زمان كان فيه بنت على طول بتعمل شعرها ديل حصان، كانت شايفة الدُنيا بتاعتها، وانها مركز الكون بتاعها، وان الشمس مش هتطلع غير لما تفتح شباكها وتبص منه. كانت شايفة إن الدُنيا هي كل اللي تعرفه، وكل ما تعرف حاجة جديدة الدُنيا بتكبر شوية. لحد ما هي كبرت، والدنيا بطلت تكبر، وفضلت تصغر عليها لحد ما خنقتها.
زمان كان فيه بنت بتحب ولد أسمر شعره ناعم وبيرسم، بس هو ماكنش بيحبها. كانت مستنياه ييجي يكلمها ويبقوا أصحاب ويلعبوا مع بعض، أو تتفرج عليه وهو بيرسم. كانت الشمس بتطلع في اليوم اللي بتشوفه. لحد ما هي كبرت، والولد فضل صُغيّر عم يلعب ع التل. معرفتش تحب حد غيره لأنها ملاقيتش ولد أسمر شعره ناعم وبيرسم.
زمان كان فيه بنت شطورة في المدرسة، بتعمل واجبها أول ما تدخل البيت من قبل حتى ما تغيّر هدوم المدرسة، بتجيب درجات حلوة في كل المواد من غير ما حتى تاخد بالها إنها متفوقة. كانت شايفة إن ده الطبيعي اللي المنطقي تعمله. لحد ما هي كبرت، وشافت إن الطبيعي في نظرها مش طبيعي في نظر الدُنيا، وإنها وهي بتعمل اللي مش طبيعي في نظر الدُنيا محدش بيقدرّها، ولا هي بقت قادرة تقدّر نفسها، وبطلت تجيب درجات حلوة، وبطلت تلبس هدوم المدرسة.
زمان كان فيه بنت بتحب ربنا بفطرتها، شايفة الحرام بيزّعل ربنا يبقى ميتعملش، والحلال ربنا بيحبه يبقى يتعمل. وإن كل اللي بيعمل اللي ربنا بيقول عليه هيعيش مبسوط والناس كمان هتحبه. لحد ما هي كبرت، وشافت ناس فاكرين انهم بيعملوا اللي ربنا بيقول عليه ومش مبسوطين والناس بتكرههم. وإن كل الناس بتتدخل في علاقات بعض بربنا. فطرتها ضاعت وسط كل الخناقات دي وضيّعت الطريق ومش عارفة تلاقي ربنا.
زمان كان فيه بنت مش موجود منها أي حاجة دلوقتي.
ضاعت، وبقى موجود مكانها واحدة كبيرة، كل اللي تعرفه عن الدُنيا يخليها تتمنى تسيبها في أقرب فُرصة.
بتتمنى لو كانت فضلت البنت الصُغيرة موجودة وهي مجاتش أبدًا.
البنت اللي كانت بتعمل كل حاجة من غير تفكير وتحليل، وبتنبهر بكل حاجة حلوة ووشها يقلب من كل حاجة مش حلوة.
بنت كانت بتعيش فعلًا، ولما كبرت بقى نفسها تعيش.