الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

وشوشة في وسط الزحمة



نبتدي منين؟
من الأول ..

أنا مش عايزة أعرف ناس، عايزة أعرف كتاباتهم الحلوة بس .. اللي تقريبًا كده مبقيتش بأعرف أعيش من غيرها
لما بطلت أقرا من حوالي كام شهر ودخلت في حالة اللا قراءة دي كنت فاكرة إنها حالة وقتية .. بعدها دخلت في حالة الإعتراف بإني ساعات بأحب القراية، دلوقتي عرفت إني مبحبش القراية ولا حاجة.. أنا بس بأحب الكلام الحلو، بأحب الحكي والجمال بصفة عامة إن كانوا في حتة مزيكا او مكتوبين في نوتبوك/ كتاب/ مدونة ..
دلوقتي أنا مبعرفش أعيش من غير ما أسند قلبي بكلام حلو من بتاعهم ..
بس أنا مش عايزة أعرفهم.

إن كان لازم يعني ولابد أعترف بمخاوفي، علشان أواجهها . طيب .. انا مُعترفة.
بس المواجهة طلع فعل حلو في الآخر يعني، بيطلع فعل حلو لما بتكتشف في قُرب آخر السكة "ايه ده، انا طلعت بأعرف أتصرف لما بأبطل عياط".. أو وأنت ماشي وبتبص على إنعكاس صورتك على إزاز محل بتكتشف فجأة إن الشخص اللي في الإنعكاس مش وحش أوي للدرجة، يعني فيه أمل يبقى حلو كمان، مع شوية مواجهة عصيبة من دول.

الحواديت اللي مستخبية في قصة كل حاجة، الكتاب اللي اشتريته في يوم حلو علشان يكمّله حتى لو مش هأقراه إلا بعد شهرين، أو الكتاب اللي اشتريته في يوم وحش علشان يعدِله، القلم اللي قعدت أنقي فيه نُص ساعة، المقلمة بتاعت ثانوي، علبة المناديل الملونة، أو حتى الجُمجمة -عزيز- اللي جبتها بس علشان تونسني، مش علشان اذاكر عليها.. الحواديت المستخبية ورا كل حاجة دي حياتي أصلًا.

مش هتفرق كتير لو حكيت دلوقتي -كمالة للفضفضة- إني قاعدة في أوضة مقفولة وداخلها نور الشمس غصب من ورا الشيش الأخضر اللي بأموت فيه، مش فاهمة إزاي مفيش شيش أخضر في الشُقق الجديدة. والعصفورتين نايمين جنبي، والسمكة كمان نايمة، والمفروض إني دلوقتي مش هنا، انا في التاب التاني اللي شغّال فيه المحاضرة .. بس بأتسحب كل شوية على مكان تاني أرمي فيه حبة الزهق والخوف اللي بيجروا ورايا، أكيد مكنتش هألاقي مكان أحسن من هنا.

أنا بأجامل وبأنافق أكتر مما كنت مُتخيلة، يعني مثلُا البنت اللي جت سلمت عليا وانا مبحبهاش، كان نفسي أقولها بكُل صراحة إني مبحبكيش ومتجيش تسلمي عليا تاني. بس أنا مقولتلهاش كده. ده نفاق أوي على فكرة.

الواقعية برضه كويسة، مش دايمًا صح إنك تيجي على حساب الأحداث بالتدوين التجميلي عنها ده. لأ احنا ممكن نذكر الواقع بكل حقايقه عادي.. مثلًا إن ريم كانت واحشاني فعلًا، وده مبيحصلش في العادي إن حد يوحشني، ودي علامة خطر. احنا بدأنا نتعلق بالناس لدرجة إنهم يوحشونا .. دي علامة خطر برضه على إن الدُنيا هتطلعلنا لسانها قُدام وهتخلينا نخسرهم .. بس احنا ممكن نبقى أرخم منها عامةً ومنخليش ده يحصل.

أو إن المكان اللي اترفضنا منه هو اللي كنا عايزينه، والمكان اللي اتقبلنا فيه ده اللي احنا مكناش عايزينه.
أو إن كوننا هنا ده أصلًا حدث مأساوي ممكن نقعد نحكي عنه باقي عُمرنا، كـ كبوة جواد طويلة أوي، أو هي مش كبوة واحدة يعني.

الحاجات اللي مينفعش نغيرها، والحاجات القدرية زي اسمك ونوعك وانتمائك، الحاجات اللي مينفعش تتمرد عليها علشان دي أنت بمُنتهى البساطة .. مفيش مفر من إنك تتقبلها وكمان تتعلم متتكسفش منها، تتعلم متتكسفش من نفسك.
أو زي ما ريم مرة قالتلي "مينفعش تضايقي من إنك حقيقية."


الخطة بتقول:
- نتعلم تبطل توحشنا حاجات مش موجودة في الواقع
 زي الأصحاب اللي مشيوا وجه بدالهم ناس تانية بنفس الاسم.
- نتعلم نقول deal لما الحياة تحطنا في وش تحدي من بتوعها.
- منرجعش كتير/ منرجعش أصلًأ.
- لما نعوز حاجة، وحد يسألنا إن كنا عايزينها، نقول أيوة عادي.
- نربع رجلينا ونحط السماعات على ودانا ونكتب، وبعدين نرجع نكمل شُغل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق