الأربعاء، 14 مايو 2014

بنت اسمها هبة



زمان كان فيه بنت على طول بتعمل شعرها ديل حصان، كانت شايفة الدُنيا بتاعتها، وانها مركز الكون بتاعها، وان الشمس مش هتطلع غير لما تفتح شباكها وتبص منه. كانت شايفة إن الدُنيا هي كل اللي تعرفه، وكل ما تعرف حاجة جديدة الدُنيا بتكبر شوية. لحد ما هي كبرت، والدنيا بطلت تكبر، وفضلت تصغر عليها لحد ما خنقتها.

زمان كان فيه بنت بتحب ولد أسمر شعره ناعم وبيرسم، بس هو ماكنش بيحبها. كانت مستنياه ييجي يكلمها ويبقوا أصحاب ويلعبوا مع بعض، أو تتفرج عليه وهو بيرسم. كانت الشمس بتطلع في اليوم اللي بتشوفه. لحد ما هي كبرت، والولد فضل صُغيّر عم يلعب ع التل. معرفتش تحب حد غيره لأنها ملاقيتش ولد أسمر شعره ناعم وبيرسم.

زمان كان فيه بنت شطورة في المدرسة، بتعمل واجبها أول ما تدخل البيت من قبل حتى ما تغيّر هدوم المدرسة، بتجيب درجات حلوة في كل المواد من غير ما حتى تاخد بالها إنها متفوقة. كانت شايفة إن ده الطبيعي اللي المنطقي تعمله. لحد ما هي كبرت، وشافت إن الطبيعي في نظرها مش طبيعي في نظر الدُنيا، وإنها وهي بتعمل اللي مش طبيعي في نظر الدُنيا محدش بيقدرّها، ولا هي بقت قادرة تقدّر نفسها، وبطلت تجيب درجات حلوة، وبطلت تلبس هدوم المدرسة.

زمان كان فيه بنت بتحب ربنا بفطرتها، شايفة الحرام بيزّعل ربنا يبقى ميتعملش، والحلال ربنا بيحبه يبقى يتعمل. وإن كل اللي بيعمل اللي ربنا بيقول عليه هيعيش مبسوط والناس كمان هتحبه. لحد ما هي كبرت، وشافت ناس فاكرين انهم بيعملوا اللي ربنا  بيقول عليه ومش مبسوطين والناس بتكرههم. وإن كل الناس بتتدخل في علاقات بعض بربنا. فطرتها ضاعت وسط كل الخناقات دي وضيّعت الطريق ومش عارفة تلاقي ربنا.

زمان كان فيه بنت مش موجود منها أي حاجة دلوقتي.
ضاعت، وبقى موجود مكانها واحدة كبيرة، كل اللي تعرفه عن الدُنيا يخليها تتمنى تسيبها في أقرب فُرصة.
بتتمنى لو كانت فضلت البنت الصُغيرة موجودة وهي مجاتش أبدًا.
البنت اللي كانت بتعمل كل حاجة من غير تفكير وتحليل، وبتنبهر بكل حاجة حلوة ووشها يقلب من كل حاجة مش حلوة.

بنت كانت بتعيش فعلًا، ولما كبرت بقى نفسها تعيش.

الثلاثاء، 13 مايو 2014

البحثُ عن قبس



*****
كيان مُفرد مُتعادل الشحنات مالوش لازمة.
كيان مُفرد بيدوّر على الموجب.
*****

لسبب ما -مش فاكراه- قررت أتبسط، ولما لقيتني مبسوطة من غير سبب زعلت.
أنا محبوسة في البلد دي، في المكان ده، ومحبوسة جوايا.
عندي مفهوم واضح للحياة، الحياة اللي عايزة أعيشها بجد، بس كل تفصيلة صغيرة فيها حاجة صعبة أو مستحيلة الحدوث، حاجة عمري ما هأعرف أحققها، تفاصيل ليها علاقة بالمكان اللي أنا عايشة فيه والناس اللي في حياتي، وكوني عارفة إني مقدرش أوصل للصورة دي وانها هتفضل منتمية لأرض الاحلام بس بيخليني أحزن.
الـ gap اللي بين الواقع وأحلامي كبيرة أوي ومش عارفة أصغّرها to make the jump، وإن كان تقبل الأمر الواقع هو خياري الوحيد فأنا مش هأختاره.

في وقت ما هنوصل لمرحلة من النضج تخلينا نفرّق بين الناس اللي بيقربوا مننا علشاننا، والناس اللي بيقربوا مننا علشانهم.
في مرحلة ما هنعرف نفرّق بين الناس اللي بيحبونا لذواتنا، والناس اللي بيحبونا زي ما بيحبوا كل الناس بيكوز زاي آر نايس تو إيفري بادي.
في وقت ما برضه هنعرف لوحدنا ايه اللي ممكن نقضي باقي عُمرنا بنعمله.

*****

وحياتنا
هي أن نكون كما نريد. نريد أن
نحيا قليلا ، لا لشيء … بل لنحترم
القيامة بعد هذا الموت.

الموت لا يعنى
لنا شيئا. نكون فلا يكون
الموت لا يعنى لنا شيئا ؟ يكون فلا
نكون.*
*****


اكتشافات شخصية جدًا
المعلومة الأولى:
أنا معنديش إخوات .. ولا ممكن يبقى عندي إخوات ..
ومينفعش حد يقرب مني لدرجة إننا نبقى إخوات .. هناخد على دماغنا في الآخر ومع أول قمصة هنبقى ولا عمرنا عرفنا بعض.
حتى لما كنت بأقول أنا والأمل إخوات .. الجبان سابني مع أول حبة إحباط واجهونا.
"مفيش حد صالح كله بتاع مصالح".

المعلومة التانية:
لكل فعل رد فعل مساو له في القوة ومضاد له في الإتجاه .. مفيش حاجة علميًا اسمها "هأعمل كذا علشان مش فارق"، المفاجأة بقى إن كل حاجة مهما كانت صُغيرة ومنمنمة بتفرق. أيوة أي حاجة أي حاجة.

المعلومة التالتة:
احنا هنموت.
كلنا كلنا هنموت، وحياتنا هتخلص.
أيوة الحياة دي عاملة زي إزازة المية مسيرها تخلص عادي.
هنموت من غير أي مُقدمات، يعني هتلاقي الموت هيعملك فجأة ويخرعك.

المعلومة الرابعة:
إنما الأعمال بالخواتيم.
متبقيش بتذاكري طول السنة وتيجي على أيام الإمتحانات تخيبي.
متبقيش بتصلي عشر سنين وتيجي تكبري تبطلي صلاة، مش سجاير هي يا حبيبتي.
معملناش اللي علينا 355 يومن مش مُهم، خلاص اللي راح راح، وممكن في اليوم الأخير من السنة ده نعمل كل اللي علينا وزيادة.
فعلًا من الظلم إننا نربط مصير أعمالنا ببدايتها.

المعلومة الخامسة:
الكلام ولا ليه أي لازمة، هنفضل هنتكلم من غير ما نعمل حاجة يبقى نسكت أحسن.

----------


*الأبيات لمحمود درويش

الأحد، 11 مايو 2014

نعم مازلت أُحبك ولكن أُحب نفسي أكثر



معقوصة الشعر، يميل إلى الجانب الأيسر عنه إلى اليمين، جلست تنتظره.
على مقعد بحديقة بوسط المدينة -مكانً كان يومًا يشهد اللقاءات الجميلة بينهما-، تتساقط أوراق أشجارها بيأس فوق حشائشها الهزيلة، غائمة السماء لتُناسب حزنها، وتنذر بسقوط أمطار مثلما تنذر بتساقط دموعها، بكثير من الكحل تحت عيناها ليخفي آثار بُكاء الليلة الماضية، بتتابع النقر بأصابعها فوق حقيبتها التي تحتضنها لعلها تبعث في نفسها شيئًا من الونس، أو لعلها تستشعر إهتزازات هاتفها إذا أتصل -بالرغم من أنه أبدًا لا يتصل-، جلست تنتظره.
فترة وجيزة من الزمن تفصلها عن قرار مصيري، لا تعلم الاختيارات المتاحة إليها بعد، لا تعلم كيف وصلت إلى هنا، لا تعلم حتى كيف تركت شخصًا غريبًا تمامًا عنها يكون لها كل شيء وأكثر.
يكون لها كل الحب وأكثر.
يكون لها كل الحياة وأكثر.
“وحين تغيب ،
تتوقف الحياة عن الحياة ..”
نبال قندس

تطاردها الذكريات مشاهد تُعرض في عقلها كشريط سينمائي لفيلم طويل عُمره بنصف عُمرها، مشهد أول لقاء بسترته الزرقاء وفستانها الأسود طويل الرقبة، مشهد المكالمة الأولى على استحياء، مشهد أول عشاء في مطعم على النيل، أول إقرار بالحب بجملة مسطورة بين صفحات روايتها المُفضلة التي استعارها منها، مشهد أول الوعود بالبقاء معها إلى الأبد، وما يليه من وعود بكون أمانها وسندها وأنفاسها وما يجري في شرايينها، مشهدها وهي تبكي في أحضانه بعد وفاة والدتها وهو يمسح على شعرها كفتاة صغيرة، مشاهد انكساراتها الصغيرة أمامه دون خجل، مشهد أول خلاف بسبب سفره لخمس سنوات إلى حيث يصعب اللقاء،ثم الليالي التي قضتها وحيدة معه، مشاهد تراها لأول مرة بشكل مختلف.

في تجميعها أدركت ما لم تكن تدركه، هو استولى على حياتها واحتل خفيقها، تركته يتسرب إلى كيانها بالتدريج حتى اختفت ملامح حياتها كاملةً فيه، ماتت هي يوم أحبته وولدت أخرى لم تعد تأبه بكل ما لا يتعلق به، أخرى لا تملك من أمرها شيء، أخرى لا تملك كيانًا كتلك التي ماتت والتي ولكي تحيا لابد أن يموت حُبها ذاك.

يأتي هو أخيرًا ليظهر في المشهد من بعيد، يبحث عنها بعيناه، يتعجب من كونها تتأخر وهي التي دائمًا ما تظهر قبل موعدها، يذهب إلى حيث اعتادا أن يجلسا سويًا على المقعد المواجه للبحيرة، يجد هاتفها وحيدًا ، يمسك به ليجد رسالةً بعثتها هي إلى نفسها، يقرأها، فيبتسم، ثم يرحل.

السبت، 10 مايو 2014

أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان



محكيتلكش عن قد ايه الكلام لما بيطلع على لساننا ونسمعه من نفسنا بصوتنا بنتوجع؟
حتى لو كنا عارفين الحقيقة دي من زمان..
بس لما بنسمعها مبيبقاش فيه مجال إن الكلام يطلع مش حقيقي.

ولا عن إزاي ممكن تكون أسوأ الفترات اللي بتعدي بيها في حياتك هي أكتر الفترات اللي ممكن يكون فيها أمل..
بس ساعتها الأمل مبيقدرش يعمل لك حاجة قصاد كل الشوك اللي مليت بيه طريقك من سلبيات.

محكيتلكش عن لمعان الفرص الضايعة في عيوننا، مع إنها كانت بين إيدينا في وقت ما ..
لكن لما بتضيع، ولما بتضيع وبس، بنعرّف نقدرها كويس أوي ..
ويمكن حتى تبقى من أكتر الحاجات اللي بنتمناها.

محكيتلكش على الناس اللي خذلونا
والناس التانية اللي بنخذلهم في المقابل ..
*القلب اللي بيجرحنا فيه حاجة أكيد جارحاه .. وجراحنا بتفكرنا بالقلب اللي جرحناه*

ولا عن لما بتتحرق إزاي الناس بيسيبوك تولع، من غير حتى ما ياخدوا بالهم من نور النار..
اللي بيوجع ساعتها كون إن محدش التفت أو أخد باله من المأساة..
ساعتها برضه بتعرف إن فيه اتنين على الكوكب مهتمين فعلًا يخرجوك من النار دي .. أو حتى يطفوها وأنت جواها.

محكيتلكش عن لما تحس أنك أقل الناس..
وأن الطريق لربنا طول أوي أوي..
في حين إنك مش قادر تمشي خطوة واحدة .. واحدة بس ..

محكيتلكش عن كمية الدموع اللي تقدر تفرزها العين الواحدة في اليوم بالميللي ليتر..
والمخدة المبلولة كل ليلة..
محكيتلكش عن كتمة شهقة العياط ساعة لما تخاف من سؤال "مالك" ..
وعن حكاية الرجفة اللي قبل البُكا ..
ولا عن كره النضارة وقتها ..
ولا عن حب النضارة وقتها علشان لما بنشيلها مبنشوفش حاجة غير ايدينا ..
ولا عن حكاية تظبيط صوتك للتوون العادي بعد وصلة عياط طويلة لما حد يكلمك في التليفون ..
ولا عن كل مرة بصيت فيها للموبايل وهو بيرن ومقدرتش ترد..
ولا عن شعور هوا اسكندرية اللي بعد كل نوبة ..
*وجعي يمتد .. كسرب حمام من بغداد إلى الصين*

محكيتلكش عن فرحة غير منطقية لما ولد أمور في محل يكلمنا حلو ..
واحنا عارفين كويس من جوانا إننا وحشين ومش متوقعين معاملة أكتر من قليل أي حد عادي مش هيرضى بيها.
ولا عن سخافة كل الحاجات الحلوة في عينينا وقت ما بنكون احنا سخفا ..

“لكن من قال أننا بحاجة دائما لمكان واسع كي نضيع ؟!”
— إبراهيم نصر الله

محكيتلكش عن الضياع في وسع دايرة قُطرها أقل من متر واحد ..
ولا عن التوهة في النور ..
ولا عن إزاي الحياة بقى دمها تقيل أوي..
أوي..
أوي..

محكيتلكش عن سخافة تطييب خاطرنا بحاجات تخلينا ناخد على خاطرنا أصلًا ..
ولا عن كون جوه الحاجات الحلوة ميت ميلون وجع.

محكيتلكش .. ببساطة لأنك مش موجود.

حكاية وجع


لا أبدًا لست بخير.

*****
الضحكة كدابة والوجع بينخر في العضم كما السرطـان
*****

أنت لا تعرف الوجع الذي يصيبني فيُعييني، يحول بيني وبين الحياة.
والوجع يا صديقي يكون جدًا كبير حينما نحاربه وكأنما هو يكبُر ويتعظم بداخلنا فيُعجزنا.
الوجع يا صديقي لا يُحتمل حين نفعل كل ما بوسعنا أن نفعله ليزور الفرح قلوبنا، فإذا به يأتي فلا يجد له مكانًا، فالوجع قد احتل كل شيء.

تعلم أنك لست بخير، عندما تفعل كل ما بوسعك لتسعد فإذا بك تجد نفسك أكثر بؤسًا.
تعلم أنك لست بخير أبدًا، حين تضع رأسك على وسادتك ليلًا بعد يومٍ جميل، فتبكي.

ما بين الحسرة وأن تشفق على نفسك، تضيع كل المعاني الحُلوة.
يا صديقي، الحياة مؤلمة.
أن تحيا مع من لا تطيق رؤياه.
أن تستيقظ لتجد قلبك مازال داميًا.
أن تنظر في مرآة غرفتك فلا تجد سواك، وهذا أقصى حد للوجع لو تعلم.
ألا تستطيع أن تعبر عن وجعك بغير البُكا المكتوم، أو الصرخات التي لا يسمعها أحد.

في كل مرة أفكر فيها أن أُنهي كل شيء ببساطة القفز من نافذة غرفتي تلك، أو إبتلاع بضع أقراص ستفي بالغرض، أو ربما مروري بآلة حادة فوق شرايين يدي، في كل مرة، أجد أن الوسيلة للمُثلى للإنتحار، هي أن أظل على قيد الحياة.
لو أنني فقط أعلم متى سينتهي كل شىء.

أعجز حتى عن كتابة وجعي.
يا صديقي، مللت الكلام، ومللت الفعل، ولك أن تتخيل ما تفعله بيا الأنفاس التي تذكرني بأنني مازلت هنا.
لم تعد حتى أنفاسي تتلاحق كما سبق، تفصل بينها تنهيدة وجع، وكأنه لا تكفيني الأنفاس وحدها.

الوجع، هو كل ما استطاع أن يبقى معي.
كلهم يرحلون يا صديقي، كلهم.

حسنًا سأصبر.
ولكن حين تنقشع الغمامة، ويرحل الوجع عني يومًا ما، لن تجد الأيام فيّ قلبًا يستطيع أن يحيا حقًا.
لن تجد مني إلا فتات أحلام لم تتحقق، ودموع تحجرت في قنواتي الدمعية، وأخرى حفرت لها مسارًا بطول وجهي، وتجاعيد تملأ قلبي قبل بشرتي، وشعيرات بيضاء تغزو رأسي حتى ولو لم أشيب بعد.
لن تجد مني يا جميل سوى قلب لم يعد يصلح للفرح أبدًا.

حكاية كل يوم



بكل الوجع الذي تحمله بين شرايينها أينما ذهبت، وبكل الدموع التي لا تجد طريقها إلى النور، بكل الأسى وكل القهر،
بكل الأحلام المكسورة التي دائمًا ما تبحث بعدها عن جديد فينكسر كسابقيه،
بكل الشكوى التي تحملها بين طيات قلبها ولا تجد من تبوح له بها
بكل النور الذي سلبته الحياة منها
وبكل الحرمان الذي تحيا معه
بكل الرجفة التي تجتاحها من حين لآخر
بكل الأسى الذي تأبى عيونها أن تكشفه
فتصنع له ستارًا من الغموض
بكل الحيرة التي تعتريها كل صباح وكل مساء
بكل الألم الذي لا تستطيع أن تحدد له مكانًا فإنه يشمل روحها هي لا جسدها
بكل الوحدة القافلة التي لا يُذهبها البشر
بكل برائتها المؤودة في أنسجتها
بكل السلبية
بكل اليأس
بكل الإستسلام
بكل اللامبالاة التي يُصبح عليها المعذبون قلوبهم بعدما يلاقوا أمر العذاب فلا يصير العذاب حدثًا يستحق الإهتمام

بكل ذاك وأكثر، تحتضن وسادتها ليلًا
وتغمض عيناها غصبًا
وتذهب في سُبات إلى يوم جديد ما هي فيه بأفضل حالً مما سبق.

8-5-2014

الأربعاء، 7 مايو 2014

ولكن هذا أبدًا لا يمنع الوجع



أحسن حاجة ممكن تعملها في حق نفسك إنك تنام بدري وتصحى بدري، إسمع مني.
وإنك تحاول لآخر لحظة، وعلى قد ما تقدر وزيادة، ومتستسلمش لحد آخر نفس.
وتالت أحسن حاجة ممكن تعملها في حق نفسك في الصيف إنك تاخد شاور حلو قبل ما تنزل وتواجه العالم.

*استرجاع شريط اليوم كله في دماغي وبأتفرج عليه المرة دي من بره، مش كوني واحدة من أبطال المشهد*

أنا مسامحة أي حد غلط في حقي عن عمد أو عن غير عمد، حتى ولو كنت قلت في ساعتها إني مش مسامحاه، وإني هآخد منه حقي قدام ربنا في الآخر، أنا مسامحة يا رب، مسامحة، طمعًا في عفوك عني.

كوني امتحنت بدري نص ساعة ده هآخده في الإعتبار إني إتاخدت على خوانة / غفلة وإني في النُص ساعة دي كنت هأراجع المنهج كله.
شكرًا للبنت اللي عرفت إن اسمها منة، اللي قالتلي على باب اللجنة إزاي بنفرق بين سلايدز الـ CNS
علشان دخلت لقيتها في الإمتحان.
وشكرًا لدكتورة منة اللي  قالتلي إزاي بنفرق بين الـ vagina و الـ ureter علشان برضه دخلت لقيتها في الإمتحان
شكرًا بجد، بحبكوا كلكوا.

مشيت كتير أوي أوي النهارده.

# كل واحد بياخد على قد تعبه عامةً، مش هتفرق أوي إنت تعبت في ايه ومتعبتش في ايه، وسيبت الجزء ده وعكيت في الحتة دي، على قد ما تعبت عمومًا هيكون جزاءك.

# إنك تكلم حد متعرفوش بحميمية غريبة كأنكوا أصحاب وتضحكوا بجد وتتبادلوا أخبار شخصية للغاية بينكوا في وقفة رُبع ساعة حاجة بجد مُفرحة.

# رب صدفة خير من ألف ميعاد. ورب صدفة أتت بما لم يأت به الميعاد.

# اللي بيدور على فرص هيتخبط في حاجات وهيلاقي وهيدخل دواير جديدة، بتحصل.

----------

 عوالم الناس الغريبة عننا غريبة بجد. مش قادرة أحدد مدى قابليتها للحدوث بمعايير الصح والغلط بتاعتي، لكنها بتحصل.
مش قادرة أتأقلم مع فكرة تقبل الإختلاف لما يكون الإختلاف شاذ أوي كده عن مبادئي وأفكاري ومعتقداتي وكل حاجة بتشكّل كياني كهبة.
يعني كونك بتشرب سجاير هيخليني متقبلش، لكن كونك بتشرب مخدرات هيخليني مصدقش إنك موجود على وجه الأرض.
كونك بتفوّت إمتحانات أو بتسقط أو هتحول من كليتك لمعهد سينما هيخليني أفهم شخصيتك.
لكن كونك تشوف الموضوع من منظور "قشطة يعني" هيخليني أفهم إحتمالية وجود كائنات فضائية عايشة وسطنا ومتنكرة في شكلك.

الفرق بين حد (دماغ) وحد (عايشها كده) بالنسبة لي هو الفرق بين حد دماغه شغّالة طول النهار والليل في اللي بيشوفه وحتى اللي بيحلم بيه، وعينيه بتدور طول الوقت على حاجة تلقطها، وودانه عاملة زي الرادار اللي بيلقط أي ذبذبات غريبة، وبيطلع اللي هو بيفكر فيه في صورة إنتاج مادي سواء كتابة أو رسم أو مزيكا أو عمل يدوي أو وات إيفر. والحد اللي عايشها كده بياخد باله من الصُدفة من حاجة بتعدي قدامه وبتقوله "أنا أهو، خُد بالك مني".

----------

مش عارفة بأجيب القسوة دي كُلها منين الحقيقة بس بألاقيها، لكن وقت ما بأحتاجها بتهرب مني.
يعني أنا مكانش قصدي إطلاقًا أزعلها مني أو أحسسها بالذب أوي كده.
أنا كل اللي كنت بأحاول أعمله هو رد إعتباري كده قُدام نفسي، وهيبتي لكلمة وإتفاق طلع مني. ده مش معناه إني الشخصية المثالية اللي حياتها ماشية بالساعة وحد مُهم لدرجة إن وقته ثمين، بالعكس، أنا أكتر واحدة بتويست تايم أون إيرث. لكن لحد تطنيشي وده اللي مش هأعرف أعديه. عمومًا آي هاف ذا كيوتيست فريند إيفر. بتصالحنى بتيين ستاف وشكولا! فيه حد كده في الدُنيا؟

طيب، كون إني قاعدة في صوفي وماسكة كتاب الأناتومي محتاسة فيه، وتيجي بنت تعدي من جنبي وتسألني "إنتي في طب؟" فأهز راسي إنه أيوة، ففجأة تحضني جامد وتمشي، ده يخليني أقلق على نفسي فعلًا. دي علامة يا مارد؟ كان رد فعلي ايه؟ قلت بصوت مسموع نسبيًا "أنا فعلًا محتاجة ده".

أنا مشيت كتير أوي أوي النهارده.

أنا شوفت سفارات أكتر من عشر دول النهاردة. دي حاجة جديدة بالنسبة لي أيوة.
فكرت لو إن الواحد يقدر يلف على الدول دي كُلها في رًبع  ساعة زي ما عملنا في السفارات كده.
كانت الحياة هتكون أبسط بكتير.

أصلي الفجر في المسجد النبوي في السعودية، وأفطر في الهند، وأعدي على عُمان أسلم على عمي، وأروح موزمبيق أعرف سموها كده ليه، وأفغان ليه فكرتي عنها مش كويسة، والدول اللي اساميها ملزقتش في دماغي. بعدين أروّح بيتنا في مصر عادي.
إختلافنا مع أقرب الناس لينا في حاجات بسيطة زي الذوق مثلًا مش أزمة كارثية لازم نبحثلها عن حل، بالعكس إختلافنا ده هيكسر الروتين وهيوسع الأفق بتاعنا شوية، دي حاجة حلوة.

بالمناسبة أنا ممكن أقضي عمري كُله بأتفرج على المية وهي بتخبط في الصخور/ الشط.

يمكن كان كلامنا عن الموت أكتر من كلامنا على الدُنيا. وكلامنا عن الدين أكتر من كلامنا عن التدين. وحكاية كل واحدة بتبدأ وتنتهي فين، وإزاي نكسر حدود الدايرة اللي قُطرها أضيق من كُم القميص. وحكاية البنت اللي بتعاني كونها بنت، وكونها مصرية، وكونها عشرينية. وإزاي الناس بتفكر كده؟ وإن كنت أنا شخصيَا أرجح إنهم كده مبيفكروش.

*قـلتـله ريشاتـك ويـن .. قاللـي فـرفطها الـزمـــــان*


# متقبلش باكيدجات الحياة المتوفرة اللي الناس عملوها وتختارلك منهم واحد تعيش بيه.
اعمل الباكيدج بتاعتك بنفسك.
حكاية إنك مينفعش تكون كذا وكذا في نفس الوقت دي خُرافة متصدقهاش.


قالتلي " كل مشاكلنا هتتحل لو قربنا من ربنا."
وإن "لو كانوا بيعملوا زي ما ربنا قالنا مكانش كل ده حصل."
مش لازم يا شروق، الناس عمومًا لما بيقربوا من ربنا بيقربوا غلط، بيعملوا زيي لما حسيت إن قربي من ربنا حركات صلاة بأعملها كتير أو أدعية دايمًا على لساني مش قلبي.
إنتي عندك حق بس خليني أزود على كلامك " كل مشاكلنا هتتحل لو عرفنا ربنا."
(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)
في تفسير "ليعبدون" قالوا: ليـعرفــون.

على فكرة حبيت ضحكتك أوي لما جبتي النعناع من الولد، وفضلتي ماشية بيه طول النهار في إيدك.
وريحته الطيبة زي ما حبيتها، زي ما انعشت قلبي.
وحبيت ضحكتك لما جيبتي للولد كيس شيبسي زي اللي جيبتهولنا..
وحبيت أكتر كسفتك لما قُلتي للولد اللي بيبيع منـاديل "شكرًا" ومشترتيش منه.
إنتي عارفـة إنك ملاك؟

الصُدفة اللي تخلي يوم خروجنا يوم لقاء يوسف زيدان، وتخلينا نعدي ع الساقية، وتخليني اسحب ورقة الندوة وأشوف التاريخ، ونروح نحضر آخر رُبع ساعة؛ دي اسمها ايه؟ مسمهاش صُدفة أبدًا.

بين كل المحاولات اللي حاولتها إني أغير جو، يمكن دي مكانتش الأجمل، لكنها الأصدق.

----------

ملحوظة خاصة لـشروق: لما نشرب عصير تاني مع بعض، مش هنجيب الحجم الديناصوري ده.
ولما ناكل كريب تاني، خلينا نقسم الأكل بين القطط بالعدل.


ختمتلي اليوم بجملة:
"هبة مش ناقصها حاجة تؤهلها إنها  تحب هبة غير إنها تحب هبة."

----------

لما بأوجه نفسي بسؤال: أنا ليه مش مبسوطة؟

بأعرف إن الحكاية مبقاش ليها معادلة ، وإن برغم كل الحاجات الحلوة اللي ممكن تحصل، هذا أبدًا لا يمنع الوجع.