- كمئات -بل كآلاف- الأيام التي مضت من عمري، لا شىء جديد، لا شىء مهم.أسرد بعض الأحداث التي تكدر صفوي، أو كلمـات كررتها عشرات المرات من قبل، ثم ماذا؟ ثم لا شىء.
- أظل بإنتظار تلك الحياة المختلفة كليًا عن حياتي الآن .. أظل بإنتظار الأحلام التي ترفض المغادرة إلى أرض الواقع .. أظل بإنتظار العصا السحرية التي ستبدل كل شىء .. أكرر نفس الأفعال وأنتظر نتائج مختلفة، أصبّر نفسي وأهون عليّ بأن دوام الحال من المحال ولابد من يوم تسير فيه الأمور كما تمنيت دومًا، لكنني لا أدري أكان ذلك إيمانًا صادقًا أم كلمات نابعة من يأس مدقع.
- لماذا تفقد الأشياء معناها بالتدريج؟ أذكر أن بعضها كان كافي لإدخال السرور على قلبي لأيام، أما الآن فكل ما تسببه لي هو إبتسامة قصيرة المدى. حتى إنني أخشى بمرور الوقت أن يصبح كل ما تجلبه لي هو مرارة الحسرة على سعادة مضت، لا أضمن تكرارها، وأتأكد من أنها قد ذهبت للأبد.
- حتى الطموح، والأهداف، والنجاح، والأمل، وكل تلك المعاني التي كانت تعني شيئًا ما يومًا .. أصبحت تكرارية ومملة حد الثمالة .. فقدت بريقها وانطفأت .. حتى لبث النجاح والفشل أمامي طريقان سويان يمتدان في كل مفترق طرق، فلا أكاد أجزم أي طريق أود أن أسلك.
- أما عن البشر، فأنا الآن في حيرة من أمري، من بدأ بالخذلان؟ من الذي اعتزل الآخر؟ حتى وقت قريب كنت أظنني من اتخذ القرار بالإبتعاد وأن أنأى عن تفاهات البشر .. لكن سؤال بسيط جداً مر على ذهني يومًا .. "ماذا لو أن عالم البشر هو من لفظني؟"
- لقد وصل بي الحال إلى أنني لم أعد أدري هل عقلي هو من يتحكم بي أم أنا من أتحكم به؟ هل أنا أفكر الآن أم أن التفكير هو من يتخذني كفعـل؟ هل تساؤلاتي نابعة من ذاتي أنا أم التساؤلات هي التي تفرض وجودي على هذا العـالم؟
- والنهاية؟ دعيني أصارحـك إن حقيقة أنه "لا نهـاية في الوجـود" فكرة مـُرعبة بالنسبة إلي!كوني لن أنتـهي أبداً .. قد وُجـِدت ولا مفـر من ذلك .. سأستمـر في الوجـود إلى الأبد .. هذا لا يطـاق.ولو أنني سألتمـس عـُذرًا مـا للملـحدين في معتقـد من معتقـداتهم، سيكـون أنهم لم يستطيعـوا التعامل مع فكرة "الوجود الأبدي" تلك .. وجدوا أنه من الأسهل كثيـراً لو عـاشوا أيـامهم المعدودة على الأرض مع فكـرة الإنتهـاء يومـاً مـا .. يومـاً مـا سيواريهـم الثرى وتنتهى القصة وتكتب كلمـة "النهاية" فى قصة حيـاتهم وهذا كل شىء.
- لكن لأكون موضوعية ومُنصفة، ما يبقيني على قيد الحياة هي نفس تلك الفكرة التي أرتعب منها.ما يمنعني من الإنتحار -بعد خوفي من الله- هو أن "ليست الدُنيـا كل شىء" .. إنهـا مجرد رحلـة .. مرحلة في حيـاتك .. هناك الحياة الدائمـة التي سنعيـش فيهـا حقًا .. إننا لا ننتمي إلى هنـا على كل حـال.
- ما يشد من أزري في الفترات الصعبة -والتي تطول بطـول عُمـري- هو أن كل شىء لـه جزاء .. دائمـاً ما هنالك أمـل في "التعويـض" .. أحتسب ذلك عنـد ربي .. وهكذا، تصير الحيـاة أفضل حتى ولو لم يتغيـر أي شىء .. تصير الحيـاة أفضل لأنني أصبح أكثر قدرة على التحـمل.
- ماذا عن التغيير؟أتسـاءل لو أن الله قد خلق البشر بطباعـه تلك وصفـاتهم تلك، لمـا يكن من المفترض أن يحـاولوا التغيير للأفضل؟ولو أن الله قد خـلق البشر مجرد نمـاذج مماثلة، وعليهم أن يقرروا أي دور سيلعبـون "الطيب" أم "الشرير" .. لمـا يحتاج العالم إلى كل تلك النماذج؟لا أعلـم ماهية الفطـرة .. ولا أفهـم فكرة ان يكون الشخـص بلا شخصية حتى يقرر من يريد أن يكون.
- لطـالما آمنت أن "الكلام أسـوأ وسيلة للتعبيـر" .. لكنني لا أمتلك سواها.الكلمـات خائنـة.تدور برأسـك فكـرة تشعـر أنها عظيمة، رائعـة، فقط لو أنك تستطيـع التعبير والإفصـاح عنهـا بالكلمـات الملائمـة، تبحث في قاموسـك الصغيـر عن المناسب ممـا تعرف من كلمـات .. تضعهـا متراصـة في جُمـل قد تطول وقد تقصـر .. لا تلبث أن تعيـد قراءتهـا على نفسـك حتى تدرك مدى سفاهة المكتـوب. ثم تقع في حيرة من أمـرك، هل كانت الفكرة تافهة حقًا؟ أم أنني فقد لم أحـسن التعبير؟
- هذه أنا .. أبدأ الجمـل فقط لا أنهيهـا .. أترك بعض النقـاط في آخـر كلامي .. أتساءل فقط دون أن أبحث عن إجابات، وكأن التساؤل نفسـه هو ما يعنيني .. هو غايتي وهو ما يُـرضيني.أعشق البدايـات، وأمقت النهـايات. أتمنى لو أن حيـاتي كلهـا روايـة من مئات الفصول، مليئة بالأحداث، ونهـاية مفتـوحة.أكره المقدمـات، إمـا أنهـا تحرمني من غمـوض البداية، وإما من إثارة ما قبل النهـاية.متناقضة أنا لدرجة لا أقدر على وصفها، لدرجة أن الوصف نفسه قد لا ينطبـق عليّ فرط تناقضـاتي .. والتي تقـارب حد الإتـزان.أشعـر أحيـاناً وكأنني أختبىء من نفسي بداخلـي.
- كل
الإمتنـان للكتـابة، فلطـالمـا كانت الطريقـة الوحيدة التي تمنحنـي
المعرفة بمـا يدور بداخلـي، أفكـاراً لم أعرف يوماً أنها هناك، بداخل عقلي.
الخميس، 27 مارس 2014
هذه أنا
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق