الثلاثاء، 3 يونيو 2014

المغامرة الإتنين وعشرين*





***

مش عارفة ايه أسوأ، إني أكتب مخاوفي، ولا إني أحبسها جوايا وأتناساها؟

وحكي المخاوف لو تعلمون أكتر فعل بيوجع في الكون.
لكن ساعات الواحد بيحتاج حد يسنده طول الطريق، ولو بإحساس إنه مش لوحده.
وساعات إنك تسند نفسك بنفسك في الأوقات اللي زي دي بيكون أجدع حاجة ممكن تعملها في حياتك.


الأيام شبه بعضها بشكل سلبي، من غير أي إنجازات تدعو للفخر. من غير حتى الإنجازات المطلوبة مننا.

مش عارفة أحكي عن الإحباط من انتظار حاجة تحصل ومتحصلش. مش عارفة أحكي عن كسفتي قدام نفسي مثلًا.
تحصلك أربعة وعشرين حاجة حلوة مكنتش مخطط لهم، والحاجة الخمسة وعشرين اللي كان نفسك فيها متحصلش، فمتفرحش. ده لأن البني آدم كان أصله طوبة.

فيه أسئلة ملهاش إجابات غير عندك. قرارات مصيرية محدش تاني ينفع ياخدهالك.
واللا قرار ده في حد ذاته قرار. وأنك تاخد قرار غلط أحسن من أنك متاخدش قرار أصلًا والدنيا تفرض عليك الأمر الواقع بمزاجها.

فن إختيار الصُحبة بيقتضي إدراك إننا مخلوقات مش كاملة، فتكون قادر تحدد دور كل صاحب في أنهي دايرة من دواير حياتك -واللي بالطبع مينفعش يكون شامل كل الدواير-، ظلم ليه ولنفسك لو استنيت منه يلعب دور مش بتاعه.
أحسن لك -كمان- إنك متحرّكش حد من البوزيشن بتاعه (كزميل- كصديق .. إلخ.) لبوزيشن أعلى من غير داعي، ومن غير ما تتأكد بالبُرهان والدليل. هو هيكون مصدر سعادة في البوزيشن بتاعه، ومصدر نكد مستمر لو نقلته لمكان تاني بمتطلبات مختلفة هو مش قدها.

فيه قاعدة بتقول إن فاقد الشيء أكتر واحد بيتكلم عنه.
فيه كمان قاعدة بتقول إنك ممكن تستهبل فيها طول ما فيه ناس مصدقاك.

من أحلى الأدعية اللي ممكن ندعيها إن يا رب متخليناش ماديين، متعلقناش بالمادة. نوّرلنا بصيرتنا وخلينا نشوف بقلوبنا أكتر ما بنشوف بعنينا. علّي أرواحنا عندك، احمينا من شر الحيرة ووجع الغُلب، وحرقة الحسرة ع اللي فات ومش راجع، وع اللي راح ومش راجع، ورعشة الروح من خوفها من بُكره لسه علمه عندك، خلينا قادرين نحلم من غير ما نخاف من كسرة الخاطر.

----------

لما فكرت إحنا لسه دايمًا بنحس إننا مُحبطين، لقيت إننا بنعلي سقف توقعاتنا من نفسنا أوي، أوي، قدام الصورة دي بنشوف نفسنا عجزة وصغيرين، أصغر من حجمنا الحقيقي بكتير.

عارفة ايه هو النُضج؟ إنك تتعاملي مع ولد بيعاملك حلو على إنه ولد لطيف بيعاملك حلو، مش على إنه مُعجب.
المُفارقة إني عمري ما ندمت على معرفة بنت، وإن كل اللي بيخذلوني بيكونوا ولاد. ده بيعزز نظريتي في كره الرجالة طبعًا.

عارف إن ده شهر فرصة ندخل رمضان نُضاف جاهزين للإرتقاء؟

أوحش حاجة ممكن تحصلك في الدُنيا إنك تكون بتعمل حاجة أنت بتحبها، وييجي حد يمدحها، فتتحول لعمل نفس الحاجة علشان تتمدح مش علشان بتحبها.
كمان بلاش نموّت الحاجة اللي بنحبها بإننا نحولها لروتين.

كنت قريت حاجة بتقول إن مشكلة البنت إنها محتاجة حد يهتم بيها أربعة وعشرين ساعة في الأربعة وعشرين ساعة. ده حقيقي أوي يا علي. الإهتمام بمفهومه الحلو مش الملزق بالمناسبة.

متهيألي مفيش إحساس أسوأ من حد بيعاملك حلو وبطريقة مميزة، وبعدين -بالصُدفة- تلاقيه بيعامل كل الناس كده.
كمان فعل إنك تهتم بحد وتتوقع منه حاجة ده في غاية السوء.

شابوه لقلبي اللي مبقاش يزعل على ناس مشيوا من حياتنا بمزاجهم.
شابوه تاني ليا إني سيبتهم يمشوا، ومستمريتش في المحاولات المتكررة اللي ملهاش معنى.

نوعد نفسنا إننا مش هنقلل أبدًا من نفسنا بسبب تصرفات ناس يقربولنا، إحنا مسئولين عن تصرفاتنا، وتصرفاتنا إحنا بس، وبناءً عليه؛ إحنا جامدين جدًا.
كوننا بنكره ده كمان مش معناه إننا وحشين، لكن ذاكره قديمة مشوّهة ونفسية مليانة كدمات مكناش إحنا السبب فيهم هم اللي خلونا كده. تعاملنا مع الكُره ده هو اللي بيحدد مدى صلاحنا، وبكده نكون إحنا أبطال.

منطقيًا مفيش حاجة إسمها ( الأحداث بتتعاد ) يا ريم.
فيه حاجة اسمها إحنا متغيرناش، لما أحداث جديدة عدت علينا لقيتنا زي ما احنا.
فيه حاجة اسمها روتين سنوي مرير.
فيه طريق محطاته كلها نظام واحد، لازم نتعلم نتعامل معاه.
فيه حاجة اسمها احنا -بغباء- بنختار نفس الإختيارات الغلط.
لكن أبدًا الأحداث مش بتتعاد، والتاريخ مش بيعيد نفسه، فيه ناس بييجوا بعد التاريخ أغبيا ومبيتعلموش منه وبيغلطوا نفس الغلطات فبيوصلوا لنفس النتيجة.


"قمة الغباء أن تكرر نفس الفعل مرتين متخيلًا أن النتائج قد تتغير." ــ اينشتاين

مش مكتوب علينا نلف في دواير والدنيا تلف بينا ودايمًا ننتهي لمطرح ما ابتدينا، ومش مكتوب علينا الغباء.

البرد في عز الصيف زي الوحدة في وسط الناس.
زي الزحمة اللي في قلبك وأنت لوحدك.
زي البُكا المكتوم في عز الوجع.
وزي حكايتي كلها، اللي بيفرق فيها بس التوقيت، واللي بيسيطر عليها هو التناقض.

إحساس إن الأيام بتتسرق من بين إيديا وبتخلص بسرعة أكبر من اللي المفروض تخلص بيها بيسببلي ألم أكبر من ألم عطسة البرد.


المغامرة الإتنين وعشرين، اللي منطقيًا مينفعش نغلط فيها نفس الغلطات، فنجرب غلطات جديدة بضمير مستريح، وناخد قرارا غبية زي ما احنا عايزين، نتعلم من كل اللي هنمر بيه علشان أكيد لازم هنطلع بحاجة.

"أنا راح مني كمان حاجة كبيرة .. أكبر من إني أجيبلها سيرة .."

عمنا صلاح جاهين

-----------
*العنوان مُقتبس عن فنان الكاريكاتير مخلوف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق