الخميس، 24 يوليو 2014

ما لا طاقة لنا به



سأحدثك عن الوهن الذي يعتريني، فيصيب خلايا جسدي جميعها بالإعياء، أو ربما بالعدوان، فتعلن الحرب على بعضها البعض، وعليّ، تمامًا كالسرطان.
رب إني وَهَنَ القلب مني.
سأكمل حكاياتي عن الوجع، والخذلان، والوحشة، والنفي، والإنهاك، والفراغ، وأعراض الإنسحاب من الواقع.
أما آن لكل هذا الخواء أن يمتلئ؟
لقد ضللت الطريق فيما سبق، ولكني الآن لا أعرف حتى ما هو الطريق الذي ضيعته. تائهةٌ أنا في الفراغ -تمامًا كـ ساندرا بولوك حين انفصلت عن مركبتها الفضائية، سابحةً في الفضاء المُعتم دون جهة مُحددة- ولكن الفرق هنا أنني لا أعلم إن كانت الأرض هي وجهتي ومقصدي.

...

لا أستطيع التمييز بدقة بين ميكانيزمات الدفاع النفسية، أخلط بين الإسقاط والتعلل والتناسي والإنكار والـreaction-formation.
أستطيع أن أُعرِّف كل طريقة، لكنني لن أستطيع أن أُنسِب فعل ما -رأيته- لأيًا منهم.
وأكاد أقسم أنني أستخدمهم جميعهم -وليس كلهم-.

...

فاكرة طشاش إني زمان كنت مليانة طاقة إيجابية خليتني آخد كورسات تنمية بشرية وأقرا كتير في الموضوع، وأروح هنا وأروح هناك. حبة حبة الطاقة فضلت تقع مني في السكة قدام كل موقف احتاج مني تعامل حكيم، لحد ما خلصت كلها وبقيت ماشية شايلة فوق قلبي طاقات سلبية من تُقلها دلوقتي مبقيتش قادرة امشي خطوة واحدة.

...

كالنائم الذي لا يجد جنبًا مريحًا للنوم، يقضي ليلته في التقلب بين اليمين واليسار، والظهر والبطن، والتفكير بانه لن ينام أبدًا بعد اليوم.
كالطائر الذي ضيّع سربه، فقضى عُمرِه وحيدًا، يخفي جسده في الظل خوفًا من أن تأكله الكائنات الأعلى في تصنيف الكائنات الحية، وشوقًا للإنتماء والحماية.

...

كانت جدتي تحكي لي أيام المدرسة حكايات عن بنت جميلة اسمها هبة، سعيدة، تفعل ما يستحق أن يروى في حكاية لفتاة صغيرة.
كنت وهي نلعب الورق، وكانت -قبل أن يضعف نظرها- تكسب بسهولة، حتى إذا ما أخذ نظرها يضعف بالتدريج وبدأت تستعين بي -أنا خصمتها- في معرفة ورق اللعب الذي معها، كنت أنا من يكسب الدور كل مرة، ولا أتذكر أنها كانت تستاء، حتى إذا ضاع نظرها تمامًا، فلم نعد نلعب سويًا، وكفت جدتي عن الحكي أيضًا بعدما ضعف سمعها بالتدريج حتى انعزلت عنا تمامًا.

...

كمثل فتاة وقفت في ميدانٍ عام، وأخذت تصرخ بكل ما بها من قوة، فلم يلتفت إليها أحد.

...

قلبي: أنا تعبت، شوفيلك حل.
عقلي: أنا تعبت مش هأفكر في حاجة، اتصرفي انتي.
الدنيا: لأ مفيش حاجة اسمها بريك، هتفضلي تاخدي على دماغك كده.
أنا: ...

...

لم تعرف أمي عني شيئًا في الواحد وعشرين عامًا بأكملهم سوى ما يعرفه الجميع. أقصد أنك لو سألتها عن لوني المفضل، أكلتي المفضلة، إلى من أحب أن أستمع، ما الأفلام التي لا أمل من مشاهدتها ابدًا، ما آخر فيلم شاهدته في دور السينما، من هي صديقتي المفضلة، وهل أعشق شابًا ما، وما هو شغفي الخاص، لن تعرف. لن تعرف إجابة واحدة حتى. حتى وإن سالتها كم ساعة أنام في المُعتاد، لن تعرف.
أما عن أبي، فأنك لو سألته في أي عام دراسي أنا، لن يعرف.

...

الفرق بين العِشق والإنبهار، كمثل الفرق بين هواء النسيم البارد في الصباح، وهواء المُكيّف الُمزيّف.
العشق رزق، لا نتدخل فيه ولا نوجهه.
أما الإنبهار فهو إصطناع بشري تمامًا لا يخلو من زيف وتعظيم لا مُبرَر.

...

شعور المرحلة: السجن.
كنت حلمت من فترة إني مسجونة، وبررت ده بإن عقلي الباطن شايف -بشكل او بآخر- إني مُذنبة، وصاغ ده في حلم بإني أستحق العقاب بالحبس.
أما لى أرض الواقع، فالسجن بقى في كون مفيش حد موجود علشان ينزل يفطر معايا ونحلي بـ سينابون، مفيش حد موجود علشان أكلمه الساعة تسعة بليل وأنا بأعيط وبأتنطط 40 مرة ورا بعض وبسرعة علشان مُحبطة ومُكتئبة،فيقفل معايا وألاقي الباب بيخبط. ومفيش حد موجود علشان ياخدني السينما اول يوم العيد، ودي أسوأ حقيقة ممكن اواجهها في حياتي... بعد النتيجة على طول.

...

غيّرت رقم هاتفي منذ سبعة أشهر، أو ثمانية، لا أعرف. لكنني عرفت أن من يحرص أن يتواصل معي لا يزيدوا عن عدد أصابع اليد الواحدة.

...

على نقيض سلوك الفتيات المعتاد بحب النظر في المرآة، كانت تكرهها. وإن اضطرت للنظر فيها لدواعي تهذيب المظهر العام، تظهر عابسة الوجة، حتى إنها نسيت كيف كانت إبتسامتها وتعابير وجهها فيما سبق. ولأنها تخاف الكاميرات والتصوير، لا تعرف تطورات شكلها في العشر سنوات الأخيرة، غير أنها ليست جميلة بالقدر الكافي.

...

"يا صديقي الحياة بسيطة جدًا، هي صعبة فقط لأنك لا تصدق ذلك." #عمر_طاهر
وهذا بالضرورة ينقلنا لتساؤل: كل ده وهي بسيطة، أُمّال لو كانت صعبة يا برما؟

...

واعف عنا .. واغفر لنا .. وارحمنا ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق