الجمعة، 16 مايو 2014

أحلى أوقات فتاة مش من مصر الجديدة



في الدقايق الأخيرة قبل بداية "هبة رجل الغراب" هألحق أعبر عن الكام احساس اللي عدوا عليا النهارده.

الوردة الناشفة اللي وقعت من كتاب الفسيولوجي وأنا بأحطه في الشنطة اللي هاخدها معايا عند جدتي، فكرتني بوقت كنت فيه ممكن أفرح بوردة.
الخبر اللي قريته عن حدث جميل بُكره فكرني بنفسي لما كان بيكون أحلى يوم في حياتها لما تسمع نفس الخبر.
الوقت ده من كُل سنة، اللي بأنقل فيه حياتي من أوضتي المرتبطة بكآبة الدراسة، للمكان اللي بألاقي فيه نفسي، المكان اللي اتربيت فيه واللي في أحلامي كلها بيكون بيتي، واللي حتى وهو مُرتبط بفترة إمتحاناتي بيكون مصدر سعادة ليا إني أكون فيه.
الوقت ده من كُل سنة، لما جه السنة دي، فكرني بإن عدا من عُمري واحد وعشرين سنة، أولهم كانت أمي بتتحمل كل مسئوليتي، في نُصهم كنت بأساعدها وبأطلب منها حاجات مُعينة، دلوقتي أنا اللي متحملة المسئولية وبأطلب منها تساعدني، ومش عايزة أتخيل قُدام شوية ممكن ايه اللي الوضع يكون عليه.
الوقت ده من كُل سنة اللي بأبدأ فيه كتابة مُذكراتي في أجندة أو نوت بووك جديدة، بعنوان، وبوصف مُفصل لحالتي، وأمنياتي للفترة الجاية.
الوقت ده من كُل سنة اللي بيجيب معاه حبة أمل نتنفس بيهم قبل ما نغرق في قاع المشغوليات من غير ماسك أوكسجين.

بأفتكر الكام كووت اللي نقلتهم على ضهر شييت الإكس راي علشان مكنتش واخدة النووت بوك معايا، يوسف إدريس (مش أنيس منصور أنا آسفة) كان بيكلمني بشكل ما وهو بيقول:"أبشع أنواع الملل، الملل من شيء لا تستطيع الإستغناء عنه، كأن تمل من نفسك."

أو وهو بيقول:" ونحن في الحياة لا ننسى ولا تلتئم جروحنا بالإستشفاء أو تغيير الجو أو بالمفاجأة السارة حيت تقبل، نحن ننسى الجرح بجروح أخرى طازجة نُصاب بها، وتستحوذ على اهتمامنا."

متوعدوناش بحاجات صعب تحققوها علشان متكسروش فينا العشم، وياريت متوعدوناش بحاجة أصلًا.
اعملوا الحاجة من غير وعود مُسبقة، بلاش مع سبق الوعد والترصد.

ازاي وأنا كل ما أقرب من حد تتكسر جوايا حاجة عايزني أقرب منك من غير ما أخاف على شوية الهبة اللي فاضلين مني؟
محكيتلكش على وساوسي؟
كل ليلة قبل أما أنام، بأتخيل موقف حلو بالتفصيل، موقف محصلش طبعًا وفي الأغلب عُمره ما هيحصل.
كل ليلة بعد أما أنام، بأحلم بكل المواقف الوحشة اللي خايفة منها تحصل، وكل الحاجات اللي بأخاف منها بتتجسد جوه حلم واحد بشكل خيالي بيبهرني أنا شخصيًا.

لما بيعدي يوم وأنا معملتش حاجة غير اني قضيته على الساوند كلاود بجد مبندمش عليه، النهارده كان يوم هشام الجخ، بالرغم من اني مبحبش الشعر ومش بأفهم جماله، لكن الجخ بيخليني احب الشعر أوي منه، ده غير طبعًا الكلام نفسه.
المكالمة - هشام الجخ
*****
وكويت بِملحك جرحي كِيف الدّبح

من ميتى يا بحر الجراح بتطيب بِحبة ملح

و أنا أَصلي واخد ع الـوجع

و أمَّا الجِـراح بِتصيـب جَدع

بيصِير وجعها بــــ مِيت وجع*
*****

كمان إني أتفسح في بلوج  تقارير راء طول اليوم بيخليني مندمش على فسوة وقت في اليوم، أصلًا راء دي مش بني آدمة طبيعية عايشة معانا كده، دي بتكلمنا من ملكوت تاني.

والونس اللي شيماء مسبباه في حياتي دلوقتي أنا شاكرة ليها جدًا عليه، سواء بكلامها اللي بتكتبه في المدونة اللي مش عايزة حد يعرفها، أو كلامها ليا، أو حتى وجود اسمها مكتوب عندي في مكان ما.


أنا لسه لحد دلوقتي نبضات قلبي بتزيد سرعتها وبأحس بدوخة والدنيا بتضلم لما بأشوف أي حاجة ليها علاقة بعملية، ليها علاقة بس يعني مش شرط منظر صعب فيه جرح، كفاية أوي إني اسمع شرح العملية وهأحس بنفس الأعراض بالظبط.
المرة الوحيدة اللي حاولت أعمل فيها دكتورة وجبت سكرب ودخلت عملية استئصال مرارة بالمنظار -عملية عبيطة المفروض- مُجرد تخيلي للي بيحصل للمريض خلاني أدوخ قبل ما العملية تبدأ أصلًا، أنا دخت حرفيًا ومقدرتش أقف وخرجت بسرعة مش شايفة حاجة قُدامي.
أنا هأبقى دكتورة فريدة من نوعي.

احنا بس لو عرفنا نيجي على رغباتنا شوية في سبيل مصلحتنا هنوصل بسهولة من غير ما نتبعزق ع السكة.
لو عرفنا نقف في وش الكسل ونقول له "لأ" ومنسيبوش يتحكم فينا، هنعرف نعمل كل اللي احنا عايزينه.

فيه شوية مشاهد بيمثلوني، منى زكي وهي بتقول "أنا زعلانة من الدُنيا أوي يا فاطمة".، صبا مبارك وهي بتقول "هو أنا طوبة؟"، هنا شيحا وهي بتقول" محتاجة أسمع كلام زي اللي بيقولهولي كريم، محتاجة أقول كلام زي اللي بأقوله لكريم". أو أشرف عبد الباقي وهو بيقول "وأنت هتتحب امتى يا منيّل؟"، حنان تُرك وهي بتقول" فاكرة يا يُسرية لما سألتيني كنتي بتعملي ايه في حياتك؟ مكنتش بأعمل حاجة خالص."
سؤال خالد أبو النجا لغادة عادل "هو انتي محدش قبل كده قالك انك جميلة؟"
ومؤخرًا ياسمين رئيس لما قالت" وياه لما الواحدة منّا تكمل الواحد وعشرين
، نار قايدة .. لا عارفة تستحملها ولا عايزة تطفيها".*
.
.


.
.

ولأن الواحد ساعات بيعيش بس علشان يعمل كاونت داون للحاجات اللي مستنيها تحصل، واللي لما بتحصل بيبدأ يكاونت داون للي بعدها، وهكذا، فأنا حابّة أفكّر نفسي إن كلها 43 يوم ورمضان هيوصل. وإن كُلها 53 يوم والإمتحانات تخلص -فرضًا-، وإن كُلها 15 يوم ومش هأكون بأكدب لما حد يسألني عن سني وأقول له واحد وعشرين.
"فاكر التاريخ الأسود ده يا بروطة، واحد وعشرين واحد وعشرين واحد وعشرين".*


لسبب ما مش قادرة أحدده أنا مبسوطة بنفسي بشكل مُريب وغير مألوف بالنسبة لي.
أنا مبسوطة بشيماء، برضوى، بنيّرة اللي باحب اسمها بجد، واللي مش أنسى ضحكتها لما د. إيهاب قاللها "اسمك نييّة إزاي؟"، مبسوطة بميرو صلاح، وكريم الصغير، وسارة سيد اللي بتحتل مكان خاص في قلبي مع إني معرفهاش، وكل الناس اللي كتابتها حلوة وبتهوّن عليا العيشة، بأقولهم شُكرًا. ولكل الناس اللي بيتعبوا نفسهم ويقرأوا الكلام ده.
وبعُمر طاهر، بشكل غريب بينط في دماغي كل فترة مقال له، النهارده كان من نصيب رزق - عمر طاهر.

الواحد مش محتاج أكتر من إنه يعرف اللي قاله فيه
(
هو جاد فى البحث عنك أكثر من جديتك فى البحث عنه، ومعرفة أن ما وقع بين يديك هو رزق تحتاج منك إلى ذوق عالٍ، فكل أمر المؤمن خير، والرزق خير، وكما يقول الأكابر: البلاء هو المسافة بين خير وآخر، وكل خير بلاء، وكل بلاء خير.)

أو "اهتم ولا تهتم".

-----------

*الأبيات لهشام الجخ من "سري جدًا إلى البحر".


*الأفلام بالترتيب: عن العشق والهوى - بنتين من مصر - حب البنات - حب البنات - أحلى الأوقات - في شقة مصر الجديدة - فتاة المصنع - مسرحية كده أوكيه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق