الجمعة، 18 أبريل 2014

رسالة مطوية




أيتها الجوزائية الجميلة،
المهشمة،
تحية طيبة مُرسلة من نفسك،
أما بعد/
طبتي دومًا وكنتي خير من أكتب له، حبيبتي الهشة، لا تنزعجي منهم، لا تتركيهم يشوهون لكي ما تبقى من روحك الهائمة على وجه العالم، لا تتركيهم يفسدون ما تبقى من آثار روحك في الدنيا، ولا تسمحي لهم بقطع وصلك بروحك التي في السماء، لا تستمعي لهم حين يخبروكي بأنكِ "ضايعة"، أو "خايبة"، أو "فاشلة"، أو أيًا من تلك الأساطير الخالية من الحقيقة والمليئة بعدم الصحة.

جوزائيتي الحُلوة، لا تفرطي فيما تمتلكين من جمال، لا تستلمي وتتركيه يتلوث بقبح العالم من حولك، وانأي بنفسك عن كل البشاعة التي تحيط بكِ، ولا تحاولين أن تنسبي لنفسكِ ما ليس بكِ، ولا تحاولي أن تصفي نفسك بما لا تتصف به، أنتِ أنتِ بلا زيادة ولا نقصان.

هبة الله للأرض، سنتحمل الأيام ثقيلة الظل جميعها حتى تمضي إلى غير رجعة، سنتحمل سخافة الواقع بجمال الأحلام حتى تتحقق، ويذهب الواقع إلى الجحيم، سنتحمل غرابة القدر وسخريته حتى يأمر الله فنجد الحال قد تبدل، وأن نعاني في نصف العمر الأول خيرٌ من أن نعاني في النصف الأخير، وأن نتحمل ونحن قادرين على التحمل خيرٌ من أن نتحمل في وقت قد يكون وهن العظم منّا.

زرقاء المحيط، ونصف القلب النديّ، ثقتك بخالقك أبدًا لن تضيعك، ولن تضلي الطريق طالما أنتِ معه. تمسكي بذاتك وابحثي عنها دائمًا، لملمي أشلائها واجمعيها والصقيها واحفظيها جيدًا، وارويها من ظمأ الاهتمام بالإهتمام، ومن ظلم الإحتياج بالإكتفاء، ومن قسوة السخط بالرضا، ومن جحافة الإهمال بالرعاية. كوني قوية حتى النهاية. كوني قوية حتى البداية.

واجهي نفسك بأخطائك وعالجيها ولا تلقي باللوم على الظروف أو الآخرين.

وأخيرًا، واسي نفسك بنفسك، ولا تنتظري من أحد أن يقدم لكِ منديل كلينيكس لتمسحي به دموعك، كفكفيها بنفسك، أو بكُمك.

هذا كل ما يمكنني أن أخبرك به الآن.
كوني بخير.

هبة الله

الخميس، 10 أبريل 2014

يوم من عمري

*تحذير: ألكلام هنا عبارة عن رغي، حرفيًا.


ومنمتش...
قررت فجأة إني أخلي الاوضة آدمية قدر المستطاع، ولقيتها بتتوضب لوحدها، شوية شوية بقى ليها ملامح ممكن ابدأ أوضب من عندها، وده شىء أسعدني جدًا وإداني دافع خلاني أقرر إني خلاص مش هأنام، وهأنزل وأمتحن، عملت ايه؟ روحت نمت في الدرس من التعب، وزرت مكتبتين الكلية وأخيرًا شفتهم وهم إلى حد ما فاضيين، مكنتش أعرف إن شكلهم بيبقى حلو كده، وجوهم بيبقى ساحر كده، لكن ده طبعًا مخلانيش أتجرأ وأذاكر، كنت في غاية التعب والإرهاق، وده خلاني أروح عند جدتي شربت نسكافيه عملته ميرو حلو أوي، قابلت واحدة قريبتي بقالي كتير أوي مشفتهاش والغريبة إني اتبسطت إني شُفتها، واتكلمنا شوية كتير وأنا عملت فيها ناصحة وقال ايه بأنصحها، وصممت، أنا عارفة إنها ممكن تشكرني بعدين، أو تنسى تشكرني بس هتكون مبسوطة.

رجعت الكلية معايا شوية طاقة ممكن أعيش بيهم، بعد ما كنت فقدت كل إيه تي بيهاية في جسمي، وطلعت السيكشن واستأذنت من دكتورة كان نفسي أعرف اسمها ايه إني امتحن النهارده، وامتحنت ومكتبتش حاجة صح، ودي طبعًا نتيجة طبيعية جدًا.
رضيت عن نفسي وعلى اللي عملته وكل اللي أنا استحملته وأنا مش نايمة الخمستاشر ساعة بتوعي، وروحت، طريق المرواح كان أغلبه نوم في الأتوبيس، لكني روحت لبست البيجاما الزرقا اللي بأحبها وحطيت البيرفيوم اللي بأحبه برضه وقعدت أكتب عن اليوم اللي كنت فاكراه يوم سىء، وفي الحقيقة إني اتبسطت منه، مش فيه. هناك فرق. أنا اتبسطت لأني معملتش زي ما كنت متوقعة ونمت وصحيت متأخر وندمانة إني منزلتش، لأ أنا أخدت خطوة، وطلعت بره دايرة الروتين الممل السخيفة.

أنا طلعت بحاجة النهارده ألا وهي: إن القرارات الإيجابية مش محتاجين نراجع نفسنا فيها وياريت ننفذها بسرعة بسرعة قبل ما نرجع في كلامنا، أما القرارات السلبية يا ريت نراجع نفسنا فيها كتير كتير قبل ما ننفذها.

أما السطور اللي اتكتبت على مدار اليوم:

* بأعاقب نفسي بكل أشكال العقاب، مش سامعة حاجة بسبب الإيشارب، وبأشرب قهوة علشان منامش. ( كنت لابسة إيشارب جديد النهارده، واكتشفت إني مش سامعة بسببه، وعانيت من الموضوع كتير أوي، كنت سامعة الناس بالعافية وسامعة صوتي أنا مُضخم جدًا، وعرفت قيمة السمع حقًا. كانت مأساة غير مأساة إني أفضل صاحية، والدليل إني اخدت معايا كافيين وأنا طالعة الدرس مُتمثل في صورة قهوة مُرة بأكرهها طعمها وحش أوي، مش عارفة إزاي الناس بتستحمل مرارتها دي كلها وبتحبها.)

* الناس البوبيولار اللي دايمًا بيتكلموا مع الدكتور وقاعدين في أول صف، اللي على يمين الدكتور، هيشلوني يومًا ما.

*أنا حزينة جدًا جدًا جدًا ...

*سؤال 1 : هي الناس بتذاكر إزاي أصلًا؟

* سؤال 2 : ليه الناس مش بيخلوني أكمل كلامي للآخر أبدًا.
( دكتورة الإذن ودكتورة السيكشن عملوا معايا موقفين في نفس الرُبع ساعة، ده غير إن عادةً انا عندي قناعة إني مبتسمعش، زي قناعة إن أنا دايمًا اللي بألمح الناس والناس مبتلمحنيش ومبتاخدش بالها مني أصلًا، وقناعة إن أنا متراقبة من كل الناس في أي مكان أقعد فيه لوحدي أو مع حد، وقناعات كتير هأكتب عنهم يومًا ما.)

* يا حكاية لسه مبتدتش ومش عارفة من فين تبتدي ..
وكل الحكايات سبقتها ويا خوفي لما تنتهي ..
يا ضحكة غايبة بقالها كتير، إنتي فين؟
يا فرحة مش عارفين نجيلها منين
يا حُب مش فاهمين إن كان موجود ولا لأ
يا كُل مرة دعينا فيها فالقلب دق
يا أمل في بُكره متسيبناش تايهين
نورلنا الطريق لأننا مش شايفين
علشان لما هتضلم أوي، لابد هنكفر بيكوا .. لازم.

الأربعاء، 9 أبريل 2014

تذكرة للقلوب

وحياة كل حاجة حلوة ممكن تحصل، وكل الحاجات الحلوة اللي حصلت، متيأسيش.
بحق كل الورق المكتوب بالأماني، اللي عمرنا ما صدقناها بجد، ولقيناه بالصدفة وعلمنا عليه بكل فخر، إنه خلاص اتحقق، متفقديش الأمل.
إن كان ربك نفسه قالك إنه عند ظنك بيه، إيه بقى ظنك بيه؟

والله والله هتفرج وهنفرح فرحة كبيرة تساع الكون، وهنلاقي اللي يحبنا ونحبه، وهنتعب وهنعمل ونسوي، وربك كريم، رب الغلابة والمسكاين والمنكسرة قلوبهم، واحنا قلبنا مفتفت.

أنا بس بأنسى كتير وبسرعة، بأنسى كل المرات اللي ربنا وقف معايا فيها، كل الحاجات اللي مشيت بالبركة، كل المواقف اللي عديناها سُلام جسديًا، وإزاي كل مرة بنرجع من على حافة الإنهيار أو الإنتحار متفشفشين نفسيًا.

في حب الحاجات الحلوة الصغيرة أوي

في حب المج الأسود الكبير أبو ورد أصفر اللي جابهولي ولد أمور كنا أصحاب في يوم من الأيام،
في الكيك بالشكولاتة اللي ماما بتعمله،
في برنامج ع القهوة بليل وأحمد يونس،
في الكركبة والفوضى بتاعت أوضتي اللي أنا مُتحكمة فيها تمامًا،
في الموبايل القديم اللي استحمل كتير،
في الكُتب الكتير اللي متنطورة في كل حتة،
في لسعة لساني لما بأستعجل في شُرب الحاجات السُخنة، لأني أنا بأحب أشرب الحاجة سُخنة أوي،
في صوت أم كلثوم في "ودارت الأيام " ...
( وسامحت عذاب قلبي، قلبي قلبي وحيرته،
معرفش إزاي إزاي إزاي أنا كلمته ..
مقدرش على بعد حبيبي ..
مقدرش على بعد حبيبي ..
أنا ليا مين؟ أنا ليا مين؟ مين؟ مين إلا حبيبي .. )
في "حِسها" ..
في الولد اللي أنا متابعة كتاباته من بعيد، والبنت اللي بأغير من رسوماتها الحلوة، والبنت اللي بأحب فيها كُل حاجة،
في الوقت اللي بأروق فيه من غير أي مُقدمات،
في حكايتي مع الزمان،
في تركي للقرارات للحظة الأخيرة تمامًا، والقلق اللي بأعيشني فيه لحد ما الموضوع يعدي، أنا أستاهله تمامًا.

(مقدرتش أصبر يوم على بُعدك،
ده صبر عايز صبر لوحده لوحده .. )

وصفولي الصبر لقيته خيال وكلام في الحب .. كلام في الحب .. يادوب يادوب ينقال ..
أهرب من قلبي أروح على فين .. )

في لما بأفتكر حاجة طشاش، ورا ضباب كتير، جوجل بيساعدني ألاقي الحاجة اللي عايزاها بالظبط.
في حب كبير أوي لكل الاماني اللي لسه عندي في حياة حلوة هتيجي يومًا ما، مخلياني أعيش علشان حاجة، ولأن إنتظار الفرج هو فرج -كما قال/ نقل عمر طاهر-، وفي إن الله معنا :)

يا الله، كل الكآبة اللي واقعة فيها من زمان دي علشان بعيدة عنك، أنا كنت قريبة والله معرفش إيه اللي شدني بعيد، أو يمكن أنا اللي جريت، بس أنا مش عارفة أرجع إزاي؟ أنا تايهة من نفسي، أكيد لو قربت منك هألاقيني عندك مش كده؟

في دمعتين اتمردوا عليا وخرجوا غصب عني قدام ناس، وخلوا الناس تسألني "مناخيرك مِحمرة كده ليه"، فكدبت وقلت إني عندي برد، أو إن مفيش حاجة.

يا كل الدموع المتحوشة إخرجي للنور .. حبستك وقت طويل بينقلب بغرور.

في الضفاير، في أحمر الشفايف والمانيكير، في الكحل، والمراية، والشباك.
في وقت ما عينيا بتغمش لوحدها من النوم، وبأروح في النوم.
في الحلم الطويل الحقيقي أوي، اللي بأعيش جواه.
في لما بأصحى على يوم جديد وأنا عايزة أعيش.

مذكرات الأربعاء المجيد / رغي

on a side note:
أنا عايزة الضرب ..

الضرب، النهارده مروحتش الكلية ببساطة لأنه الأربعاء المجيد، اللي بيحصل فيه قلق عند الجامعة اللي بيننا وبينها كوبري، اللي حصل إن الضرب النهارده كان في الكلية عندنا، جواها كده، لو كنت هناك كان زماني طبعًا انهارت تمامًا، أنا جبانة جدًا جدًا.

الإمتحانات حواليا في كُل حتة وأنا قاعدة مش بأعمل حاجة، أنا أصلًا طول عُمري قاعدة مبعملش حاجة، مش عارفة مستنية إيه، طب أنا بأكتب الكلام ده ليه، أنا متعصبة من نفسي وف نفس ذات الوقت مش عايزة أقوم أغير حاجة في الواقع بتاعي، الفوضى محاوطاني في كُل حتة وساكنة جوايا وأنا لسه زي ما أنا ..
وماذا بعد؟

أنا لو كنت بحب الكُلية كان ممكن أتعب علشانها؟ لكن هل أنا شخصية بتتعب علشان تاخد حاجة أصلًا؟
أنا محتارة، أنا مش عارفة أنا عايزة إيه، ولحد امتى هأفضل أأجل في حلول لمشكلتي لحد ما تتكلكع وتتنيل؟

أنا لسه بأعيط لما مبعرفش أعمل حاجة والاقي الناس كلها حواليا بيعملوها، لسه بأعيط لما أحس إني ولا حاجة، أنا مش ولا حاجة.

بقالي كتير أوي فاتحة الرسالة دي وسايباها، بقالي كتير أوي فاتحة نية إني هأوضب الأوضة اللي اتكربست فوق دماغي، وإني هأذاكر الحاجات اللي دفنتني، وهألحق أخلص كل الحاجات اللي ورايا، وهأجيب درجات حلوة، وهأبقى شطورة وهأعمل كمان الحاجات اللي بأحبها وهأتعلم رسم وكمان وخط عربي، هأقرأ كتير وهألف على المكتبات وهأروح وسط البلد وهأحفظها حتة حتة، هأسافر اسكندرية علشان البحر وحشني أوي أوي، وهأزور قرايبنا يومًا ما، هأخرج في كل الأماكن اللي مأجلة الخروج ليها لحد ما يبقى عندي أصحاب أخرج معاهم، وهأحفظ كل أغاني كاظم وأم كلثوم، وهأسمع مزيكا أكتر،هأكتب كل يوم، هأعمل 100 حاجة في اليوم، وهآخد حقي منه بالحنتوفة، هأعيش حياتي قبل ما ألاقيني عجزت، أنا عندي 21 سنة يا جدعان، أنا قربت على التلاتينات! امتى حصل ده ؟
أنا في غاية البؤس.


أنا بأنسى بسرعة جدًا، أنا حتى نسيت إني بأكتب الرسالة دي، نسيت إني المفروض بأفضي المكتبة شوية قبل ما تقع على دماغي من كُتر الكتب، نسيت إني عايزة أعمل نسكافية علشان أشربه مع كيك الشيكولاتة اللي ماما عملتهالي أخيرًا بعد طول زن، نسيت أشحن الموبايل الجديد اللي لسه مستعملتوش، ونسيت أشوف هأذاكر إييه للإمتحان اللي المفروض كان النهارده، مش عارفة لحد دلوقتي هأعمل ايه بُكره، بس أنا عايزاني أفتكر حاجة دايمًا، إني بأعمل كُل حاجة علشان حياتي كُلها مش علشان الوقت اللي بتتعمل فيه بس، بلاش نعيش اليوم بيومه كده.

أنا مبسوطة بالفضفضة لأني لما بيكون فيه نت قليل أوي لما بأمسك الكشكول أو الأجندة بتاعت الفترة بتاعتها واكتب فيها ..

النور قطع .. و.. جه .. وأنا قاعدة، اتجادلت مع بابا شوية علشان يجيبولي مكتبة بتتحط على الأرض اللي أكثر ثباتًا من مكتبة ع الحيطة ممكن تقع على دماغي في أي لحظة، واضح إن بقى عندي فويبا الحاجات اللي ممكن تقع على دماغي.

عرفت حالًا إن واحد عندنا من سنة ستة اسمه محمد بغدادي اتقبض عليه، ايه إزاي؟ بأحاول أفتكر سمعت الاسم فين، بيقولوا بيعزف كمان، ايه؟ أنا كنت أخدت نمرته قريب علشان أتعلم أعزف معاه، كنت هأكلمه لولا الكسل، كنت هأعرفه وأقابله مرة كل أسبوع في ورشة الكمان، وبعدين يتقبض عليه، وبعد ما شوفت الفيديو العشرين ثانية وهم ماسكينه ومخرجينه وعلى راسه دمه، قلبي وجعني وأعصابي تعبت، أنا بأكره البلد دي أوي أوي، أنا مش عارفة أقول ايه.

ليه العالم مش مكان حلو؟

فوضى العقل



ياللفضوى! من أين أبدأ؟ من فوضى عالمي الخارجي أم فوضى نفسي؟
إنني أتعثر في أشيائي أينما مشيت، وأتعثر في أفكاري أينما ذهبت بعقلي، أتعثر في ذكرياتٍ قديمة لم أحفظها في مكان بعيد آمن، أتعثر في ملفات لمواضيع لم أجيد إنهائها وتحديد موقفي منها، أتعثر في صور لأناس لا أعرف شكل علاقتنا الآن، ولم أحاول أن أعرف، أتعثر في مشاكل تركتها وهربت إلى الفوضى لأختبىء وراء كومةً من اللاشىء كي لا تصل إلى، أتعثر في أعمال لم أنهيها، ومشاعر لم أفشيها، وضحكات لم تخرج أبدًا ، ودموعًا خبئتها وراء عيني كي لا يراها أحد.

فإذا بي استيقظ يومًا، لأجد كل شىء فوق رأسي، وكأنه ظهر فجأة، ولم أعرف كيف استطعت تجاهل الأمر كل هذا الوقت؟ كيف أستطعت ألا أرى ما هو أمام عيني دائمًا، كيف استطعت أن أهرب، وأين وجدت الملجأ الذي لا تصلني فيه أيٌ من تلك الأشياء؟

لم أترك فراغًا إلا وملئته بكومة من القرارات المؤجلة؛ يومًا ما سأفعل كذا وكذا، ويومًا ما سأرى فلانًا، وسأذهب إلى ذاك المكان، وسأتعلم ما تركته زمنًا، سأعوض كل ما فات، سيأتي يومٌ وأشرع في تنفيذ كل ما تركته، وبدأت الكومة تكبر وتكبر حتى ملأت الزاوية المخصصة لمثل تلك القرارات، فبدأت تطغى على الفراغات المجاورة لها، حتى وصلت إلى الفراغ المخصص للحياة. باتت حياتي كومات من القرارات المؤجلة في كل مكان، تتجمع في شكل لا وصف له، تحاصرني فلا أنا أعرف كيف أحل ذلك الإشتباك بينها لأعرف من أين أبدأ، ولا أنا أعرف طريقًا للخروج، إنني حتى لا أرى بابًا هنا.

وتجاهلت الأمر، نعم بعد كل ما حدث استمررت في نفس رد الفعل تجاهه، حاولت تجاهله بكل ما أوتيت من قوة، حاولت التقليل من شأنه، وإقناعي بأن كل شىء على ما يُرام، وإن لم يكن، ففي النهاية سيكون. ولكنني مازلت حبيسة الفوضى، فلم أستطع مباشرة حياتي، وزواري في سجني الذي صنعته بنفسي كانوا الفشل، الإحباط، العزلة، الإنطوائية، وأخيرًا اللامبالاة؛ التي حينما حلّت كنت قد أصابني الإرهاق تمامًا فوجدتها بمثابة المنقذ، فلم أعد أبالي. لم يتغير شىء، ولكنني أصبحت أفضل.

الثلاثاء، 1 أبريل 2014

في حب البحر



النيل صحيح ميه، لكنه دِلِـع !
النيل بيرويك في حين إن البحر بيعطشـك .. والواحـد دايمـًا بيشتاق للي تقلان عليـه.

إنعكـاس الشمس ع النيـل زي إنعكاسها ع المراية، في حين إن الشمس بتحضُن البحر وبتسيب جواه حتة منهـا، لحد الغروب ما بيأذنلها تغرق فيه.
النيل صاحب خفيف، ممكن يسمعك، لكنه مبيفهمكش .. في حين إن البحر صاحب أصيل، بيسمعك ويشيل عنك همومك.
ريحة البحر تغسل روحك وتشرح قلبك.
صوت الموج يصفـي أفكارك وتعرف تنام عليه بهـدوء بدون أحلام مُزعجة.
النيل مبيفرقش كتير عن بحيرة صُغيرة، في حين إن البحر مالوش آخر، بيبدأ عندك ومبينتهيش.
منظر الموج وهو بيخبط ع الشط بقوة أو ع الصخـور، وبينسحب بخجل، بيفكرك بنفسك.
امتداده بمد البصـر بيديك أمـل.
حكاية البحر أنه معشـوق، في حين إن النيـل مُجرد عـاشق.