الاثنين، 29 سبتمبر 2014

على مدار أسبوع أو أكثر



-هو الواحد بيعمل ايه لما مبيعرفش يكتب وعنده كلام كتير قد كده؟

-بيحكي.

مقولتلكيش إن كلامك زي البلسم ع الجرح، أو نسمة هوا في شهر أغسطس، أو حتى بُق مية ساقعة بعد طول عطش.

لما قُلت لشروق بعد ما جابتلي الفُل اللي شبطت فيه زي العيال إني نفسي أزرع ورد في جنينة بيتنا وأصحى الفجر أعمله عناقيد وأنزل أوزعه ع الناس في الشارع، قالتلي إنهم برضه مش هيتبسطوا، بس أنا أصريت إنهم أكيد هيتبسطوا للحظة، قلتلها إني أكيد هأفرح لو حد إداني فُل الصُبح في الشارع، وبعدين الناس اللي هتبقى نازلة الشارع بعد الفجر دي أصلًا ناس حلوة، في حلاوة رشوان توفيق كده، اللي هناخدله ورد ونروح نزوره في بيته إن شاء الله وأحكيله قد ايه أنا بأحبه، فيه طيبة جدي اللي عيشت معاه أقل من 7 سنين، وريحة دفا البيوت العمرانة بالضحك والسَنَد.

أصلًا النوم في بيت ربنا ده أمان، مش هتلاقيه في سراير بيتك نفسه. بأفتكر أحمد زكي في معالي الوزير لما هرب من الكوابيس في مكانين، السجن وبيت ربنا. الناس اللي بتنام في بيوت ربنا دي بتهرب من كوابيس تانية بيشوفوها وهم صاحيين. الحماية اللي بتحس بيها في إنك هنا مفيش مخلوق هيقدر يأذيك، أنت في مكان له قدسية خاصة، وهنا مفيش كوابيس.

كنا بنحُط ليست للأماكن اللي نفسنا نروحها في الأجازة:-
الازهر بارك- متحف محمود مُختار- جامع الحاكم بأمر الله- دريم بارك- مقابر .. آه مقابر .. شروق أفحمتني وحطتها في آخر الليست، لما حكيت الموقف بتفاصيله لـ ريم أفحمتني بس بـ رد تاني، قالتلي احنا ممكن نبُص حوالينا هنشوف ميتين كتير أهُم.

حكمة اليوم: الحاجات الحلوة اللي بنستناها تحصل كتير ومبتحصلش، بتتحوشلنا علشان تيجي في وقتها المُناسب اللي هيبسطنا أكتر ساعتها.

- والواحد لما يفقد قُدرته ع الحكي ولسه عايز يتكلم بيعمل ايه؟
- بيحلم.

كنت بتتمشى أنت ع البحر، بسماعات فيها أغنية مخلياك مش شايف قُدامك أصلًا، ولما دُست على البيت اللي كانت سلمى بتبني فيه بقالها كتير أوي بحساباتها، رُحت قعدت تبنيه معاهان ولما خلص أخدتها عزمتها على آيس كريم وعلمتها إزاي تبني سور حوالين البيت علشان تحميه.
المفارقة إن انا عملت نفس الموقف تقريبًا، بس معرفتش أعلمها إزاي تبني أسوار بالرغم من إني أكتر واحدة بتعرف تبنيها.
لما سلمى حكيتلي عنك، ولما حكيتلك عني، عرفنا بشكل ما إننا أكيد هنعرف بعض. بس إحنا معرفناش بعض. أنا بأحلم.

صحيت الصُبح في يوم قلبي مبيوجعنيش، الهوا بيدخل صدري بسهولة، وبيخرج بسهولة، ومعنديش أي أعراض نوبة إكتئاب، ولا حاسة إن دوران الكرة الأرضية أسرع مني.
كلمتني في الموبايل وقلتلي إنك موجود في الدُنيا وإنك ظهرت، وأنا متغابيتش وقفلت في وشك، وبعدين عرفنا بعض.

---

كنت بأدوّر على اللينسيز .. راحت فين؟ كنت لابسة الفُستان الأبيض اللي كان حلو أوي بالمُناسبة، وبأدوّر على اللينسيز .. الميعاد بُكره، أنا سمعت صوتك المرة دي على التليفون .. دي إشارة أكيدة من القدر إنك موجود، بجد وحقيقي.

- الواحد لما يفقد قُدرته ع الحكي والحلم، وجواه حكاوي، بيعمل إيه؟
- بيهرب.

---

تعبت من شعور أنني يجب أن أشعر بشيء ما.

والحياة جدًا مُرهقة، جدًا مُملة. كل يوم أنام بفكرة واحدة: سأصحو لأجد كل شيء على ما يُرام. وأصحو في اليوم التالي على كل شيء، ولكن يبدو أن ما يُرام لن يظهر أبدًا.
أحلم بأشياء تافهة لا معنى لها، أستيقظ لأجد أشياءً اكثر تفاهة.

أبحث عنك، وأكمل عامي الثاني والعشرين دونك. أخبرني، ما فائدة وجودك إذن؟
برقية واحدة تصلني بكلمات تُعد على أصابع اليد الواحدة ستكون كافية.
على كُلٍ، أنا لا أشعر بشيء، وفي هذه الحالة، وفقط في هذة الحالة، يُصبح كل شيء على ما يُرام.


---


-هو الواحد بيعمل ايه لما بيتعب؟
-بيستسلم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق