الخميس، 24 أبريل 2014

وقفة تحرير سيناء




أعصابي تعبانة، لدرجة انها بتنطور كيميكال ترانسمترز في كل حتة في جسمي، لحد ما بقيت عاملة زي الجيلي، روحي بتترعش.

----------

الله يرحم الراجل اللي كانوا شايلنه في صندوق معدن وبيجروه بره مستشفى القصر العيني، ووراه تلت ستات بيصوتوا، ربنا يغفر لهم الصويت ده كله وميعذبش الميت بيه، ومنظر الست اللي بتجري عليه / على الصندوق وبتصوت، هيفضل في بالي كتير، ربنا يرحمه ويرحمهما ويرحمنا جميعًا، بس هي ليه كانت بتصوت أكتر ما بتعيط؟ يعني الواحد لما بيتعصب بيزعق ولما بيتصدم بيعيط، هي ليه كانت متنرفزة أكتر ما زعلانة؟
وليه أنا عارفة إني مبستحملش وبرضه وقفت أراقب المشهد بتفاصيله، وكأني بأختبر نفسي وأشوف هأنهار ولا لأ، كأني بأقول لنفسي: "انتي هتشوفي المناظر دي كتير، شايفة؟ إنتي هتعيشي فيها، متخيلة المأساة؟"

----------

شكرًا يا رب إني معنديش إخوات، شكرًا إن كل حاجة بتاعتي لوحدي مهما كانت صغيرة، وإني مفيش حد يشاركني في حياتي، شكرًا على الونس من غير إخوات.
أنا مبحبش أحكي عن حاجة بأعملها لحد أصلًا، بأخاف من المقاطعة يمكن، الحسد جايز، مبحبش أقول لحد عني حاجات كتير أوي كده، لا وهي بتتعمل يمكن متكملش، ولا لما بتتعمل علشان أوانها بيبقى فات.

----------

كل الناس بتتدخل في حياة كل الناس بطريقة تضايق كل الناس. مواقع التواصل الإجتماعي اللي المفروض تقربنا من بعض دخلتنا جوه بعض لدرجة اننا كلنا بقينا شخص واحد ليه اهتمامات واحدة بيسمع فيروز وبيشرب قهوة وبيحب الأندرجراوند والحياة كلها بقت ماينستريم. بقينا نسخ ماشية على الأرض، مفيش أي حد مميز عن التاني، حتى صورنا بقت شبه بعض، كلنا بنتصور بنفس النظرات في نفس الاماكن وبنفس الطريقة، كلنا بقينا بنتصور علشان نحط الصور على مواقع التواصل الإجتماعي اللي حبستنا جواها وبقينا بنعيش حياتنا من خلالها، مبقاش فيه حد بيكلم حد علشان يرغي معاه لأنه متلأح طول اليوم قدامه ع الواتس آب والفيسبوك، لما بتكون على تويتر حالتك المزاجية بتتأثر بما يسمى التايملاين، الناس كلها بتتكلم في نفس ذات الموضوع في نفس ذات الوقت.

طب وبعدين؟ منقدرش في الوقت الحالي اننا نستغني عن مواقع التواصل الإجتماعي دي لأنها تعمقت في حياتنا بشكل خلّى دراستنا وشغلنا مرتبطين بيها، وأخبار كتير بقينا نعرفها بس من عليها حتى قبل ما تتقال في أي نشرة أخبار في أي حتة. منقدرش نستغنى عنها طبعًا، لكن أكيد فيه بديل.

هنعرف امتى ان المسئولية اننا نكون مبسوطين وشاطرين بتقع علينا احنا مش على حد تاني؟

----------

أنا خايفة أوي، ومرعوبة، ومكسورة، وحاسة إني مش حاسة بحاجة وده محسسني بالضيق، وعندي إحساس إني بأتلاشى وبأدوب، زي الملح في كوباية ميا، أو بأنشف زي نفس الملح اللي في كوباية المية لما هيتحط في الشمس والمية هتسيبه وتتبخر، عامةً أنا مش مظبوطة، فيه جوايا ألم غريب مش عارفة أوصفه، ربما هو ألم إفتقاد، وربما  هو ألم حنين، أو ألم للحزن على ان مفيش حاجة نفتقدها ونحن لها.

أنا بأخلص في آخر أيامي كفتاة عشرينية واقفة في نُص حياتها بكل ثقة وبتبتسم وبتطلع لسانها للدنيا وهي عارفة إن الإحتمالات في صالحها وإنها هتعرف تعيش شوية كمان لو ربنا أذن بكامل قواها العقلية والجسدية، هتعرف تعمل كل الحاجات اللي عايزة تعملها، ومفيش حاجات كتير ممكن توقفها أو تمنعها. وبأتحول ببطء لشابة كبيرة دخلت في مشوار التلاتين، السن الرخم في الحياة، بتاع الشغل والتعب والمرمطة واختيار طريق هنعيش فيه لحد ما نموت غالبًا. أنا عايزة أتنيل أشوف هأعمل ايه في باقي السنين اللي هأعيشهم في المخروبة دي، هأتنيل أعمل ايه في حياتي، انا مش مقتنعة خالص بالمناسبة إني في طب، أنا مش شايفاني دكتورة، ولا شايفاني أي حاجة في الدنيا. أنا عايزة أمدد على الأرض وابحلق في السما الأيام اللي فاضلالي من عمري كلها لحد ما أموت وأتحلل وأبقى تراب.

----------

"ولو ننسى مشاعرنا نكلم مين يفكرنا؟"
علشان كده الكتابة مهمة يا عزيزي، احنا ملناش غير بعض، والكلام اللي كتبناه بإيدينا هو اللي بيفضل معانا على طول.

"يا طول عذابي في بعدي عنك .. يا كتر ما بأعاني.."
يا رب .. يا رب بس تكفي وتغني.

يا رب.

--------------------------------------

ملحوظة 1 : بُكره -عيد تحرير سيناء- هو عيد ميلاد أمي، واللي ناوية أجيبلها هدية حلوة، بس نودي الكسل فين ونجيب منين الصحة؟

ملحوظة 2 : أنا محتاجة أبعد عن هنا شوية، شوية كتير.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق