الاثنين، 29 ديسمبر 2014

جدل الأحلام ع الكسَّارة



دخل الشـتا وقفـل البيبان ع البيوت

وجعـل شـعاع الشـمس خيط عنكبوت
وحـاجـات كتير بتمـوت فى ليل الشتا
لـكـن حـاجات أكتر بترفض تمـوت*
.
.
.

رفيق الأحلام المؤجلة والواقع اللي بيدينا بالجزمة/ علي

إزيك كده؟
أنا عارفة إن بقالي كتير مبحكيش، بس إنت كمان بقالك كتير مبتسمعش، وما بتقوليش على شيء يسندني في وسط العك..
أنا منسيتش أبدًا والله، ولو عندك شك، خلي عيونك معايا لحد آخر الرسالة الإلكترونية المزعومة دي..
أنا فعلًا بأمشي جوه الحيطة..
تعرف؟ أنا مبقيتش أقدر أقول حاجة ..
بأحوَّط قوقعتي بكل الونس اللازم وديكورات خيالية وناس وهميين، بأتكلم معاهم جوه دماغي، بأأجل رغباتي المكبوتة في زلابيا بالسكر أو حتة دوناتس وكوباية نسكافية مظبوطة .. للا شيء يا علي .. للا شيء.
بقيت بأسهر كتير والليل بيطول معايا .. بنوَّنس بعض بحواديت أفلام ومزيكا وساعات أكلات مُعتبرة من بره البيت ..
الدنيا بره أوضتي بقت سخيفة جدًا يا علي ..
مين يقدر يكون غير نفسه؟
وأنا عارفاني خلاص دلوقت .. سيادتي مبتحبش ذلك العالم الكئيب الكامن بره باب أوضتها الأكورديون ..

...

متغربين إحنا جدًا بقى يا أخويا ..

بأكره إحساس إني تعبانة أوي، بأكره العيا والأدوية والدكاترة.
ومبحبش في الدنيا أكتر من إني أصحى يوم الصُبح ألاقيني عارفة أتنفس ومفيش حاجة بتوجعني ..
أو إني أنام أصلًا من غير ما أصحى في نُص الليل من التعب ..
ونفسي في يوم من الأيام أقدر أخفف وجع الناس بجد يا علي.


صحيح، أنا خلاص عرفت اللعبة ماشية إزاي، إحنا بنجرَّب سلسلة من المشاعر من غير ترتيب مُعين بس بنعدي عليهم كل مرة بإستمرار، الموضوع شبه الدايرة، إكتئاب، خوف، توهة، ...
الدور المرة دي ع الوحدة.
وأنا كوكب ماشي لوحده ومفيش للوحدة حدود** ..


....


بأتبسط بحياتي كواحدة عندها اتنين وعشرين سنة إلا كام شهر، بتكبر أسرع من المتوقع وبتحارب العالم بشوكة حلويات صُغيرة بلاستيك.


بأواجه العالم بعنين نعسانة وملامح بهتانة، ولوني بيبهت كل يوم عن اللي قبله، مبقيتش بأحس إني مكتئبة أو زعلانة، مبقيتش فارقة. بألاقي جسمي بيشتكي بأعراض مختلفة وكأنه بيحاول يقولي إني مش كويسة وإني لازم أعمل حاجة، بينبهني بطُرق مختلفة بس أنا حقيقي مش عارفة أعمل إيه علشان أبقى كويسة وهو مش بيساعدني بحلول.

بأفكرني بكل الحاجات الحلوة اللي بتحصل من وقت للتاني، بأغمض عيني عن كل الوحش اللي حواليا علشان مفيش فايدة ومش هيمشي وهيفضل مكتفني، بأتعامل مع حياتي بإيجابياتها وسلبياتها وكأني مليش علاقة بيهم.

....

البدايات صعبة، والتكملة صعبة، والمحاولة صعبة .. في الحقيقة، مفيش حاجة في الدنيا سهلة.

شايف عملت إيه فينا السنين؟ فرقتنا .. غربتنا .. رجعِّت فينا الحنين ..
متخيل نفسك فين بعد خمس سنين -أسخف سؤال إنترفيو في الدنيا- ؟
لو هأتكلم على كمان عشرين سنة كده، ومع الخطة اللي المفترض نمشي عليها، ولو هنبقى متخرجين وبنشتغل ومتجوزين وإحتمال نكون جبنا للعالم البائس ده كائنات أرضية أبئس منه .. وبنحاول نعمل حاجات يفتكرونا بيها قبل ما نموت، أو يمكن نكون مُتنا ورحنا في مكان تاني وجسمنا اللي بنستخدمه دلوقتي ده ينام في التراب ..
أفكار مُبهجة نبدأ بيها السنة زي ما إنت شايف ..
المُهم، عايزة أقول إني أحيان كتير مبصدقش إني عايشة يا علي، مبفهمش يعني إيه أنا كائن ليه إرادة وجواه روح وبيتنفس لوحده وعندي حاجات جوايا مسئولة عن إنها تخليني أفضل عايشة وشغالة لوحدها كده من غير ما أقولها، بس اللي استغربله أكتر كون فيه حاجات خاضعة تحت أمري أنا وأنا اللي بأتحكم فيها .. زي الحركة والكلام ..إلخ.
مبفهمش يعني إيه عايشة .. مع إني عايشة!
أهو ده بيخليني مفهمش برضه يعني إيه هأموت، هو أنا كنت فهمت يعني إيه عايشة أصلًا لما أفهم يعني إيه مش عايشة.

بس لو على الأفكار المُبهجة، فيه .. مثلًا لحظات لما بنلاقي الدنيا بتدينا فُرصة جديدة نصلَّح بيها العك اللي عكيناه قبل كده ..
لما بنلاقي الدنيا رضيت عننا شوية وبطلت تطلعنا من نُقرة لدُحديرة ..
لما بنرقص .. دي من أحلى الحاجات المُبهجة على الأرض .. أنا حتى بأسأل لو فيه عندنا حاجة شبه كده فرقة عروض رقص في الكلية بس مش عارفة أوصل لسه، بس مصيري هألاقي حاجة أرقص فيها في براح أوسع من مساحة أوضتي ..


بالحسابات الأرضية داخلين في الـ 2015 وبنكمل سكتنا في الـ 22 سنة ..  22 سنة .. إحنا كبرنا أوي.. كبرنا بسرعة.
أنا مش عايزة أكبر وأبقى من الناس الكُبار اللي بيشيلوا مسئولة، فيه مقولة لأحمد خالد توفيق بيقول :" أتمنى أن أبكي و أرتجف , التصق بواحد من الكبار , لكن الحقيقة القاسية هي أنك الكبار! .. أنت من يجب أن يمنح القوة و الأمن للآخرين."

تفتكر منين يجيب الواحد حاجات يديها للناس اللي حواليه؟ طاقات حب وسلام يصدرها للعالم وهو جواه كآبة وبؤس وإحباط .. لو هأتمنى حاجة في 2015، هتبقى إني أبقى قادرة اتعامل مع الواقع من تاني من غير ما أحس إنه مبيعنينيش في شيء.. أتعامل مع الناس من غير ما أحس إني مش محتاجاهم..

مش عارفة عندي حجات أحكيهالك عن السنة اللي فاتت ولا لأ، لأني حاسة إني حكيتلك كل حاجة ..
بس عارف؟ مبتمناش إنه كان يحصل عكس اللي حصل، الحدوتة كده ماشية كويس.

أنا كان نفسي السنة اللي فاتت في حاجة، محصلتش، وحصلت حاجات يمكن أحلى بكتير.. فأنا مبقيتش عارفة أتمنى إيه للسنة الجديدة ..
هو يا ترى إحنا اللي بنعيش الزمن ولا الزمن هو اللي بيعيشنا زي ما قال على الحجار؟ أو زي ما قال وائل جسار أيام وبتعيشنا وفاكرين إننا عايشين.

....

أنا كنت فاكرة زمان إني جاية هنا أغيَّر العالم .. بس فعلًا لما كبرت شوية عرفت إن أنا هأبقى عظيمة بجد لما أخلِّي العالم ميغيرنيش.
مفيش حاجة مُمتعة في الدُنيا قد إنك تُقف في وش المفروض واللازم وتتحداهم .. مفيش أصلًا حاجة مُمتعة غير إنك تعمل الحاجات اللي شبهك، مش الحاجات اللي العالم عايز يلبسهالك على مزاجه.
....


*  عم
چاهين
** عمر طاهر

هناك تعليق واحد:

  1. عجبتني جداً .. و شدتني لآخر كلمة فيها ...
    فكرتيني بنفسي أيام ما كان عندي 22 سنة :)
    تحياتي

    ردحذف