لنحتفل.
سندِّعي بأننا سننتهي من العام الثاني بالكلية بعد عدة ساعات. ولن نضع في الإعتبار ما أبليناه في إمتحاناتها، ولا الإمتحانات المتبقية بعد أقل من شهرين، ولا أننا لم نشعر بها وهي تمر وتأخذ منا ما أخذته من الجميع وأكثر.
سندِّعي بأننا فرحين بالشهر الكريم. لن نضع في الإعتبار ما يسببه لنا من حزن، ولا وحشة، ولا البُعد الذي يزيد بدون أسباب واضحة.
الإدّعاء فن.
***
امبارح كنت مستنية أحكي عني اللي عايشة في خيالي، وبعد محاولة واحدة اتأكدت إنها مش هينفع تطلع بره خيالي حتى لو على ورق. مفيش أي منطقية في حكاية أنا اللي في خيالي، هي بتعيش فترات زمنية مختلفة. ممكن النهارده يكون عندها عشرين سنة وبُكره تلاتين. ممكن تنط أسبوع بحاله في الأحداث، وممكن لما تزهق في النُص تخرج بره الحكاية خالص وتدخل حكاية تانية. الموضوع أشبه بالحلم بس الفرق إن أنا بأتحكم فيه، بكل التفاصيل الصُغيرة قبل الكبيرة. الناس اللي أعرفهم، العيلة، مين بيكمل ومين بيخرج، ومين بيدخل في الحكاية جديد، عايشين فين وبنعمل ايه، مفيش قوانين ثابتة، أي حاجة مش هتعجبني هأغيّرها فورًا بصفر مجهود.
الدوشة اللي سيطرت على كياني بتنتشر حواليا. بأشوفها في الأقلام المفتوحة المرمية على الارض، النوت بوك المفتوحة ومقلوبة على وشها، والفُستان الملوِّن الجديد اللي متشالش من الشنطة ومرمي على كرسي في الصالة، والموبايل اللي بأسيبه فاصل شحن وبأكسل أشحنه، والكتاب اللي المفروض يرجع المكتبة من شهرين وكمان متقراش، وفي زينة عيد ميلادي اللي مش راضية أشيلها بقالي شهر ونص.
مبقتش مقتنعة بأي حاجة ولا المنطق نفسه. في أي نقاش مع أي حد أيًا كان (مع أو ضد) بأعارضه وخلاص لمُجرد إني شايفة طريقة التفكير نفسها غلط. يعني أي ثوابت عندك مش هتضطرني أعتبرها ثوابت عندي، وأي كلام هتقوله أنا ممكن مصدقوش عادي جدًا. طيب يلا نرمي كل التابوهات بتاعتكم على الأرض وندوس عليها ونقعد نطنطط فوقيها لحد ما نكسرها كلها. بعدين ممكن ندوّر بقى على الصح والغلط من الأول.
-حاسة بإيه؟
-بإني حاسة بكل حاجة ومش فاهمة حاجة.
-يعني ايه؟
-لو عندك زرع جرب تقعد قدامه رُبع ساعة وتحاول تفهم هو حاسس بإيه.
التناسي أو الـ repression هو إنك تمنع مخك من إستدعاء معلومة معينة وتتناساها لانها بتسببلك أذى نفسي بشكل أو بآخر. ده بيفكرني بتناسي مذاكرتي، أو بتناسى الخناقات مع اصحابي، أو بكلام الدكتور اللي مرة قالي كلام مش لطيف في إمتحان شفوي، أو بكلام أبويا كله، أو بحاجات وحشة كتير عملتها زمان، أو لسه بأعملها لحد دلوقتي.
في إنتظار الشخص الخارق اللي هيلعب دور الصديق في حكايتي. قابلت منهم كتير كانوا مجرد شكل داب بسرعة مكملش فصل واحد حتى. الشخص اللي هأكلمه علشان عايزة أسمعله، ويكلمني علشان عايز يسمعني.
بعد تفكير، الكائنات الأخرى من سمك وزرع وعصافير وقطط، وكائنات خيالية عايشة في حلم يقظة ممتد بطول العُمر هم أطيب وأكثر ونسًا من إنسان إما مش موجود، وإما موجود وعامل زي إدوارد سيسزورهاند اللي بيجرح كل اللي حواليه بعفوية ومن غير قصد.
الدوشة اللي سيطرت على كياني بتنتشر حواليا. بأشوفها في الأقلام المفتوحة المرمية على الارض، النوت بوك المفتوحة ومقلوبة على وشها، والفُستان الملوِّن الجديد اللي متشالش من الشنطة ومرمي على كرسي في الصالة، والموبايل اللي بأسيبه فاصل شحن وبأكسل أشحنه، والكتاب اللي المفروض يرجع المكتبة من شهرين وكمان متقراش، وفي زينة عيد ميلادي اللي مش راضية أشيلها بقالي شهر ونص.
مبقتش مقتنعة بأي حاجة ولا المنطق نفسه. في أي نقاش مع أي حد أيًا كان (مع أو ضد) بأعارضه وخلاص لمُجرد إني شايفة طريقة التفكير نفسها غلط. يعني أي ثوابت عندك مش هتضطرني أعتبرها ثوابت عندي، وأي كلام هتقوله أنا ممكن مصدقوش عادي جدًا. طيب يلا نرمي كل التابوهات بتاعتكم على الأرض وندوس عليها ونقعد نطنطط فوقيها لحد ما نكسرها كلها. بعدين ممكن ندوّر بقى على الصح والغلط من الأول.
-حاسة بإيه؟
-بإني حاسة بكل حاجة ومش فاهمة حاجة.
-يعني ايه؟
-لو عندك زرع جرب تقعد قدامه رُبع ساعة وتحاول تفهم هو حاسس بإيه.
التناسي أو الـ repression هو إنك تمنع مخك من إستدعاء معلومة معينة وتتناساها لانها بتسببلك أذى نفسي بشكل أو بآخر. ده بيفكرني بتناسي مذاكرتي، أو بتناسى الخناقات مع اصحابي، أو بكلام الدكتور اللي مرة قالي كلام مش لطيف في إمتحان شفوي، أو بكلام أبويا كله، أو بحاجات وحشة كتير عملتها زمان، أو لسه بأعملها لحد دلوقتي.
في إنتظار الشخص الخارق اللي هيلعب دور الصديق في حكايتي. قابلت منهم كتير كانوا مجرد شكل داب بسرعة مكملش فصل واحد حتى. الشخص اللي هأكلمه علشان عايزة أسمعله، ويكلمني علشان عايز يسمعني.
بعد تفكير، الكائنات الأخرى من سمك وزرع وعصافير وقطط، وكائنات خيالية عايشة في حلم يقظة ممتد بطول العُمر هم أطيب وأكثر ونسًا من إنسان إما مش موجود، وإما موجود وعامل زي إدوارد سيسزورهاند اللي بيجرح كل اللي حواليه بعفوية ومن غير قصد.
***
السابع من يوليو العام الرابع عشر بعد الألفين عامًا ميلاديًا وقد كنت هنا
أكتب. بالضبط في الساعة الثالثة من عصر اليوم المشار إليه. قد مررت من هذا
الجزء من العالم، بأماني وأحلام وتصورات. تُركت وحيدة ولم أقدر على
الإقتراب من كائن بشري واحد. انسحبت من الواقع بشكل جزئي واعتدت أن أسرق
ساعة أو ساعتين من الزمن كل فترة لأسافر إلى خيالي حيث أنا التي لا تخشى،
أنا التي تحيا.
أكتب تلك الكلمات بعمر يساوي واحد وعشرين عامًا وشهر
وأسبوع أرضي. ولم أتعلم سوى أنني لا أتعلم. ولم أعلم سوى أن البشر هم أكثر
الكائنات ضررًا وإحداثًا للوجع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق