الجمعة، 17 أكتوبر 2014

متلازمة اللا شيء

تموت خلاياي ببطء، لا أشعر أنني بخير .. لأنني لا أشعر بشيء.
انا لست حزينة حتى.
لم أعد أشعر بالبؤس، ولا أشفِق على أحد، وأصبحت الجروح والدماء لا تعنيني في شيء.

لم أعد أنام كالسابق أيضًا.
لا أشتاقك، ولا أكرهه، ولا أحبها.
أنني أتقبل فكرة كون الأمور بهذا السوء، ولا أتطلع للمزيد مما أمتلك بالفعل.
أفكر بأنه قد فات الآوان، وأن هذا كل شيء.
بالتأكيد لست بخير.


الاثنين، 13 أكتوبر 2014

ما بعد الخط الفاصل



الخوف والقلق طبيعي يكونوا موجودين في مرحلة ما بعد الكسر، حتى لو الكسر اتصلَّح.
الحقيقة إن هشاشتك بتزيد مع كل مرة بتتكسر، مبترجعش زي الأول، بتعمل كل حاجة على طراطيف صوابعك، وبتغلط برضه بس مع زيادة في تأنيب ضميرك.
مفيش إجابة لسؤال ليه النوم بقى صعب أوي في المرحلة دي، مع إننا خلاص عدينا الخط الفاصل، إلا الخوف والقلق.

القطر عدى فوقينا بسلام، ومموتناش.
"مموتش مموتش .. مموتش مموتش"
والقدر إدالنا شوية أمل حلوين نقدر نكمل بيهم، كمان يعني.
وربنا أكدلنا إنه عايزنا هنا، في المكان ده، في الوقت ده، وكرمنا مرة، واتنين، وعشرين.

المش طبيعي هو إنك تبقى مش مبسوط. جايز علشان المشوار اللي بدأناه سوا مش كلنا هنكمله سوا، احنا صحيح دخلنا الشارع الجانبي، وأخدنا طريق تاني وحصلنا اللي المفروض نبقى معاهم، بس مش كلنا وصلنا.. النناس الحلوة -اللي كانوا بيصبرونا بالضحكة في عز همومنا- دخلوا شارع جانبي الناحية التانية وهيكملوا مشوار تاني، كل واحد بيكمل المشوار بتاعه، اللي جاي هنا علشان يمشيه .. بس فيه حتة مُعينة بتقف عندها عاجز عن إنك تهوِّن على اللي قدامك، لأنك مش قادر تهوِّن على نفسك الأول.

هوِّنها تهون.

يمكن النوم بقى صعب علشان الكلام تِقل على قلبي، والتدوينة مفتوحة بقالها 3 تيام وفاضية ..
أنا مبعرفش أعبَّر وأنا منبهرة، ولا وأنا مش مستوعبة..
وأنا دلوقتي مش مستوعبة.

كنت بأحكيلك قبل ما أنام بصوت عالي عن نظرية البيبان المقفولة اللي ربنا بيقفلها في وشنا علشان نروح ندوَّر على البيبان التانية فنلاقيها أحلى ضعفين ضِعف البيبان اللي اتقفلت. وإن حاجة زي دي هي من أحلى الحاجات اللي طلعت بيها السنة دي. حكيتلك بكل شجاعة أدبية عن الكَسرة الصغيرة اللي حسيت بيها لما اترفضت لأول مرة في أكتر مكان كنت عايزة أدخله، وبعديها بحبة كنت بأجرب أكتب إيميل وبعته للتحرير وتناسيت الموضوع، علشان شيماء تصحيني يوم من النوم تقولي إن مقالي نزل في التحرير -على إعتبار إن الكلام اللي كنت كاتباه ده مقال-، أكيد وصلتلك الفكرة، أنا لو كنت اتقبلت في المكان ده، ولا عمري كنت هأفكر أجرَّب أبعت لحاجة تانية. ذاتس إت.
كنت بأقولك إنك لسه صغير، أصغر من ناس كتير في نفس سنتك، وسنة من عُمرك مش ازمة .. مش أزمة إطلاقًا. وإن الدور اللي المفروض تعمله دلوقتي هو إنك تخبط على بيبان تانية علشان تلاقي الباب الأحلى ضعفين ضعف الباب اللي اتقفل.
علشان ربنا بيجيب كل حاجة حلوة بس.

ــــ

كنت بأتخيلك نايم دلوقتي في السرير ومتنح في السقف ومش شايف حاجة من الضلمة، وبتتخيلني بأكلمك، فكلمتك.
كنت بأقولك إنه أكيد لو معايا رقمك دلوقتي كنت هأكلمك أقولك إني مش عارفة أنام، وإن فيه في دماغي دوشة وكركبة، وإن مين هيعوضني عن الـ 21  سنة دول، طب بلاش، الـ 5 سنين اللي بعدتهم دول؟
قلتلك مش مشكلة، وإني واثقة من إنك سامعني/ حاسسني وإني أكيد هأتكعبل فيك في حتة ..
بس أنا تعبت من التدوير، فـ أنا مش هأدوَّر تاني، دورك أنت بقى.
دوَّر أنت شوية.

الوقت بيتأخر، العُمر بيجري، الأيام شبه بعض، الأيام بتسرق حتة من روحي كل ما واحد منها بيمشي، مش عارفة أعرفني.
ريم كانت بتسمعني بكل الودان اللي عندها لما كنت بأحكيلها عن إني مش عارفة.
عن إني مش فاهمة، ومتضايقة أوي دلوقتي لسبب معنديش أي فكرة عنه.
ريم بتعرف تسمع كويس، وأنا بأعرف أحكيلها كويس.

"وإن الصُدفة أحيانًا بتبقى بألف ألف ميعاد .."


أنا أمنيتي من الحياة إني أبُص في المراية مرة واحدة، وأقول زي ما بأقول كل ما بأشوف ريم "ايه البنت التُحفة دي!".

ـــــ

مبقيتش قادرة أسيب بصمتي على أي حاجة بتاعتي، لأنها ضاعت مني في الطريق .. مبقيتش قادرة أعرفني وسط الحاجات .. حتى وأنا بأوضب أوضتي المرة دي، مكنتش عارفة ايه اللي شايلاه في المكتب ده، كنت حاسة إني عايزة أكلمني أسألني.
مش عارفة الكتب اللي في المكتبة، ومش فاكرة حواديت العرايس الصُغيرة والدباديب والأرانب .. مفيش غير مج أصفر في أسود بقيت بأتحاشاه، وحتى بعد ما ترتيب الأوضة اتبدِّل، محستهاش أوضتي.
بالتأكيد أنا هبة، بس سكنت في جسم واحدة تانية.

عايزة أعبَّر كمان عن مدى إحباطي، للمرة التانية، في إني أستنى حاجة لمُدة شهر كامل، ومتحصلش.
العيب تقريبًا في إني بأستنى.

ـــــ

آي جيس ذيس واز إيناف أموِّنت أوف ديبرشن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


كتب محمد كمال البارودي مرة
"الباب موارب ع الأمل ..
والسكة نور ..
المرة دي هتقفله ..
ولا هتقدر ع المرور .."

واحنا -بفضل ربنا- قدرنا ع المرور، وممكن نبدأ نسامح نفسنا، ونبقى فور إيفر براود أوف أور سيلفز زي ما قالت منار، ونفرح برسالة حسناء إن كلامنا عجبها ونفتخر بـ ده حبة حلوين، نتعافى فعلًا من آثار الذُل والبرد وحروق الشمس .. ونبدأ من الأول بضهر مفرود وكتاف حُرة مش شايلة حاجة، نرجع للاماكن اللي سيبنالها وعد بإننا هنرجعلها، ونوفي الدين، نعرف إحنا فعلًا عايزين ايه، ونعمله من غير ما نندم إننا سيبنا حاجات تانية إحنا مش عايزينها.

"عُمرك شُفت حد بيقعد يذل في نفسه .. ؟" ــ ..

نفس اللي أنا بأشوفه نقطة ضعف، هو نفس اللي هي بتشوفه نقطة قوة.
كانت دايمًا بتأكدلي إن حتى أنا عيوبي هي هي نفس مميزاتي بس لما بتزيد عن حدها.
فـ مثلًا، كنت بأقول إن أنا تايهة، وإن أنا اللي متوهاني .. كانت هي بترد "بس إنتي اللي متوهاكي، يعني ينفع تهديكي .."

"خايف على فرحة قلبي .. "

الفكرة كلها إننا نتعلم نتعامل مع اللخبطة مش إننا نحاول نسلكها من بعض، أو مش عارفة بقى ..
جايز بنحمِّل نفسنا فوق طاقتها، أو بنظلمها ..
بس احنا دلوقتي -أيًا كانت النتيجة- مُمكن نسمح للهوا يدخل رئتينا ونتنفس ..
ممكن ناخد نفس عميق، ونسمي بالله، ونبدأ من أول وجديد ..
الله المُستعان

الأربعاء، 8 أكتوبر 2014

ما قبل الخط الفاصل


أخبرني أحدهم يومًا -بكل وقاحة- بأن العالم لا يدور حولي.
كيف أتت له الجرأة ليقول ذلك؟ بل كيف يفكر في ذلك أصلًا؟
أنا العالم .. بالنسبة إلي على الأقل.


ـــــ
بقيت بأتفنن في إيجاد خمستاشر سبب لجعل الحاجات المُهمة في الدُنيا مش مُهمة إطلاقًا، وإقناعي بالأسباب دي، مما بيؤدي إلى تكملة اليوم في السرير.
بقيت شاطرة أوي في إني أقنع نفسي إن الحاجات اللي عايزاها دي انا مش عايزاها أوي، وإنها لو حصلت مش هتبسطني ولا حاجة، والحاجات الوحشة دي حاجات جميلة مش هتفرق في أي حاجة لو حصلت، والعالم كله مش واقف عليا وأنا ممكن أبوظ حياتي عادي، آخرتها ايه يعني؟ ولا حاجة. ولا أي حاجة.

الحقيقة إني كمان وصل بيا الحال إني أعمل كل حاجة بالعافية، بآكل بالعافية، وبأنام بالعافية، بأتفرج على التليفزيون بالعافية، بأقعد على النت بالعافية، وبأكتب الكلام ده بالعافية.
ـــــ
فيه حاجات كتير عايشاك....
خايفاك تبطلها ....
وحاجات كتير عايزاك....
لاكن معطلها...
أن إنتا مش عايز....
مصطفى ابراهيم


ـــــ
الحقيقة إن مفيش عصايات سحرية في البُعد الزمني ده، بالتالي مش هنلاقي العصاية السحرية اللي بندوَّر عليها وأول ما نقول بيها التعويذة الصح حياتنا هتتصلح من مجاميعه.
كمان مفيش فُرسان عندهم حصنة بيضا وبيدوروا علينا من شرق الأرض لغربها، غالبًا هيبقى امتياز عنده بالطو أبيض متمرمط بين كوريدورات القصر العيني.
الحياة مش فيري تيل ولا فيلم كيوت مدته ساعتين، الموضوع أكبر وأعقد وأسخف من كده بكتير.


هتعرفني إزاي؟ هتلاقي بنت طويلة بنظرة جد زيادة عن اللزوم على وشها، وتكشيرة مُعتبرة، ماشية مخبية مجلة ميكي ولفاها حوالين إزازة المية، وبتمشي بسرعة ورجليها داخلة لجوه، وباصة في الأرض على خطواتها الملخبطة.
غالبًا لابسة إيشارب كُحلي سادة، وخانقة نفسها بهدوم كتير.
ـــــ

إزاي تبوظ حياتك في 3 خطوات بس؟
شوف أكتر حاجة نفسك تعملها واكتبها في ورقة وعلقها ع الحيطة في أوضتك علشان كل ما تشوفها تفتكر قد ايه أنت فاشل.

ــــــ

مبحبش حاجة ومنفسيش أعمل حاجة ومش عايزة أبقى مبسوطة ولا زفت. بس عايزة أعرف انام مرتاحة وأصحى جسمي مبيوجعنيش ومش مصدعة، عايزة أعرف أشرب نسكافية من غير ما أتوجع بسبب دور برد سخيف جاي قبل أوانه، عايزة آكل الجاتوه بالشوكولاتة اللي في التلاجة من غير ما أتأذي لنفس السبب، عايزة أنزل أصوَّر شوية ورد ومناظر حلوة واقعد أتفرج عليهم كل شوية في بيتنا، عايزة يبقى فيه "بيتنا"، وعايزة أكتب اللي جوايا من غير تزويق ولا تجميل ولا قصقصة، عايزة أبطل أنام كل لما الدنيا تضيق في وشي، وعايزة أبطل أستنى حاجات مبتحصلش، وأستنى حاجات هتحصل بكل يقين.

زمان -من شهرين كده- كنت بأقول إن الكون عامل مؤامرة عليا، لحد ما اكتشفت إن الكون مش واخد باله مني أصلًا،، أنا مين أنا علشان الكون يحطني في حساباته ويعمل عليا مؤامرة كمان، انا وقعت من حساباته تمامًا.

ـــــ


مكالمات سكايب اللي بتجمع الصُحاب -اللي مش صُحاب-
حواديت متحكيتش
مكالمات مجمعتش ومجاتلناش الجرأة نكررها
حاجة استنيناها كتير أوي وقعدنا نصبّر نفسنا إن هييجي يوم ونعرفها، ومعرفنهاش
ناس فضلنا مستنيين فرصة تيجي علشان نكلمهم، الفرصة مجاتس ومشوفناهمش تاني
أكلة كان نفسنا فيها ومكلنهاش، ولما كلناها كانت نفسنا راحت منها
أغنية بتحبها علقت في دماغك لحد ما كرهتها وكرهت إنك كرهتها
إيميل/ كلام متبعتش في وقته، فمتبعتش خالص

الوقت اللي بتكتب فيه وأنت مش قادر تفتح عينيك من التعب
الوقت اللي بتحس فيه إن حد بيكسر أسوارك واحد ورا التاني وبيحاول يوصل لقلبك فعلًا، فبتسمحله
الوقت اللي بتتعامل فيه كناضج مبيهموش مشاكله التافهة اللي خلته يتقمص من حد
الوقت اللي تلازمك فيه أغنية بتحبها في طريق طويل
الوقت اللي باقي من يوم طويل حلو
الوقت الحلو اللي باقي من يوم طويل وحش

ـــــ

الفكرة بقى إن قعدتنا في الضلمة قدام شاشة اللابتوب والكتابة واحنا بنسمع اوبرا عايدة مع محاولات التغلب على الصداع وتخبيط دور البرد علينا، كل ده وأكتر مش هييجي بفايدة.

أنا زعلانة من الدُنيا أوي يا فاطمة، ومبقتش فارقة معايا إن أنا زعلانة وده مزعلني.






الاثنين، 6 أكتوبر 2014

مواساة، أو شيء من هذا القبيل.


إلى الحلوة اللي متضايقة
وزعلانة
وتعبانة
من كُتر اللف والمشاوير
عاملة ايه؟
حبة صبر كمان مش هتغلبي فيهم
وقلبي معاكي
جدًا يعني
يا ساكنة الأحزان بدل بيت
فيه كلام مكتوب لأجلك إنتِ بالذات
.
.
يا تعبانة من كُتر الهم والمواويل
يا سكة ضلمة معاندة وياكي
هتتفتح
وشاب حليوة هيستنى ويستنظر
وحلم السكن والسكة مهما تطول
مسيرها راح تقصر
.
.
يا حلوة ياللي زعلانة من الضلمة
وم التوهان
تعالي على نفسك
بس حبة كمان
راح توصلي
وتيجي تلقي أحلامك
وصبرك كله قدامك
مفيش ناقص
مفيش لكن
مفيش معلش
مفيش لأه
مفيش مقدرش
يا حلوة ياللي فِعلك نور
وقلبك نور
وسكة معاندة وياكي
كمقاومة سلك نحاس لنبضة نور
أنا اللي فاهمة -بس- شكوى طالعة من قلبك
مش م العقل
أنا اللي عارفة وحياتك ما طال الدهر
إلا ما ييجي الموعود
وقد الوجع
ويمكن أكتر
هتلقي جميل

...

شخبطة على ورق المُذاكرة بتاع سبتمبر.


الجمعة، 3 أكتوبر 2014

بين الغربة والإغتراب



المُنكسرة قلوبهم بحثًا عن ضمة تزيل ما خلَّفه الحُزن بهم.
الباحثين عن كتفٍ يتحمل وزن رؤوسهم المُثقلة بالهموم.
الآملين في صدرًا يتسع لشكواهم على الأرض، بعد شكواهم للسماء.
المحبين للبهجة، دون أن يعرفوها.
أولئك الذين لا يرجون عيدًا، ولا ينتظرون فرحة.

أولئك يخبئون كل ما بهم مما لا يُمكنهم وصفه، ويتحاملون على أنفسهم ليمروا بسلام.

ــــــ

عن المرارة التي تأبى أن تتركك، وتزداد بقُرب الأعياد.
عن الجزء الذي يتقبل المآسي، ولا تصدمه الأخبار السيئة، لأنه يتوقعها بإستمرار.

ــــــ

هلا أخبرك بأن اصطناع الفرحة بؤس، وبأن اصطناع البؤس ألعن وأضل سبيلًا؟
تخبرني بأنا سنعتاده بعد حين، وأنا لا أريد اعتياد الأحزان ..
لا أريد.


ــــــ

احتفظت بكل تفاصيل المرة الأولى، وحافظت عليها في ذاكرتي من النسيان، ولكنني نسيت أن أحتفظ بكل ما تلاها من المرات .. لم يبقى في ذاكرتي سوى المرة الأولى، الأولى فقط.
حتى أنني لا أذكر كيف رحلت.
"هيدا مش أول وداع علينا مرء."
ــــــ

يُعيينا الحزن فيسرق من وجوهنا الإشراق، ومن عيوننا اللمعة، وأحيانًا من قلوبنا النبض.
ذلك الداء الذي لا دواء له.
أنا حزينة جدًا لدرجة أنني لا أريد أن أفرح.
"من قسوة ها الدنيا علينا .. بكينا البكي."

الاثنين، 29 سبتمبر 2014

على ألا يزيد الحزن عن أربعين يومًا



القانون الكوني للتدوين بيقول إنك مينفعش تكتب حاجة قبل ما تُنشر التدوينة اللي بتكتب فيها بقالك أسبوع ومخلصتهاش، وعلشان إحنا طبعًا بنلتزم بكل القوانين الكونية والغير كونية، هنرمي الكلام ده في البحر -اللي مشوفناهوش السنة دي كمان- ونكتب، علشان نطلَّع لساننا للعالم، ونكتشف في الآخر إننا كنا بنطلع لساننا لشخص واقف مكان إنعكاس صورتنا في المراية.

طيب، مش أزمة. هنحكي. هنسيب صوابعنا على الكيبورد هي اللي تتكلم النهارده.
مراكز الإحساس في المُخ تم تخديرها بنجاح، مفيش أي إحساس هيعدي علينا تاني، لا فرحة ولا زعلة ولا خضة، هنحس بوخز خفيف فوق قلبنا، ويمكن نحس إننا عايزين نضحك بدون سبب أثناء ما حد بيحكيلنا عن مأساته العظيمة، وهنحس إننا مبقيناش قادرين نبذل قدر وِحدة إشفاق واحدة تجاه أي كائن، مهما كان وضعه مُذري. إحنا وصلنا لمرحلة "القلب الحجارة" بنجاح.

كنت بأزُّق نفسي علشان أخرج بره الفقاعة، هتقعدي معاهم، سيبي اللاب، سيبي الكتاب ده كمان إنتِ أصلًا مش مركزة فيه، إنزلي النهارده وتكلفي عناء التعامل الإنساني مع زمايلك في المجتمع، مش هتموتي يعني. إتفضلي روحي دلوقتي للراجل بتاع الكُشك قوليله إنك عايزة كيسين مناديل، مش هيتريأ عليكي ولا هيهزأك علشان موضبتيش أوضتك قبل ما تنزلي، ولا هيجيب سيرة الكُلية بحاجة، وهيديكي اللي إنتي عايزاه عادي ويحاسبك من سُكات وهينساكي تمامًا. مش هيفتكرك حتى لما تعدي عليه تاني يوم وتاخدي كمان كيسين مناديل، مش هيسألك حتى بتودي كل المناديل دي فين.

بس إحنا معيطناش واحنا بنتفرج على الفيلم المأساوي، وعيطنا على إشارة في فيلم شُفناه قبل كده عشروميت مرة.
إحنا أول ما زعلنا وقفنا على جنب في شارع ضلمة وفيه عربيات وربّعنا إيدينا ودبدبنا في الأرض وصممنا إننا مش هنروّح البيت إلا لما نلاقي إجابات، أي إجابات هتكون مُرضية دلوقتي علشان إحنا تعبانين جدًا وعايزين نروّح.
هنفضل ندوّر في السبع أجزاء كلهم عن إجابات، هنعرفها جايز في آخر نُص ساعة من آخر جُزء. غالبًا التصرف الطبيعي دلوقتي هو إننا نبطل ندوّر، غالبًا التصرف اللي هنعمله هو إننا هنحاول ندوَّر أكتر.

هنقنع نفسنا ببهجة عمل الشاي بلبن، ظبط السًكر فوق المعلقة علشان إحنا بنحب الشاي بلبن مسكَّر شوية، الشاي خفيف بس زايد حبتين علشان ميتغلبش من اللبن، واللبن زايد بالأوي علشان يطلع لون الشاي بلبن أقرب ما يكون للأبيض، هنغلي المية في البراد علشان الحاجات الحلوة بتتعمل ببُطء .. هنقلِّب كتير بالمعلقة ونتخيل كل حاجة وهي بتدوب جوه بعض.
هنروح كل المحلات الحلوة، نتفرج على الحاجة، ووقت ما نيجي نشتريها ونمتلكها هنسيبها، هنتراجع، هنعرف وقتها إن الحاجة حلوة، طول ما هي مش معانا.
هنفكر تاني، هنعرف إن الناس حلوة، طول ما هم مش معانا.

طول السكة هتفضل الثوابت اللي اتحامينا فيها ياما من صُغرنا تنهار، تقع وتتدشدش. هييجي اليوم اللي منلاقيش حاجة نتداري وراها، ونسأل عن سبب واحد خلانا منبنيش ثوابت جديدة.
الرُعب من كل الحالات، والمسافات الصغيّرة، والحميمية والدفا، الخوف من الأمان، الوَنس، أعراض جانبية طبيعية جدًا لحد اتعود كل ما تطبطب عليه يتوجع.
عامةً، التمويه مُفيد أحيانًا.

هنفضل نتكلم عن حاجات ملهاش أي علاقة ببعض غير إن إحنا كتبناها، هنفضل نتوِّه كل ما تيجي سيرة حاجة بتضايقنا، من غير ما ندرك حتى إننا بنتوِّه. هنفضل نتأثر وننسى، وننسى ونتأثر. نحلم ونتكعبل ونكتأب فنحلم.
هنقول كلام ملهوش لازمة، هنبصلهم ونبتسم إبتسامة المهزوم اللي مبقيناش نبتسم غيرها.

فترة التعافي: الفترة اللي مبتعملش فيها أي حاجة ومشغول على طول، مبتبذلش فيها مجهود وبتتعب، مبتكلمش حد وحاسس جواك بزحمة. الفترة اللي بعد مرض طويل، وقت أما جسمك يبطل يوجعك، بس تفضل حاسس بألم مش عارف تحدد مصدره بالظبط. وقت لما أبسط الحاجات تبقى محتاجة قرار علشان تعملها (مثال: أنا لازم أقوم أفطر دلوقتي.). الوقت اللي هتكسل فيه إنك تفرح، وهتكتفي بفكرة واحدة تدور في دماغك، علشان متكلفش نفسك عناء إنك تفكر.

فاكرة آخر مشهد من فيلم "أسرار البنات" لما البنت قعدت في أوضتها وحواليها كل الناس اللي قابلتهم في حياتها، كلهم بيتكلموا في وقت واحد مع بعض ومحدش حاسس بوجودها، أصوات جاية من كل حتة ومش قادرة تحدد ايه اللي بيحصل.
ممكن تطلعوا بره أوضتي دلوقتي لو سمحت لأني محتاجة أنام؟

على مدار أسبوع أو أكثر



-هو الواحد بيعمل ايه لما مبيعرفش يكتب وعنده كلام كتير قد كده؟

-بيحكي.

مقولتلكيش إن كلامك زي البلسم ع الجرح، أو نسمة هوا في شهر أغسطس، أو حتى بُق مية ساقعة بعد طول عطش.

لما قُلت لشروق بعد ما جابتلي الفُل اللي شبطت فيه زي العيال إني نفسي أزرع ورد في جنينة بيتنا وأصحى الفجر أعمله عناقيد وأنزل أوزعه ع الناس في الشارع، قالتلي إنهم برضه مش هيتبسطوا، بس أنا أصريت إنهم أكيد هيتبسطوا للحظة، قلتلها إني أكيد هأفرح لو حد إداني فُل الصُبح في الشارع، وبعدين الناس اللي هتبقى نازلة الشارع بعد الفجر دي أصلًا ناس حلوة، في حلاوة رشوان توفيق كده، اللي هناخدله ورد ونروح نزوره في بيته إن شاء الله وأحكيله قد ايه أنا بأحبه، فيه طيبة جدي اللي عيشت معاه أقل من 7 سنين، وريحة دفا البيوت العمرانة بالضحك والسَنَد.

أصلًا النوم في بيت ربنا ده أمان، مش هتلاقيه في سراير بيتك نفسه. بأفتكر أحمد زكي في معالي الوزير لما هرب من الكوابيس في مكانين، السجن وبيت ربنا. الناس اللي بتنام في بيوت ربنا دي بتهرب من كوابيس تانية بيشوفوها وهم صاحيين. الحماية اللي بتحس بيها في إنك هنا مفيش مخلوق هيقدر يأذيك، أنت في مكان له قدسية خاصة، وهنا مفيش كوابيس.

كنا بنحُط ليست للأماكن اللي نفسنا نروحها في الأجازة:-
الازهر بارك- متحف محمود مُختار- جامع الحاكم بأمر الله- دريم بارك- مقابر .. آه مقابر .. شروق أفحمتني وحطتها في آخر الليست، لما حكيت الموقف بتفاصيله لـ ريم أفحمتني بس بـ رد تاني، قالتلي احنا ممكن نبُص حوالينا هنشوف ميتين كتير أهُم.

حكمة اليوم: الحاجات الحلوة اللي بنستناها تحصل كتير ومبتحصلش، بتتحوشلنا علشان تيجي في وقتها المُناسب اللي هيبسطنا أكتر ساعتها.

- والواحد لما يفقد قُدرته ع الحكي ولسه عايز يتكلم بيعمل ايه؟
- بيحلم.

كنت بتتمشى أنت ع البحر، بسماعات فيها أغنية مخلياك مش شايف قُدامك أصلًا، ولما دُست على البيت اللي كانت سلمى بتبني فيه بقالها كتير أوي بحساباتها، رُحت قعدت تبنيه معاهان ولما خلص أخدتها عزمتها على آيس كريم وعلمتها إزاي تبني سور حوالين البيت علشان تحميه.
المفارقة إن انا عملت نفس الموقف تقريبًا، بس معرفتش أعلمها إزاي تبني أسوار بالرغم من إني أكتر واحدة بتعرف تبنيها.
لما سلمى حكيتلي عنك، ولما حكيتلك عني، عرفنا بشكل ما إننا أكيد هنعرف بعض. بس إحنا معرفناش بعض. أنا بأحلم.

صحيت الصُبح في يوم قلبي مبيوجعنيش، الهوا بيدخل صدري بسهولة، وبيخرج بسهولة، ومعنديش أي أعراض نوبة إكتئاب، ولا حاسة إن دوران الكرة الأرضية أسرع مني.
كلمتني في الموبايل وقلتلي إنك موجود في الدُنيا وإنك ظهرت، وأنا متغابيتش وقفلت في وشك، وبعدين عرفنا بعض.

---

كنت بأدوّر على اللينسيز .. راحت فين؟ كنت لابسة الفُستان الأبيض اللي كان حلو أوي بالمُناسبة، وبأدوّر على اللينسيز .. الميعاد بُكره، أنا سمعت صوتك المرة دي على التليفون .. دي إشارة أكيدة من القدر إنك موجود، بجد وحقيقي.

- الواحد لما يفقد قُدرته ع الحكي والحلم، وجواه حكاوي، بيعمل إيه؟
- بيهرب.

---

تعبت من شعور أنني يجب أن أشعر بشيء ما.

والحياة جدًا مُرهقة، جدًا مُملة. كل يوم أنام بفكرة واحدة: سأصحو لأجد كل شيء على ما يُرام. وأصحو في اليوم التالي على كل شيء، ولكن يبدو أن ما يُرام لن يظهر أبدًا.
أحلم بأشياء تافهة لا معنى لها، أستيقظ لأجد أشياءً اكثر تفاهة.

أبحث عنك، وأكمل عامي الثاني والعشرين دونك. أخبرني، ما فائدة وجودك إذن؟
برقية واحدة تصلني بكلمات تُعد على أصابع اليد الواحدة ستكون كافية.
على كُلٍ، أنا لا أشعر بشيء، وفي هذه الحالة، وفقط في هذة الحالة، يُصبح كل شيء على ما يُرام.


---


-هو الواحد بيعمل ايه لما بيتعب؟
-بيستسلم.