الاثنين، 5 يناير 2015

أوكتاف



أقول لنفسي: لا بأس، بخلت علينا الأقدار بالذي فرضت على أنفسنا إشتياقه ..
ربما يكون الإنتظار هو الطريق الذي يبتغي لنا أن نمشيه لنصل..
ربما من تعجل شيئًا قبل أوانه، عوقب بحرمانه فعلًا كما يقولون..
لكن، كيف يكون التعجل تعجلًا ونحن نفقد قدراتنا على الحاجة بالتدريج، وربما لو انتظرنا حتى نصل، نصل دون ذرة حاجة واحدة.
تقول لي نفسي: ولكن نحن أسئنا الفعل على كل حال.
أقول: نعم، ولكن الذنب لا يقع علينا وحدنا ..
أرى بأن النقص يسعى لإفناء نفسه في الإكتمال، بأي صورة، في حُلم يقظة صباحي أو محاولات إرضاء كاذبة.
تقول: ولقد وعدنا بألا نسير في هذا الطريق مُجددًا.
أقول: وعُدنا، وما أنا بأدرى مِنكِ بما يجب علينا أن نفعله الآن ..
فقط لو أن المنشود يأتي، ربما انتهى كل هذا وحده.
تقول: سننتظر أن تحدث المعجزة إذن أو نُكمل في القضاء على حسناتنا واحدة واحدة حتى تفنى جميعها أخيرًا.
أقول: وقد  فنى ما فنى، ولا أدري إن كان هناك سبيلًا لإستعادته .. ولا أدري أيهما أسوأ؟ أن أتقبل الأمر الواقع كما هو، أم أشمئز منه وأنكره وأنكرني؟
تصمت تمامًا.

...

أدفع بنفسي من على حافة التعقل دفعًا، ألقي بها في هاوية / مُنحدر له نهاية لا أرتضيها، ولا أرتضي أن أرتفع.
تختفي معالم الحياة من حولي إلا من نبضٍ ونفس.
تدور الأرض بي أسرع قليلًا من المُعتاد.
أود لو أنني أرتمي فتأخذني أرضية الغرفة بالحُضن، فتكون الأصدق على الأقل.
يجري الدم في أوردتي .. يقف أمام صمامات القلب في كل دورة .. يسأل هل يستحق الأمر عبور آخر؟ تتكفل العناية الآلهية بالأمر فيمر، ولكن تتخلف كرة دمٍ في كل مرة .. تبقى لإستقبال الضربة القادمة، علها تنسحق.

...

يمر التيار من هنا، لا أرى الهواء بالطبع، لست بهذه الشفافية، أرى أثر مروره على "تندات" الجيران .. أقف أنتظر أن يصلني، ولا أجد شيئًا.
أبحث عن نغمات تخفف من ثقل العالم على قلبي، أجد بعضًا من كمانٍ وناي وآلات أخرى لا أعرفها/ أميزها .. ترتفع النغمات واحدة تلو الأخرى وأنزلق أنا من بينها لأرتطم ببرودة الأرض وحقيقة أنني لست درجة نغمية مثل دو أو ري لأتهادى في مُحيط خُماسي الأبعاد وأتحول إلى صورة طاقية أخرى، ربما شعلة نور لا يراها أحد.

...

رأيت فيما يرى النائم وجه، أخبرته بخوفي كله ورحلت.
لما استيقظت لم أتذكر سوى وجهه.
...

أصمت تمامًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق