الأحد، 13 يوليو 2014

عَجَبًا لِغَزَالٍ .. قَتَّالٍ .. عَجَبًا

تنويه: الرسالة دي في حب غزالتي الصغيرة القصيرة ريم.


البنت اللي كبرت على أغاني فيروز وعبد الحليم، وبتحب سعاد حسني أكتر ما بتحب دباديبها اللي بتنيِّمهم معاها في الأوضة.
البنت اللي شبه البهجة، وعينيها بتلمع ومليانة شقاوة، وبغمازة أوضح في الشمال عن اليمين بتضحك في وش المخاطر.
البنت اللي بتطبطب على وجع الناس مهما كانت موجوعة، وبتلاقي أعذار ليهم كلهم وتيجي لحد عندها وتسكت، وتشيِّل نفسها الليلة كُلها.
براين القصير المكير اللي بيغينيلي "كوتوموتو يا حلوة يا بطة" لما أكون حزنان، وبتستحمل تقمصي المُستمر لـ "دوري" وهي بتنسى كل دقيقتين، اللي بترسملي بألوانها الخشب وقلمها الرصاص ميكي وبطوط ومدينة البط كلها علشان تفرَّحني، وتجيبلي شوكولاتة جالاكسي كل اليوم الصُبح في درس د.مدحت، وبتكتبلي مراسيل بالذكريات والأمل.

عرفتها امتى وإزاي؟ مش عارفة. بس عرفتها. أول مرة فاكراها وهي بتلقي قصيدة -مش فاكراها- في مكتبة الكلية، بعديها كلام وسلام ومحبة كتير، ورغي وفضفضة، وتفكير، وجدول مذاكرة ملوش أي تلاتين لازمة.
اللي فاكراه هو كل مرة كنت بآخد بعضي وأدي ضهري للعالم وأقعد على رصيف الكوكب مربعة إيدي ورجليا ومأموصة، كانت هي بتجيلي وتطبطب على كتفي وتناولني منديل وتقعد تربع جنبي شويتين تلاتة لحد ما أقوم أواجه العالم ده ولو حبة صُغيرين.
والطبطبة يا عزيزي لو تعلم ممكن تتمثل في رسالة موبايل، بوكية ورد، شوكولاتة، مِرسال مكتوب، أو رسالة طويلة عريضة على الفيسبوك، وكل ده كانت بتعمله ريم وأكتر.

كان ممكن أتجمل -لا أكذب- وأقول إننا بناخد بإيد بعض، وبنسند بعض وبنكمِّل.
كان ممكن أقول إن إحنا نجحنا وعدينا وعالجنا وجعنا وردمنا الحُفر اللي وقعنا فيها بالعشرين مرة.
كان ممكن أقول إن الصُحبة بتهوِّن، لكن الواقع بيقول إن الصُحبة فعل بيستدعي شوية قوة، أو جُرأة، أو قُدرة زي اللي عند ريم إنها تتفهَّم كلكعة واحدة جوزائية، مزاجها بيتغيَّر كل نُص دقيقة، وفيه قوة طاردة بتبعدها عن الحياة والناس بإستمرار، زيي.
بس اللي ممكن أقوله -بكل صراحة- إن الصُحبة هي الحبل اللي لسه رابطنا ببعض، وبالمكان. وبإن الصُحبة دي بتفضل أول أمل وآخر أمل، الملجأ، المكان الدافي اللي ممكن نجري نستخبى فيه في عز البرد، أو علشان كلامنا يناسب الجو ده خلينا نقول شوية تلج يرطبوا على قلوبنا في عز الحر.

المشكلة في أي علاقة إنسانية -مش بس الصُحبة- بتكون التوقعات، ومتطلبات كل طرف اللي الطرف التاني مبيقدرش يكملِّها، او حتى يتقبل فكرة وجودها. أو التأويل والظن، تفسير أي فعل حسب تفكير المستقبِل مش تفكير اللي بيقوم بالفعل. وعلشان المشكلتين دول مش عند ريم، وعلشان هي أكتر بني آدم مُتفهِّم شفته في حياتي، أي مشكلة تانية -لو وُجِدَت- بتهون.

الصُحبة اللي بتشارك فيها الأفلام الحلوة، والمزيكا الحلوة، والكتابة الحلوة، والأكل الحلو واللي مش حلو، وكُتر التجارب اللي بيفشل منها 99.9% بس مش بيكون مُهم لأن ساعتها الأهم هو فعل مشاركة التجربة، ومشاركة الأحلام والتوقعات الخرافية للعالم، ونقد الواقع بإستمرار، الصُحبة دي اتخلقت علشان تطمننا، وتنسينا.

أنا ممكن أكتب عن ريم عشرين صفحة، وميكفوش. الفكرة إن الكتابة كل ما كانت عن حد قُريِّب بتكون أصعب.
لكن مُهم جدُا أعترف بفضل البنت دي عليَّا، كفاية إني أقول إني عمري ما كنت هأعرف أكمِّل في المكان ده إلا وهي موجودة، وإن اليوم من غيرها بيكون ناقص كل حاجة، مش حاجة واحدة بس. وإنها بالرغم من إنها متعرفش عني كتير، لكن بتتفهم وبتهتم. وإني عمري ما حد عاملني حلو كده قبل كده.
أدامك الله لي يا صديقتي، وحماكي من شرور هذا العالم.


"الصديق الكويس هو اللى بيبقى عارف عيوبك ومع ذلك بيحبك." قالها عمر طاهر كما قال "الصديق الجيد هو الهدية الوحيدة اللى الواحد بيقدمها لنفسه بنفسه." أو كما أوجز "الصديق يشبه أزرار القميص..قد تكون من لون تاني لكن المهم أن تكون لايقه عليه."


** الصورة من بروفايل ريم

هناك تعليق واحد:

  1. أغبطك على هذه الصداقة الجميلة، وعلى وجود "ريم" في حياتك،
    ربنا يخيكو لبعض :)

    والأجمل من هذه الصداقة، حسن وجمال التعبير عنها
    ..

    ردحذف