الاثنين، 29 سبتمبر 2014

على ألا يزيد الحزن عن أربعين يومًا



القانون الكوني للتدوين بيقول إنك مينفعش تكتب حاجة قبل ما تُنشر التدوينة اللي بتكتب فيها بقالك أسبوع ومخلصتهاش، وعلشان إحنا طبعًا بنلتزم بكل القوانين الكونية والغير كونية، هنرمي الكلام ده في البحر -اللي مشوفناهوش السنة دي كمان- ونكتب، علشان نطلَّع لساننا للعالم، ونكتشف في الآخر إننا كنا بنطلع لساننا لشخص واقف مكان إنعكاس صورتنا في المراية.

طيب، مش أزمة. هنحكي. هنسيب صوابعنا على الكيبورد هي اللي تتكلم النهارده.
مراكز الإحساس في المُخ تم تخديرها بنجاح، مفيش أي إحساس هيعدي علينا تاني، لا فرحة ولا زعلة ولا خضة، هنحس بوخز خفيف فوق قلبنا، ويمكن نحس إننا عايزين نضحك بدون سبب أثناء ما حد بيحكيلنا عن مأساته العظيمة، وهنحس إننا مبقيناش قادرين نبذل قدر وِحدة إشفاق واحدة تجاه أي كائن، مهما كان وضعه مُذري. إحنا وصلنا لمرحلة "القلب الحجارة" بنجاح.

كنت بأزُّق نفسي علشان أخرج بره الفقاعة، هتقعدي معاهم، سيبي اللاب، سيبي الكتاب ده كمان إنتِ أصلًا مش مركزة فيه، إنزلي النهارده وتكلفي عناء التعامل الإنساني مع زمايلك في المجتمع، مش هتموتي يعني. إتفضلي روحي دلوقتي للراجل بتاع الكُشك قوليله إنك عايزة كيسين مناديل، مش هيتريأ عليكي ولا هيهزأك علشان موضبتيش أوضتك قبل ما تنزلي، ولا هيجيب سيرة الكُلية بحاجة، وهيديكي اللي إنتي عايزاه عادي ويحاسبك من سُكات وهينساكي تمامًا. مش هيفتكرك حتى لما تعدي عليه تاني يوم وتاخدي كمان كيسين مناديل، مش هيسألك حتى بتودي كل المناديل دي فين.

بس إحنا معيطناش واحنا بنتفرج على الفيلم المأساوي، وعيطنا على إشارة في فيلم شُفناه قبل كده عشروميت مرة.
إحنا أول ما زعلنا وقفنا على جنب في شارع ضلمة وفيه عربيات وربّعنا إيدينا ودبدبنا في الأرض وصممنا إننا مش هنروّح البيت إلا لما نلاقي إجابات، أي إجابات هتكون مُرضية دلوقتي علشان إحنا تعبانين جدًا وعايزين نروّح.
هنفضل ندوّر في السبع أجزاء كلهم عن إجابات، هنعرفها جايز في آخر نُص ساعة من آخر جُزء. غالبًا التصرف الطبيعي دلوقتي هو إننا نبطل ندوّر، غالبًا التصرف اللي هنعمله هو إننا هنحاول ندوَّر أكتر.

هنقنع نفسنا ببهجة عمل الشاي بلبن، ظبط السًكر فوق المعلقة علشان إحنا بنحب الشاي بلبن مسكَّر شوية، الشاي خفيف بس زايد حبتين علشان ميتغلبش من اللبن، واللبن زايد بالأوي علشان يطلع لون الشاي بلبن أقرب ما يكون للأبيض، هنغلي المية في البراد علشان الحاجات الحلوة بتتعمل ببُطء .. هنقلِّب كتير بالمعلقة ونتخيل كل حاجة وهي بتدوب جوه بعض.
هنروح كل المحلات الحلوة، نتفرج على الحاجة، ووقت ما نيجي نشتريها ونمتلكها هنسيبها، هنتراجع، هنعرف وقتها إن الحاجة حلوة، طول ما هي مش معانا.
هنفكر تاني، هنعرف إن الناس حلوة، طول ما هم مش معانا.

طول السكة هتفضل الثوابت اللي اتحامينا فيها ياما من صُغرنا تنهار، تقع وتتدشدش. هييجي اليوم اللي منلاقيش حاجة نتداري وراها، ونسأل عن سبب واحد خلانا منبنيش ثوابت جديدة.
الرُعب من كل الحالات، والمسافات الصغيّرة، والحميمية والدفا، الخوف من الأمان، الوَنس، أعراض جانبية طبيعية جدًا لحد اتعود كل ما تطبطب عليه يتوجع.
عامةً، التمويه مُفيد أحيانًا.

هنفضل نتكلم عن حاجات ملهاش أي علاقة ببعض غير إن إحنا كتبناها، هنفضل نتوِّه كل ما تيجي سيرة حاجة بتضايقنا، من غير ما ندرك حتى إننا بنتوِّه. هنفضل نتأثر وننسى، وننسى ونتأثر. نحلم ونتكعبل ونكتأب فنحلم.
هنقول كلام ملهوش لازمة، هنبصلهم ونبتسم إبتسامة المهزوم اللي مبقيناش نبتسم غيرها.

فترة التعافي: الفترة اللي مبتعملش فيها أي حاجة ومشغول على طول، مبتبذلش فيها مجهود وبتتعب، مبتكلمش حد وحاسس جواك بزحمة. الفترة اللي بعد مرض طويل، وقت أما جسمك يبطل يوجعك، بس تفضل حاسس بألم مش عارف تحدد مصدره بالظبط. وقت لما أبسط الحاجات تبقى محتاجة قرار علشان تعملها (مثال: أنا لازم أقوم أفطر دلوقتي.). الوقت اللي هتكسل فيه إنك تفرح، وهتكتفي بفكرة واحدة تدور في دماغك، علشان متكلفش نفسك عناء إنك تفكر.

فاكرة آخر مشهد من فيلم "أسرار البنات" لما البنت قعدت في أوضتها وحواليها كل الناس اللي قابلتهم في حياتها، كلهم بيتكلموا في وقت واحد مع بعض ومحدش حاسس بوجودها، أصوات جاية من كل حتة ومش قادرة تحدد ايه اللي بيحصل.
ممكن تطلعوا بره أوضتي دلوقتي لو سمحت لأني محتاجة أنام؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق