الفتاةُ الصَغيرةُ، التي لَم تَكٌنْ تَعرِف عَن العَالَم أكثَر مِمْا يَعْرِفَهُ نِيمو عَن المُحيط، كَبِرَتْ لِتجد بأن سِنها لَم يَمنحَها "ڨيزا" المُرور إلى دائرة المُدركين لِما يَحدُث. الفتاةُ كانت تَمْتَلِك مرهِف بداخِلها يُنهِيها دائمًا عَن مُحاولة لَمْسِ البخت.
" وَلَكِنَّ الْعَالِمَ كَبِيرٌ جَدًا، وَأَنَا صَغِيرَةٌ جَدًا".
كَانَ أَكْثَرُ مَا يُؤَرِّقُهَا هُوَ أَنَّهَا وَاحِدَةٌ، مَنْ رَقْمِ تُقَارِبُ أَصْفَارَهُ اللّاَنِهَائِيَّةِ، مَنِ الْبُشْرِ.
كَمْ يَلْزَمَ الْمَرْءَ مَنْ مُحَاوَلََاتٍ لِكَيْ يَسْتَسْلِمُ ؟ وَاحِدَةٌ فَقَطُّ ؟
" رُبَّما لَيْسَ مُقَدَّرٌ لِي أَنْ أَحِلَ فَرَاغًا مَا لَا يمتليء بِسَواِيِ..
أَوْ لَمْ يَكِنْ مَنِ الْمُفْتَرَضِ أَلَا أَتَحَرَّكْ بإتجاه عَكْسَ عَقَارِبِ السَّاعَةِ حَوْلَ الْغُولِ الَّذِي يَبْتَلِعَ حَيَّاتِي بِالتَّدْرِيجِ حَتَّى لَمْ يَبِقْ مِنْهَا سِوَى أَجْزَاء ضَئِيلَة مُتَنَاثِرَة لا مُتَرَابِطَة أَكْتُبُ عَنْهَا..
رُبَّما لَمْ يَكِنْ مَنِ الْمُفْتَرَضِ أَنْ أُوجَدَ..
حَاولتُ الهَرَبْ وَلَكِننِي لَم أعرِف أيْنَ يُمْكِنَنِي أنْ أخْتَبِيء".
حَاولتُ الهَرَبْ وَلَكِننِي لَم أعرِف أيْنَ يُمْكِنَنِي أنْ أخْتَبِيء".
لَطَالَمَا اِعْتَبَرَتْ نَفْسُهَا الْفَتَاةَ الَّتِي وَجَدَهَا الْكَوْنُ لِيَخْتَلِف، أَكْثَرُ مَنْ مُجَرَّدِ عَدَدٍ، كَمَا اِعْتَبَرَ "راتاتوي" نَفْسُه أَكْثَرُ مَنْ مُجَرَّدِ فَأْرِ صَغِيرِ يُحِبُّ الطَّبْخَ الَّذِي لَا تُحِبهُ.
وَمَا أَكْثَرُ مَا كَانَتْ لَا تَحْبُهُ، لَا تَحْبُ الْعَبَثِيَّةَ، وَلَا الإستعراضية، وَلَا الْعِلاقاتُ الْإِنْسانِيَّةُ.
كَانَتْ تَنَظُر إِلَى حَيَاتِهِمْ بإستمرار، تُقَولُ " كَيْفَ لِهُمْ أَنْ يَحْصُلُوا عَلَى كُلِ شَيْءٍ بِبَساطَةِ؟"، تُكْمِلُ " بَسّْ إنتِ متعرفيش إيهِ اللي بيحصل فِي الكواليس.."
رُبَّما لَوْ عَرَفْتِ لِوَجَدْتِ أَنَّ الْحَيَاةَ مَا هِي إلا رِوايَةَ وَاحِدَةٍ مُتكررة، وَلَكِنَّ يَرْوِيهَا كلٌ بِطَرِيقَتِهِ..
هُنَاكَ مَنْ يُحَدِّثُكَ عَنْ جِمَالِ الْوُرُودِ الَّتِي مَرَّ عَلَيهَا فِي الطَّرِيقِ، وَهُنَاكَ مَنْ يَخْبَرُكَ بِفَجاعَةِ الْحادِثِ الَّذِي وَقَّعَ لَهُ عَلَى هَذَا الطَرِيقِ..
أَمَّا الْوَاقِعَ، فَهُوَ أَنَّ عَلَى جَانِبِي الْحادِثِ كَانَتْ تَنْتَظِمَ الْوُرُودَ.
عَلَى جَانِبِي الْألَمِ كَانَتْ تَنْتَظِمَ الْفَرِحَةَ.
لَا يُمَكِنْكَ أَنْ تَعَرِفَ عَنْ حَيَاةِ الآخرين أَكْثَرُ مِمَّا يَخْبَرُونَكَ هُمْ بِهِ، سَواءٌ بِكَلاَمِهِمْ عَنْهَا او بِتَصَرُّفَاتِهِمْ / تَعْبِيرَاتُهُمْ / الطَّرِيقَةُ الَّتِي يَبْتَسِمُونَ بِهَا..
عِنْدَهَا يَمُكِنكَ أَنْ تَخْبَرَ بِسُهولَةٍ إِنَّ كَانَتْ تِلْكَ إبتسامة صَافِيَةُ أَمْ يشوبها الزِيفَ.
عِندَها يُمكِنَك بسهولة أن تُدْرِكَ بِأنهُ كَمَا لا تُوجَد جَرِيمَةٌ كَامِلةٌ، لا تُوجَد حَيَاةٌ كَامِلَةٌ.
عِندَها يُمكِنَك بسهولة أن تُدْرِكَ بِأنهُ كَمَا لا تُوجَد جَرِيمَةٌ كَامِلةٌ، لا تُوجَد حَيَاةٌ كَامِلَةٌ.