الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

ما قبل الخط الفاصل


أخبرني أحدهم يومًا -بكل وقاحة- بأن العالم لا يدور حولي.
كيف أتت له الجرأة ليقول ذلك؟ بل كيف يفكر في ذلك أصلًا؟
أنا العالم .. بالنسبة إلي على الأقل.


ـــــ
بقيت بأتفنن في إيجاد خمستاشر سبب لجعل الحاجات المُهمة في الدُنيا مش مُهمة إطلاقًا، وإقناعي بالأسباب دي، مما بيؤدي إلى تكملة اليوم في السرير.
بقيت شاطرة أوي في إني أقنع نفسي إن الحاجات اللي عايزاها دي انا مش عايزاها أوي، وإنها لو حصلت مش هتبسطني ولا حاجة، والحاجات الوحشة دي حاجات جميلة مش هتفرق في أي حاجة لو حصلت، والعالم كله مش واقف عليا وأنا ممكن أبوظ حياتي عادي، آخرتها ايه يعني؟ ولا حاجة. ولا أي حاجة.

الحقيقة إني كمان وصل بيا الحال إني أعمل كل حاجة بالعافية، بآكل بالعافية، وبأنام بالعافية، بأتفرج على التليفزيون بالعافية، بأقعد على النت بالعافية، وبأكتب الكلام ده بالعافية.
ـــــ
فيه حاجات كتير عايشاك....
خايفاك تبطلها ....
وحاجات كتير عايزاك....
لاكن معطلها...
أن إنتا مش عايز....
مصطفى ابراهيم


ـــــ
الحقيقة إن مفيش عصايات سحرية في البُعد الزمني ده، بالتالي مش هنلاقي العصاية السحرية اللي بندوَّر عليها وأول ما نقول بيها التعويذة الصح حياتنا هتتصلح من مجاميعه.
كمان مفيش فُرسان عندهم حصنة بيضا وبيدوروا علينا من شرق الأرض لغربها، غالبًا هيبقى امتياز عنده بالطو أبيض متمرمط بين كوريدورات القصر العيني.
الحياة مش فيري تيل ولا فيلم كيوت مدته ساعتين، الموضوع أكبر وأعقد وأسخف من كده بكتير.


هتعرفني إزاي؟ هتلاقي بنت طويلة بنظرة جد زيادة عن اللزوم على وشها، وتكشيرة مُعتبرة، ماشية مخبية مجلة ميكي ولفاها حوالين إزازة المية، وبتمشي بسرعة ورجليها داخلة لجوه، وباصة في الأرض على خطواتها الملخبطة.
غالبًا لابسة إيشارب كُحلي سادة، وخانقة نفسها بهدوم كتير.
ـــــ

إزاي تبوظ حياتك في 3 خطوات بس؟
شوف أكتر حاجة نفسك تعملها واكتبها في ورقة وعلقها ع الحيطة في أوضتك علشان كل ما تشوفها تفتكر قد ايه أنت فاشل.

ــــــ

مبحبش حاجة ومنفسيش أعمل حاجة ومش عايزة أبقى مبسوطة ولا زفت. بس عايزة أعرف انام مرتاحة وأصحى جسمي مبيوجعنيش ومش مصدعة، عايزة أعرف أشرب نسكافية من غير ما أتوجع بسبب دور برد سخيف جاي قبل أوانه، عايزة آكل الجاتوه بالشوكولاتة اللي في التلاجة من غير ما أتأذي لنفس السبب، عايزة أنزل أصوَّر شوية ورد ومناظر حلوة واقعد أتفرج عليهم كل شوية في بيتنا، عايزة يبقى فيه "بيتنا"، وعايزة أكتب اللي جوايا من غير تزويق ولا تجميل ولا قصقصة، عايزة أبطل أنام كل لما الدنيا تضيق في وشي، وعايزة أبطل أستنى حاجات مبتحصلش، وأستنى حاجات هتحصل بكل يقين.

زمان -من شهرين كده- كنت بأقول إن الكون عامل مؤامرة عليا، لحد ما اكتشفت إن الكون مش واخد باله مني أصلًا،، أنا مين أنا علشان الكون يحطني في حساباته ويعمل عليا مؤامرة كمان، انا وقعت من حساباته تمامًا.

ـــــ


مكالمات سكايب اللي بتجمع الصُحاب -اللي مش صُحاب-
حواديت متحكيتش
مكالمات مجمعتش ومجاتلناش الجرأة نكررها
حاجة استنيناها كتير أوي وقعدنا نصبّر نفسنا إن هييجي يوم ونعرفها، ومعرفنهاش
ناس فضلنا مستنيين فرصة تيجي علشان نكلمهم، الفرصة مجاتس ومشوفناهمش تاني
أكلة كان نفسنا فيها ومكلنهاش، ولما كلناها كانت نفسنا راحت منها
أغنية بتحبها علقت في دماغك لحد ما كرهتها وكرهت إنك كرهتها
إيميل/ كلام متبعتش في وقته، فمتبعتش خالص

الوقت اللي بتكتب فيه وأنت مش قادر تفتح عينيك من التعب
الوقت اللي بتحس فيه إن حد بيكسر أسوارك واحد ورا التاني وبيحاول يوصل لقلبك فعلًا، فبتسمحله
الوقت اللي بتتعامل فيه كناضج مبيهموش مشاكله التافهة اللي خلته يتقمص من حد
الوقت اللي تلازمك فيه أغنية بتحبها في طريق طويل
الوقت اللي باقي من يوم طويل حلو
الوقت الحلو اللي باقي من يوم طويل وحش

ـــــ

الفكرة بقى إن قعدتنا في الضلمة قدام شاشة اللابتوب والكتابة واحنا بنسمع اوبرا عايدة مع محاولات التغلب على الصداع وتخبيط دور البرد علينا، كل ده وأكتر مش هييجي بفايدة.

أنا زعلانة من الدُنيا أوي يا فاطمة، ومبقتش فارقة معايا إن أنا زعلانة وده مزعلني.






هناك تعليق واحد:

  1. جرعة مخففة من إكتئاب الشتاء المحبب للنفس، جميل.

    ردحذف