أجمع كل أفكاري التي تتوافد منذ أسبوعين أو أكثر، أكوِّرها وألقيها بعيدًا في خلفية عقلي .. بعيدًا عن كل ما يمكنه رؤيتها والتعبير عنها.
أتأملني، وحيدة تمامًا .. لا أستطيع الضحك بصوت عالي، ولا البُكاء لأكثر من نصف دقيقة .. لا أفرح ولا أحزن.
وحيدة تمامًا في مواجهة نفسي.
أسأل خمسة عشر سؤالًا في الدقيقة ولا أجد لنفسي إجابة واحدة.
أسأل: لماذا الكتابة عن الأحداث صعبة لهذا الحد؟
أقول لنفسي: أنتِ بخير.
إن كان للوجع وحدة فأنا سأحصل على 50% من الحد الأقصى، وإن كان لللامبالاة وحدة فسأحصل على 100%.
...
خطة السيطرة على العالم رقم واحد: نشيل إيدينا من على خدنا.
...
لماذا يا رب؟
لماذا أجدني حبيسة تلك النفس العطبة؟
لماذا إذًا لا أجد بابًا هنا .. أهرب منه إلى أي مكان غيري.
يا رب .. لست مريضة إلى الحد الذي يجعلني ساخطة، في الواقع، أنا لست مريضة على الإطلاق بالمُقارنة مع كل هذا المرض الذي يزور مستشفيات قصر العيني كل يوم متجسدًا في أشباه بني آدم، لست مريضة ولكنني لست بخير .. لست بخير على الإطلاق يا رب.
أرفض أن أصدِّق بسهولة بأن هذه هي حالتي الطبيعية، التي يجب أن أتعامل معها، وأستمر عليها.
أرفضها.
يمكنني ان أكون أفضل، أعلم هذا وحسب.
أعلم يا رب بأنني أستحق هذا وأكثر، ولكنك أرحم من أن تترك يدي الآن .. وإن أنا أفلتها.
لم يَعُد لأي شيء معنى، لا أستطيع حتى أن أنتظر شيئًا أعلم أنني قد زهدت فيه .. وأعلم بأن الأشياء حين يطول إنتظارها لم نعد بحاجة إليها، وإن نحن وجدناها في الطريق لن نُكلِّف أنفسنا عناء الإنحناء لإلتقاطها .. وسنتركها ..
وحتى إن وجدناها بين أيدينا .. سننظر لها ببلاهة ونتسائل عما يجب أن نشعر به الآن.
الحياة بائسة يا رب، وأنا لا أحتمل هذا البؤس.
أقل أنا من أن أستحق كل ما كنت أتمناه، والذي صار لا شيء الآن على كل حال.
يا رب، أخشى العلاج، لا أريد الإعتراف بأنني مريضة حقًا..
لا أريد الشكوى..
لم أعد أدري ما الذي يجب أن أكتبه في دعوة أرسلها إليك، لم أعد أدري إن كان من المُمكن أصلًا أن أطلب منك شيئًا.
أعتقد أنني يمكنني .. أعتقد أنني لن أظل هكذا إلى الممات .. هذا ما أحب أن أصدِّق.
ولكن هذا كله لا يليق بي.
...
خطة السيطرة على العالم رقم اتنين: ارمي الماضي في البحر.
...
عزيزي السيد ميم،
أرجو أن تظل شخصية خيالية، أكتب إليها خطابات في دفتري .. أو تشاركني في خيالاتي المُستمرة .. أو يصحبني طيفك حينما أتمشى في الطُرقات وأتخيَّل كل الإحتمالات اللا نهائية لأول حوار / تعارف بيننا.
كن صديقي الذي لن يكون أبدًا.
محبتي.
...
خطة السيطرة على العالم رقم تلاتة: مراسيل محبة في مواجهة العالم.
...
أمتلك دفترًا أزرق لكل الأشياء، وواحدًا أسود للأيام البيضاء، وواحدًا بحجم كف اليد للملاحظات السريعة، وواحدًا للحكايات، وواحدًا للأزمات، وواحدًا للأحلام، وواحدًا للأوهام، وواحدًا لا أكتب فيه شيئًا، وخمسة أحتفظ بهم للذكرى.
أمتلك دفاتر وأقلام وقرابة الخمسمائة صديق إفتراضي، ولا أجد من أشتكي له حين يضيق بي جسدي، ولا تعلم روحي من أين لها بمُتنفس.
...
خطة السيطرة على العالم رقم أربعة: منستناش الحاجة تحصل، نروحلها إحنا.
...
حسنًا يا رب، أريد أن أعود إلى ما كنت عليه قبل خمس سنوات وكنت أرفضه وقتها.
عرفت أنني كنت مخطئة، هل لي ان أعود؟
...
خطة السيطرة على العالم رقم خمسة: ننفذ أي أفكار لحظية في وقتها لأن العمر أقصر من إننا نراجع الحاجات اللي نفسنا فيها.
...
الإبحار في وسط المُحيط وأنت لا ترى شاطيء ولا تعرف إلى أين تريد الذهاب من الأساس، صعب.
نحن لا نحتمل التيه أكثر من أربعين عامًا يا رب.
...
خطة السيطرة على العالم رقم ستة: من لا يسأل لا يعرف / وحده من يسأل يحصل على الجواب.
...
ينادونني هبة الله يا رب، وأنا لا أدري لماذا سميتني بهذا الاسم بالذات؟
ممتنة حتى نهاية الكون، ولكنني أريد أن أعرف، لماذا؟