الأحد، 18 مايو 2014

الخوف الرفيق



فأنا وبكل الحاجات اللي بتتمشى جوه عقلي مش عارفة أكتب ولا كلمة.

بس هأكتب..
هأعافر..
علشان الحاجات دي تموت بقى.
ونقتل القاعدة على رأي دكتور مدحت.


*****

"كنت عارفه إنه موجوع بس مكنتش أقدر إلا إنى أخليه يتوجع أكتر.. يتألم لغاية أما يكبر ويبقى ناضج، زى ما أنا اتألمت ولسه بأتألم.. الأطفال بس هما اللي منتظرين إن الحياة تديهم كل اللي عايزينه، الفرق هو التسليم بإن الحياة مش مُنصفة، وإنها كتير بتبقى ظالمة.. كنت عارفه إن هو هيتوجع لحد مايقبل الحقيقة.. قصدي الواقع.. لأن كان فيه فرق كبير بين الحقيقه والواقع .."

من فيلم رسائل البحر


*****

انت عارف إن دماغي زي ما بترفض تحتفظ بالذكريات المؤلمة، بترفض تحتفظ بالذكريات السعيدة؟
وانها بتعمل جاهدة لنسيان أي حاجة فرحتني أوي، يمكن علشان متعودش على كده.
أو يمكن علشان بترفض فكرة الذكريات أصلًا، ولأن جايز الذكريات المؤلمة نفتكرها فنتبسط إنها عدت، لكن الأكيد إننا لما نفتكر الذكريات السعيدة ونلاقيها عدت، هنتضايق.
ولأني مش هأسيب باب ماضييا المُر متوارب.
بس صدقني كل الحاجات اللي فرحتني امبارح، مش فاكرة منها أي حاجة دلوقتي، غير صورة بهتانة وكلمتين.

لأن الخوف قادر جدًا زي ما بيشل حركتنا ويرعبنا، إنه يسرق الفرحة الكبيرة اللي حوشناها على مدار زمن وأخدناها بعد تعب، وقادر يسرق احساسنا بالرضا عن قدرنا، واحساسنا بالطمأنينة في وجود ناس ممكن نكتفي بمعرفتهم من كل الكوكب.
لأن الخوف هو الحاجة الوحيدة اللي ملهاش دوا، لأنه ملوش وصف، هو هو وبس.الخوف اللي زي الشوكة في حلق الانبساط.


احتمال وجود حاجة تسعدك بيتناسب طرديًا مع وجود ناس بتسعدك. والحكاية إنك لما تكون لوحدك هتتبسط لكن توقعاتك كلها هتصدق وكل اللي مقتنع بيه وعايز تعمله هتنفذه وهو ده أقصى آمالك. في حين إن وجود ناس معاك هيوسّع دايرة الإحتمالات أوي لدرجة إن ممكن تحصل خساير سعيدة.

الفكرة إني نسيت إزاي ممكن حد غيري يعمل تأثير في مدار يومي.

لأن الدنيا إز نوت فيير، الحاجات الحلوة بتحصل، بس هتخليك دايمًا تقول "ياه بس لو كانت جت يمين سنة .." "ياه لو بس كنت روحت بدري سيكا" .. دايمًا فيه حاجة هتخليك تعترض على القدر من الانبساط اللي انت اخدته، وهيخليك -في حين إنك مكنتش تحلم بربعه- تحسه قليل أوي.
علشان هم قالوا زمان إن الواحد ميملاش عينه غير التُراب.

لأن أحيانًا الصُدف المترتبة بتكون حلوة أوي، والناس اللي بنتكعبل فيهم بعد سنة بيفكرونا بنفسنا ساعتها، وبنكلمهم بتوون صوت مليان بالفرحة والمعيلة، ومحاولة إظهار البهجة في كل معانيها لأنهم لسه فاكريننا، ولو حتى فاكرين اسمنا بس.

ولأن استرجاع أحداث يوم حلو في دماغي مبيستغرقش أكتر من عشر ثواني، وده بيخليني أفهم أكتر معنى إن في آخر عُمر الواحد بيشوف شريط حياته كله قُدام عينيه. ساعتها هو فعلًا هيشوف كل حاجة، في أقل من دقيقة.

ولأن تزامن الأحداث بنفس التواريخ بيخليني أحس إن رواية حياتي مُشوّقة بشكل ما، وفي نفس الوقت بيخوفني، لانه بيفكرني بـ"زي النهارده".

ولأن كتير جدًا الدفا اللي بيدوهلنا ناس بيدوب التلج على قلوبنا بيخلينا نكره البرد اللي كنا اتعودنا عليه من زمان، فبنمسك في الناس دول بإيدينا وسناننا لأنهم مينفعش يمشوا، لأن المرة دي قلوبنا مش هتتجمد تاني، لأ، دي هتموت من البرد وتتفتت مليون حتة.

*****

“إن السعادة هي أن أشرب كوب شاي.. مع صديق.. في لحظة رضا.”
― محمد المخزنجي

*****
أنا بأعُك في حياتي أوي، عزائي الوحيد إن دي حياتي أنا، وانا المتضرر الأول والأخير، وإن الفُرصة لسه مراحتش من إيدي إني أعُك وأتعلم، وإن العُمر لسه قدامي مش ورايا، وإن مش مُهم نغلط المُهم نتعلم من الغلط .. عند النقطة دي بالظبط بتبدأ المعاناة، لأن انا ببساطة كل الكوارث اللي عملتها في حياتي عبارة عن غلطة واحدة، ولأني مبتعلمش من أي حاجة، أي حاجة.

من باب الفضفضة برضه، الونس اللي بيسببهولي أي مسلسل بأتابعه في حياتي، بأعيش أحداثه وتفاصيله يوم بيوم، وبيخليني عايشة على التوازي مع حياة أبطال خياليين، بيهون عليا كتير.
ده بيشبه بالظبط ونس الرواية، بس الفرق إن الرواية بتخلص في يوم واحد -مهما كانت طويلة- ودي حاجة حلوة جدًا ووحشة جدًا في نفس الوقت.

عزيزي الأولاني/ أنا لو لقيت حد زيك هأتجوزه من غير تفكير.
ليه مفيش منك تاني؟
طب انت مينفعش تتبناني طيب؟

عزيزي التاني/ هو أنا ليه مينفعش أقابلك دلوقتي وأسلم عليك؟
علشان بس أعرف أنا لسه بأفكر فيك ولا لأ..
هأعرف إزاي؟
لو لسه بأفكر فيك، قلبي هيدق دقة زيادة.

عزيزي التالت/ أنا بحبك أوي، لدرجة إني مش عايزة أعرفك.
أرجوك خليك بعيد، خليني مبهورة بالصورة دي، خليني بحب كل حاجة بأعرفها عنك، خليني مبهورة بأسطورتك، خليك أسطورة في خيالي.
خلينا أغراب، ويوم ما أسلم عليك يكون أسعد يوم ف حياتي.
خلينا أغراب، الكلام بيننا حدث يستحق التدوين.
خلينا أغراب، علشان المعرفة على قد ما بتفرّح على قد ما بتكسّر في أسطورتك.

أنا بأتكسف، بأتكسف أوي.
وعامةً مبتكلمش.
وراء وشيماء قالولي إن دمي تقيل.

أنا ممكن أفضل مبسوطة وشاكرة لربنا طول عمري على ترتيب امبارح بس.
لكن -وآه من كلمة لكن- أنا خايفة، خايفة أوي.
مش ممكن أخرج من الموقف سليمة نفسيًا أبدًا، ومش عارفة أحدد حجم الخساير.

بأخاف .. بأهرب من التفكير بس بأقابل حاجة بالصُدفة بتفكرني بكل البعابيع (جمع بعبع) اللي بيخوفوني.
مش عارفة أتطمن، حتى خايفة أحاول أتطمن أخاف أكتر.
خايفة من كل حاجة.

كنت بأشتكيلها إني حاولت  كتير أكتب معرفتش، قالتلي إن الأسطورة بتقول إن الواحد مبيعرفش يكتب وهو مبسوط.
بس يا شيماء أنا عرفت ايه اللي مصعب الموضوع، أنا مش مبسوطة، أنا خايفة.
والكتابة بتواجهنا بكل اللي في دماغنا، وبتكشف المستخبي والمستور، ودي آخر حاجة ممكن أكون عايزة أعملها.

----------

علشان فيه فرق بين الحقيقة والواقع.
الحقيقة اللي بتقول كل الصح اللي ممكن يحصل في الدُنيا، في حين إن اللي واقع هو كل الغلط.
الحقيقة اللي بتضمن لنا سلامة عقولنا، والواقع هو اللي بيدمهرلنا.
الواقع هو الحقيقة لما بنكدبّها.
ملحوظة رفيعة: مبقيتش مستريحة وأنا بأتكلم زي الأول، أنا ضيعت مني رفاهية الكتابة لنفسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق