الأحد، 25 مايو 2014

يا مُلتقى الصُحبة




من الجدير بالذكر إكتشاف المرحلة بإن المزيكا بتخرّج مننا الكلام من غير أدنى مجهود.
كمان مفيش حاجة في الكون كله أحلى من إعتراف كتابي بأن وجودك من أسباب البهجة، من شخص وجوده في الكون هو سبب البهجة الوحيد بالنسبة لك.
بالإضافة لإن المفاجآت أحيانًا بتثبتلنا إن الحياة مش روتينية للغاية، وأنها ممكن تخرج عن توقعاتنا، تمامًا.
مفيش أمنية تستحق نستناها زي رسالة مستنيين الوقت المُناسب علشان نبعتها، أو الوقت المثالي اللي هنتكلم فيه لأول مرة.

الحقيقة كمان إن مش دايمًا الحياة بتقف في صفنا، بس برضه مش هتكون ضدنا طول الخط، وهييجي يوم نِحس فيه إن الكون بيدور حوالينا، وإن كل الناس اللي نعرفهم إحنا مركز إهتمامهم النهارده وكل أمنيتهم في الحياة النهارده إننا نكون مبسوطين بسببهم.
الواقع كمان بيقول إننا ساعات بنعرف نكدب الكدبة ونصدّقها علشان بنكون محتاجينها. زي إنك مينفعش منطقيًا متفرحش بحفلة عيد ميلادك، أو بكلمة حلوة اتقالتلك، أو بهدية من حد مُهم عندك، أو إنك تشوف بالصدفة إسم حد كنت بتحبه زمان ومتحسش إنه واحشك.. إنتصار صُغير على قلبك اللي يستاهل الكوي ده.
لو اتكلمنا أكتر شوية عن الكدبة اللي بنكدبها وبنصدقها، لازم نجيب سيرة الغلطات اللي بنعملها ونتناساها بعدها بـ3 دقايق، ونرجع نعيش في دور المثالية الكدابة، احنا أصلًا أصلًا مبنغلطش يا علي.

مفيش على الأرض جملة أكثر سوءًا من "انتي مفيش حد زيك يا هبة" ويكون مقصودها الذم.
طيب خلينا نتفق إني مش هأدافع عن نفسي، بس مين أصلًا إدالك الحق في الحكم عليا، حضرتك بتشتغل إله بعد الضهر؟
خلينا برضه نواجه نفسنا إننا مبنستحملش النصيحة من حد.
سؤال وجودي بيطرح نفسه بقوة في دماغي، هل بتفرق في تصديق الناس لكدبتنا كوننا احنا مقتنعين بيها ولا لأ؟

بتحصل إننا نفقد الشغف اللازم لإستمرارنا في الحياة، بتحصل عادي.
كوننا عايشيين لازملنا شوية تجارب نعرف نجمّع بيها ليست بأسامي الحاجات اللي ممكن ترّجعلنا الشغف بتاعنا.
مينفعش بأي حال من الأحول يكون مصدر بهجتنا وارتياحنا نبع واحد.

مفيش أسوأ عامةً من تخيلك للحاجات الحلوة اللي ممكن تحصل بالتفاصيل علشان تصبّر نفسك، مع احتمالية حدوث اللي بتتخيله نفس احتمالية إنك تطلع بلوتو أسبوعين في الأجازة.
ايه أكثر بؤسًا من تصبير نفسك بالخيال؟
ايه أكثر بؤسًا من كلامك المستمر مع شخصية خيالية ملهاش وجود يا علي؟
وايه أكثر استحقاقًا للشفقة من أنك تستنى ظهور جميل في حياتك؟

في رحلة البحث عن الشغف، والتأمل شوية في المصايب اللي ممكن تحصل لو استمرينا في الحياة أسبوع كمان بنفس الأسلوب، في إنك تدوّر حواليك في الحيطان على باب تخرج منه، وإن ملاقيتوش إكسر الحيطة.

احنا لازم نعترف على كل حال بأننا مش هنفرح بحاجة حلوة مطلوبة، وإن كان الغلط من الاول إننا نعلن عن طلبنا.
وبكده، بندمّر كل نظريات الرسايل المتأجلة للفارس الجميل، وحكاية إنتظاره دي من أساسها.
خلينا نعترف برضه إن الوجود المعنوي بتاع ناس بنحبها ساعات بيكون أقوى من حضور مادي لناس تانية.
إن الكلام الحلو الكتير لما بنتعوّد عليه، مبيبقاش حلو.

إجمالًا للإعترافات الاخيرة في سن العشرين؛ لازم نرفع راسنا فوق ونعترف بأننا مرضى نفسيين، ومعقدين، ومبيعجبناش العجب.
وإن السادية والنرجسية بيكسروا كل القواعد المتعارف عليها وبيتجمعوا في شخصية جوزائية واحدة سمتها التناقض، والغرور وانعدام الثقة بالنفس برضه واللي بيثبت بالدليل القاطع مدى غرابة الكون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق