صباح الخير أيها
العالم الدنيء.
صباح محاولات التحايل على النفس، وإقناعها إن كل حاجة بقت كويسة أهي .. أهي. حتى لو مفيش حاجة كويسة خالص. بس إحنا هنعمل زي بتوع التنمية البشرية ما بيقولوا وهنركز على نُص الكوباية المليان، حتى ولو كانت مش دي الكوباية اللي إحنا عايزينها تتملي، وحتى ولو كنا عايزينها تتملي بحاجة تانية، والحاجات اللي جت خدت مساحة نُص الكوباية ومليتها أخدت المكان اللي كانت المفروض الحاجات اللي إحنا عايزينها تيجي تملاه، وبالتالي: مبقاش فيه مكان كفاية للحاجات اللي إحنا أصلًا عايزينها. بس برضه؛ هنبُص على نُص الكوباية المليان ومش هنفكر إنه يا ريته ما اتملى .. خالص.
بالرغم من كمية السعادة الغير مُبررة اللي قررت تغمر اليوم إمبارح على غير العادة، أول ما حطيت دماغي على المخدة وفيه إبتسامة عريضة على وشي، قلبي اتقبض فجأة، واتمرد على الريتم بتاعه وقرر يدق في وداني بسرعة وبقوة( وده بيحصل لما بأكون متضايقة، مش العكس) كأنه بيقولي: اتنيلي على عينيك وبطلي تتجاهلي الحاجات اللي مضايقاكي، لحد ما بقيتي مش عارفة إيه هي الحاجات اللي مضايقاكي. الحقيقة إني فعلًا قمت وقعدت أسأل نفسي: إيه هي الحاجات اللي ممكن تكون مضايقاني؟ وعرفت أعمل ليست طويلة مُحبِطة قد الدنيا.
ميكانيزم الدفاع بتاع "يلا ننسى كل الحاجات اللي بتضايقنا فور ما بتحصل" ده أحيانًا بيكون مُفيد، بس اللي بقى بيحصل مؤخرًا إني بانسى الحاجات اللي بتضايقني، وبأفضل متضايقة من غير ما أعرف السبب. ميكانيزم فيه عيوب صناعة مُضرة بالصحة.
إحنا بقينا بنتمنى الحاجات الحلوة اللي بتحصل في حياة الناس يحصلنا زيها، مع إنني مش عايزينها أصلًا، ولو حصلتلنا مش هتفرحنا ولا هتفرق معانا بحاجة. تعريف الحاجات الحلوة بالنسبة لنا اتضرب في الخلاط مع المُقارنة المُستمرة لنفسنا بالناس، وشوية عدم فِهم لنفسنا، مع خوف من الخروج عن القطيع .. وطلعلنا كوكتيل مشوَّه عن طموحاتنا في الحياة.
المُهم، بيتهيألي لما ربنا عملنا ونزلنا على الأرض كل الناس لقيوا ناس يعيشوا معاهم، وفِضِل شوية ناس مش لاقيين ناس يعيشوا معاهم فلموا بعضهم وعاشوا مع بعض، بس فِضِل إحساس النبذ ملازمهم ومعرفوش يعيشوا حياتهم بطبيعية من غير ما يحسوا إن الناس الأولانيين أحسن منهم. وجيل بعد جيل فضل الإحساس موجود حتى من غير ما يعرفوا السبب.
بيتهيألي أنا من الناس التانيين دول.
مفهوم "شحاتة الثقة" اللي اتكلمت عنه ريهام سعيد ده طلع حاجة حقيقية جدًا. طول الوقت بنحتاج حد يقولنا إن اللي بنعمله ده كويس وإننا كويسين والحياة مش هتمشي من غيرنا .. بنحتاج حد يجاملنا ويقولنا إن شُغلِنا حلو حتى لو ده مش حقيقي، وبنحتاج حد يقولنا إننا حلوين علشان نصدَّق ده.
الحقيقة إننا طول الوقت بنغلط، ومش حلوين زي ما بنتمنى، والدنيا هتمشي من غيرنا عادي ومش هتاخد بالها إننا مش موجودين في الصورة أصلًا، وإحنا محتاجين نعرف ده ونبقى متصالحين مع الفكرة وقادرين نعرف حجمنا الحقيقي ومنتكسفش منه. علشان إحنا مش هنعرف نعيش حياة القلم الرصاص اللي عاش طول عُمره يحلم إنه يبقى طيَّارة.
وأخيرًا وليس آخرًا، بالنسبة للصُدف اللي بنستناها تحصِل، عُمرنا ما هنتكعبل في حاجة حلوة في السِكة وإحنا ماشيين واخدين بالنا أوي وبندوَّر على حاجة نتكعبل فيها.
صباح محاولات التحايل على النفس، وإقناعها إن كل حاجة بقت كويسة أهي .. أهي. حتى لو مفيش حاجة كويسة خالص. بس إحنا هنعمل زي بتوع التنمية البشرية ما بيقولوا وهنركز على نُص الكوباية المليان، حتى ولو كانت مش دي الكوباية اللي إحنا عايزينها تتملي، وحتى ولو كنا عايزينها تتملي بحاجة تانية، والحاجات اللي جت خدت مساحة نُص الكوباية ومليتها أخدت المكان اللي كانت المفروض الحاجات اللي إحنا عايزينها تيجي تملاه، وبالتالي: مبقاش فيه مكان كفاية للحاجات اللي إحنا أصلًا عايزينها. بس برضه؛ هنبُص على نُص الكوباية المليان ومش هنفكر إنه يا ريته ما اتملى .. خالص.
بالرغم من كمية السعادة الغير مُبررة اللي قررت تغمر اليوم إمبارح على غير العادة، أول ما حطيت دماغي على المخدة وفيه إبتسامة عريضة على وشي، قلبي اتقبض فجأة، واتمرد على الريتم بتاعه وقرر يدق في وداني بسرعة وبقوة( وده بيحصل لما بأكون متضايقة، مش العكس) كأنه بيقولي: اتنيلي على عينيك وبطلي تتجاهلي الحاجات اللي مضايقاكي، لحد ما بقيتي مش عارفة إيه هي الحاجات اللي مضايقاكي. الحقيقة إني فعلًا قمت وقعدت أسأل نفسي: إيه هي الحاجات اللي ممكن تكون مضايقاني؟ وعرفت أعمل ليست طويلة مُحبِطة قد الدنيا.
ميكانيزم الدفاع بتاع "يلا ننسى كل الحاجات اللي بتضايقنا فور ما بتحصل" ده أحيانًا بيكون مُفيد، بس اللي بقى بيحصل مؤخرًا إني بانسى الحاجات اللي بتضايقني، وبأفضل متضايقة من غير ما أعرف السبب. ميكانيزم فيه عيوب صناعة مُضرة بالصحة.
إحنا بقينا بنتمنى الحاجات الحلوة اللي بتحصل في حياة الناس يحصلنا زيها، مع إنني مش عايزينها أصلًا، ولو حصلتلنا مش هتفرحنا ولا هتفرق معانا بحاجة. تعريف الحاجات الحلوة بالنسبة لنا اتضرب في الخلاط مع المُقارنة المُستمرة لنفسنا بالناس، وشوية عدم فِهم لنفسنا، مع خوف من الخروج عن القطيع .. وطلعلنا كوكتيل مشوَّه عن طموحاتنا في الحياة.
المُهم، بيتهيألي لما ربنا عملنا ونزلنا على الأرض كل الناس لقيوا ناس يعيشوا معاهم، وفِضِل شوية ناس مش لاقيين ناس يعيشوا معاهم فلموا بعضهم وعاشوا مع بعض، بس فِضِل إحساس النبذ ملازمهم ومعرفوش يعيشوا حياتهم بطبيعية من غير ما يحسوا إن الناس الأولانيين أحسن منهم. وجيل بعد جيل فضل الإحساس موجود حتى من غير ما يعرفوا السبب.
بيتهيألي أنا من الناس التانيين دول.
مفهوم "شحاتة الثقة" اللي اتكلمت عنه ريهام سعيد ده طلع حاجة حقيقية جدًا. طول الوقت بنحتاج حد يقولنا إن اللي بنعمله ده كويس وإننا كويسين والحياة مش هتمشي من غيرنا .. بنحتاج حد يجاملنا ويقولنا إن شُغلِنا حلو حتى لو ده مش حقيقي، وبنحتاج حد يقولنا إننا حلوين علشان نصدَّق ده.
الحقيقة إننا طول الوقت بنغلط، ومش حلوين زي ما بنتمنى، والدنيا هتمشي من غيرنا عادي ومش هتاخد بالها إننا مش موجودين في الصورة أصلًا، وإحنا محتاجين نعرف ده ونبقى متصالحين مع الفكرة وقادرين نعرف حجمنا الحقيقي ومنتكسفش منه. علشان إحنا مش هنعرف نعيش حياة القلم الرصاص اللي عاش طول عُمره يحلم إنه يبقى طيَّارة.
وأخيرًا وليس آخرًا، بالنسبة للصُدف اللي بنستناها تحصِل، عُمرنا ما هنتكعبل في حاجة حلوة في السِكة وإحنا ماشيين واخدين بالنا أوي وبندوَّر على حاجة نتكعبل فيها.