الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

الحرب التي لا تبدأ أبدًا

أكتب لعلي استقر.

لا يخبرني أحد بشيء لأنه ليس هناك أحدًا سواي.
لا تخبرني نفسي بشيء.
أراني أدفع بالزمن ليمر، أراني لا أهتم بما سوف يحدث.
أعلم أنه أيًا كان لن يكون كافيًا.
لقد خسرنا أحلامنا وضاعت ولن يعوضنا عنها أيًا ما كان.


أكتب لعلي أعرف ماذا يدور بالعالم، وبي.

أنتظر أن أشعر بشيء يمكنني التعيبر عنه.
أنتظر أحداثًا أسردها لأستعيدها يومًا عجوزًا بشعرٍ هزمه الشيب.
أنتظر أن أقف فجأة لأقول "وجدتها!"

أكتب لأنني لا أدري ما يمكنني أن أفعله سوى ذلك.


...


أحتاج إلى ما يربطني بهذا العالم قبل أن أنجرف بعيدًا عنه تمامًا فلا أستطيع العودة.

أكاد أمتلك من الغُربة مقدار جاذبية عطارد، أو ربما أكثر.
أنسى أنني يجب أن أواجه كل ذاك في وقت ما.
أنسى أنني في حالة حرب، وأُعلن هُدنة زائفة طويلة.
أحتاج إلى مدد، إعانة ما تُعينني على أن أبدأ الحرب مرة أخرى، أو بالأصح أبدأ في أن أبدأها.
إشارة قد تُفيد، محطة إنتظار، أي شيء.
لماذا يضيق العالم بنا إلى هذا الحد؟
أكنا ممن نُسيوا وخُلقوا وحدهم، في وسط فراغ لا نهائي؟

...

أسير ليلًا وحدي بخطوات سريعة ومتباعدة نسبيًا، تحت ضوء أصفر يميل إلى الإحمرار يفترش الأرض، أراقب ظلي وهو يسبقني إلى جهة لا أدركها بعد، أهمس "يا رب، ناس حلوة، آمين".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق