الثلاثاء، 27 مايو 2014

شر العشق في المُطلق



شيماء العزيزة ،

أنا بأكتبلك دلوقتي علشان إنتي عايزة تكتبي ومش لاقية وقت.
بأكتبلك علشان أنا بحبك، وعلشان الكتابة ليكي فعل مُتعة.

ليه بنتعلق بالناس كده؟
الحب فعل وجودي يا شيماء، إحنا بنحب إذن إحنا موجودين.
إحنا بنتعلق بالناس علشان هم يستاهلوا، او ساعتها بنكون شايفينهم يستاهلوا.
ربنا خلق جوانا شعور التعلق علشان احنا مجيناش هنا نعيش لوحدنا كل واحد في جزيرته الخاصة، كل واحد ليه حبيب وعيلة وجيران وأصحاب ومعارف، وميقدرش يعيش من غيرهم، مش بس احنا، الكائنات كلها بتعيش في أسراب، قطيع، وهكذا ..
عارفة إن مش ده اللي انتي تقصديه وجايالك في الكلام اهو ..
احنا دلوقتي بنحب كل حاجة يا شيماء، ودي طاقة لو عرفنا نستغلها هنكسب كتير أوي..
طبيعي بقى لما نحب نتعلق، ننبهر ونتشد، زي الفراشات الصغيرة اللي بتفضل تقرب من النور لحد ما تتحرق، واحنا مينفعش نتحرق يا شيماء، لازم نعرف امتى نقف على مسافة محسوبة بدقة بعيد عن النور ده علشان نعرف نتفرج على جماله بس من غير ما نأذي نفسنا ..
احنا حلوين أوي يا شيماء..
حلوين بس مش كل الناس بتعرّف تقدر الحلاوة دي.
وعلشان احنا حلوين بنعرف نشوف الحلو اللي جوا الناس من غير أي مجهود منهم، بنشوف النور وبنتشدله، تلقائي، حاجة نازلة في السيستم بتاعنا ملناش يد فيها. بنهتم بيهم علشان نزداد جمال من حلاوتهم، في الحقيقة الجمال بيخلينا نحس بشوية قُبح جوانا لازملهم شوية جمال يعالجوهم، فبنقرّب أكتر وأكتر.
ازاي منتحرقش؟
مفيش وصفة مضمونة.
الواقع كمان بيقول إن مفيش حلاوة من غير نار، بالتالي إحنا علشان ندوق الجمال ده كله لازم نتحرق شوية، لازم ندفع ضريبة ..

تعرفي أن مش كل الحاجات الحلوة في الدنيا احنا قدرنا نشوفها؟
تعرفي أننا شفنا جزء صغير أوي من الجمال اللي في الكون؟
حاولي تشوفي الموضوع كده، إحنا متشفناش حلوين منهم زي ما احنا مشفناش غيرنا حلوين، هم مركزين في حاجات تانية واحنا مركزين معاهم، وسايبين حاجات تانية زي ما هم سايبنا الموضوع مجرد صدف كونية بحتة، بتخلينا نتكعبل فيهم وهم ميتكعبلوش فينا.
الدليل؟ أنهم لو ركزوا معانا شويتين هيعرفوا قيمتنا.
لو القدر سمحلنا نقرّب منهم، هيشوفونا بجد ساعتها.

تركيزنا مع الناس بيرهقنا، علشان بننسي نفسنا ماشيين ورا حاجات غيرنا، ماشيين ندوّر في حياتهم أتر ما بندوّر في حياتهم، وده أكتر فعل مُرهق في الوجود.
افتكري دايمًا أن دورهم في حياتك عمره ما هينفع يكون أكبر من دور البطولة.
عايزاكي تعرفي أوي يا شيماء إن أي حاجة بنعوزها بنوصلها، والله أي حاجة بنعوزها بنوصلها، بس احنا نعوزها بجد.اللي أنا متأكدة منه أننا لما بنعوز حاجة .. بتحصل. ده قانون كوني، ملناش دعوة اتحط ليه وإزاي.

مش عايزة أكمّلك الحكايات وأقولك إني لما بأقرّب أوي، بأكره أوي.
وأحكيلك عن كل الصور اللي اتهدت في دماغي عن ناس كنت شايفاهم أحسن ناس في الدُنيا.
ولا أقولك إزاي بأفقد الثقة في رأيي لما بألاقيني بأتخدع في الناس بسرعة كده.
وأكلمك عن الاستنتاج اللي طلعت بيه من التجارب دي عن إن إزاي الإنبهار بيعمينا، يمكن أكتر من الحب.

خلينا نشوف الجانب الجميل بقى، إني لما بأبعد عنهم تاني، بأرجع أشوفهم حلوين تاني. مقدرتش أفسّر الظاهرة دي لحد دلوقتي. بس تأويلي إن الصورة الكاملة من بعيد بتخلينا نشوف المُجمل الحلو بتاعهم، في حين إن القُرب أوي منهم بيخلينا نشوف الوحش المتداري (اللي عندنا كلنا بالمناسبة)، السر كله في المسافة، المسافة يا شيماء.


بتسأليني (ازاى واحنا عارفين اننا كلنا مش كاملين , برضه بنصمم نقرب أوى من دايرتهم , وفاكرين أننا هنشبع منهم أكتر بكدا , مع أن دا بيخلينا ننفر منهم ونبعد. احنا ازاى بنبقى عارفين الحل ونعمل عكسه ؟!)


هأجاوبك إن زي لما بنحب أوي حاجة حلوة، فنفضل ناكل فيها لحد ما تجزعلنا نفسنا. أو زي ما نحب أغنية أوي، فنسمعها عشرين مرة ورا بعض لحد ما نكرهها. دي حاجة نازلة في السيستم بتاعنا برضه.

أنا بس هأفكرك إنك قلتي الآتي:
"
احنا أصلا كبنى آدمين عبط جداً , وبنفتكر أننا فاهمين الدنيا , والموضوع بيطلع عكس ما احنا شايفينه خالص , بيطلع أكبر. عارفة الدعاء بتاع " اللهم أشغل قلبى بما يرضيك " بحسه أنسب دوا لوجع القلب اللى م النوع دا لإرهاق التفكير اللى بيجيلنا عشان تايهين ف جمال عبيده. ننبهر بيهم ماشى , نتوه ف جمالهم أوكى , انما نسيب اللى ورانا واللى قدامنا عشان نسرح ف كل كل وأدق تفاصيلهم , قال ايه عشان نشبع فضولنا! هو دا بقا اللى اسمه بيتهيألى تهلكة .. تهلك قلبك معاهم وتشغله بحاجة تدوخه .."

صدقيني، في مكان ما في الدُنيا دلوقتي فيه حد قاعد بيفكر فيكي، ونفسه يقرّب منك، وشايف فيكي الحلو اللي يبهره، وانتي مش حاسة بيه. متهيألي لو اعتبرنا إن اللي بيحصلنا تكفير ذنوب، وحق حد تاني، هنرتاح شوية.

ربنا ما يشغل قلوبنا بغيره يا شيماء. ربنا ما يشغل قلوبنا بغيره.


واكفينا شر العشق في المُطلق
وعشق الحاجات المُهلكة
والحيرة ع الحافّة
واكفينا شر تُقل الروح
ولجم اللسان م البوح
وشر الغُنا المبحوح
وشر البُكا المفضوح
وارزقنا بالخفة.
ــــ هديل عبد السلام

الاثنين، 26 مايو 2014

من أرض الخوف




"-مبترديش عليا ليه؟ .. أنا بأكلمك من الصبح.
-خايفة ..
-ومادام خايفة مجتيش تدوري ليه على الأمان في صوتي؟ ولا أنا سبب خوفك أصلًا؟
-مش عارفة حاجة .. وخايفة كمان علشان مش عارفة حاجة .. أنت متأكد إنك مش هتسيبني؟
-لأ مش متأكد، متأكد من حاجة واحدة بس، إن طول ما ربنا كاتبلي عُمر هأفضل جنبك، حتى لو انتي نفسك مش عايزاني أفضل جنبك، حتى لو كانت سعادتك في إني مفضلش جنبك، أنا أناني أوي .. بحبك لدرجة إني ممكن آجي عليكي بحبي ده ..
-كلامك يطمّن .. بس الدنيا ملهاش أمان، نفس الكلام اللي بتقوله ده ممكن ييجي يوم وتقول عكسه ..

-علشان المشاعر بتتغير؟
-علشان إحنا أصلًا بنتغيّر، ما بالك بالمشاعر .. خايفة توعدني وعد دلوقتي تندم عليه بعدين .. خايفة مشاعرك تتغير ومتسيبنيش علشان تكون قد كلامك.
-عارفة الناس اللي بيحبوا أهلهم لما بيبطلوا يحبوهم فترة؟ مهما عملوا بيفضلوا أهلهم .. عارفة ايه اللي بيربطني بيكي؟ مش بس مشاعري نحيتك .. اللي بيربطني بيكي حاجة أكبر من كده.
-جوايا حاجة مش مصدقة إننا هنكمل.
-ده اللي مخوّفك؟
-لأ، أنا خايفة من كل حاجة.
-حتى وأنا موجود؟
-وجودك ده شيء يخوّف لوحد أصلًا، الحاجات الحلوة اللي بين ايدينا بنخاف عليها أكتر كل ما تكون غالية أكتر، الحاجات الحلوة بس هي اللي بتخوّف ..
-الحاجات الحلوة بتخوّف بس لما الخوف ده يكبر ويبقى أكبر من سعادتنا بيها يبقى خوف مرضي، نبقى عيانين..
-أنا عيانة بيك.
-انتي لازم تصدقي انك لوحدك هتعرفي تعيشي برضه، وإن أنا مش هأسيبك تعملي ده.
-أنت ايه اللي بيخليك تحبني كده .. أنا أصلًا مبحبنيش.
-بتحبيني؟
-أيوة.
-يبقى هتحبيكي، علشان احنا بنحب كل الحاجات اللي بيحبها اللي بنحبه، وانتي بتحبيني وأنا بأحبك يبقى هتحبيكي .. سيبي انتي روحك بس، متحبيسهاش جوه مخاوفك، متعمليش حاجة خالص
-عارف؟ انت بتحضني بكلامك
-ولسه خايفة؟
-جدًا
-طبيعي إنك تحسي بالخوف، بس أوعي تخلي ده يخوّفك، هو مش بيقول كده برضه؟
*ضحكة قصيرة*
-عمري ما عرفت أضحكك زيه.
-بتغير؟
-يعني.
-لو قلتلك بحبك هتبقى مكالمة ملّزقة أوي.
-يعني اللي احنا بنقوله بقالنا نص ساعة ده مش ملزق
*ضحكة قصيرة* أنا خايفة أفضل خايفة كده على طول، وجودك مكانش آخر خوفي زي ما كنت فاكرة، أنا لما عرفتك خفت اكتر.
-الخوف ممكن يكون شيء إيجابي، بطلي بس تخافي منه، تخيلي كده لو كلنا بقينا مبنخافش، هنعرف نعيش؟
-زي أي حاجة، لما بتقل أوي أو بتكتر أوي مبنعرفش نعيش. تسمع حاجة؟
-زهقتي شكلك؟
-المزيكا حلوة، المزيكا بتهوّن كتير، بتهوّن أوي، مش عارفة ايه اللي يخلي حد يشرب مخدرات مثلًا مع إنه ممكن يسمع مزيكا
-مبتخوفكيش؟
-يمكن تكون الحاجة الوحيدة اللي مبتخوفنيش، تفتكر ليه؟
-...
- إنت مبتخافش؟
-تفتكري لو قلتلك إني بأخاف هتطّمني؟ بأخاف .. بأخاف يمكن أكتر حاجة منك، مش عليكي. بأخاف منك في كل حالاتك، بأخاف تعملي حاجة تندمي عليها، بأخاف تعملي حاجة انتي مش حباها، بأخاف منك تخافي اوي فتهربي.
-زي ما أنا بأعمل دلوقتي.
-انتي مش وحشة لأ، متفكريش كده، انتي ليه عايزة تثبتي لنفسك طول الوقت إن إنتي وحشة؟ ولأ ده ميثبتش برضه إنك وحشة، والله .. العظيم .. إنتي .. حلوة .. أوي
-كفاية كذب بقى . كفاية كذب ..
-عايزك تعوزي حاجة، غيري يعني، وتحاولي علشانها
حاولي علشان المحاولة فعل حلو، هتحبيه، هيحارب خوفك
-وانا كمان عايزة ..
-لأ لأ، إنتي كده مش عايزة .. فيه فرق بين الرجاء والتّمنّي، الرجاء انتي عايزة حاجة وبتعملي علشانها حاجات،
التّمنّي انتي عايزة الحاجة بس
-أنا بأتمنى أعيش
-هو صحيح محدش هيساعدك قدك، بس ساعات بنكون محتاجين حد يسندنا، ياخد بايدينا يعلمنا المشي لحد ما نعرف نمشي لوحدنا
أنا ممكن أعمل ده، بس هتسمحيلي؟
-مش عارفة، أنا ممكن أعيط دلوقتي؟
-انتي ممكن تقومي تعملي حاجات أحسن بكتير من أنك تتفرجي على المصيبة وتحطي ايدك على خدك وتعيطي
-كلامك بقى رخم
-أنا أصلًا رخم
-أعمل انا ايه دلوقتي؟
-عارفة ربنا؟
-*بإبتسامة* ألجأله
-الطرق لما كلها بتقفل، ربنا بيكون بينادينا .. لو الطرق كلها قفلت حتى الطريق لنفسنا، طريق ربنا مبيتقفلش أبدًا
-أصلًا ربنا بيحبني، علشان حاطك في حياتي
-أصلًا ربنا بيحب كل الناس، خليكي شاطرة واستاهلي الحب بجد
-أصلًا أنا مش عارفة لو أنت مش موجود كنت هأكلم مين أحكيله عن خوفي، عن كل الحاجات اللي مش عارفة أعملها، وعن وحدتي اللي مبتروحش غير لما بتكلمني، حتى لو أنا مردتش يعني.
-متتعوديش على كده
-بجد؟
-بجد
-واقعي إنت أوي زيادة عن اللزوم يعني.
-ده علشان بأكلمك، اعملي حسابك بس إني هنا دلوقتي، فكرة إن هنا هتريحّك، بس انا مش هأفضل هنا على طول، ولا إنتي كمان .. محدش هيفضل هنا على طول
-بتنكش خوفي بمنكاش.
-إنك تهربي من مخاوفك مش حل، واجهيها .. اقفي قصادها وقوليلها إنك مش خايفة منها، وإنك عارفة إنها موجودة وهتحاولي على قد ما تقدري .. هتحاولي علشان إنتي قوية، ميهمش ساعتها انتي هتكسبيها ولا لأ، محاولتك هي المهم.. محاولتك هي المهم.
-والهمة؟ والإرادة؟ والشغف؟ والطموح؟ والأمل؟ والتفاؤل؟ والدافع؟ الحاجات دي أجيبها منين؟
-هتيجي لوحدها .. لو حاجة واحدة جت كله هييجي .. بعدين احنا مش اتفقنا نلجأله؟
-حتى لو مش مقتنعة أنا مش قدامي حل غير كده.
عارف أنا رديت ليه؟ علشان محتاجة أسمع منك كلام، أي كلام، محتاجة أسمع منك إنك مش هتسيبني أضيع، إنه فارق معاك بجد إني أوصل، محتاجة أحس إني لو رحت نطيت من الشباك دلوقتي هتفرق مع حد، ومش أي حد.
-وعرفتي؟ ولا تحبي أعرّفك؟
-تقدر تقول حسيت
-بتكرهي تحسي إني أحسن منك، أول ما تحبي نفسك زي ما أنا بحبك، مش هتحسي بكده
-بأكره أكتر إنك كاشفني على طول كده.

-صحيح كنت عايز أقولك حاجة .. كل سنة وانتي الطيبة.
 -بـ حُبك"


الأحد، 25 مايو 2014

يا مُلتقى الصُحبة




من الجدير بالذكر إكتشاف المرحلة بإن المزيكا بتخرّج مننا الكلام من غير أدنى مجهود.
كمان مفيش حاجة في الكون كله أحلى من إعتراف كتابي بأن وجودك من أسباب البهجة، من شخص وجوده في الكون هو سبب البهجة الوحيد بالنسبة لك.
بالإضافة لإن المفاجآت أحيانًا بتثبتلنا إن الحياة مش روتينية للغاية، وأنها ممكن تخرج عن توقعاتنا، تمامًا.
مفيش أمنية تستحق نستناها زي رسالة مستنيين الوقت المُناسب علشان نبعتها، أو الوقت المثالي اللي هنتكلم فيه لأول مرة.

الحقيقة كمان إن مش دايمًا الحياة بتقف في صفنا، بس برضه مش هتكون ضدنا طول الخط، وهييجي يوم نِحس فيه إن الكون بيدور حوالينا، وإن كل الناس اللي نعرفهم إحنا مركز إهتمامهم النهارده وكل أمنيتهم في الحياة النهارده إننا نكون مبسوطين بسببهم.
الواقع كمان بيقول إننا ساعات بنعرف نكدب الكدبة ونصدّقها علشان بنكون محتاجينها. زي إنك مينفعش منطقيًا متفرحش بحفلة عيد ميلادك، أو بكلمة حلوة اتقالتلك، أو بهدية من حد مُهم عندك، أو إنك تشوف بالصدفة إسم حد كنت بتحبه زمان ومتحسش إنه واحشك.. إنتصار صُغير على قلبك اللي يستاهل الكوي ده.
لو اتكلمنا أكتر شوية عن الكدبة اللي بنكدبها وبنصدقها، لازم نجيب سيرة الغلطات اللي بنعملها ونتناساها بعدها بـ3 دقايق، ونرجع نعيش في دور المثالية الكدابة، احنا أصلًا أصلًا مبنغلطش يا علي.

مفيش على الأرض جملة أكثر سوءًا من "انتي مفيش حد زيك يا هبة" ويكون مقصودها الذم.
طيب خلينا نتفق إني مش هأدافع عن نفسي، بس مين أصلًا إدالك الحق في الحكم عليا، حضرتك بتشتغل إله بعد الضهر؟
خلينا برضه نواجه نفسنا إننا مبنستحملش النصيحة من حد.
سؤال وجودي بيطرح نفسه بقوة في دماغي، هل بتفرق في تصديق الناس لكدبتنا كوننا احنا مقتنعين بيها ولا لأ؟

بتحصل إننا نفقد الشغف اللازم لإستمرارنا في الحياة، بتحصل عادي.
كوننا عايشيين لازملنا شوية تجارب نعرف نجمّع بيها ليست بأسامي الحاجات اللي ممكن ترّجعلنا الشغف بتاعنا.
مينفعش بأي حال من الأحول يكون مصدر بهجتنا وارتياحنا نبع واحد.

مفيش أسوأ عامةً من تخيلك للحاجات الحلوة اللي ممكن تحصل بالتفاصيل علشان تصبّر نفسك، مع احتمالية حدوث اللي بتتخيله نفس احتمالية إنك تطلع بلوتو أسبوعين في الأجازة.
ايه أكثر بؤسًا من تصبير نفسك بالخيال؟
ايه أكثر بؤسًا من كلامك المستمر مع شخصية خيالية ملهاش وجود يا علي؟
وايه أكثر استحقاقًا للشفقة من أنك تستنى ظهور جميل في حياتك؟

في رحلة البحث عن الشغف، والتأمل شوية في المصايب اللي ممكن تحصل لو استمرينا في الحياة أسبوع كمان بنفس الأسلوب، في إنك تدوّر حواليك في الحيطان على باب تخرج منه، وإن ملاقيتوش إكسر الحيطة.

احنا لازم نعترف على كل حال بأننا مش هنفرح بحاجة حلوة مطلوبة، وإن كان الغلط من الاول إننا نعلن عن طلبنا.
وبكده، بندمّر كل نظريات الرسايل المتأجلة للفارس الجميل، وحكاية إنتظاره دي من أساسها.
خلينا نعترف برضه إن الوجود المعنوي بتاع ناس بنحبها ساعات بيكون أقوى من حضور مادي لناس تانية.
إن الكلام الحلو الكتير لما بنتعوّد عليه، مبيبقاش حلو.

إجمالًا للإعترافات الاخيرة في سن العشرين؛ لازم نرفع راسنا فوق ونعترف بأننا مرضى نفسيين، ومعقدين، ومبيعجبناش العجب.
وإن السادية والنرجسية بيكسروا كل القواعد المتعارف عليها وبيتجمعوا في شخصية جوزائية واحدة سمتها التناقض، والغرور وانعدام الثقة بالنفس برضه واللي بيثبت بالدليل القاطع مدى غرابة الكون.

الجمعة، 23 مايو 2014

ذات الحال .. نفسه



الازدواجية
هى انك تنوى تبدأ التغيير من بكره
ومتبقاش عايز تنام اليوم اللى قبليه علشان ميخلصش ..
عن أى تغيير تتحدثين؟



"الوقت الي هتقضيه في التفكير في الحاجات الي ناقصاك, المفروض تديه للتفكير في الحاجات الي عندك”
#عمر_طاهر



كتير بأتمنى لو إن افكارى واضحة
صريحة
محددة
ممكن اجمعها بكلمات فى جملة
أنا أفكاري عبارة عن كلمات بس
لما باحاول أنظمها معناها بيضيع
وبأعتمد بس
على إن اللي هيقراها بعدين
هيعرف يقرا ما بين السطور.

بقيت باخاف أنام
كان النوم هو الوقت المحبب بالنسبالى في اليوم كله
مكان أنا بس اللى فيه
بأفكارى وحياتى زى ما عقلى أنا بيرسمها
مهما كانت وحشة
فكرة انها مش حقيقية لوحدها كفيلة باسعادى
بقيت بأخاف أنام
لأنى مهما نمت
مسيري فى وقت
هأصحى.

هى الناس بتعمل معايا كده ليه؟

تخيل لو انك بتشوف فيلم
أول مرة
بس عارف كل احداثه
كلها
تشوفه ليه؟
تخيل لو انت عارف حياتك
كلها
هتعيشها ليه؟

ليه بقيت اكبر من عمرى بعشرات السنين
وفى نفس الوقت
بخبرة عمر اصغر منى بعشر سنين؟


قبل ما تدخل حياتى
كنت وحيدة
ساعات أكلم ناس كتير وملاقيش نفسى وسطهم
بأبقى عارفة انى مش منهم
وبأقدر نعمة الوحدة مادام فى البعد عنهم راحة
قبل ما اعرفك
كنا بنتكلم
كنت واحد منهم
وانا كنت وحيدة
بعد ما عرفتك
الوضع اختلف
حياتى اتملت بيك انت بس
فطبيعى جدا انك لما تغيب
الاقى نفسى كنت مبسوطة بمعرفتك
احس بالفرق
اتغير شوية
بعدين اكتشف
انى بقيت وحيدة أكتر.

جوايا أسئلة كتير أوى
خايفة الإجابات اللى بأهرب منها تكون الصح
انا مش عارفة نفسى بجد
أنا طلعت أوحش مما أنا كنت متصورة
فى الآخر هاتسأل لوحدى
وانا بس اللى هأجاوب
من غير أى عوامل مساعدة.

ساعات بيتهيألى انى من كتر الحزن مبقيتش بأحزن
يمكن بأدى مبرر لنفسى أنا ليه مبحسش؟
ويمكن عندى حق
ويمكن نحست
ويمكن حزينة فعلا ومش واخدة بالى
والف يمكن ويمكن..

بأحط راسى ع المخدة وقبل ما أنام
بأفكر
فى كل حاجة بأفكر
مفيش حل .. مفيش فايدة
اهرب للنوم
بأصحى الصبح وبعد ما افتح عينى
وقبل ما اشيل راسى من ع المخدة
بأفكر
فى كل حاجة اكتر بأفكر
بأندم لأنى صحيت ..
وبأهرب .. للصحيان
معدتش عارفة أنا عايشة فين
وأنا طول الوقت هربانة ؟

ليه كل افكارى سودا ؟
علشان كل احداث حياتى سودا ؟
طب ليه كل احداث حياتى سودا ؟
علشان طريقة تفكيرى سودا ؟
البيضة الأول ولا الكتكوت
مادام التغيير يبدأ من الداخل
يبقى. التفكير هو المشكلة
احنا نكسر البيضة أو ..
نقتل الكتكوت.

انا بأكره الأمل المعاق
لا أمل دون عمل ..

امتى كانت آخر مرة حسيت بجد؟
يابنتى الأموات مبيحسوش .. ولا حتى بالزمن.


ماعدت قريباً من أحد حتى نفسي .. ما أبعد نفسي عن نفسي.
نزار قباني

------------

نوتس صغيرة لقيتها متنطورة بالصُدفة، كتبتها من سنة بالظبط، أول ما تميت عشرين.
للتجميع والتوثيق مش أكتر.

الأربعاء، 21 مايو 2014

أن تكون حكاية لشهر زاد



يُحكى أنه كانت فتاة تحلم بأن تطير
ولم ترضَ بأن تمشي
فتصير
فردًا من البشر
ففضلت أن تكون لا شيء
أفضل من أن تكون
مجرد فرد


*****


مهم عندي جدًا أنك تعرف إني بأكرهك، بس في نفس الوقت التصريح بالكراهية أصعب بكتير من التصريح بالحب.

أنا كمان معنديش الشجاعة الكافية اللي تخليني أستحمل نتيجة مشاعري السلبية تجاه حد، كفاية أنها موجودة، وأكيد مفيش داعي إن حد غيري -وخصوصًا أنت- يعرفها.

مش عارفة أنا فضلت نايمة كام يوم، بس عارفة إني لسه مصحيتش.
وإن الغلطة لما بنكررها كتير بتتحول لأسلوب حياة.
وإن بالرغم من وجود عشر بني آدمين في حياتك ممكن تكلمهم دلوقتي حالًا وتشكيلهم من نفسك، مفيش واحد بس يخليك تعمل الخطوة دي من غير ما تندم بعدها.

مهم عندي جدًا إنك تعرف إنك مبقيتش مُهم عندي خالص.
حتى وإن كانت اهمية معرفتك دليل على أهميتك وعلى إني بكدب على نفسي، بس صدقني، بمجرد ما تعرف أنا قد ايه معرفتك مبقيتش فارقة معايا، أنا هأبطل أفكر في الموضوع.

الحقايق اللي بتحاول تثبتها لنفسك من إنك مش مُهم عند أي حد في الكوكب، مرورًا بإنك معندش أي ميزة تديك الحق في إنك تفضل عايش، وأخيرًا بإنك لو كنت في ظروف مُختلفة كنت هتنجح، دي كُلها حقايق فعلًا بس مجتزأة.
لو فكرت شوية من الناحية التانية، هتلاقيك إنت نفسك مش مُهتم بأي حد على سطح الكوكب، وإن المزايا اللي عندك بتضيعها واحدة ورا التانية بإنك بتضيع الوقت اللي المفروض تشتغل عليها فيه في إنك تتأمل في مزايا الناس التانيين، وأخيرًا إن ظروفك الحالية لو كانت عند حد تاني كان هينجح برضه.

ماشي، الناس وحشين. التعامل كإنسان إجتماعي مُزعج، وبيضغط على الأعصاب، وإن غالبًا أنت كائن إنطوائي صامت وغامض.

الجزء ده من حياتي -وأجزاء تانية سابقة زيه- بيشبه الجزء اللي مايكل نيومان في فيلم كليك بيستخدم فيه الريموت لتسريع جزء مش لطيف -في نظره هو- من حياته. الجزء ده اللي بتتمثل سعادتي في إنه يخلص، أيًا كان هيخلص إزاي، وأيًا كانت النتيجة بعده.

عندي نية مُبيّتة -مش هينفع أكشفها- مش هتبسط ناس هيحاولوا يبسطوني.
دي مش غلاسة عليهم قد ما هي غلاسة عليّا.
أو خلينا نقول، إني مش هأستحمل تحصل حاجة يُفترض إنها حلوة ومتفرحنيش.
وما أدراك ما شعور إنك تحاول تفرح بحاجة ومتعرفش.

خلينا مقتنعين اننا لسه موصلناش لمعرفة الحاجات اللي بنحبها لأننا لسه مجربنهاش.
بالتالي لسه موصلناش لمعرفة نفسنا، لأننا لسه مدخلناش تجارب كافية نُخرج منها بمعلومات أكتر عننا.
خلينا مقتنعين زي إن لسه أجمل يوم مجاش، إن لسه أجمل حد مقابلناهوش، ولسه أجمل رواية مقرأنهاش، ولسه أجمل مكان مزورناهوش، ولسه معرفناش أي حاجة، علشن نعرف نعيش بس.

بأستغرب ضعفِك وإستسلامك قدامه وكأنك بتكوني حد تاني في اللحظة اللي بتمسكي الموبايل وبتكلميه، وأول ما بتقفلي بترجعي انتي.
بأستغرب عقلك الخالي من أي حكمة المفترض يوصلها في السن ده، وبالتجارب والحياة اللي عيشتيها أكيد كان لازم يكون أحسن دلوقتي. أنا عارفة إنك تستحقي أحسن من كده بكتير، بس تصرفاتك دلوقتي بتخلي اللي موجود هو اللي تستاهليه بالظبط.

“صدقني أنا كان نفسي أتعلّق.. ف حاجات يامَا
وأعيش إحساس إن أنا فعلاً من غِيرها هَمُوت
أنا أعرف أعيش
مِن غير ما أحتاج إني أقرا الوقت
من غير ولا واحد.. م اللي أنا أعرفهم دلوقت”
مصطفى إبراهيم, المانيفستو


مفيش أخطر على نفسك منك من الكسل إلا الفراغ.
الفراغ اللي بتحاول تملاه بأي حاجة، حتى لو كانت غلط أو مش محتاجها أصلًا، بس كون المكان ده فاضي هيخليك غير متوازن، بتفكر بطريقة غلط وبتاخد قرارات مش بتضر حد غيرك.

فيه فراغات في حياتنا مخلوقة علشان تتملي في وقتها، وعلشان نعيش فترة بيها جوانا، لسبب ما مش لازم نعرفه.
ولأن تخيل كده لو عندك كل حاجة تتمناها، هتعيش تستمتع بيها لفترة قد ايه قبل ما تدرك إنك مش مبسوط؟ وإن فيه حاجة ناقصة؟ بالرغم من إن ساعتها مش هيكون ناقصك أي حاجة عمليًا. بس هيكون ناقصك إن يكون ناقصك حاجة تدور عليها.



“مش ممكن تاخد كل حاجة.. طيب هتحطها فين؟”
عمر طاهر


أيوة احنا منستاهلش بس ربنا كريم.
بس لحد امتى؟
هنموت قبل ما نعيش يا علي.
هنموت واحنا عدينا على الأرض دي واحد و عشرين سنة محدش عرفنا فيهم بجد.
محدش اهتم يسألنا إن كنا مبسوطين بوجودهم في حياتنا، أو عن سر الحزن اللي مستخبي ورا ابتسامة صفرا سخيفة، أو هل سكوتنا على طول ده وراه كلام ملقاش حد يسمعه ولا حبًا في اننا نسمعهم.
هنموت واحنا متعرفناش، ومعرفناش حد.
ساعتها .. ايه أهمية إنجازات سخيفة من نوعية النجاح في دراسة أو شغل أو حتى حاجة حبيناها وحبينا نعملها وعملناها؟
ايه أهمية أي حاجة لو مش راضيين عنها أصلًا؟

الإهتمام مبيتطلبش، والكلمة الحلوة اللي بنقول للناس اننا بنحبها ويقولوهالنا بعدها مبتبقاش حلوة خالص، والحاجة اللي بتتعملنا زي ما بتتعمل لغيرنا ملهاش أي معنى، وسؤال "‘إزيك" ده أسخف سؤال في المجرة.
بأفكر بعد كده أي حد يسألني "إزيك يا هبة عاملة ايه؟" أرد عليه بسرعة من غير ما افكر "احلف إنك مُهتم تعرف فعلًا، ولو مش مُهتم تعرف بتسألني ليه؟".

المرة الخمستاشر اللي أعمل فيها نفس الغلطة الكبيرة، والمرة الخمستلاف رُبعمية ستة وتمانين اللي أعمل فيها نفس الغلطة الصُغيرة، بيقلل من تمسكي بالأمل في التغيير.
مينفعش يتحسب من عُمرنا يوم بندخل ننام فيه واحنا مش عايزين نصحى تاني، ومينفعش يتحس من عُمرنا يوم بنصحى فيه واحنا مش عايزين نصحى أو عايزين ننام لبعد بُكره. ومينفعش نفضل فاكرين إننا بمجرد ما الأيام السيئة للغاية دي تعدي، إننا هنكون أحسن. لأن القطر ماشي ومحطتنا هتفوت، والحاجات اللي المفروض نجمعها في سكتنا بتفوت، ومش هتيجي تاني. أيوة، ممكن ييجي غيرها، بس عُمر ما حاجة هتعوض مكان حاجة.

اللي يزعّل بجد يا جميل مش إن ضميرنا يأنبنا، اللي يزعّل إننا نلاقي إن ضميرنا مش بيأنبنا.
مش بيأنبنا ليه؟ ليه؟
في وسط كل اللا شيء اللي ممكن نكون فيه، ومُحاصرين بالولا حاجة من كل ناحية. والفقاعة اللي حابسين نفسنا فيها حبسنا فيها معانا كل حاجة بنكرهها. في وسط كل ده، لسه بنفكر.
مش قادرين نقتنع بأفعالنا، بالتالي مش هنقتنع بأفعال غيرنا، وكلام التنمية البشرية بقى بيجيبلنا حساسية فكرية. مش قادرين نسمع نصيحة واحدة بس من أي حد، ولا بنيجي بالذوق، ولا بغير الذوق، ومعندناش الإرادة اللي تخلينا نشوف مستقبلنا قبل ما نقعد قُدام شوية ع الرصيف ونعيط عليه، عُمرنا ما كنا من الناس اللي بتشوف شُغلها، ودايمًا محسوبين ع الشُطار بالبركة ودُعا الوالدين، مش عارفين مصلحتنا، أو عارفينها وبنستهبل يا فوزية.
بيفصلنا عن التغيير قرار واحد بس ناخده، وننفذه.

الحاجة الوحيدة اللي بأحبها بجد في الدُنيا دي يا شيماء.
بس لو يعرف قد ايه هو مصدر البهجة "الوحيد" في حياتي ..
مش عارفة هتفرق في ايه معاه، بس وجوده في الدنيا بجد مُهم عندي.
أهم من أي حاجة.أنا مش بأبالغ، ولا بلاغة مني.
بس هو بجد أهم من أي حد أي حد.
*****
يُحكى أن الفتاة صارت تخشى
أن تحيا

فماتت.

الأحد، 18 مايو 2014

الخوف الرفيق



فأنا وبكل الحاجات اللي بتتمشى جوه عقلي مش عارفة أكتب ولا كلمة.

بس هأكتب..
هأعافر..
علشان الحاجات دي تموت بقى.
ونقتل القاعدة على رأي دكتور مدحت.


*****

"كنت عارفه إنه موجوع بس مكنتش أقدر إلا إنى أخليه يتوجع أكتر.. يتألم لغاية أما يكبر ويبقى ناضج، زى ما أنا اتألمت ولسه بأتألم.. الأطفال بس هما اللي منتظرين إن الحياة تديهم كل اللي عايزينه، الفرق هو التسليم بإن الحياة مش مُنصفة، وإنها كتير بتبقى ظالمة.. كنت عارفه إن هو هيتوجع لحد مايقبل الحقيقة.. قصدي الواقع.. لأن كان فيه فرق كبير بين الحقيقه والواقع .."

من فيلم رسائل البحر


*****

انت عارف إن دماغي زي ما بترفض تحتفظ بالذكريات المؤلمة، بترفض تحتفظ بالذكريات السعيدة؟
وانها بتعمل جاهدة لنسيان أي حاجة فرحتني أوي، يمكن علشان متعودش على كده.
أو يمكن علشان بترفض فكرة الذكريات أصلًا، ولأن جايز الذكريات المؤلمة نفتكرها فنتبسط إنها عدت، لكن الأكيد إننا لما نفتكر الذكريات السعيدة ونلاقيها عدت، هنتضايق.
ولأني مش هأسيب باب ماضييا المُر متوارب.
بس صدقني كل الحاجات اللي فرحتني امبارح، مش فاكرة منها أي حاجة دلوقتي، غير صورة بهتانة وكلمتين.

لأن الخوف قادر جدًا زي ما بيشل حركتنا ويرعبنا، إنه يسرق الفرحة الكبيرة اللي حوشناها على مدار زمن وأخدناها بعد تعب، وقادر يسرق احساسنا بالرضا عن قدرنا، واحساسنا بالطمأنينة في وجود ناس ممكن نكتفي بمعرفتهم من كل الكوكب.
لأن الخوف هو الحاجة الوحيدة اللي ملهاش دوا، لأنه ملوش وصف، هو هو وبس.الخوف اللي زي الشوكة في حلق الانبساط.


احتمال وجود حاجة تسعدك بيتناسب طرديًا مع وجود ناس بتسعدك. والحكاية إنك لما تكون لوحدك هتتبسط لكن توقعاتك كلها هتصدق وكل اللي مقتنع بيه وعايز تعمله هتنفذه وهو ده أقصى آمالك. في حين إن وجود ناس معاك هيوسّع دايرة الإحتمالات أوي لدرجة إن ممكن تحصل خساير سعيدة.

الفكرة إني نسيت إزاي ممكن حد غيري يعمل تأثير في مدار يومي.

لأن الدنيا إز نوت فيير، الحاجات الحلوة بتحصل، بس هتخليك دايمًا تقول "ياه بس لو كانت جت يمين سنة .." "ياه لو بس كنت روحت بدري سيكا" .. دايمًا فيه حاجة هتخليك تعترض على القدر من الانبساط اللي انت اخدته، وهيخليك -في حين إنك مكنتش تحلم بربعه- تحسه قليل أوي.
علشان هم قالوا زمان إن الواحد ميملاش عينه غير التُراب.

لأن أحيانًا الصُدف المترتبة بتكون حلوة أوي، والناس اللي بنتكعبل فيهم بعد سنة بيفكرونا بنفسنا ساعتها، وبنكلمهم بتوون صوت مليان بالفرحة والمعيلة، ومحاولة إظهار البهجة في كل معانيها لأنهم لسه فاكريننا، ولو حتى فاكرين اسمنا بس.

ولأن استرجاع أحداث يوم حلو في دماغي مبيستغرقش أكتر من عشر ثواني، وده بيخليني أفهم أكتر معنى إن في آخر عُمر الواحد بيشوف شريط حياته كله قُدام عينيه. ساعتها هو فعلًا هيشوف كل حاجة، في أقل من دقيقة.

ولأن تزامن الأحداث بنفس التواريخ بيخليني أحس إن رواية حياتي مُشوّقة بشكل ما، وفي نفس الوقت بيخوفني، لانه بيفكرني بـ"زي النهارده".

ولأن كتير جدًا الدفا اللي بيدوهلنا ناس بيدوب التلج على قلوبنا بيخلينا نكره البرد اللي كنا اتعودنا عليه من زمان، فبنمسك في الناس دول بإيدينا وسناننا لأنهم مينفعش يمشوا، لأن المرة دي قلوبنا مش هتتجمد تاني، لأ، دي هتموت من البرد وتتفتت مليون حتة.

*****

“إن السعادة هي أن أشرب كوب شاي.. مع صديق.. في لحظة رضا.”
― محمد المخزنجي

*****
أنا بأعُك في حياتي أوي، عزائي الوحيد إن دي حياتي أنا، وانا المتضرر الأول والأخير، وإن الفُرصة لسه مراحتش من إيدي إني أعُك وأتعلم، وإن العُمر لسه قدامي مش ورايا، وإن مش مُهم نغلط المُهم نتعلم من الغلط .. عند النقطة دي بالظبط بتبدأ المعاناة، لأن انا ببساطة كل الكوارث اللي عملتها في حياتي عبارة عن غلطة واحدة، ولأني مبتعلمش من أي حاجة، أي حاجة.

من باب الفضفضة برضه، الونس اللي بيسببهولي أي مسلسل بأتابعه في حياتي، بأعيش أحداثه وتفاصيله يوم بيوم، وبيخليني عايشة على التوازي مع حياة أبطال خياليين، بيهون عليا كتير.
ده بيشبه بالظبط ونس الرواية، بس الفرق إن الرواية بتخلص في يوم واحد -مهما كانت طويلة- ودي حاجة حلوة جدًا ووحشة جدًا في نفس الوقت.

عزيزي الأولاني/ أنا لو لقيت حد زيك هأتجوزه من غير تفكير.
ليه مفيش منك تاني؟
طب انت مينفعش تتبناني طيب؟

عزيزي التاني/ هو أنا ليه مينفعش أقابلك دلوقتي وأسلم عليك؟
علشان بس أعرف أنا لسه بأفكر فيك ولا لأ..
هأعرف إزاي؟
لو لسه بأفكر فيك، قلبي هيدق دقة زيادة.

عزيزي التالت/ أنا بحبك أوي، لدرجة إني مش عايزة أعرفك.
أرجوك خليك بعيد، خليني مبهورة بالصورة دي، خليني بحب كل حاجة بأعرفها عنك، خليني مبهورة بأسطورتك، خليك أسطورة في خيالي.
خلينا أغراب، ويوم ما أسلم عليك يكون أسعد يوم ف حياتي.
خلينا أغراب، الكلام بيننا حدث يستحق التدوين.
خلينا أغراب، علشان المعرفة على قد ما بتفرّح على قد ما بتكسّر في أسطورتك.

أنا بأتكسف، بأتكسف أوي.
وعامةً مبتكلمش.
وراء وشيماء قالولي إن دمي تقيل.

أنا ممكن أفضل مبسوطة وشاكرة لربنا طول عمري على ترتيب امبارح بس.
لكن -وآه من كلمة لكن- أنا خايفة، خايفة أوي.
مش ممكن أخرج من الموقف سليمة نفسيًا أبدًا، ومش عارفة أحدد حجم الخساير.

بأخاف .. بأهرب من التفكير بس بأقابل حاجة بالصُدفة بتفكرني بكل البعابيع (جمع بعبع) اللي بيخوفوني.
مش عارفة أتطمن، حتى خايفة أحاول أتطمن أخاف أكتر.
خايفة من كل حاجة.

كنت بأشتكيلها إني حاولت  كتير أكتب معرفتش، قالتلي إن الأسطورة بتقول إن الواحد مبيعرفش يكتب وهو مبسوط.
بس يا شيماء أنا عرفت ايه اللي مصعب الموضوع، أنا مش مبسوطة، أنا خايفة.
والكتابة بتواجهنا بكل اللي في دماغنا، وبتكشف المستخبي والمستور، ودي آخر حاجة ممكن أكون عايزة أعملها.

----------

علشان فيه فرق بين الحقيقة والواقع.
الحقيقة اللي بتقول كل الصح اللي ممكن يحصل في الدُنيا، في حين إن اللي واقع هو كل الغلط.
الحقيقة اللي بتضمن لنا سلامة عقولنا، والواقع هو اللي بيدمهرلنا.
الواقع هو الحقيقة لما بنكدبّها.
ملحوظة رفيعة: مبقيتش مستريحة وأنا بأتكلم زي الأول، أنا ضيعت مني رفاهية الكتابة لنفسي.

الجمعة، 16 مايو 2014

أحلى أوقات فتاة مش من مصر الجديدة



في الدقايق الأخيرة قبل بداية "هبة رجل الغراب" هألحق أعبر عن الكام احساس اللي عدوا عليا النهارده.

الوردة الناشفة اللي وقعت من كتاب الفسيولوجي وأنا بأحطه في الشنطة اللي هاخدها معايا عند جدتي، فكرتني بوقت كنت فيه ممكن أفرح بوردة.
الخبر اللي قريته عن حدث جميل بُكره فكرني بنفسي لما كان بيكون أحلى يوم في حياتها لما تسمع نفس الخبر.
الوقت ده من كُل سنة، اللي بأنقل فيه حياتي من أوضتي المرتبطة بكآبة الدراسة، للمكان اللي بألاقي فيه نفسي، المكان اللي اتربيت فيه واللي في أحلامي كلها بيكون بيتي، واللي حتى وهو مُرتبط بفترة إمتحاناتي بيكون مصدر سعادة ليا إني أكون فيه.
الوقت ده من كُل سنة، لما جه السنة دي، فكرني بإن عدا من عُمري واحد وعشرين سنة، أولهم كانت أمي بتتحمل كل مسئوليتي، في نُصهم كنت بأساعدها وبأطلب منها حاجات مُعينة، دلوقتي أنا اللي متحملة المسئولية وبأطلب منها تساعدني، ومش عايزة أتخيل قُدام شوية ممكن ايه اللي الوضع يكون عليه.
الوقت ده من كُل سنة اللي بأبدأ فيه كتابة مُذكراتي في أجندة أو نوت بووك جديدة، بعنوان، وبوصف مُفصل لحالتي، وأمنياتي للفترة الجاية.
الوقت ده من كُل سنة اللي بيجيب معاه حبة أمل نتنفس بيهم قبل ما نغرق في قاع المشغوليات من غير ماسك أوكسجين.

بأفتكر الكام كووت اللي نقلتهم على ضهر شييت الإكس راي علشان مكنتش واخدة النووت بوك معايا، يوسف إدريس (مش أنيس منصور أنا آسفة) كان بيكلمني بشكل ما وهو بيقول:"أبشع أنواع الملل، الملل من شيء لا تستطيع الإستغناء عنه، كأن تمل من نفسك."

أو وهو بيقول:" ونحن في الحياة لا ننسى ولا تلتئم جروحنا بالإستشفاء أو تغيير الجو أو بالمفاجأة السارة حيت تقبل، نحن ننسى الجرح بجروح أخرى طازجة نُصاب بها، وتستحوذ على اهتمامنا."

متوعدوناش بحاجات صعب تحققوها علشان متكسروش فينا العشم، وياريت متوعدوناش بحاجة أصلًا.
اعملوا الحاجة من غير وعود مُسبقة، بلاش مع سبق الوعد والترصد.

ازاي وأنا كل ما أقرب من حد تتكسر جوايا حاجة عايزني أقرب منك من غير ما أخاف على شوية الهبة اللي فاضلين مني؟
محكيتلكش على وساوسي؟
كل ليلة قبل أما أنام، بأتخيل موقف حلو بالتفصيل، موقف محصلش طبعًا وفي الأغلب عُمره ما هيحصل.
كل ليلة بعد أما أنام، بأحلم بكل المواقف الوحشة اللي خايفة منها تحصل، وكل الحاجات اللي بأخاف منها بتتجسد جوه حلم واحد بشكل خيالي بيبهرني أنا شخصيًا.

لما بيعدي يوم وأنا معملتش حاجة غير اني قضيته على الساوند كلاود بجد مبندمش عليه، النهارده كان يوم هشام الجخ، بالرغم من اني مبحبش الشعر ومش بأفهم جماله، لكن الجخ بيخليني احب الشعر أوي منه، ده غير طبعًا الكلام نفسه.
المكالمة - هشام الجخ
*****
وكويت بِملحك جرحي كِيف الدّبح

من ميتى يا بحر الجراح بتطيب بِحبة ملح

و أنا أَصلي واخد ع الـوجع

و أمَّا الجِـراح بِتصيـب جَدع

بيصِير وجعها بــــ مِيت وجع*
*****

كمان إني أتفسح في بلوج  تقارير راء طول اليوم بيخليني مندمش على فسوة وقت في اليوم، أصلًا راء دي مش بني آدمة طبيعية عايشة معانا كده، دي بتكلمنا من ملكوت تاني.

والونس اللي شيماء مسبباه في حياتي دلوقتي أنا شاكرة ليها جدًا عليه، سواء بكلامها اللي بتكتبه في المدونة اللي مش عايزة حد يعرفها، أو كلامها ليا، أو حتى وجود اسمها مكتوب عندي في مكان ما.


أنا لسه لحد دلوقتي نبضات قلبي بتزيد سرعتها وبأحس بدوخة والدنيا بتضلم لما بأشوف أي حاجة ليها علاقة بعملية، ليها علاقة بس يعني مش شرط منظر صعب فيه جرح، كفاية أوي إني اسمع شرح العملية وهأحس بنفس الأعراض بالظبط.
المرة الوحيدة اللي حاولت أعمل فيها دكتورة وجبت سكرب ودخلت عملية استئصال مرارة بالمنظار -عملية عبيطة المفروض- مُجرد تخيلي للي بيحصل للمريض خلاني أدوخ قبل ما العملية تبدأ أصلًا، أنا دخت حرفيًا ومقدرتش أقف وخرجت بسرعة مش شايفة حاجة قُدامي.
أنا هأبقى دكتورة فريدة من نوعي.

احنا بس لو عرفنا نيجي على رغباتنا شوية في سبيل مصلحتنا هنوصل بسهولة من غير ما نتبعزق ع السكة.
لو عرفنا نقف في وش الكسل ونقول له "لأ" ومنسيبوش يتحكم فينا، هنعرف نعمل كل اللي احنا عايزينه.

فيه شوية مشاهد بيمثلوني، منى زكي وهي بتقول "أنا زعلانة من الدُنيا أوي يا فاطمة".، صبا مبارك وهي بتقول "هو أنا طوبة؟"، هنا شيحا وهي بتقول" محتاجة أسمع كلام زي اللي بيقولهولي كريم، محتاجة أقول كلام زي اللي بأقوله لكريم". أو أشرف عبد الباقي وهو بيقول "وأنت هتتحب امتى يا منيّل؟"، حنان تُرك وهي بتقول" فاكرة يا يُسرية لما سألتيني كنتي بتعملي ايه في حياتك؟ مكنتش بأعمل حاجة خالص."
سؤال خالد أبو النجا لغادة عادل "هو انتي محدش قبل كده قالك انك جميلة؟"
ومؤخرًا ياسمين رئيس لما قالت" وياه لما الواحدة منّا تكمل الواحد وعشرين
، نار قايدة .. لا عارفة تستحملها ولا عايزة تطفيها".*
.
.


.
.

ولأن الواحد ساعات بيعيش بس علشان يعمل كاونت داون للحاجات اللي مستنيها تحصل، واللي لما بتحصل بيبدأ يكاونت داون للي بعدها، وهكذا، فأنا حابّة أفكّر نفسي إن كلها 43 يوم ورمضان هيوصل. وإن كُلها 53 يوم والإمتحانات تخلص -فرضًا-، وإن كُلها 15 يوم ومش هأكون بأكدب لما حد يسألني عن سني وأقول له واحد وعشرين.
"فاكر التاريخ الأسود ده يا بروطة، واحد وعشرين واحد وعشرين واحد وعشرين".*


لسبب ما مش قادرة أحدده أنا مبسوطة بنفسي بشكل مُريب وغير مألوف بالنسبة لي.
أنا مبسوطة بشيماء، برضوى، بنيّرة اللي باحب اسمها بجد، واللي مش أنسى ضحكتها لما د. إيهاب قاللها "اسمك نييّة إزاي؟"، مبسوطة بميرو صلاح، وكريم الصغير، وسارة سيد اللي بتحتل مكان خاص في قلبي مع إني معرفهاش، وكل الناس اللي كتابتها حلوة وبتهوّن عليا العيشة، بأقولهم شُكرًا. ولكل الناس اللي بيتعبوا نفسهم ويقرأوا الكلام ده.
وبعُمر طاهر، بشكل غريب بينط في دماغي كل فترة مقال له، النهارده كان من نصيب رزق - عمر طاهر.

الواحد مش محتاج أكتر من إنه يعرف اللي قاله فيه
(
هو جاد فى البحث عنك أكثر من جديتك فى البحث عنه، ومعرفة أن ما وقع بين يديك هو رزق تحتاج منك إلى ذوق عالٍ، فكل أمر المؤمن خير، والرزق خير، وكما يقول الأكابر: البلاء هو المسافة بين خير وآخر، وكل خير بلاء، وكل بلاء خير.)

أو "اهتم ولا تهتم".

-----------

*الأبيات لهشام الجخ من "سري جدًا إلى البحر".


*الأفلام بالترتيب: عن العشق والهوى - بنتين من مصر - حب البنات - حب البنات - أحلى الأوقات - في شقة مصر الجديدة - فتاة المصنع - مسرحية كده أوكيه.