الأحد، 27 أبريل 2014

رسالتها

  • بعثت إلىّ :



    عزيزتى هبه,
    يا رفيقة الكفاح ال ناقصه شوية كفاح..
    كنت اود ان اكتب اليكِ تلك الكلمات الحائره فى خطاب ينضم الى اَخَواته من خطابَتِنا ..لكنّى اعلم ان الكلام يفقد معناه اذا قيل بغير وقته, و أنا اشعر ان الآن وقته. اكتب اليكِ قبل ان انام.. لأننى افتقدُكِ, افتقِدُنى, وافتقِدُنا.. افتقد تلك الروح التى كانت لدينا فى تلك الايام التى كنت اكتب لكى فيها قبل ان اغمضُ عينى لأنام وانا مُتشوقه لأن يأتى الصباح لأفتح عينى أول شئ على ردِّك ليكون نافذه اطُل منها -بكل ما بنا من امل- على يومى الجديد ..فتكونى اول و اخر شئ فى يومى .. وما يعينُنى على ما بينهما..
    الان, نحنُ نقف قى نفس المكان ..فى نفس المشهد ..مُحاطين بنفس الاحداث ..ولكن, بنفسٍ مُنقطِع وأحلام مُبعثره واهداف مفقوده ومستقبل دون ملامح وذكرى لنفسٍ المشهد بنهايته التى لا نعلم كيف ذهبنا اليها بأرجُلنا ثانيةً.. وكأننا لم نكن نعلم العواقب, وكأننا لم نكن نعلم ان الوقت يداهمنا فى تلك الحياه وكأننا لم نكن نعلم انه لا يمكننا انتظار الوصول الى مكان اخر من نفس الطريق الذى اضلنا من قبل, وكأن شيئاً لم يَكُن ..
    ولكنّى يا صديقتى - وبرغم كل ذلك - لدّى بقايا امل سأتشبث بها .. أملٌ فى نفسى التى لم أعُد اؤمن بها, املٌ فى تلك الدنيا التى تصر مراراً وتكراراً على سلب كل ما لدى من امل .. املٌ فى غدٍ لا اعلم ان كان سيأتى .. وأملٌ كبيرٌ وثقة بخطة الله لنا ..
    هل تتذكرين تلك الفتره من عامٍ مضى؟ .. ان كنت لا تتذكريها فلتنظرى حولك. وان كنتِ لا تتذكرين ما حدث بعدها و كيف مر مثل ذلك الشهر فلنستسلم للاحباط واليأس مثل المرة الماضيه و سنتذكر تفصيلاً ما حدث..
    ما بى من بقايا امل مهدد بالفناء فى اى لحظه.. واعلم اننى علىّ ان " ابلّه و اشرب مايته" ان لم انهض الان و ابحث عن طريقاً مختلفاً لاسلكه.. ان لم انهض الان وافعل اى شىء ..
    صديقتى, تكرر المشهد لأننا لم نتعلم الدرس جيداً, فلندركه سريعاً الان قبل ان يدركنا.. هدأى من روعك وتعاملى مع ما لدينا الان من معطيات .. تذكرى هدفك فى ان تكونى دكتوره نفسيه و تفتحى مركز المرأه و الطفل,انت تستطيعين فعل ما تريدين.. ان اصابك الشك ف ان هذا ما تريدين ..فلنجعل هدفنا ان شبابنا الذى سنُسئل عنه, الله اعلم بكل ما بداخلنا من تيه..فلنقرر المحاوله باخر ما لدينا من نفس حتى نستحق هدايته. تذكرى كل الاوقات الصعبه التى مضت .. هو وقت سيمضى مثله مثل غيره فلنجعله يمضى كما ينبغى ان يكون ..فلنجعله يمضى على اكمل وجه..
    مازلنا على قيد الحياه .. فلنحيا.. نفذت طاقتنا. فلنعد ملأها من تلك الشمس التى تشرق ايذاناً ببدء يوم جديد .. ومن يقيننا بأن الهادى سيهدينا..
    لم اعد اعلم ماذا اقول..

    ريم أحمد عبد اللطيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق