الأحد، 3 أغسطس 2014

أن تكون مُحيطًا





بتبني أسوار حواليك في كل حتة، وتقعد جواها تدوّر على حبة أمان. بترجع تفتح شبابيك في الحيطان، تشوف منها ايه اللي بيحصل بره المُربَّع بتاعك
.
بتبعد مسافة مترين على الأقل عن كل اللي تعرفهم، واللي بيحاولوا يقربوا بتحرقهم بنفسك بدل ما يتحرقوا غصب عنك.
بتختار كل مرة نفس الطريق، وتقابل الوحش وتخسر، وجيم أوڨر، وتعيد من الاول، فتمشي في نفس الطريق، وهكذا.
تقابل حد يضحكلك لحد لما قلبك ينوَّر، تحسبه غير كل الناس، تفتحه له بيبان قلبك، فيدخل يكسَّر كل حاجة جواه ويمشي، فتقعد تلملم أشلاء اللي اتكسر جواك من غير ما ترميه، وتربط في شرايين قلبك من تاني، وتحط بلاستر من بره وتقفل الباب كويس. تقابل حد تاني يضحكلك لحد لما قلبك ينوَّر -رغم الكسور-، تحسبه غير، تفتحله قلبك، يطلع زي اللي عدوا من هنا قبله.
بتصحى الصُبح، أو بليل، تبدأ يومك -بتوقيتك الخاص- بآمال عظيمة، تو دو ليست بتاعت إمبارح أو الأسبوع اللي فات، تصحى مصدق نفسك جدًا إنك حد تاني، وإنك هتخلص كل اللي كنت ناوي تعمله -في الأربع شهور اللي فاتوا- النهارده. ويخلص اليوم وتُحبط جدًا إنك معلمتش أي حاجة، وتنام، وتصحى تاني يوم بنفس الليست، ونفس الآمال، ويخلص اليوم وتنام بنفس الإحباط، ونفس الإستغراب. أمنية عيد ميلادك السنة دي هي بتاعت السنة اللي فاتت، اللي متحققتش السنة اللي قبلها، واللي كنت عايزها السنة اللي قبل اللي قبلها. كل الناس حياتهم خط واحد، وأنت حياتك دايرة، بتدور حوالين مركز نقطة واحد، نقطة البداية.
بتعيد الفيلم عشر مرات وتضحك عند نفس الإفيه.
بتعجبك حاجة في حد، فتنبهر بيه، وتشوف منه حاجة مش عاجباك فتكرهه كله، وبعدين تشوف منه حاجة تعجبك فتنبهر بيه وتنسى اللي كرهته، وتشوف اللي كرهته منه تاني فتكرهه، وهكذا. فمتعرفش تجاوب على سؤال: إنت بتحب فُلان، إلا بإجابة: امتى بالظبط؟
بتحب المزيكا، وبتشتغل في دماغك طول الوقت. بتكره لما المزيكا تشتغل في دماغك طول الوقت من غير ما تختار ده.
بتحب الكتابة، بتعبر فيها عن نفسك، ولما بتقرأ كلامك بتكره الكتابة. بتقرأ مؤخرًا أول كلمتين في كل جملة، لأنك مبقيتش قادر تكمل أي حاجة للآخر، حتى الجُمل.
بتكره الروتين، ومتشعلق فيه.
بتبقى عامل زي الكتكوت المبلول اللي بيترعش لما حد يزقك بره الكومفورت زوون بتاعتك، وأول ما ترجعلها تسب وتلعن فيها.
نجاح الآخرين بيسببلك إرريتيشن، لأنه بيفكرك بورقة نجاحاتك الفاضية. بتشوف كل خطوة قُدام لحد تعرفه، هي خطوة لورا ليك.
متعرفش كتير عن نفسك، مع إنك مبتتغيرش، بتلاقي نفسك بتتغير بإستمرار. سألت نفسك كتير ومرسيتش يوم على بر. دايمًا بتنتهي من مطرح ما ابتديت. آخر الأسبوع بتبقى رومانسي وحالم، وأول الأسبوع بتبقى مُحبَط وواقعي.
مبتعرفش تستمع بالحاجات اللي فاكر إنك بتحبها، ومُقتنع إنك لسه مقابلتش شغفك الخاص.
مُتشكك دايمًا، بتخاف تغلط غلطات صغيرة من نوعية إستبدال الذال بالزاي، بس بتغلط غلطات كبيرة من النوعية اللي ممكن تضيع مُستقبلك.
كل حاجة وعكسها، وبرغم انك عايز تتغير، مبتتغيرش.
"لا تفقد إيمانك بالإنسانية، فهي كالمحيط، توجد به قطرات ملوثة، لكن ليس لها أن تلوث المحيط كله." ـــ غاندي.

نفسك كبيرة كالمحيط، كالإنسانية. وِحشَك كما نقط الزيت الطافية على وش المية، ملهاش إنها تلوثك. قلبك لسه عامر، عقلك لسه قادر ع المُعافرة.
وكل الفصول اللي فاتت من كتابك، صحيح مينفعش تعيد كتابتها، لكن لسه بإيدك باقي الرواية. وكام رواية بدايتها كانت دليل ع النهاية؟
**الصورة من Laura Ferreira Studios


هناك 6 تعليقات:

  1. وبتاخد قرار وعكسه، ومعندكش معايير ثابتة، ومش محايد ولا موضوعي وبتنحاز لميولك وعواطفك أكتر من أي عقلانيات في الدُنيا، وبتاخد على دماغك.

    ردحذف
  2. هبة .. انتي جميلة :)

    ازاي قدرتي تقولي كل ده بالبساطة دي ؟!

    أنا كل مااقول دي بتعبر عني هعملها سيليكت ألاقي البوست كله عايزه أنقلهولك في كومنت هنا واقولك عجبني ^ـــــــــــ^

    بعد إذنك هشيره .. وهعتبرك قولتيلي اوك :)

    اكتبي كتير .. عشان البشرية تستمتع ^ــــــــــ^

    ردحذف
    الردود
    1. دعـــــــــاء .. والله مش عارفة أقولك ايه :))
      مبسوطة جدًا جدًا برأيك .. فمتحرمنيـش منه -سواء بالإعجاب أو النقد- على طول :)

      حذف
  3. ليه بطلتى تكتبى يا هبة ! خسارة نتحرم من الجمال ده :)

    ردحذف