الخميس، 27 مارس 2014

رسالة مسجلة بعدم الوصول (أشباه قصص قصيرة)



صديقي العزيز،
لطـالمـا كُنت هنا .. تعلم عنِي أكثر مما أعلم أنا .. تساندني دومًا دون مقابل، نتشارك أحلامنـا سويًا منذ نعومـة أظافـرنا ونرسـم المستقبل في صورة زاهيـة الألوان تجمـعنا بمكـان واحد .. لم يكن هناك مجال للفراق، لا مجال للخيانة، للألـم، للحـُزن، فقط كان هنالك شيئًا يجعل من كيان كل منا كيانًا واحدًا .. سعيـدًا.
كان كـل منـا لا يحيـا حياة واحـدة، بل إثنتان.. كنـت أعيش فيـك وأعيش بـك.
هل تذكر ذات مرة حين تصارعنـا من أجل شيء لم أعد أذكره، ثم تصـالحنا بعدها بدقائق متناسيين سبب الخلاف إلى ذلك اليوم ..
كـان ذلك هو خلافنـا الوحيـد..
أتذكر تلك السـاعات التي أمضيناهـا في الحديث عن أي شيء، وكل شيء؟
أتذكر ذلك الوعد -غير المنطوق- بأن نظل "أصدقـاء إلى الأبد" ؟
أتذكر الدمـوع والإبتسـامات؟
لا أصدق كيف إنني لا أمتلك لك صورة واحـدة الآن .. كل ما تبقى في ذاكرتي ملامـح، وكأنني أسير في طريـق مليء بالضباب فأراهـا تبدو لي من بعيـد ..
لم تُخبرني أنك سترحـل يومـًأ ..
لم تقـل لي إن الفراق محتمـل ...
لم تُخبـرني ماذا سأفعـل في غيابك ....
لم تقـل لي إنك من الممكن أن .. تموت.

4-11-2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق