الأربعاء، 13 أغسطس 2014

عصفورٌ في اليد خيرٌ من ثلاثمائةٍ وأربعةٌ وخمسون في السماء


بالأمسْ حَلِمْتُ بِأَنَّنِي ضَائِعَةٌ، أُفَتِّشُ عَنْ الطَّرِيقِ بَيْنَ حَبَّاتِ الرَّمْلِ فِي صَحْرَاءٍ لَا أَعْرِفُ اِسْمَهَا.. أَهْرَبُ مِنْ ثُعْبَانٍ رَابِضٍ فَوْقَ قَلْبِي تَمَامًا.
كُنْتُ أَبْحَثُ عَنْ المَاءِ دَاخِلَ الصُّخُورِ، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّنِي لَسْتُ عَطْشَى. لَكِنَّنِي كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَصِيرَ فَلَا أَجِدُهُ.
هَجَمَ اللَيْلُ عَلَيَّ فَلَمْ أَحُرِّكْ سَاكِنًا. فَقَطْ اِسْتَلْقَيْتُ مَكَانِي، وَثَقُلَ الثُّعْبَانُ، وَاِزْدَادَ ثِقْلًا كُلَّمَا اِزْدَدْتُ، وَيَبْدُو أَنَّهُ اِسْتَرَاح.
لَمْ أَسْتَطِعْ النَّوْمَ فَبَقِيتُ أعُّد النُّجُومُ حَتَّى بُزُوغِ الشَّمْسِ، ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ نَجْمَةً هُوَ كُلُّ مَا اِسْتَطَعْتُ حَصْرُه.
حَتَّى إِذَا مَا جَاءَ الصُبح عَلَى اِسْتِحْيَاءٍ، رَأَيْتُ بَرَكَةَ مَاءٍ عَلَى بُعْدِ مَدَّةِ ذِرَاعٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى اِمْتِدَادِ بَصَرِي رَأَيْتُ طَرِيقَ العَوْدَةِ.
فَرِحْتُ لِرُؤْيَةِ المَاءِ أَكْثَرَ، وَأَهْمَلْتُ الطَّرِيقَ.
فَكَّرَتْ: كَمْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْعَدْنَ هُنَا، بِجِوَارِ المَاءِ، وَلَا يَخْتَفِي طَرِيقُ العَوْدَةِ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق