يا حلوة ياللي قاعدة هناك
وملكيش حد تشكيله
وبتعدِّي ساعات وأيام
وراضية بكل تدبيره
ساعات الدنيا تكسرنا
لأجل ما نعرف نتداوى
وساعات بنتوه مخصوص
لأجل ما نعرف نتَّاوى
لكن الأكيد على طول
والصح والمعقول
إن اللي قدّر رايد
إنك تجيله
...
المفروض تتعوِّد على منظر إنهيار الناس، لأنك في مستشفى، والجو العام هو المرض .. والموت.
بس كل فترة بتسمع صرخة مبتعرفش تطلَّعها من ودانك بسهولة، وشابكة فيها أسئلة من نوعية: إيه اللي جرا لكل ده؟
وبعدين تفكر إن الشخص ده هيجيله وقت وينسى دبِّة السكينة في قلبه، وهيضحك، لحد ما مكان الضربة يوجعه.
وهيفتكر إنه وقت ما كان بينهار كان فيه دراعين محاوطينه، دراع منهم بيحوش الحُزن عنه، والتاني بيحوشه من الجنون ..
تفكر: لو إن الدراعين دول مكانوش موجودين في اللحظة دي بالذات، كان هيبقى مصير الصرخة دي إيه، إلا كده؟
...
هي بتحلم إنها تقعد على سحابة وتدلدل رجليها، على قد ما أنا نفسي أحقق لها أحلامها على قد ما واقعيتي متسمحليش أعيش معاها في حلمها .. السحاب مبيتقعدش عليه يا ريم، بس مُمكن لما تطلعي تقعدي فوقيه، أستناكي تحت وأعملك باي باي.
...
التغيير بيحصل فعلًا، إحنا بس اللي محتاجين نبعد بالقدر الكافي علشان نشوفه. محتاجين نبعد بالقدر الكافي اللي يغلب طول النظر الفطري اللي مخلوقين بيه ده ومبيخليناش نشوف الحاجة كويِّس من قُريِّب. زي ماما لما بأورِّيها أي حاجة وتمسك إيدي وتبعدها، وكل مرة بأنسى وبرضه بأحطلها الحاجة قُدام عينيها، وأنا عايزاها تشوفها، ومبتعرفش تشوفها إلا من بعيد.
طول النظر ده أوبشن نازل في القالب بتاعنا كلنا، مبنقدَّرش قيمة أي حاجة في الدُنيا إلا من بعيد.
يا ترى يا رب، علشان كده مبنشوفكش بعنينا المريضة، والمفروض نشوفك بقلوبنا؟
يعني إحنا قلوبنا معندهاش طول نظر؟
دي بداية كويسة جدًا.
...
فُلان،
مانيش عارفة ده جوابي الكام، "معنتش بأحسب الصفحات، معنتش بأحسب الإقلام، معنتش بأحسب اللي ضاع من الأوهام."
أما بعد/
صحيح الغُربة بتعِل السليم بالحنين، وصحيح إن البِعاد صبَّار مُر على قلوب المتغرَّبين، بس مش قد المرارة اللي في قلوب الساكنين وسط العمار وقلوبهم دبلانة مش لاقية حد يسقيها.
صحيح إن الكلام آخر ما يقدر يكونه كلام، وإن الحواديت السحرية مش موجودة غير بين جلدتين في رف المكتبة، بس الحبل الواصل بس ما بيننا هو الجوابات، والحواديت السحرية اللي فيها البنوتة اللي بتصحى من النوم الصُبح فـ الشمس تطلع، والعصافير تغنيلها هي لوحدها، هي اللي مخلياها تصحى كل يوم علشان مصدقة إنها فارقة مع العالم.
صحيح إن المسافة هتطول، لكنها لازمً هتقصر بفعل قوانين الطبيعة اللي كوَّرت الأرض في لفة واحدة.
صحيح إن الزمن بيفوت، لكنه لازمً هيقدر يخفف قهر/ يداوي حسرة/ ينسِّيك صورتك لما اتكسرت مع المراية.
معادش عندي إشتياق ولا قُدرة ع الإفتقاد، معادش عندي دمعة تنزل وقت ما شُفتها بتنهار، معادش عندي حنين كنت ما بعرفه لـ مين.
...
قادر يا رب على كل شيء.