكات" من traumaت الماضي التي تم دفنها في عمق الأعماق العميقة.
4-الإنهيار.
5- محاولات استعادة السيطرة والخروج بأقل الخسائر.
6- الله أعلم.

--

قلبي اتشال واتحط مكانه تلجاية. والكلام اتبخر من جوا زي ما يكون التلجاية دي اتحطت في الشمس.
لو سألتني نفسك في إيه دلوقتي، غير إني أنام، هيبقى إني أقعد أدفن رجليا في الرملة وأبص للبحر وأعيط. دلوقتي حالًا، الساعة 4 ونُص الفجر يوم 26 رمضان 2017. أعيط لحد ما أحس. أحس بأي حاجة.
كل شوية بتطلع في دماغي صورتها على الـ ventilator، وبأدعيلها، وبأفكر وأنا بأدعي إني مش عارفة إيه الأحسن ليها، فيارب اختار أنت.
واختارلنا كلنا. وخلينا نشوف، ونفهم، ونستوعب، ونحس.

--

لا أعرف ما هو صراعي مع الحياة. فقط أعرف أنها ليست نزهة. أعرف أن قوايا تنهار وأن جسدي يلعنني من شدة الإنهاك. أتحسس نبضي في كل لحظة توتر دون أن أدرك أنني أفعل ذلك لولا أن يلفت إنتباهي أحدهم. ربما أتأكد من صدق حقيقة الأحداث، أنها ليست حلم، أو كابوس. ربما أتأكد بأنني مازلت على قيد الحياة. لا أستطيع حتى حمل رأسي المثقلة بكل تلك الأفكار. ألقيها بعيدًا عني كي لا أراها. ثم أفقدها. أنسى أين وضعتها، فأبدأ بالبحث عنها. تضيع مني للأبد فأحيا بلا رأس. تكون تلك مشكلة ببساطة لأنني لا أعرف كيف يعيش الإنسان دون رأس. ذلك مستحيل علميًا. أزداد حُزنًا وأقرر أن أتخلص من قلبي أيضًا. حاولت التفكير في مصدر آخر مسئول عن الشعور لكنني لم أجد. فقدت الآن قلبي وعقلي ومازلت حزينة. مازال ظهري يؤلمني ونفسي يتسارع دون أن أتحرك من مكاني.

--

"المشكلة إني اكتشفت إن حب حد ليكي مش بيشيل من على كتافك هم إنك مبتحبيش نفسِك."

--

لقد سأمت الحزن يا رب
ولم يسأم مني.
ينشب أظافره حول عنقي
ويخنقني
الشيء السيء هنا
أنني لا أموت.

هناك تعليق واحد: