الأربعاء، 12 نوفمبر 2014

الكوميديا المأساوية



مُفتتح:
لا أمتلك الآن في مواجهة هذا العالم سوى أن أنفجر بالضحك في وجهه بينما هو يَبُخ السُمَّ في وجهي.
لست وحدي.
كُلنا نفعل ذلك بين الحين والآخر.. كُلنا.
---

"القمر من فرحنا هينوَّر أكتر .. والنجوم هتبان لنا أجمل وأكبر."

الست كانت بتعمل حفلتها كل شهر، علشان الأغاني التقيلة اللي من النوع ده مينفعش تتسمع عمَّال على بطال، بالإضافة لإنها كانت بتعيد في الكوبليهات علشان ترسِّب الأغنية جوه ودان الناس، بحيث يادوب شهر يكونوا ابتدوا يتعافوا من أثرها علشان يسمعوا واحدة كمان.

الأمر الواقع يا ولاد، الأمر الواقع.

أم كلثوم في حفلة سويت نوفمبر كانت بتقوله "أعطني حريتي أطلق يديا" .. وبعدها رجعت في كلامها وقالت "أنساك؟ ده كلام؟ أنساك .. يا سلام؟" .. ووقت ما كنت أنا بأقول "الله عليكي يا ست" .. كان شروق بتقول "الله يرحمك يا ست".

---


كم يلزمك من الليالي الطويلة التي تبحث فيها عن بوابة للإنتقال من العالم المادي إلى الذي يخلقه عقلك الباطن، فلا تجده، لتكتشف أنك بحاجة إلى إعادة ترتيب أدراج عقلك، واتخاذ بعض القرارات المصيرية، أو الأسوأ، الكتابة؟

فيما سبق، كان العالم هو سبب إحباطاتي المُتكررة. تمنيت شيئًا ولم يحدث، انتظرته طويلًا و"رجعت قفايا يقمَّر عيش". أما الآن، فأنا ناضجة بما يكفي لأعرف أن العالم فيه من العدل ما يجعل سبب إحباطي الوحيد هو أنا. لم أقم بواجبي كما ينبغي، لم أحاول بالقدر الكافي، لم أكن على مستوى المسئولية المطلوب، أو لم أفعل شيئًا لأنتظر نتيجة مُبهجة ما.
ربما كانت هذه هي أكثر الحقائق إحباطًا التي اصطدمت بها في حياتي.

تبدو الآن كل المصطلحات التي تملأ قواميس الطالب المثالي، وأوراق الإجابة النموذجية، ليست صحيحة تمامًا. إدارة الوقت، ترتيب الأولويات، الإلتزام، إتقان العمل، "بلا بلا بلا .. ". لا، الحياة خادعة أكثر من ذلك بكثير.

أو كما قال عُمر طاهر على لسان بِرما "يا صديقي الحياة بسيطة جدًا، هي صعبة فقط لأنك لا تصدق ذلك".
وأنا أحاول أن أصدِّق، ولكن الأمر ليس بالسهولة التي يبدو عليها، كما أن محاولة إقناع عقلي بإراحة مفصلي فكي لأستطيع النوم دون مضاعفات من نوعية صُداع أو تشنُّج ليس بالسهولة التي يبدو عليها. عقلي يؤمن بأن الحياة صعبة ومُعقدة جدًا، وبأنه عليه أن يقبض على فكي وكأنني أجُّز على أسناني، دون أن آمره أنا بذلك. إذًا معدتي أكثر طيبة مما ظننت، فهي لا تتمرد على قوانين الطب على الأقل.

والعالم أكثر عدلًا مما ظننت، فـ"الحياة فيها عدل كفاية يخليها تجهزك طول الوقت لحاجات هتقابلها، فلما تقابلها تكون مُستعد لها من غير ما تعرف". ولو أنك تخطيت مشكلة أو أزمة مررت بها سابقًا وتخيلت لو أن الأمور سارت دون أن تتعثر بها، لوجدت بأن الوضع غالبًا كان سيصير إلى الأسوأ، على عكس توقعاتك.

...

أنا مكبرتش لأ، أنا لسه طفلة .. بتستنى حد يقولها تعمل إيه بالظبط، تلبس إيه النهارده، تنام امتى وتصحى امتى، يجيب لها أكل ويخرَّجها ويديها مصروف. طفلة بتحلم أكتر ما بتعيش، وبتعترض على قوانين الطبيعة اللي منها إن اليوم 24 ساعة، ودول ميكفوش كل التو دو ليست بتاعتها.

لازم أعترف إن صوت شخص ما بيوحشني أحيانًا، لدرجة بتخليني أندم إني مسجلتلهمش أيام ما كانوا موجودين زي ما بأسجل دروس الباثولوجي والمايكروبايولوجي كده.
عرفت إني بقالي كتير مسمعتش حد، كنت محتاجة اسمعهم بس
أنا مش قادرة أكتب، مُرهقة، بأسهر على غير المُعتاد وبأكسر قوانين كتير الأيام دي وبأستاء لـ كده، بأخلص مصروف الشهر في أول أسبوع من غير أي خطة لـ "هأقضي بقية الشهر إزاي؟" .. وبأتناسى الأزمة مع أول إقتراح لخروجة أو لما بأعدي على بتاع الكتب.
مش قادرة أحدد موقفي هل أفرح ولا أكمِّل عادي، هل أتبسط ولا أتضايق؟
أنا عارفة إني مش مش كويسة، بس مش كويسة. أنا إن بيتوين.

لازم أعترف بإن في الوقت اللي بأفتكر فيه إن الأمور تحت سيطرتي تمامًا، الأيام بتثبتلي عكس ده. وإني مينفعش أتطمن وأريَّح وأسيب الأمور تمشي كويسة لوحدها.


*أنا مُمتنة ولازم أسجِّل إمتناني، من غير تفاصيل.*

...

الحقيقة: الكلام ده كان مكتوب على 3 تدوينات مُختلفة، في أسابيع مُختلفة، وطلع مش مختلف كتير عن بعضه.

---

تذييل:
لكنك يجب أن تُظهر إمتنانك، وإن كانت كلمات الشُكر قد تجاوزنا مراحلها بكثير، فُان الإمتنان واجب، والتقدير يجب أن يتم ذِكره بأي حال، حتى وإن كان بنفيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق