الخميس، 27 مارس 2014

الرؤية الأخيرة (أشباه قصص قصيرة)



تأملتـه بكل مـا بهـا من أعيـن، على الشاشة السوداء، فهـى تعلـم أنهـا المرة الأخيرة ..
رغبـت في أن تُخزّن صورتـه في ذاكرتـها .. لتتمكـن من أن تستدعيهـا لأطول فترة ممكنة ..
كانت لحظة من اللحظـات الثي يتوقـف عندها الزمن ..
كان هـو كل ما تمنتـه من الحياة .. وكأن الحياة أبت أن تُعطيهـا ما تمنت كـاملاً ..
ولو كانت -الحيـاة- منعتـه عنهـا من البدايـة لكـان أهـون لهـا،
بدلًا من أن تمنـيهـا بـِه، ثم لا تحـصل عليه .. بل وتحيـا بألـم فقدانـه ..
لـم تكن قد تكـونت له ملامـح بعد، لكنهـا هي كانت قد رسمـت له صورة في خيالهـا ..
تخيلـته بوجـه يجمـع سمـات وجههـا هي وأبيـه معـاً ..
أسمـر بعيـون عسلية وشعـر أسود .. له إبتسـامتهـا .. وصـوته ..
سعـادتهـا بـه كانـت تكبـر معـه كلمـا نـمَا بداخلـها ..
كبـرت -سعـادتهـا- لدرجـة لم تجعلـها تتحمـل حقيقـة إنه لن يـأتي إلى الحيـاة ..
لم تستـطع التفكـير .. لم تستـطع حتى أن تـُدرك بم تشعر ..
كـل ما فعلتـه هو النظر إلى صورته وتسمـرت عينـاها المليئتين بالدمـوع ..
لكـن القرار كـان حتمـي ..
"آسفيـن يا مدام، إحنا لازم ننهـي الحمـل حرصـًا على صحتك" ..

5-12-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق