الأربعاء، 13 أغسطس 2014

عصفورٌ في اليد خيرٌ من ثلاثمائةٍ وأربعةٌ وخمسون في السماء


بالأمسْ حَلِمْتُ بِأَنَّنِي ضَائِعَةٌ، أُفَتِّشُ عَنْ الطَّرِيقِ بَيْنَ حَبَّاتِ الرَّمْلِ فِي صَحْرَاءٍ لَا أَعْرِفُ اِسْمَهَا.. أَهْرَبُ مِنْ ثُعْبَانٍ رَابِضٍ فَوْقَ قَلْبِي تَمَامًا.
كُنْتُ أَبْحَثُ عَنْ المَاءِ دَاخِلَ الصُّخُورِ، بِالرَّغْمِ مِنْ أَنَّنِي لَسْتُ عَطْشَى. لَكِنَّنِي كُنْتُ أَخْشَى أَنْ أَصِيرَ فَلَا أَجِدُهُ.
هَجَمَ اللَيْلُ عَلَيَّ فَلَمْ أَحُرِّكْ سَاكِنًا. فَقَطْ اِسْتَلْقَيْتُ مَكَانِي، وَثَقُلَ الثُّعْبَانُ، وَاِزْدَادَ ثِقْلًا كُلَّمَا اِزْدَدْتُ، وَيَبْدُو أَنَّهُ اِسْتَرَاح.
لَمْ أَسْتَطِعْ النَّوْمَ فَبَقِيتُ أعُّد النُّجُومُ حَتَّى بُزُوغِ الشَّمْسِ، ثَلَاثُمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ نَجْمَةً هُوَ كُلُّ مَا اِسْتَطَعْتُ حَصْرُه.
حَتَّى إِذَا مَا جَاءَ الصُبح عَلَى اِسْتِحْيَاءٍ، رَأَيْتُ بَرَكَةَ مَاءٍ عَلَى بُعْدِ مَدَّةِ ذِرَاعٍ وَاحِدَةٍ، وَعَلَى اِمْتِدَادِ بَصَرِي رَأَيْتُ طَرِيقَ العَوْدَةِ.
فَرِحْتُ لِرُؤْيَةِ المَاءِ أَكْثَرَ، وَأَهْمَلْتُ الطَّرِيقَ.
فَكَّرَتْ: كَمْ أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْعَدْنَ هُنَا، بِجِوَارِ المَاءِ، وَلَا يَخْتَفِي طَرِيقُ العَوْدَةِ؟

الاثنين، 11 أغسطس 2014

تيـه مُستقر



صباح مناسب للكتابة ..

يا عزيزتي، كل الصباحات مناسبة للكتابة، وكل الأمسيات، وأوقات الفرح وأوقات الوجع والخُذلان.
الكتابة، وأن تُفضي بما يطوف بروحك، تناسبها كل الأوقات.


-----


امبارح حلمت إني ومجموعة صحابي رحنا حاربنا ناس وخدنا حقنا، الحلم كان طويل، مليان تفاصيل، مليان أكشن على غير العادة، وقصته كلها صاحية ناسياها .. بس فاكرة إني قتلت واحد، فضلت حاسة بالذنب في نهاية الحلم ولحد دلوقتي، وده بالمناسبة بيدمر نظرية إني هأبقى serial killer.

فيه حمامة بيضا بترفرف قريب من بلكونتي بقالها يومين، بتعلَّق عينيا بيها كل ما تبان في مجال رؤيتي. الطيور بصفة عامة بتبهجني، بس وهي طايرة وبتتصرف على طبيعتها، مش وهي محبوسة في قفص على ترابيزة مُهملة في أي مكان في البيت.

يمكن أكتر كلمتين بأقولهم اليومين دول هم "أعمل ايه؟"، ومبلاقيش إجابة غالبًا. سألت أمي مثلًا قبل ما أنام إني عايزة أتبسط ومش عارفة، فـ أعمل ايه؟ .. قالتلي إني بأتبسط وبأنكر، زي لما أتنطط لما شُفت موضوعي منشور في التحرير يوم الخميس في ضربة شمس.. قُلتلها إني اتبسطت خمس دقايق وبؤسي رجع لي تاني. مش عدل ده يا أمي، أنا من حقي أتبسط أكتر من كده شوية.

أنا فعلًا حاولت أتبسط ومعرفتش، حصلّي habituation تقريبًا، أو inhibition لمراكز الإحساس بالسعادة من أصله.
أخدتني سينما وشُفت "صُنع في مصر"، ووديتني ماكدونلدز وأكلتني الساندوتش اللي بأحبه، واتمشيت معايا لحد الكُلية علشان أذاكر هناك. كانت النتيجة إني انهرت من كلمتين طالعين من بني آدمين مبيفهموش في أي حاجة في الدُنيا غير الحفظ. وفضلت طول اليوم ألوم نفسي إني سمحتلها تتضايق من كلام طالع من الناس دي. وفهمت مرادف "دمي محروق".
مكانش عندي طاقة تخليني أمشي لحد الباب، سندت بضهري على عمود وفضلت واقفة مش عارفة أروح فين، وبأسمع صويت طالع من قدام المستشفى كالعادة. الست كانت بتقول بعلو صوتها "يـا رب" .. ولقيتني بأسأل نفسي إن كان سامعها، ايه حكمتك يا رب؟ شوية يقين من عندك، وشوية شغف، وشوية أي حاجة تخليني قادرة أكمل عمري بس.

أول مرة أزور فيها بيتنا القديم من خمس سنين، طلع لي شارعنا زي ما كنت بأشوفه في الحلم بالظبط، يمكن مضلِّم أكتر شوية. سلم العُمارة كمان ضاق شوية، ومفيش روح في البيت.
كان نفسي أكمِّل الشارع وأروح عند الراجل اللي كنت بأجيب منه آيس كريم "دهب" وأنا صغيرة، وكان بالنسبة لي بعيد جدًا، بس خُفت أروح علشان أشوفه، ملاقيهوش.

مفيش حاجة تانية مُهمة حصلت في حياتي الشهر ده، يمكن نمت في حفلة أم كلثوم، النور قطع في صوفي لما رحته في المرتين، وفيلم step up all in كان أوحش فيلم دخلته في حياتي، بعد The wolf of wall street، وكورس د. محمد منصور اللي تيبيكال شبه أسامة البُكل، وفيلم الفيل الأزرق كان لطيف جدًا، لدرجة إني ندمت إني دخلته مع ناس مش لطيفة.


-----


أنا : عاملة ايه وكده؟
ريم : مُحبطة شوية وكده، بأحاول مبقاش كده .. هنبقى كويسين إن شاء الله.
أنا : لأ، يلا نموت كفاية كده.
ريم : ده على إعتبار إننا عايشين؟
أنا : عارفة الأعراف؟
ريم : لأ. ايه الأعراف؟ سورة الأعراف؟
أنا : الأعراف ده سور بين الجنة والنار، بيقعدوا عليه الناس اللي عندهم حسناتهم قد سيئاتهم بالظبط، بيقعدوا بين الجنة وبين النار، لا هم في الجنة ولا هم في النار. بس أنا اعرف إن ربنا بيدخلهم الجنة في الآخر برحمته.
ريم : آه كده عرفته كويس.. احنا دلوقتي في الأعراف.
أنا : بالظبط .. فهمتيني.
ريم : للأسف.

"الدنيا كلها تيه.. ولو رسيتي في حتة هتتوهي في غيرها .. الفكرة إننا هنرتاح لو بطلنا ندور على الإستقرار اللي مش هنلاقيه ده .. نفهم إنه تيه هنستقر." ـــــ م.ف


ريم : والعمل يا بينكي؟
أنا : مش عارفة يا براين، انت اللي المفروض تفكر يا قصير يا مكير.
ريم : مخي زهق مني وسابني لوحدي ولم هدومه ومشي يروح عند أمه.
أنا : وإنتي إزاي تسمحيله يعمل كده؟
ريم :
صحيت لقيت دولابه مفتوح وفاضى وملقتلوش اى آثر، غير جواب مكتوب فيه 3 كلمات' الوداع جتك القرف'.

-----

مكانش محتاج أكتر من إن حد ياخد باله منه، يمكن مكانش فاهم حتى ايه اللي محتاجه بالظبط لحد وقت قريب جدًا. كان بيقول إنه محتاج حد يطبطب عليه، أو يفرحه، أو حتى بس يسمعه وهو بيتكلم بإهتمام. بس بعدين فهم إنه محتاج يحس إن فيه حد واقف في ضهره بيسنده طول الوقت، ومُهتم يعرف كل حاجة عنه مهما كانت تافهة وملهاش قيمة. كان محتاج حد ياخد باله منه بمعنى الكلمة.
وهي كانت بس محتاجة تعرف ده.

متكلمتش عن الناس اللي بيكونوا عارفين معلومة واحدة بس بيعرفوا يتكلموا عنها كويس أوي، والناس اللي بيبقوا عارفين معلومات كتير ومبيعرفوش يتكلموا عن ولا واحدة.

خّد بالك من الناس اللي تحس وسطهم إنك مش حاسس بقيمتك، أو مش شايف بينهم إنك لاقي مكانتك، أو تميزك، سيبهم فورًا.
ومتندمش على حاجة مروحتهاش طالما محدش عزمك.
ومتدورش على شقيق روحك، هتلاقوا بعض لوحدكوا والدنيا هتجمعكوا، يمكن بس علشان تفرقكوا تاني -علشان هي شريرة-، بس خليك واثق إنكوا هتتجمعوا، وهتعرفوا بعض كمان.

وافتكر "إنك تعيش يوم واحد بتعمل الحاجة اللي بتحبها، أحسن من إنك تعيش 100 سنة بتعمل حاجة مبتحبهاش." زي ما قال أحمد حلمي في صُنع في مصر.

-----

كمثل ورقة شجر نحاسية اللون، مجعدة، وهشة تمامًا، منفية عن الأصل، مُلقاة على الأرض، تتحطم بفعل ضغطة قدم واحدة.
كمثل فتاة وقفت في النور، تغمرها آشعة الشمس بلُطف، أغمضت عيناها حتى تنساب الآشعة خلالها، فربما تغسل قلبها من ظلماته، كما يُنقَّى الثوب الأبيض من الدنس.

الأحد، 3 أغسطس 2014

أن تكون مُحيطًا





بتبني أسوار حواليك في كل حتة، وتقعد جواها تدوّر على حبة أمان. بترجع تفتح شبابيك في الحيطان، تشوف منها ايه اللي بيحصل بره المُربَّع بتاعك
.
بتبعد مسافة مترين على الأقل عن كل اللي تعرفهم، واللي بيحاولوا يقربوا بتحرقهم بنفسك بدل ما يتحرقوا غصب عنك.
بتختار كل مرة نفس الطريق، وتقابل الوحش وتخسر، وجيم أوڨر، وتعيد من الاول، فتمشي في نفس الطريق، وهكذا.
تقابل حد يضحكلك لحد لما قلبك ينوَّر، تحسبه غير كل الناس، تفتحه له بيبان قلبك، فيدخل يكسَّر كل حاجة جواه ويمشي، فتقعد تلملم أشلاء اللي اتكسر جواك من غير ما ترميه، وتربط في شرايين قلبك من تاني، وتحط بلاستر من بره وتقفل الباب كويس. تقابل حد تاني يضحكلك لحد لما قلبك ينوَّر -رغم الكسور-، تحسبه غير، تفتحله قلبك، يطلع زي اللي عدوا من هنا قبله.
بتصحى الصُبح، أو بليل، تبدأ يومك -بتوقيتك الخاص- بآمال عظيمة، تو دو ليست بتاعت إمبارح أو الأسبوع اللي فات، تصحى مصدق نفسك جدًا إنك حد تاني، وإنك هتخلص كل اللي كنت ناوي تعمله -في الأربع شهور اللي فاتوا- النهارده. ويخلص اليوم وتُحبط جدًا إنك معلمتش أي حاجة، وتنام، وتصحى تاني يوم بنفس الليست، ونفس الآمال، ويخلص اليوم وتنام بنفس الإحباط، ونفس الإستغراب. أمنية عيد ميلادك السنة دي هي بتاعت السنة اللي فاتت، اللي متحققتش السنة اللي قبلها، واللي كنت عايزها السنة اللي قبل اللي قبلها. كل الناس حياتهم خط واحد، وأنت حياتك دايرة، بتدور حوالين مركز نقطة واحد، نقطة البداية.
بتعيد الفيلم عشر مرات وتضحك عند نفس الإفيه.
بتعجبك حاجة في حد، فتنبهر بيه، وتشوف منه حاجة مش عاجباك فتكرهه كله، وبعدين تشوف منه حاجة تعجبك فتنبهر بيه وتنسى اللي كرهته، وتشوف اللي كرهته منه تاني فتكرهه، وهكذا. فمتعرفش تجاوب على سؤال: إنت بتحب فُلان، إلا بإجابة: امتى بالظبط؟
بتحب المزيكا، وبتشتغل في دماغك طول الوقت. بتكره لما المزيكا تشتغل في دماغك طول الوقت من غير ما تختار ده.
بتحب الكتابة، بتعبر فيها عن نفسك، ولما بتقرأ كلامك بتكره الكتابة. بتقرأ مؤخرًا أول كلمتين في كل جملة، لأنك مبقيتش قادر تكمل أي حاجة للآخر، حتى الجُمل.
بتكره الروتين، ومتشعلق فيه.
بتبقى عامل زي الكتكوت المبلول اللي بيترعش لما حد يزقك بره الكومفورت زوون بتاعتك، وأول ما ترجعلها تسب وتلعن فيها.
نجاح الآخرين بيسببلك إرريتيشن، لأنه بيفكرك بورقة نجاحاتك الفاضية. بتشوف كل خطوة قُدام لحد تعرفه، هي خطوة لورا ليك.
متعرفش كتير عن نفسك، مع إنك مبتتغيرش، بتلاقي نفسك بتتغير بإستمرار. سألت نفسك كتير ومرسيتش يوم على بر. دايمًا بتنتهي من مطرح ما ابتديت. آخر الأسبوع بتبقى رومانسي وحالم، وأول الأسبوع بتبقى مُحبَط وواقعي.
مبتعرفش تستمع بالحاجات اللي فاكر إنك بتحبها، ومُقتنع إنك لسه مقابلتش شغفك الخاص.
مُتشكك دايمًا، بتخاف تغلط غلطات صغيرة من نوعية إستبدال الذال بالزاي، بس بتغلط غلطات كبيرة من النوعية اللي ممكن تضيع مُستقبلك.
كل حاجة وعكسها، وبرغم انك عايز تتغير، مبتتغيرش.
"لا تفقد إيمانك بالإنسانية، فهي كالمحيط، توجد به قطرات ملوثة، لكن ليس لها أن تلوث المحيط كله." ـــ غاندي.

نفسك كبيرة كالمحيط، كالإنسانية. وِحشَك كما نقط الزيت الطافية على وش المية، ملهاش إنها تلوثك. قلبك لسه عامر، عقلك لسه قادر ع المُعافرة.
وكل الفصول اللي فاتت من كتابك، صحيح مينفعش تعيد كتابتها، لكن لسه بإيدك باقي الرواية. وكام رواية بدايتها كانت دليل ع النهاية؟
**الصورة من Laura Ferreira Studios


الجمعة، 1 أغسطس 2014

سديم




كحبة الذرة القاسية، التي تلمع كالذهب، حتى إذا ما لمستها حرارة مـا، تصير حبة بوشار هشة، لا تحتمل ضغطة واحدة.
كغيمة تتنزه في سماء برفقة مثيلاتها، حتى إذا ما ازداد الضغط بمقدار وِحدة، تلاشت إلى قطرات مطر.


فتشت عنك، في جميع الطرقات فتشت. بحثت في جميع الوجوه عن ملامح تشبهك. سافرت في عيونٍ كثيرةٍ بحثًا عنك.
شيدت أسوارًا تخفي قلبي عن الظلمات، حتى يهتدي نورك إليّ. كتبت إليك، وعنك. دعوت بأن ألاقيك في أقرب وقت مُمكن.
حلمت بك.
نسجت من خيالي حكايات تجمعني بك. ضممت أضلعي بقدر ما استطعت، لتحضن قلبي ويُقاد شوقي إليك.
تركت نفسي كالصلصال الخام، حتى إذا ما اجتمعنا، تُشكِّلني أنت.
جمعت آمالي، وطموحاتي، وأحلامي، وجميع عرائسي ولعبي، وأوراقي، جمعتها في صناديق كبيرة، وحفظتها بعيدًا عن عوامل الزمن والإعتياد، لكي نفتحها سويًا، فنتعرف -أنا وأنت- عليّ.
زرعت يقينًا بنفسي أننا سنتعرف على العالم سويًا، وبأننا لن نبدأ حياتنا إلا معًا.
وإني كلما رأيت فعلًا استنكره، همست لذاتي بأنك لا تأتيه. وأني كلما رأيت فعلًا أحببت، همست بأنه من صفاتك.

قصتنا بدأت بالفعل، حينما ولدت أنت فكرةً في كياني، ترويها الرغبات، واشتياق المعشوق لما يكمله من قطعة -بازل-.
أخشى، وجل ما أخشاه، هو كونك كما السابق من الأحلام، كما البائد من الآمال.
أرجوك، صِرْ.


...

"وفي الإرادة البشرية قوة واشتياق يحولان السديم فينا إلى شموس ..."ـــ جبران خليل جبران
...


 فراغ متروك لأجل الرد، المكتوب فعلًا في مكان ما.


...




"وإزاي ننام من غير ما نحلم ببكره .. وبكره ده منين ييجي إلا بإيدينا؟"*


فيه حاجات لما بتتكسر، مبتترميش، ومبتتصلحش، وبنفضل عايشين بيها مكسورة -جوانا- ليوم الممات.

الاثنين، 28 يوليو 2014

ومضـات/ فِطر



يا النجمة الساكنة -بعيد جدًا- عن هنا، أقرب كتير للسما، لكن مش أقرب من اللي أقرب ليا من حبل الوريد، شاركيني همي واسمعيني، والمعي لما أقولك إني فرحانة، والمعي أكتر لما أشكيلك همي، بنورك -اللي أحسبه أحمر- الضعيف.

يا النجمة الساكنة فوق شباك الأوضة، وقريبة مني قدر مدة دراع واحد، نوريلي لما أحس الدُنيا عتمة، لأجل ما أشوف ولو حتى ضيك إنتي بس.

...

أخبيء عنهم شغفي بالكتابة، لسبب لا أعلم بيانه.

...

إعجاب المراهقة الصافي اللي بيخلي البسمة على وش القلب، وحكايات حواديت قبل النوم بتنط في الدماغ. ليه رجعتي دلوقتي؟
وليه جددتي الأمل فينا، وهو بعيد؟
بتحنسينا ليه لما المُراد قاعد قصادي، وبعيد قد السما، قد النجمة اللي ساكنة هناك. وما التقت العيون مرة، ولو صُدفة.
بس احنا عارفين أوي -قد اليقين- بإن الوصف هيفضل حدوتة، تتحكي قبل النوم، وقشاية أمل نتعلق بيها واحنا عارفين كويس أوي إنها مش هتنجينا.

...

كلمة تودينا وكلمة تجيبنا.
ولما بنقف قدام مفترق طرق بين سكة "يلا نفسي" وسكة "هم هيزعلوا" مبنعرفش نختار بسهولة.

...

إن كنت سبق وقلت إن إحساس "الرفض" هو أسوأ إحساس جربته، فأنا غلطانة وبأسحب كلامي.
إحساس "الفشل" أسوأ بكتير. أوي.

...

أما عن إحساس إنك مركز القعدة، ومحل الإهتمام، التركيز على إعطائك أكبر قدر من النصايح المُمكنة ..
"مبتذاكريش ليه؟"
"بتحبـي الكُلية ولا داخلاها غصب وإقتدار؟"
"بتعملي إيه في حياتك؟"
"فيه حـد شاغلك؟"

...

حقيقة كونية واحد: الصحيان بدري من مُسببات الحياة.
حقيقة كونية إتنين: التأجيل خسرنا كتير.

...

الساكت على طول، جوه وبره، الحالم على طول باللاشيء، المُهتم بنفسه -بس-، الكائن سرحان دايمًا، مش أحسن حد ممكن تتكلم معاه.

...

الخوف، الحيرة، الأمل.

السبت، 26 يوليو 2014

أُفضِّل وجهكِ من غير سكر



وإني أحبكِ
لكن

أخاف التورط فيكِ التعلق فيكِ التوحد فيكِ
.
.
.
مِرسالي الجاي من عند هناك -لأجلك- هنا شايل سلامات ومحبة كتير، أكتر ما يساعها جواب.
مِرسالي الطاير مسافات، من شرق الأرض لحد المركز .. ما هو إنتي المركز ..
بيقولك مستني وشاري ومنسيش، ولا عُمره هينفع يعيش، إلا أما الراسل يلقاكي .. وهيلقاكي.

...


- ع فكره بقى انا دمى كده هـ يتصفى .. دي تانى مرّة ياخدوا دم منّى عشانَك !
- انا عايز أغير كُل دمى .. و يبقى كُله من دمِك
علشان لمَّا احلف إنِّك بـ تجرى فـ دمى ، تصدقينى ..
* إمإم وعرنوس في السبع وصايا


...
مبعرفش أخفف على حد، ويمكن كمان مبعرفش أتعاطف بالقدر الكافي، ولا بأعرف أتكلف الإهتمام.
لو فيه فعل واحد بس بأعرف أعمله في الدُنيا، هيبقى إني أغلط.
مبعرفش أقول للناس اللي بيضايقوني قد ايه هم بيضايقوني، ولما بأمسك الموبايل وأطلبهم بأقعد نص ساعة بأرغي في أي حاجة، وفي آخر دقيقة وعلى استحياء بأقول اللي مضايقني، وبأطلب من الشخص بكل أدب إنه يا ريت ميعملش كده علشان أنا بأتضايق.
يمكن المرة الوحيدة اللي فاكراها اللي أخدت فيها موقف من حد ضايقني، الموقف كله اتقلب على دماغي، وخلاني متمسكة أكتر دلوقتي بإني أسيب الناس تضايقني عادي لأن العواقب مش هتكون لطيفة لما أصرح لهم إنهم بيضايقوني، لإني بأطلع في الآخر معقدة ومليش في الهزار.
بس فين الهزار ده؟ لو بيقول جملة لو كانت حقيقية كانت هتبقى شتيمة، لكنها مش كده لمجرد إن الشخص قرر إنه بيهزر، بأهزر يا رمضان مبتهزرش؟
التأويل التاني للي بيحصل هو إن الحساسية المُصاحبة للإكتئاب بتخليني أتوجع من أي مؤثر غير مؤلم، تمام زي الـ hyperplalgesia اللي بتحصل لحد لما يتحرق في مكان، فيكون المكان اللي حوالين الحرق في غاية الحساسية، بمجرد اللمس -المؤثر الغير مؤلم- هتلاقيه بيصرخ من الوجع.

...


الواقع والمنطقية بيكبسوا على نفس طموحاتنا أوي وبيوأدوا أحلامنا، لدرجة إن آمالنا بقت دليل على مدى البؤس.
في حين إننا المفروض نحلم ويكأن أي حاجة هنفكر فيها هتتحقق.
أصلًا أصلًا قلة الطموحات دي هي اللي مقصرة عُمرنا.

...

مكنتش محتاجة أكتر من طبطبة -مبعرفش أديها لحد- أو حتى حضن -مبعرفش أتعامل معاه إزاي-.
طبيعي جدًا أزعل، فـ آخد جنب وأعمل نفسي مأموصة، مش عارفة ده إشعار بطلب لإهتمام أكبر، ولا دي غلاسة وخلاص.

أنا فعلًا زعلانة من الدُنيا أوي يا فاطمة.
مفيش أي مجال للهروب من مواجهة حقيقة إن "أنا اللي جبت ده كله لنفسي".

...

مش لسه بدري خالص والله يا شهر الصيام.

...


.
.
.
دعيني أقول بكل اللغات التي تعرفين ولا تعرفين

أحبك أنتِ

دعيني أفتش عن مفردات تكون بحجم حنيني إليكِ
دعيني أفكر عنكِ
وأشتاق عنكِ
وأبكي
وأضحك عنكِ

الخميس، 24 يوليو 2014

ما لا طاقة لنا به



سأحدثك عن الوهن الذي يعتريني، فيصيب خلايا جسدي جميعها بالإعياء، أو ربما بالعدوان، فتعلن الحرب على بعضها البعض، وعليّ، تمامًا كالسرطان.
رب إني وَهَنَ القلب مني.
سأكمل حكاياتي عن الوجع، والخذلان، والوحشة، والنفي، والإنهاك، والفراغ، وأعراض الإنسحاب من الواقع.
أما آن لكل هذا الخواء أن يمتلئ؟
لقد ضللت الطريق فيما سبق، ولكني الآن لا أعرف حتى ما هو الطريق الذي ضيعته. تائهةٌ أنا في الفراغ -تمامًا كـ ساندرا بولوك حين انفصلت عن مركبتها الفضائية، سابحةً في الفضاء المُعتم دون جهة مُحددة- ولكن الفرق هنا أنني لا أعلم إن كانت الأرض هي وجهتي ومقصدي.

...

لا أستطيع التمييز بدقة بين ميكانيزمات الدفاع النفسية، أخلط بين الإسقاط والتعلل والتناسي والإنكار والـreaction-formation.
أستطيع أن أُعرِّف كل طريقة، لكنني لن أستطيع أن أُنسِب فعل ما -رأيته- لأيًا منهم.
وأكاد أقسم أنني أستخدمهم جميعهم -وليس كلهم-.

...

فاكرة طشاش إني زمان كنت مليانة طاقة إيجابية خليتني آخد كورسات تنمية بشرية وأقرا كتير في الموضوع، وأروح هنا وأروح هناك. حبة حبة الطاقة فضلت تقع مني في السكة قدام كل موقف احتاج مني تعامل حكيم، لحد ما خلصت كلها وبقيت ماشية شايلة فوق قلبي طاقات سلبية من تُقلها دلوقتي مبقيتش قادرة امشي خطوة واحدة.

...

كالنائم الذي لا يجد جنبًا مريحًا للنوم، يقضي ليلته في التقلب بين اليمين واليسار، والظهر والبطن، والتفكير بانه لن ينام أبدًا بعد اليوم.
كالطائر الذي ضيّع سربه، فقضى عُمرِه وحيدًا، يخفي جسده في الظل خوفًا من أن تأكله الكائنات الأعلى في تصنيف الكائنات الحية، وشوقًا للإنتماء والحماية.

...

كانت جدتي تحكي لي أيام المدرسة حكايات عن بنت جميلة اسمها هبة، سعيدة، تفعل ما يستحق أن يروى في حكاية لفتاة صغيرة.
كنت وهي نلعب الورق، وكانت -قبل أن يضعف نظرها- تكسب بسهولة، حتى إذا ما أخذ نظرها يضعف بالتدريج وبدأت تستعين بي -أنا خصمتها- في معرفة ورق اللعب الذي معها، كنت أنا من يكسب الدور كل مرة، ولا أتذكر أنها كانت تستاء، حتى إذا ضاع نظرها تمامًا، فلم نعد نلعب سويًا، وكفت جدتي عن الحكي أيضًا بعدما ضعف سمعها بالتدريج حتى انعزلت عنا تمامًا.

...

كمثل فتاة وقفت في ميدانٍ عام، وأخذت تصرخ بكل ما بها من قوة، فلم يلتفت إليها أحد.

...

قلبي: أنا تعبت، شوفيلك حل.
عقلي: أنا تعبت مش هأفكر في حاجة، اتصرفي انتي.
الدنيا: لأ مفيش حاجة اسمها بريك، هتفضلي تاخدي على دماغك كده.
أنا: ...

...

لم تعرف أمي عني شيئًا في الواحد وعشرين عامًا بأكملهم سوى ما يعرفه الجميع. أقصد أنك لو سألتها عن لوني المفضل، أكلتي المفضلة، إلى من أحب أن أستمع، ما الأفلام التي لا أمل من مشاهدتها ابدًا، ما آخر فيلم شاهدته في دور السينما، من هي صديقتي المفضلة، وهل أعشق شابًا ما، وما هو شغفي الخاص، لن تعرف. لن تعرف إجابة واحدة حتى. حتى وإن سالتها كم ساعة أنام في المُعتاد، لن تعرف.
أما عن أبي، فأنك لو سألته في أي عام دراسي أنا، لن يعرف.

...

الفرق بين العِشق والإنبهار، كمثل الفرق بين هواء النسيم البارد في الصباح، وهواء المُكيّف الُمزيّف.
العشق رزق، لا نتدخل فيه ولا نوجهه.
أما الإنبهار فهو إصطناع بشري تمامًا لا يخلو من زيف وتعظيم لا مُبرَر.

...

شعور المرحلة: السجن.
كنت حلمت من فترة إني مسجونة، وبررت ده بإن عقلي الباطن شايف -بشكل او بآخر- إني مُذنبة، وصاغ ده في حلم بإني أستحق العقاب بالحبس.
أما لى أرض الواقع، فالسجن بقى في كون مفيش حد موجود علشان ينزل يفطر معايا ونحلي بـ سينابون، مفيش حد موجود علشان أكلمه الساعة تسعة بليل وأنا بأعيط وبأتنطط 40 مرة ورا بعض وبسرعة علشان مُحبطة ومُكتئبة،فيقفل معايا وألاقي الباب بيخبط. ومفيش حد موجود علشان ياخدني السينما اول يوم العيد، ودي أسوأ حقيقة ممكن اواجهها في حياتي... بعد النتيجة على طول.

...

غيّرت رقم هاتفي منذ سبعة أشهر، أو ثمانية، لا أعرف. لكنني عرفت أن من يحرص أن يتواصل معي لا يزيدوا عن عدد أصابع اليد الواحدة.

...

على نقيض سلوك الفتيات المعتاد بحب النظر في المرآة، كانت تكرهها. وإن اضطرت للنظر فيها لدواعي تهذيب المظهر العام، تظهر عابسة الوجة، حتى إنها نسيت كيف كانت إبتسامتها وتعابير وجهها فيما سبق. ولأنها تخاف الكاميرات والتصوير، لا تعرف تطورات شكلها في العشر سنوات الأخيرة، غير أنها ليست جميلة بالقدر الكافي.

...

"يا صديقي الحياة بسيطة جدًا، هي صعبة فقط لأنك لا تصدق ذلك." #عمر_طاهر
وهذا بالضرورة ينقلنا لتساؤل: كل ده وهي بسيطة، أُمّال لو كانت صعبة يا برما؟

...

واعف عنا .. واغفر لنا .. وارحمنا ..